• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024

من زاوية أخرى

من زاوية أخرى
مجدي احمد النعمة  - خسارة الهلال أمام المغرب التطواني بهدف لصفر بإستاد الهلال بأمدرمان خسارة كارثية بكل المقاييس ؛ كان من الممكن أن تكون الخسارة خسارة عادية ؛ وتمر مرور الكرام بإعتبار أن للكرة ثلاثة أوجه نصر وهزيمة وتعادل ؛ وعلينا أن نتقبل النتائج بهذا المفهوم .
لكن للأسف لم يقدم الهلال أي كرة قدم في تلك الليلة ؛ كل الذي شاهدناه كان عك كروي بكل ما تحمل كلمة عك من معنى ؛ ولعل هذا هو سر إحباط الجماهير التي تدافعت من كل حدب وصوب .
كان أمل تلك الجماهير أن ترى هلال يهز الأرض ؛ هلال يبدع ويمتع ؛ هلال يجندل المنافسين ؛ هلال لا يقهر ؛ ولكن للأسف تفاجأ الجميع بأشباح داخل الملعب ؛ الأسود تحولت لنعامة ( لا بتهش ولا بتنش ).
الأخطأ التي حدثت في مباراة الهلال والمغرب التطواني أخطاء كارثية ؛ لا يمكن أن يقع فيها لاعب مبتدئ فكيف إذا كان اللاعب لاعب محترف ويلعب في نادي بحجم الهلال ويقاتل للتأهل للدور نصف النهائي .
دعونا نطرح تساؤل منطقي ماذا كان يفعل الجهاز الفني للهلال منذ إستلامه مهمة التدريب في الهلال ؛ وأين هي نتائج التدريبات والخطط والتكتيكات التي تدرب عليها اللاعبين إذا كان هذا العك هو السمة الأبرز في أداء الهلال في مباراة مصيرية مثل مباراة تطوان .
لعب الهلال مباراة المغرب التطواني بخطوط متباعدة كليا وغير متجانسة تماما ؛ وأعتمد الهلال على الإرسال الطويل من الدفاع للهجوم بدلا عن اللعب الممرحل وبناء الهجمة من الخلف ووضع الكرة على الأرض .
لعب لاعبوا الهلال على الواقف ولم يكن هنالك ضغط على حامل الكرة فلعب المغرب التطواني بكل أريحية ؛ ونفذ التطواني الخطة التي رسموها بكل براعة ؛ ساعدهم في ذلك بطء لاعبي الهلال وعدم قدرتهم على مجاراة الخصم وإفتكاك الكرة مما سبب ضغط كبير على مرمى مكسيم منذ ضربة البداية.
للأسف الهلال ( مجلس إدارة وإعلام وجماهير ) هو من وضع اللاعبين تحت الضغط لأنه طالب اللاعبين بضرورة الفوز على التطواني حتى يضمن التأهل بشكل نهائي ؛ ولا يدخل الهلال في حسابات التأهل المعقدة.
كان يمكن للهلال أن يضع تكتيك مغاير من تكتيك الفوز ؛ وهو تكتيك التعادل لأن النقطة كانت كافية لتأهل الهلال وكافية بنسبة 99% بالقضاء على كل أمال المغرب التطواني في التأهل للدور الثاني .
نقطة كانت ستجعل الهلال يدخل مباراة مازيمبي بخيارات مفتوحة منها الفوز والتعادل وحتى الخسارة من مازيمبي لن تكون نهاية مشوار الهلال في البطولة .
المغرب إذا فاز على سموحة وخسر الهلال من مازيمبي سيصبح الهلال والمغرب 6 نقاط وسموحة 3 نقاط ؛ فإذا أفترضنا خسارة المغرب من مازيمبي في لوممباشي وهذا منطقي ووارد وخسارة الهلال من سموحة ستصبح كل الفرق 6 نقاط وستكون الأهداف هي الفيصل .
إذن لو لعب الهلال على نقطة فقط أمام المغرب التطواني كان يمكن له أن يضمن التأهل بنسبة 95 % وبخيارات متعددة ومريحة ؛ وحتى الصدارة كانت ستكون هلالية لأن فوز الهلال على مازيمبي سيصعد به للنقطة التاسعة ويبقى مازيمبي بثمان نقاط وفي حالة فوز الهلال على سموحة ومازيمبي على المغرب سيتصدر الهلال مجموعته ب 12 نقطة .
عندما نتحدث عن إفتراضية النقطة فهذا يعني أن الهلال كان يمكن له أن يلعب المباراة بتكتيك مغاير عن الذي لعب به المباراة ؛ فقد بدأ واضحا أن المغرب بدأ المباراة مهاجما بقية إحراز هدف سريع يلخبط به حسابات الهلال ويشتت به الأفكار ونجح بالفعل في ذلك .
الطريقة التي أنهى بها المغرب التطواني المباراة( السقوط المتكرر على الأرض وقتل الوقت والمباراة ومحاولة إخراج لاعبي الهلال من جو المباراة ونرفزتهم ) كان من المفترض أن يكون هو الأسلوب الأمثل الذي يؤدي به الهلال منذ بداية المبارة وحتى نهايتها ( قبل ولوج الهدف ).
للأسف تعودنا الخسارة من الفرق المصرية وفرق شمال إفريقيا بهذا الأسلوب الرخيص الذي يعتمد على تضييع الوقت ونرفزة اللاعب السوداني لأنه لاعب عصبي ومن السهل إخراجه من جو المباراة .
لماذا لا نستفيد من كل التجارب السابقة ونستعين بها في مثل هذه المباريات ؛ إذن ماهي فائدة وجود الهلال بإستمرار في البطولة الإفريقية إذا كان غير قادر على الإستفادة من تجارب الماضي .
نقاط سريعة :-
الضغط المتواصل والسريع الذي بدأ به المغرب التطواني اللقاء من أجل إحراز هدف ينهي به اللقاء يعني أن المغرب التطواني كان يملك معلومة من جهة ما تقول أن الهدف يسكت الجماهير ويجعل المدرجات شبه خالية .
معروف عن الجمهور السوداني أن الخسارة تحول كل الإستاد لمدربين ومتفرجين ومنظراتية من الدرجة الأولى ؛ ويصبح التشجيع سب وإساءات شخصية وهجوم على اللاعبين .
لماذا سجل الكوكي الصيني في الكشف الإفريقي ؟ أليس من أجل الإستعانة به في المباريات الإفريقية ؟ إذن لماذا دفع الكوكي بنيلسون المصاب والبعيد عن المشاركات المحلية والإفريقية ( نيلسون كان مكتف وما قادر يجري أنا حسيت كأنه بجري في طين ).
تأخر الكوكي كثيرا في إجراء التبديلات ؛ كان من المفترض الدفع بالبدلاء منذ بداية الشوط الثاني حتى يستطيع الهلال قلب معطيات المباراة ؛ فأنا لا أجد سببا منطقيا في الدفع بوليد علاء الدين في الدقيقة 88 والهلال متأخر في النتيجة وفي حوجة للوقت .
كل اللاعبين العظماء أضاعوا ضربات الجزاء بما فيهم كريستيانو رونالدو وميسي وفان باستين وباجيو ؛ ولكن الطريقة التي نفذ بها نزار حامد ضربة الجزاء كانت كارثية وضياع الضربة توقعها معظم المتابعين ولكن الوحيد الذي لم يتوقع ضياعها هو نزار حامد .
طالبنا من قبل وناشدنا بضرورة الإستفادة من الضربات الثابتة والركنيات ؛ والإستفادة التي نطالب بها تأتي عن طريق التدريبات المكثفة ؛ ولكن كانت المفاجأة عدم التدرب حتى على ركلات الجزاء .
لاعب كرة القدم لاعب محترف وعليه الإلمام بكل تفاصيل مهنته وإلا ما معنى الإحتراف والمهنية ؛ لا يمكن أن يكون المشجع العادي مثقف وملم أكثر من لاعب كرة القدم والشواهد على ذلك كثيرة .
لم يكن هنالك أي مبرر للدفع بصلاح الجزولي في المقدمة الهجومية لأن اللاعب بعيد عن المشاركة والدقائق التي شارك فيها لم تكن كافية ؛ ألم يكن من الأفضل أن يبدأ بكاريكا في قلب الهجوم ويلعب بالشغيل ونزار في الإرتكاز وأندرزينهو وبشة ووليد علاء الدين في الوسط .
على العموم الهلال لم يخرج من المنافسة حتى الأن وكل خيارات التأهل والصدارة مفتوحة ؛ ولا أعتقد أن هنالك أي خوف من المنافسين ولكن الخوف كل الخوف على الهلال من الهلال نفسه .
مستوى الهلال حتى الأن لا يبشر بأي تأهل حتى وإن كان المنافس من فرق سيكافا ؛ إذا أراد الهلال التأهل لابد من وقفات ووقفات ولابد من معالجة الكثير من السلبيات التي صاحبت أداء الهلال .
حكم المباراة بدأ مهزوزا وكان متساهلا مع حالات السقوط المتكرر وإسلوب تضييع الوقت ولم تضغط جماهير الهلال على الحكم كما ينبغي حتى يستفيق الحكم من غفوته .
ضاعت على الهلال نقاط كانت في متناول اليد والسبب عدم إحترام الخصم وعدم القراءة الصحيحة للمباراة ولذلك وضح جليا أن الهلال لم يدخل المباراة بخطة واضحة .
امسح للحصول على الرابط
 0  0  4736
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

..................... .................... في اطار سعيها الجاد في تدعيم اللجان الادارية استطاعت مجموعة التجديد لجماهير نادي الهلال للتربية التي..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019