• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-17-2024

القنصلية : تعويضات خادم الحرمين ستشمل جميع الضحايا بما فيهم السودانيين ... ( كفر و وتر ) تكشف اسماء ضحايا سيول جدة وترصد الدمار الذي حل ببعض الاسر ... ( حيمور ) جرفه السيل من داخل ورشته وجثته ما زالت ضائعة !!!

القنصلية : تعويضات خادم الحرمين ستشمل جميع الضحايا بما فيهم السودانيين ... ( كفر و وتر ) تكشف اسماء ضحايا سيول جدة وترصد الدمار الذي حل ببعض الاسر ... ( حيمور ) جرفه السيل من داخل ورشته وجثته ما زالت ضائعة !!!
 كفر و وتر / جدة / سحر جمعة /

ارتري رمى بطفليه في مجرى السيل طمعا في مليوني خادم الحرمين
خلفت الامطار والسيول الاخيرة التي ضربت منطقة جدة غربي المملكة العربية السعودية كثير من الاثار المادية والنفسية بالنسبة لأهالي وساكني المنطقة ، والمتجول في المدينة هذه الايام يلحظ وبوضوح شبه انعدام لمظاهر الفرح في اجزاء كبيرة من المدينة الشامخة والمعروفة على مر التاريخ بحركتها الدؤوبة واجتماعياتها الواسعة ، بل وصل الحزن لدرجة اتخذت معه عدد من العوائل التي تقطن المدينة قرارا بمنع دخول الصحف المحلية إلى البيوت رغبة منها في تخفيف أي اثأر نفسية تلحق بالأطفال والنساء جراء مشاهد صور الموت الفاجع ، (كفر و وتر) تجولت داخل عدد من احياء المدينة رغبة منها في القاء الضوء على المتضررين من المقيمين السودانيين في المدينة والذين يشكلون الاغلبية بين بقية الجاليات التي تحتضنها ارض المملكة العربية السعودية ودحضاً لكثير من الشائعات التي انطلقت هنا وهناك حول وجود عدد كبير من السودانيين بين القتلى والمفقودين جراء السيول الاخيرة .
وحتى نقطع الشكل باليقين كان لقاءنا اولا بالجهة الرسمية المناط بها تمثيل السودان في هذه الديار وهي القنصلية السودانية في جدة
حيث كان اللقاء بكل من عبدالكريم يوسف نائب القنصل ومحمد احمد الحاج مدير الجوازات بالسفارة ، يقول نائب القنصل \" عايشنا بالم بالغ الفاجعه الاليمه التى المت بمدينه جدة والتي خلفت اثراً بالغا على كثير من السعودين والمقيمين الغنى منهم والفقير \" ، لافتا الى ان الكارثة حلت على كل القاطنين في المناطق التي جرفتها السيول خاصه منطقه شرق وجنوب جدة والتي يقطنها كثير من الاسر السودانية ، واكد السيد القنصل ان الذي وصلهم بصفة رسمية حتى الان من الجهات السعودية المختصة ان هناك سودانيا واحداً توفى جراء السيول يدعى ( على الخضر حيمورة ) ويبلغ من العمر 60 عاما ، مشيرا الى ان الفقيد كان يعمل حارسا في احدى الورش قبل ان يجرفه السيل هو وثلاثة اخرين من جنسيات مختلفة يعملون داخل الورشه نجا منهم واحد فقط والباقين مازالوا مفقودين حتى الان بما فيهم السودانى ، واضاف يبذل الدفاع المدني السعودي والجهات المختصة هنا قصارى جهدهم في العثور علي المفقودين متوقعا ان تصلهم اشارة خلال اليوم او غداً تفيد بالعثور علي جثمان الفقيد خاصة بعد ان استطاع الدفاع المدنى تفريغ اكبر الحفر التى تجمعت فيها المياه والجثث و السيارات التى جرفها السيل .
من جانبه اكد العقيد محمد احمد الحاج مدير الجوازات بالسفارة انهم ظلوا يتابعون الموقف لحظة بلحظة منذ اليوم الاول للكارثة ، مشيرا الى انه وبحكم موقعه كمسئول عن الجوازات والهجرة على اتصال دائم بادارة الجوازات السعودية حتى يطمئن على احوال السودانيين المقيمين ، وعاد نائب القنصل بالقول \" بالنسبة لمسألة التعويضات نحن نثق تماما في السلطات السعودية وعلى يقين ان ما يجرى علي المواطنين السعوديين من ناحيه التعويضات سيجرى كذلك علي المواطنين سواء السودانين او غيرهم \" ، مشيرا الى ان القيادة السعودية معروفة وعلى مر التاريخ بدعمها للمتضررين في شتى بقاع العالم فكيف سيكون الوضع والضرر هذه المرة وقع داخل الاراضي السعودية ، مشيرا الى ان العلاقات السعودية السودانية ضاربة بجذورها في اعماق التاريخ وستظل كذلك الى ما شاء الله .
وحتى يكون قراءنا الكرام في كامل الصورة لم تكتفي (كفر و وتر ) فقط بحديث الجهات الرسمية ... بل انتقلت الى داخل منازل عدد من الاسر السودانية المتضررة حيث تحكي ( فاطمة . م ) وهي ربة منزل رفضت ذكر اسمها والتصوير لاسباب قدرناها تماما \" كنت واسرتي الصغيرة نستمتع بزخات المطر من نافذة شقتنا المطلة على الشارع من الدور الارضي ... كان لدي طفلين صغيرين يشاهدان منظر هطلان المطر من خلال النافذة الى ان قطع علينا صوتا غريبا المشهد فجاءة ... سمعت ضربا شديداً علي الباب .. لم تمر سوي ثواني معدودات على ذلك الضرب الا وكميات من المياه المحملة بالطين والاخشاب تغمر البيت بكامله ... احتضنت طفلي وانا ارى انبوبة الغاز التي كانت داخل المطبع تسبح في الماء وتتلاطم مع حائط وجدران المنزل ... منظر رهيب ( تحكي وعيناها تدمعان ) طقم الجلوس والثلاجة كلها اصبحت في رمشة عين عند باب الشقة تتسابق للخروج الى الشارع من هول منظر المياه في الداخل \" ... نسيت ( فاطمة . م ) من هول المفاجأة ( على حد تعبيرها ) الاتصال على زوجها الذي كان في العمل تلك اللحظة وعندما فكرت في ذلك كانت المياه قد قضت على كل شيء داخل الشقة ... اخذت تصيح باعلى صوتها جامعة طفليها في حضنها ومنزوية في ركن بعيد من اركان الشقة الى ان اغاثها الجيران بعدما تكرر صياحها مرات عدة واخذوها مع ابنيها الى اعلى السطح الى ان عاد منزلهم \" كان ذلك حديث ( فاطمة . م ) الا ان ما شاهدناه داخل المنزل من دمار وخراب يفوق بكثير حد الوصف ولن تستطيع كاميرتنا رصده كاملا حتى وان سمحت لنا بالتصوير \" .
وكشفت تفاصيل جديدة افصحت عنها عدد من وسائل الاعلام السعودية اليوم الخميس ان علي الخضر حيمور ليس هو الوحيد الذي لقي حتقه جراء سيول جدة من السودانيين المقيمين هناك فقد كان هناك سوداني اخر اسمه معاوية علي محبوب علي (51) عاما ضمن 118 مفقودا اخرا اغلبهم من الجنسية السعودية ، ولم يتسنى لنا في ( كفر و وتر ) معرفة أي معلومات شخصية عنه .
ولأن شر البلية ما يضحك فلم تعد تكتفي المفارقات بذكر حوادث الموت التي تسبب فيها سيل \"الأربعاء الأسود\" بل نكأت الإنسانية في مقتل تلك القصة الأخيرة التي تتداولها بعض المجالس في جدة وتناقلتها الصحافة والإعلام السعودية وعلى \"فيسبوك\" عن مقيم إريتري دفعه الطمع بحسب ما تناقل- إلى إلقاء اثنين من أطفاله في بقايا السيول التي ضربت المدينة ليلقوا حتفهم أملاً في أن يحصل على تعويض مليوني ريال كما هو مقرر لضحايا السيول.
وتمكّنت الجهات الأمنية من اكتشاف فعلته بعد أن تقدم بقلب بارد للإبلاغ عن غرق اثنين من أطفاله العشرة وأحالته للتحقيق فيما كشفت معلومات عن أنه يقيم في المملكة منذ فترة طويلة.
ويتناقل الأهالي كذلك حسب ( صحيفة الحياة ) حكاية عن أسرة تواعدت مع بعض الأقارب للنزهة على البحر مع بدايات المطر الخفيف في صباح الأربعاء نفسه غير أنه وعلى بعد مسافة قريبة من مسار السيل حيث كان أطفالها يلوحون من نوافذ السيارة توقف الأب فجأة وهو يرى تزايد منسوب المياه وحاول الاستدارة لخط الرجعة يريد سلوك الخط السريع ليفاجأ باتصال خال الأسرة وهو يطالبه باللحاق به فقد جرف السيل سيارتهم.
وما هي إلا دقائق معدودة تحولت فيها استغاثة الخال لطلب السماح والوداع ليختفي صوته إلى الأبد. بعدها حاول الأب النجاة بأسرته، كما تقول (أ.ع) عن زميلتها التي روت لها الحكاية أن الشباب الذين هبوا لنجدتهم تمكنوا من إخراج أختها الصغيرة وإنقاذها وبدأت تصيح بلا شعور، وتروي بقية الحكاية أنها بدأت بالنزول من السيارة والجري مع بعض أشقائها الصغار وبدأ السيل يجرفهم قليلاً قليلاً ورأت الموت قبل ان تتعلق بغصن شجرة ويتدخل بعض الحاضرين لانتشالها وبقية أشقائها، لم ينتهِ الأمر من دون خسائر فقد فقدت الأسرة الأم، فيما تؤكد أنها شاهدت شبح الموت يختطف المئات أمام عينيها.

ورغم كل ما حدث تبقى لجدة لياليها الحسان وعلى كورنيشها الجميل يحلو الجلوس والسمر رغم فظاعة الكارثة ، ويبقى التاكيد هنا على الجهد الكبير الذي بذلته السلطات السعودية في مداواة الجرح بدأً من الهبة السريعة لانقاذ ما يمكن انقاذه وومرورا بقرارات خادم الحرمين بخصوص تعويض اسر الضحايا وانتهاء بلجنة التحقيق التي كونها الملك حتى يتحمل كل صاحب مسئولية مسئوليته في ما حدث !!! كما يجب علينا كذلك التقدم بجزيل الشكر للقنصلية السودانية بجدة التي فتحت ابوابها لنا وتحدث لنا المسئولين فيها بصدر رحب وهو ما مكننا من اخراج هذا التقرير الذي نأمل ان يكون قد وضعكم في قلب الموقف.. وفي انتظار تعليقاتكم وملاحظاتكم حتى تكتمل الصورة .



*الصورة للفقيد علي الخضر حيمورة .
امسح للحصول على الرابط
 0  0  4728
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

تعرف على تصنيف نتائج الدورة الثانية للمدربين والاندية للممتاز تصدر المدرب ايمن دامبا مدرب هلال الساحل في الدورة الثانية للممتاز تصنيف وجاءت..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019