• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-18-2024

"كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن" .. أبناء ولايات السودان يجسدون الوحدة والتأريخ!

"كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن" .. أبناء ولايات السودان يجسدون الوحدة والتأريخ!
محمد التجاني عمر قش 

gush1981@hotmail.com

" كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن"

تحت هذا الشعار، التقى أبناء السودان من كل الولايات، في مساء يوم الجمعة الموافق 13/2/2015، بقصر الجُلًسان بالعاصمة السعودية الرياض، فقد توافدوا زرافات ووحداناً، مشكلين تلاحماً فريداً، احتفالاً بالذكرى التاسعة والخمسين لاستقلال السودان، وجاءوا شيباً وشباباً ورجالاً ونساءً بأزيائهم المميزة "جلابية وتوب وعمة وسديري ومركوب" وحيوا بعضهم البعض بالعربي وبرطانات أهل السودان؛ فقد اجتمع أحمد وأوشيك وصابر وكوكو وإسحاق إخواناً متحابين؛ لأنهم خرجوا من رحم واحدة هي أرض السودان ورضعوا من ثديه وترعرعوا فوق ترابه وثراه. ابتداءً، تلا الشيخ عبد الله سليمان آيات من الذكر الحكيم ذات ارتباط وثيق بالمناسبة فجاءت متسقة مع الجو العام للحفل. كان الجميع طرباً حد الطرب فرددوا السلام الجمهوري "وعازه في هواك وبتريد اللطام وفراقك حار يا سواكن وفلق الصباح" ورفعوا أعلام السودان مرددين "اليوم نرفع راية استقلالنا فيا إخوتي غنوا لنا"، وتحدثوا شعراً ونثراً في حضرة الوطن الغالي؛ فقد جاءت آمنة عوض الله وآدم حمودة من رهيد البردي، ومريم الطيب وعلى الريح من نهر النيل، وأبدع النعيمة والنذير في الدوبيت بصحبة فرقة العرضة والموسيقي السودانية ذات الطابع الحماسي الذي ألهب المشاعر وأزداد الحماس مع فرقة أبناء الشرق بقيادة الفنان عبد القادر أحمد. وكان هناك عوض خيري ومرتضى من الشمال، وعبد الكريم سليمان من عروس الرمال ومحمد جلال وعوض من بورتسودان ونثرت مريم كنتيباي روائع التراث السوداني لتزين المكان حتى أزداد ألقاً وروعة! وحضر أهل الوسط والخرطوم والنيل الأزرق وكردفان ودار فور وسنار والشرق والشمال. كما ظهر على خشبة المسرح حمدان أبو عنجة وأمير الشرق عثمان دقنة وحوة الطقطاقة وعبد القادر ود حبوبة وخليل أفندي فرح وعبد الرحمن دبكة ومشاور جمعة سهل ليجسد لنا أطفال أسر عزة السودان ومروة شنيبو بقيادة الأستاذ محمود حسب ربه والاستاذة فاطمة حامد مسيرة الشعب السوداني نحو الاستقلال حتى تحقق "كصحن الصيني سالماً "لا شق ولا طق" مثلما قال الزعيم إسماعيل الأزهري. لقد كانت الفكرة وراء هذا العمل هي أن يأتي معبراً عن معنى الاستقلال ومستلهمها له من حيث الأحداث والمشاركة الشاملة من كل أهل السودان في لوحة سودانية فريدة لم يسبق لها مثيل في الرياض. ولعلي استشهد في هذا المقام بما كتبت الإعلامية نهلة العوني التي قالت: " أمامنا تحدى لننشئ جيلاً يتغذى بتراثه الأصيل الذي ينبني على الفطرة السليمة التي تقتضي أن يكون كل فرد منتمياً لوطنه حريصاً على تماسك أجزائه لتمتد جذور الوحدة في أعماق التراب السوداني ودواخل أهله ليكون أصلها ثابت وفرعها في السماء حتى يظل الوطن شامخاً ويمشي الإنسان السوداني مرفوع الرأس وهو يقول للدنيا بأجمعها " أنا سوداني" ؛ لأن الوطن يظل عزيزاً بوحدة أبنائه ووقوفهم صفاً واحداً من أجله".

ويكفينا فخراً ما جاء على لسان البروفسور عز الدين عمر موسى رئيس لجنة الحوار المجتمعي الذي خاطب الحفل موضحاً هذه الفكرة ؛ فقد قال: " لقد استصغرت نفسي وخنقتني العبرة وأنا أشاهد ما قدمه أطفالنا من صور تاريخية لرجال بذلوا دماءهم وأرواحهم في سبيل الوطن. لقد كان العمل رائعاً وبعيداً عن كل الصراعات ولم يكن هنالك توتر، وهذا عمل يحمد لأبناء ولايات السودان؛ لأنهم تناسوا خلافاتهم السياسية والتقوا جميعاً في حضرة الوطن مما يصب في اتجاه الحوار المجتمعي إن لم يكن استباقاً لمخرجاته وهذا يشجعنا على التواصل مع أفراد الجالية السودانية المقيمين في رياض الخير. لقد أعجبتني مشاركة الشباب لأننا لن ننهض إلا إذا ساهم الشباب بالرأي والعمل في تنمية البلاد وثقافتها ومنظمات المجتمع المدني فيها وقد تجسد ذلك كله في احتفال أبناء ولايات السودان. باختصار شديد لا بد أن يكون مكان السودان في سويداء القلب وحدقات العيون حتى نكون جديرين فعلاً بهذا الوطن العظيم!"

المهم في الأمر أن الاحتفال قد أثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، إمكانية التقاء أبناء السودان حول أجندة وثوابت وطنية؛ فقد كانت العفوية ظاهرة للعيان مع الصدق وإخلاص النية؛ نظراً لانتفاء الأهواء والأغراض الشخصية وهذا يقتضي أن نبحث نحن أفراد الشعب السوداني عما يجمعنا ويوحدنا بعيداً عن الحزبية وعصبية القبيلة أو الجهة. بإجماع كل الحضور وشهادتهم كان الحفل رائعاً وهادفاً، سادت فيه الروح الوطنية بشكل غير مسبوق وتجلت فيه أصالة أهل السودان وتوادهم وتماسكهم بكل ما تحمل هذه الكلمات من معاني ودلالات عميقة؛ فقد أدى كل فرد ما أسند إليه من مهمة فتميز البرنامج والنظام والإعلام والخدمات والحشد والضيافة وهذا لعمري قمة النجاح ولله الحمد والمنة من قبل ومن بعد، فالتهنئة والشكر لكل من حضر وساهم بجهد أو مال أو مشاركة أو رأي في هذا الحراك الذي نأمل أن يكون ديدناً ونموذجاً يقتدى به في مقبل المناسبات الوطنية لروعته وجماله وحسن تنظيمه.

امسح للحصول على الرابط
 0  0  3804
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

وافق الهلال علي تحويل نجمه ولاعب منتخب موريتانيا خاديم دياو للاهلي المصري مقابل مليون ونصف المليون دولار الي جانب لاعب اجنبي سيتم قيده في كشف الهلال..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019