• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024

عفواً سيادة الرئيس..الأمنيات لا تكفي!

عفواً سيادة الرئيس..الأمنيات لا تكفي!
كمال الهِدي 
أعجني حديث المشير عمر حسن البشير، رئيس الجمهورية خلال افتتاح إستاد البركة للناشئين .
وأكثر ما لاقى هوىً في نفسي في حديث الرئيس هو دعوته للصحافة الرياضية بعدم التحيز للأندية والإنصاف في التعاطي مع قضايا الرياضة وقوله " نريد إعلاماً رياضياً منصفاً يصوب من يخطئ ويقول للمسيء أسأت وللمحسن أحسنت."
ولأن لكل منا فكرة يقتنع بها ويقاتل من أجلها، وبما أن أهم الأفكار التي أؤمن بها في هذا الجانب هي أن الإعلام الرياضي السوداني يمثل حجر الزاوية في قضايا الرياضة بالبلاد.
ولأن رأيي دائماً هو " إن صلح حال هذا الإعلام الرياضي تقدمنا رياضياً وإن ظل على ما هو عليه حالياً كال الرماد حماد"، فقد استوقفتني هذه الدعوة كثيراً.
وبما أنك قلت يا فخامة الرئيس أنكم تريدون إعلاماً رياضياً يقول للمسئ أسأت وللمحسن أحسنت، فأسمح لي أن أبدأ بك أنت شخصياً مفنداً لما قلته.
فأولاً وقبل كل شيء لابد أن أذكرك يا فخامة الرئيس بأن إطلاق الشعارات وحده لا يحل القضايا.
فحديثك الطيب الجميل ما لم يتقرن بالفعل ويجد المتابعة منك شخصياً صدقني لن يكون له ما بعده ، وبمجرد أن ينفض السامر سينسى الجميع ما قلته.
وبما أن الإعلام الرياضي وتطوره أهم في نظري من كل العناصر الأخرى التي تدعم سعينا لمستقبل مشرق في الرياضة، ولأن قضية الإعلام الرياضي شائكة ومعقدة فإنني أدعوك أن تتابع دعوتك التي أطلقتها أمس الأول بصفة شخصية.
وما لم يحدث ذلك ثق من أننا لن نحظى بإعلام رياضي منصف يقول للمسئ أسأت وللمحسن أحسنت، باستثناء بعض الأقلام القليلة التي لا يخاف أصحابها في الحق لومة لائم.
ولو أن توجيهاً عابراً مثل الذي أطلقته يغير في الأمر شيئاً لأنصلح حال إعلامنا الرياضي منذ سنوات طويلة.
لكن مأساة هذا الإعلام الرياضي تتمثل في أن بعضاً من دعاة القومية والحياد فيه ينطلقون من مصالح ضيقة لا علاقة لها بالشأن العام.
بعض أصحاب الأقلام الذين يوهمون الناس بقوميتهم ليسوا كذلك اطلاقاً.
وقد وصلت إلى هذه النتيجة بالتجربة الحية وبعد أن وضعتهم في المحك الذي يحدد ما إن كانوا يكتبون غير ما يبطنون أم أنهم فعلاً يريدون الخير للبلاد قبل أنفسهم.
وللأسف الشديد تكشف لي أنهم مثل غيرهم يظهرون خلاف ما يبطنون.
لهذا السبب وغيره أدعوك أن تتابع الأمر بنفسك إن كنت تريدنا فعلاً أن ننطلق للأمام.
ولن أفوت هذه الفرصة قبل أن أقول لك أنكم أحسنتم بافتتاح العديد من ملاعب الناشئين، فالبنية التحتية كما نعلم جميعاً بالغة الأهمية وبدونها لا يستطيع هؤلاء الناشئون أن يمارسوا كرة القدم التي نريدهم أن يبدعوا فيها.
لكن هل يكفي افتتاح الملاعب الجديدة واقامة الاحتفالات والقاء الخطب؟!
تأكد يا فخامة الرئيس أنكم ان استمريتم في نهج تأسيس الملاعب الجيدة دون أن يرافق ذلك توفير المعينات الأخرى فسوف يصبح حالكم مثل حال ناديي القمة تماماً.
أعني أنكم ستهدرون المزيد من الأموال دون أن تحققوا النتائج المرجوة.
فأنت تريد للسودان أن ينافس غانا على نهائي كأس العالم المقبلة.
وتقول أن قدوتكم ستكون أسبانيا لجهة توفير البنية التحتية اللازمة.
لكن الفرق بيننا وبين هؤلاء لا يزال يا فخامة الرئيس كالمسافة بين الأرض والسماء.
وحتى نٌعجل من وتيرة التقدم لكي نلحق بهم لابد من تحرككم شخصياً لإصلاح حال الإدارة في البلد.
فالعنصر الآخر الذي لعب دوراً في تدهورنا المريع في مجال كرة القدم تحديداً هو الإدارة.
فإدارة الكرة عندنا سيئة وقد بلغ أجهل الناس بكرة القدم وأساليب إدارتها أعلى المناصب في كافة الأندية والمؤسسات ذات الصلة.
فكيف تتوقعون صقل مواهب الناشئين وتعليمهم أساسيات كرة القدم وغرس روح التنافس الشريف في أنفسهم وعقولهم بدون إدارة مؤهلة وواعية بمجالات عملها؟!
استجلبوا لهؤلاء الصغار خبرات إدارية جيدة حتى إن تطلب الأمر أن تأتوا بشركات أجنبية متخصصة، فالمال الذي تنفقونه في هكذا جانب لن تندموا عليه مطلقاً.
أما إن استمرينا في نهجنا الحالي الذي يرتكز على ترفيع كل من تربطه علاقة بالجهة الفلانية أو المسئول العلاني إلى أعلى المناصب فلن نحقق شيئاً يا فخامة الرئيس.
ولعلك تابعت شخصياً كيف أننا نهدر الوقت والجهد في أمور مثل " استثنوا شداد"، " لا شداد لا يستحق الاستثناء"، " تسجيل اللاعب الفلاني صحيح"، " لا تسجيله فيه الكثير من الأخطاء"، " الأرباب فعل"، " لا الوالي هو الذي تفوق"، " وارغو صاحب عمر واحد"، " لا وارغو صاحب عمرين".
فهل تظن أن الغانيين والأسبان وصولوا إلى ما بلغوه وهم يهدرون الوقت في ( الفارغة والمقدودة ) كما نفعل نحن؟!
لا يا فخامة الرئيس، فهؤلاء النفر بمجرد أن انطلقوا للأمام لم ينظروا للخلف ولو للحظة.
فقد وضعوا الأسس السليمة واتفقوا عليها وحشدوا أفضل الإداريين ثم بعد ذلك أنفقوا الأموال المطلوبة فكان لهم ما أرادوا.
ولابد أن نتعلم جميعاً من الدروس الكثيرة التي أتاحها لنا المونديال الأخير.
فمنتخبات مثل الأرجنتين والبرازيل كانت الأسوأ رغم توفر المواهب الاستثنائية في هذين البلدين.
لكنها الإدارة السيئة والمجاملات على حساب قضايا الوطن.
فأنت تعلم أن الأرجنتين والبرازيل ولتا أمر منتخبيهما لمدربين لا يملكان الخبرة اللازمة ولا يعرفان أساليب التعامل الجيد مع اللاعبين أو الخطط والتكتيك ولذلك فشلا في تحقيق ما يقنع جمهور المنتخبين بدءً من التصفيات وانتهاءً بالنهائيات.
وهذا بالضبط ما يحدث عندنا .
فمن السهل جداً أن يصبح (فلان) عضواً في اتحاد كرة أو مجلس إدارة ناد نظراً للعلاقة الطيبة التي تربطه بمسئول أو إداري نافذ.
بل يمكن جداً أن يٌفرض على الناس مقدم برامج أو كاتب لا يملك مقومات هذه المهنة لمجرد أنه صاحب علاقات عامة جيدة يطارد رؤساء التحرير أو مديري القنوات ويلح عليهم.
فبلد هذا نهجه لا نتوقع أن ينافس أمثال غانا وأسبانيا ما لم نغير ما بأنفسنا قبل أن نشيد الملاعب ونوفر المعينات المادية.
فهل أتعشم في متابعتك الشخصية للدعوة التي أطلقتها بنفسك يا فخامة المشير عمر البشير؟ أتمنى ذلك وحينها سأكون أول من يقول لك أحسنت صنيعاً.
***************
hosamkam@hotmail.com
امسح للحصول على الرابط
 1  0  2175
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    أبو أسيل 07-17-2010 04:0
    الله يكثر من أمثالك ويجزيك الف خير على الكلام الطيب المليان و نحن كذلك نتمنى المتابعة ثم المتابعة ومحاسبة أصحاب الاطماع الشخصية الجشعة.
أكثر

جديد الأخبار

..................... .................... في اطار سعيها الجاد في تدعيم اللجان الادارية استطاعت مجموعة التجديد لجماهير نادي الهلال للتربية التي..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019