• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-27-2024

قصة قصيرة .. اللرق ....الطلقيت

قصة قصيرة .. اللرق ....الطلقيت
بقلم سيف الدين خواجة اللرق ....الطلقيت ! قصه قصيرة
اللرق كلمة موروثه لا احد يعرف مصدرها في جزيرة هاجنت اللغات والاجناس بامتياز وبسر سحري لا تعرف مصدره ايضا اهو الخصوبة ارضا وبشر ام هو سر تاريخي قديم يفوح عبقه وينسرب عبر الاجيال كجينات نتوارثه وعبر الاثير والاجواء كعطر ينسرب الي دواخل النفوس والوجدان فيبني هذا العمران من الحياة الزاخرة بالتنوع الثر المتحد في وحدة التراب من مصادر متنوعه ، هذا شئ محير في امر الناس هنا حتي تكاد لا تحس باي مشكلة تقع هنا ولا تعرف نفسك في علم او حلم واللرق موسم ثابت وفصل من فصول الحياة هنا لتجديدها علي كل الاصعدة ، الناس ، الحيوانات ، الارض ، المساكن كل شئ لابد ان يمس طالما انه بحاجة لذلك هو موسم الراحة التي لاتعرف الراحة وموسم التجديد علي القديم تراكم الخبرة والمعرفه وموسم الصيانه التي لاتعرف الكلل ولا الملل فيه التقاط الانفاس لمواصلة مسيرة الحياة علي طريقتهم ...هم لا يعرفون للاجازة معني غير العمل بصور مختلفه عن بقية مواسم (المسرات ) في السنه . هو موسم السعادة التي لا تعرف النوم... السعادة في كلمة حلوه في مقلب في عمل جماعي وهكذا هو موسم اعمال من نوع اخر وهو عادة ما يبدأ بعد الانتهاء من حصاد القمح ودرسه وكيله ورفعه حسب حصصه المعروفه لكل جهه معلومه ومن ثم حمل (تبنه ) وتكديسه كعلف للبهائم ، وحش جذوره (اللسد ) وربطه في شكل حزم ايضا كعلف للحيوانات وعندما يري الجميع ان كل الاراضي صارت خاليه تماما من اي شئ يصيبه الضرر تبدا الرحلة الحقيقية لموسم (اللرق ) عربيا الطلقيت وهو تعبير عن اطلاق كافة الحيوانات (بقر غنم ضان- جمال حمير خيول ذكور واناث ) لتسرح في الارض الواسعه تاكل مما علي الارض وتشرب بحريتها من البحر او مما تجده في حقن الجداول رئيسية او فرعية او علي الابار وهنا خصوبة الانعام بحرية الجينات وتبدأ خصوبة الارض بروث الانعام المختلط من شتي انواعها مما يكسب الارض مزيدا من الخصوبة من السماد الطبيعي بذوبانه بالشمس الحارقه مما يسميه الناس (الصيف الحنان ) او ان شئت الدقه الصيف الصنان اذ لا تحس بحركه الناس علي الارض الزراعية الا من انسان اراد دابته ليركبها لمشوار وغالبا ما يرسل الاولاد لذلك عدا ذلك فالناس بالبيوت لاعمال اخري كثيرة ومتنوعه الصغير منها فردي او اسري يمثل ( اصلاح الزرايب او فتل الحبال من العشميق او الحلفا او الدوم استعداد طبعا لموسم الصيفي او اصلاح العناقريب او قطع الجريد ودفنو في الترع لسقف المنازل مع بعض الحلفا والدوم ) والكبير منها جماعي بما يعرف بالفزع كتصليح المنازل او بناء اخري جديده وهنا في هذا الفزع يبدو انه لحظات الراحة الوحيده للرجال والنساء علي حد سواء اذ دائما ما يكون هناك في نهاية العمل ذبيحة علي مشروبات بلدية للفقرا (الدكاي والبقنية الحلوة او ام بلبل ) وهذه عادة لا تسكر الا اذا لعب عليها احد المطاميس باضافة ما يجعلها تسكر حتي يتفرجوا بما يفعله السكر في الفقرا اما الاخرين فهؤلاء امرهم عجب وشرابهم قطعا مسكر ولكنهم لا يقرون بذلك فيسمونه العيش وسكرهم الشبع من (المريسة والدكاي المر ) وهم يعتبرون العيش يقويهم ويكسبهم مناعة ضد الامراض ويستردون خلاله شيئا من اللياقه والراحة من الارهاق .
عادة في موسم اللرق الناس تتقسم بصورة طبيعية الي اجيال فالرجال الاصحاء الذين تقوم علي اكتافهم معظم الاعمال هؤلاء ان لم يجدوا فزعا يجمعهم اخر النهار علي ذبيحة وشراب عملوا ما يعرف (بالبقانات ) وهو ان يتقسموا مجموعات منتجانسة او حسب حللهم او فرقانهم كل مجموعة بالدور كل مرة علي واحد يقوم بعمل المشروبات علي جنبي عشقها للفقرا حظهم وللاشداء طبعا الحظ الاوفي مع ذبيحة وشواء بانفسهم دون النساء اما الصبيان دون البلوغ فيقضون كل النهار تحت اشجار النخيل يلعبون (الطاب والسيجة والشد وطفت قفيسون ) اما النساء اللائي انقطع عنهن الارب فغالبا علي هيئة الكبار من الفقرا والاشداء اما الشابات فلهن مجالس الطفيرة لصناعة (البروش الملونه والطباقه الملونه بما يعرف بعمل التفته اي الصبغة ) استعدادا لمواسم الزواج ولمواسم لا يجدون فيها متسعا لمثل هذه الاعمال ولكل هذه المجالس انس يختلف عن الاخر حسب اعمارهم وهمومهم كما سنري .
فمجلس الفقرا وهم علية القوم في القرية وماثور عنهم الحكمة والكرم والتخطيط لشان القرية وسلامتها لذلك في هذه البقانه دائما هناك الانشاد الديني مع التفكير في موسم الصيفي القادم لزراعة الذرة الرفيعه وكيفية البداية من تدبير التقاوي او اصلاح السواقي او تدبير البترول بعد ظهور الوابورات الزراعية الحديثه ثم النظر في توزيع الوظائف مثلا ناظر الموية وكيال المحصول في القواسيب وبمن تبدا الزراعة وتقسيم جدولها وهم في هذا لا يخشون من شئ الا من ان يتسلل اليهم في غفلة احد المطاميس مدعيا احضار الشية او الماء حتي يضع شيئا يحول مشروباتهم الي مسكرة مثل ان يضع احدهم (شوية صعوط ) واخر رماد سجاير وثالث ( يخلط شوية عرقي او مريسة مرة او دكاي مر ) وكل ذلك لكي يتفرجوا علي اي فقير اذا ما سكر غفلة كان يغني او يصلي جهرا في محل السر عدا ذلك فهذا المجلس له وقاره وحضوره وهيبته وكلمته المسموعه دون قمع وانما في اجواء من الحرية عز نظيرها !!!
اما النساء اللائي انقطع عنهن الارب علي طرفي المعادلة الاجتماعية فهن يقمن بعمل ( القفاف / الطباقه غير الملونه / التقل لموسم الذرة /) وهو مجلس كسابقه فيه كثير من الحكمة من الاستعداد للموسم القادم وهن اهل الشورة في الاستعداد للزواج وترتيب اموره من (فتل الشعيرية ) الي عمل (السكسكانية ) بمجوعات طابعها االاشعار ذات الصبغة الدينية ( مثل العديل وازين ) و( مرحبا يا نور عيني ) و (زامل الفيمتو ) ولهن حكايات في الادب الشعبي مزاحا مثل :ـ
يا الجدادي لا تمرقي
الدنيا بقت سرق
الجدادي لات كاكي
بت عثمان زاكاكي
او اخري تنعي كبايتها التي ضاعت :ـ
كبابتي كباية البوش
اشتريتا بعشره قروش
كبايتي شن لومة
لقوها عن ناس حلومه
واخري تتذكر اولادها المسافرين وشوقا ليهم فتغني :ـ
انت يا الطيب ان ما جيت للغدي
انا العشي يبقالي شر !!!
مما يثير حزن اخريات !!!
اما مجالس الفتيات في الضفيرة فهي كلها عن امنياتن في الزواج من السكاكه وان تسافر للمدن وكما ان حديثن دائما عن الزيجات السابقه وما حدث سلبا وايجابا في شكل غناء جماعي :ـ
الله ان جابك يا عشاي
تجيبلي راس سكر ونص تمنا شاي
واخري تنشد :ـ
اسافر لا فوق
اشوف الدنيا ام شروق
تبقي مويتي بالماسوره جايي
وتبيخي في الحله ام غتايي
واخري تقول (انتو ما سمعتو المسخوت ود مصطفي نعل مرتو العرسا من الغرب ، غايتو ان سمعت ما بتقعد معاهو ) كلهن بصوت واحد قال شنو اماني مو مصيبه قال :ـ
يا الصبره تدخلي وين
قالو ناس الحاجي جايين
انا من عرستك ما شفت النوم
تقول مدفون في قبرين
وهكذا بين الاماني الحلوه والاخبار المتناقله بين البندر والقرية وبين اغنيات في اوصاف زوج المستقبل تمشي الاوقات مع اعمال منزلية في منتهي الابداع !!!
اما الشباب تحت التمر فيتقسمون الي مجموعات منهم من يلعب الشد الذي عادة ما ينتهي ان احدهم غرزت فيه شوكه كبيره يحملونه للبصيرة واخرين في لعبة قفيسون والتي تؤطر في مراحلها للاختلاط البرئ دونما حرج يذكر غير بعض النساء الكبار تنقنق (سب عليكم يا المصيوبين )خاصة اذا كانت المجموعة تحت التمر بقربه بير تملا منه النساء الماء فعادة الننقه تكون بصوت جماعي ولكن الشباب لا يابهون فتسمعهم :ـ
واقفين مستعدين والكرة في يده وهو يقول :ـ
شنق يركبك ويهنق
وعندما ينجح في المرور للمرحلة القادمة تسمعه يقول :ـ
سوس يركبك ويكوس
وللمرحلة التالية (وريك)تسمعه يقول
وريك امك ام حنيك
تبكي دايري ......
وهنا تعلو الهمهمات دون زجر واضح من النساء في البير او اذا مر رجل بقربهم فتسمعه ينهر (يا ولاد )وحسب وهذا اختلاط طبيعي امن حياة الناس من الحرام !!!
اما جماعة السيجة التي تبنت 24 حفره في الارض وفي نهايتها تسعه حفر صفيرة تنتهي بالعاشر كوم تراب صغير يسمي الجنة ويبدا والامهات في اول حفرة وحسب لعبك تتقدم امك للجنة والذي يدخل امه الجنة اولا يبدا اللعب لصالح الكوك وهو عبارة عن بعرة حمير ناشفه وعليها شوك صغير كناية عن القبح واذا حدث ان وصل الكوك اي ام لم تدخل الجنه يرجع بها لاول حفرة يصيح الجميع في هستيريا :ـ
عرس الكوك
لي امك مبروك
ويسيروا ذلك الشاب الي منزله وهو في قمة الزعل واحيانا تحدث مشادات ولكنها تنتهي بدون خسائر لان الناس اهل .
اما الجماعة الاخيرة فهو الاشداء المطاميس الذي يقولون دايما انهم يشربون العيش ولا يلقون بالا كثيرا لمسألة الحلال والحرام والغريب اثناء ذلك يصلون الصلاة علي وقتها ولكن فردا وليس جماعة كل واحد حسب انتباهته للوقت وهي فيها الانس البرئ مع نكات او الحديث عن المسرة القادمه وما ينتظرهم من عمل شاق مع التحسب لغضبات النيل وكيفية تمتين الجسور ويتخلل ذلك بعض الدوبيت في الغزل والحماسة كما ان معظم مقالبهم تكون تجاه اصحابهم الذين حجوا وتابوا وكيفية ارجاعهم تماما كما حدث لسالنتود الذي تاب منذ سنه وحجا وهذا اول صيف له بعد الحجة كما يقول ود سليمان للجماعة بعد ما رفعوا قرعة المريسة وقالوا بصوت واحد بسم الله قول جبا قائلا ( دا حين يا جماعة صحي المصيوب سالنتود تاب ) يرد اخر( قالو من زرتو ديك تاب ) يتساءل اخر( ياتا ) فيتدخل رابع ليروي الحكاية (يا اخي اول عمنول (عام اول ) الشقي ما نزل وخلي بحر الشرق المجري فاضي مشي سكر سكره من خدم العمده وقف زومبا بقي قرد وجا اخر الليل اتاري البحر نزل وحسب سكرتو مع القمر والموية العكرانه افتكر انها رملة المجري قدر ما دقا الحماره ابت تدخل واخير دخلت شوي ورمتو في الموية العرق قوي شال بقي يكورك ( يا بو مروة )مرقتنا خلتنا كلها ورا الصوت وفعلا الشقي عمرو بطي في اللفه كرن في الشجر المتاكي في الموية كربش طلع لما وصلنا قدر ما نكشف بالبطارية والرتائن ونكورك ما في حس اخير صرخ اطفو النور انا فوق الشجرة زي القاعدلي في كرسي في بيتنا التمساح تحتي يكاكي الله لا كسبكم اطفو النور طبعا دا حسب سكرتو واظنو يا اخينا بقت ليهو توبة ) ينط واحد قائلا (تشوفو كلام دا دا اول صيف بعد الحجة بس خلو يشم ريحة في بقانه زي الكديس يجييكم ) ما كادوا ينتهوا من الكلام والا سالنتود يقول (السلام عليكم والله الصيف السنة دي جنا بلا العيش ما بنقدر ) يردودا جميعا اهلا يا حاج اتفضل وقد وجدوا فيه صيدا ثمينا وما ادركوا انه قد لا يكلفهم كثيرا في الردة للعيش وهو يلمس قرعة المريسة الموهطه في حفرة بها ماء للتبريد حتي تبرد ويقوم (دفدفا ) قائلا (والله ما شاء تقطع العطش وتروي وتشبع ) يرد سليم (ياحاج سالنتود انت دا حين ماتبت وحجيت الجابك لينا شنو امشي للفقرا ) ينهض كانما سعته كهرباء قائلا (الفقر اليزازيكم اماني ماكم حاسدين دايرين تشربو براكم وتشبعو وتغنو وانا اعاينلكم ، خت فيكم ) مواصلا ( كدي فجو لي مكان اسمعو انا مشيت الحج ومسكت شباك الرسول (كلهم بصوت واحد )صلي الله عليه وسلم وبعضهم دموعه تنزل قلت ليهو يا سيدي يا رسول الله انا تبت من الخبث والخبيث لله والرسول ما برجع تب وانا بقيت في عمر كراع في الدنيا وكراع في الاخرة بس يا سيدي يا رسول الله (كلهم بصوت واحد) صلي الله عليه وسلم الله يوعدنا كل شئ خليتو علي (الا ) العيش انا ما بقدر اخلي يا هو قوتنا وقوتنا عشان نقدر نعيش وذنبها تشيلو انت يوم القيامة وتتبالي بيها ..اها دايرين شنو الاذن واختو مو سيدنا يشيل حمالتنا ويشفع لينا مو عارفنا ناس مساكين وبنحبو شديد وعيشتنا في يدنا مشان كدي بيشفع لينا والله كريم يا ناس بس انتو خلو الفسالة وقولو جبا ارفعو القرعة ) الجماعة كلهم قرا يضحكو وبصوت واحد (وقت اعترفت تب يا زول ما عندك عوجي يلا قول جبا ) !!!
وهم في انسهم هذا يمر عليهم حاج العدني الذي ايضا حج وتاب وهو تاجر في سوق الخرتوم ياتي لاولاده في الاجازات وهم قبل البقانه كانوا يخططون في كيفية مقلبه ورتبوا تماما قالو (اذا مر علينا العدني وسلم ما نرد السلام عشان ينشي ويجي تاني في المرة التانية اول ما يجي نرفع القرعة الباردي والباقين يغنو ونقولو بس المس القرعة شوفا باردي كيف في المرة التالتي كلنا نحلف بالحرام عليهو قول جبا لمان يقع ويرجع لينا ) !!!
ما كتير حتي يهل عليهم العدني قائلا (السلام عليكم )لا رد (ايه ياناس السلام عليكم ) لارد يمشي يقول في نفسو الترابلة ديل خلي بالك زعلانين عشان سلموا علي ما مريت عليهم في بيوتم بعد فترة يرجع السلام عليكم لارد يرفعو ابرد قرعه لدرجة دفدفا عامل اثار علي الطبق يشرب اولهم ويقول (والله باردي تبرد جوف الحرقان حلو وحلال ) هنا يتدخل العدني ويلمس بقية القرع ويقول (والله باردي شايل دفدفا ) هنا كلهم بصوت واحد (حرم تقول جبا ) يرد يا ناس (انا مي حجيت )يرد احدهم (سالنتود مي يدا معانا الجاهو شنو وانت عندك القروش تاني بتحج ) فاذا كلهم قول جبا فاذا به يجلس ويمسك القرعة ويقطع نصها (اماني ما كت عطشان ) كلهم بصوت واحد (يا زول دا صيفن كافر ما يتقابل الا بالعيش دا ) وهم يضحكوا فرحا بعودته لحظيرتهم !!!
في هذا الاثناء كان سليم قادم من الخلا بالابريق شاهد حاجة زبيده قادمة تتوكا علي عصاها وهي تسعينية تكاد تعد ضلوعها فلحق بها وبعد السلام :ـ
سليم :ـ من وين في الحر دا يا حاجة
زبيده :ـ مشيت عزيت ولاد عثمان في برق النص .
سليم :ـ لكين دا حر نصاح تمرقي فيهو .
زبيدة :ـ الواجب احر يا سليم
سليم :ـ عندنا شوية تره اجيبلك قطاع بارد يقطع العطش .
زبيدة :ـ اها يا سليم عبد النوراب قمت علي طمستك انت غير المريسه عندك شنو .
سليم :ـ انتي بس شوفيها وبعدين علي كيفك .
زبيده :ـ سمح الحقني علي البيت .
ما كادت تجلس علي النقريب وتتهبهب بطرف توبا وتمسح عرقا حتي دخل عليها سليم والقطاع في يده هاك يا حاجي
زبيد:ـ يا سليم وهي تنظر في القطاع وتسوط باصبعها وتدوقها ثم تقول (يا سليم دي مريسه يا مطموس انا اشوف الكنقار فيها )
سليم :ـ انا برجع اجيبلك بقنية يمشي ويصفي منها الكنقار ويزيدها شوية موية ويرجع .
سليم :ـ اها يا حاجي قومي جبتلك من الفقرا
زبيدة :ـ وهي تتفحص القطاع جيدا وتسوط باصبعا وتدوق وتقول (ها دي ترة ما مريسة باردي ) وتقطع القطاع نفس واحد وتطلق دشوه بصوت مرتفع كناية عن التبريد والشبع وهنا يضحك سليم
سليم :ـ يا حاجي زبيدة سجم خشمك شربت مريسة .
زبيدة :ـ يا سليم عبد النوراب ان كان كدي المريسة في الصيف حلال وفي الشتا حرام !!!
سليم ينطلق نحو جماعته في البقانه وهو يضحك لمان بكا قائلا ( والله بختكم الليلة زبيدة ادتكم فتويجاهزة اشربو ساكت قالت المريسة في الصيف حلال وفي الشتا حرام !!! الجميع يضحكو مرة واحده وبصوت واحد (العجوز يا جنت يا خرفت ) يا زول دي بت الشيخ ومرت الشيخ وبتقيم الليل لكين صيفنا كافر !!!
وهكذا يستمر موسم اللرق علي اضياف المجتمع حتي يعلن حكيم القرية عن جمع تبرعات لشراء تور الكرامة الذي عادة ما يذبح بالشرق تحت شجر الجبانه حيث تكون القرية كلها هناك ياكلوا الكرامة ويصلوا لظهر والعصر جماعة ويزوروا المقابر ثم يعودوا للانشاد الديني الذي يختتم بالفاتحة والدعاء لرفع البلاء وجلب الخير كناية عن نهاية موسم اللرق وبداية موسم (مسرة ) (المريق ) اي الذره الرفيعه والذي عادة يبدأ بان يقرا حيران الخلوة القران كله علي ماء ثم يعبأ الماء في الاباريق ويوزع الحيران علي السواقي لصب ماء القران فيها كناية عن البركة .


امسح للحصول على الرابط
 0  0  17636
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

وفقا لاخر تحديث لموقع العالمي والمختص بالاحصائيات ووضع ترتيبات الفرق الكروية عامليا، احتل نادي الهلال السوداني لكرة القدم املركز الحادي عشر..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019