• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024

لماذا أنت في لبنان ؟!!

لماذا أنت في لبنان ؟!!
مصطفى محكر/ يعجب المرء ويحار امام ظاهرة سفر السودانيين الى "لبنان" ، فقد عرفنا منذ سنوات بعيدة ان الذي يسعى لتحسين وضعه الاقتصادي فهو يقصد السعودية او ليبيا او العراق فضلا عن بقية دول الخليج .. فلبنان الدولة الصغيرة التي تعتمد بقدر كبير على "المعونات" ، تعاني حالة التشظي الداخلي ، في ظل تعدد الطوائف ،والتناحر السياسي الحاد الذي يغذى احيانا من قبل دولة الكيان الإسرائيلي .
المهم يبقى العجب والاستغراب لظاهرة سفر سودانيين الى لبنان ،التي يضرب أهلها في كل أنحاء المعمورة بحثا عن وضع افصل .. وقد كان نصيب كثير من السودانيين في لبنان السجون ، اما الذي ناله حظ من الدنيا فقد أصبح يعيش "بالمساكنة" مع لبنانيات دون أبرام عقد زواج رسمي ، وهو أيضا يعاني "الفاقة" .
وفي ظل تواتر الأنباء عن الوضع الصعب الذي يعيشه كثير من الباحثين عن وضع أفضل بلبنان كُلف وفد سوداني رسمي قبل عدة أشهر لكي يقف على طبيعة الأوضاع ، فكاد الوفد ان يضيع بين الودية والجبال في رحلات شاقة للوصول الى السجون التي يقبع بها عدد من هولاء " البسطاء" ، والمدهش ان بعضهم رفض العودة الى الوطن بحجة انه ينتظر " لجوء سياسي" يفضي به الى دول الغرب.
وأهل لبنان الذي يعيشون في صراعات عاصفة منذ سنوات طويلة ،رغم التزامهم بحالة التوافق من خلال عدة مؤتمرات ، منها مؤتمر الطائف في التسعينيات عندما جمع الملك فهد رحمه الله الفر قاء ،الذين "أكرمت"السعودية وفادتهم ، لم يهدا حال لبنان ، الممزق بطوائفه ، وهو بالتالي ليس الوجهة الصحيحة لأي سوداني مهما بلغت به درجة المعاناة في وطنه .
و لبنان الذي سجل التاريخ ان قادته رفضوا ذات يوم انضمام السودان الى جامعة الدول العربية ، خوفا من فتح الباب أمام دول أخرى غير عربية تطالب بالانضمام للجامعة العربية أسوة بالسودان "الأسود" !!..يبقى يغرد بعيدا بجراحاته العميقة ، التي لاتداويها مهاجمة عناصره الأمنية لتجمع سوداني في منطقة "الاوزاعي"، بقصد تنظيم حفل خيري لمعالجة طفل مصاب بالسرطان.
" فمهما تكن مخالفة السودانيين للأنظمة المعمول بها في البلد المضيف"ولا أرى مخالفة" لايصمد أي منطق أمام عملية "الضرب والسب" فطالما تحرص الشرطة على النظام ، حري بها ان تنظم نفسها أولا، وتتحلى بروح القانون ، بأن لاتسوق الناس الذين كرمهم الله الى مخافرها كما تساق "الأغنام" ..نعم تلك لبنان التي ينعم رعاياه بكرم فياض في السودان! .
ما اثار الاستغراب ليس ضرب شرطة لبنان لسودانيين ظنوا ان وجودهم في ضواحي بيروت سيجلب لهم السعادة ، ولكن الذي آثار الاستغراب تصريحات سفير السودان في لبنان عندما قال : انه لم يعرف بالواقعة الا من خلال الإعلام ، ولن يتحرك الا بشكوى من الضحايا ، اذاً من يحمي رعاياك ايها "الدبلوماسي المبجل " !! ،الأمر الثاني ان الخرطوم تنتظر مجرد "اعتذار" من بيروت ، ولكن بيروت لن تتعجل حتى في الاعتذار ، وعندما تبرأ الجراح التي خلفتها هراوات شرطة لبنان ، يكون لامعنى للاعتذار.


mmuhakar1@yahoo.com
امسح للحصول على الرابط
 1  0  3536
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    دابي الكر 06-30-2010 03:0
    من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام إن لم تقم السلطات وبأعلى مستوياتها بتقديم طلب لدولة لبنان الغير شقيقة لتقديم لتشكيل لجنة تحقيق في الواقعة والاعتذار للشعب السوداني لما حصل فإن القيادة في السودان تكون قد فرضت في أبسط حقوق الرعاية لمواطنيها (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته). وعلينا من اليوم أن نعامل الآخرين بالمثل فلا مجاملات ولا تسامح مع الذي لا يستحق
       الرد على زائر
    • 1 - 1
      ابو بشير 07-01-2010 11:0
      و متى كانت لبنان عربية، هل الأرمن و الرومان و الدروز و الفينقيين و بقايا الفرنسيين و الاوربيين و الاتراك و الاكراد عرب، نعم السودانيين سود و لكن نسبة الدم العربى فى السودانى أكبر بكثير من اللبنانى، اللبنانى لا يشبه العربى إلا فى اللون غير ذلك فلا توجد اى من صفات العروبة الحقة من شهامة و رجولة و أخلاق فى اللبنايين، المرء يستعيذ من الشيطان الرجيم و من أن يكون لبنانيا لكن يجب على ولاة الامر أن يقفوا كثيرا عند ظاهرة الهجرة ليس للبنان وحدها و لكن لكل أرجاء الدنيا فهى قضية تحتاج للدراسة، كما ان على الدولة أن تتحمل مسئوليتها تجاه مواطنيها بالدفاع عنهم بكافة السبل، دعونا من حكاية عرب وأصلا اللبناييون لا يعتبروننا عرب فلماذا السكوت عن فعلتهم هذه، و لو كانت هذه الافعال صدرت من مواطنين كان ممكن تكون مهضومة و يمكن تبريرها بأنها تصرف فردى و لكنها صدرت من الأمن اللبنانى ليس من فرد واحد لكن من مجموعة مما يعنى بوضوح نظرة اللبنانى الرسمى للشعب السودانى قاطبة، ادانات السياسيين التى حدثت لا تعنى شيئا لأنها قد تحمل طابع المجاملة ليس الا و عكس صورة جميلة للبنان غير تلك التى أفرزتها الحادثة لو كانت لنا حكومة تدافع عن السودانى لطردت كل المخنثين الذين يستمتعون بمعاملة كريمة بين ظهرانينا و هم لا يستحقون الا الضرب و الركل فى أحداث مباراة الجزائر و مصر قال الرئيس مبارك أن أمن اى مصرى من امن مصر ووجه رسالة قوية للكل فترى ماذا فعلت حكومتنا، لماذا لم تصدر خارجيتنا بيان رسمى تدين فيه الحادثة و تدين ما قام به الامن اللبنانى و تطلب اعتذارا رسميا من الحكومة اللبنانية فى الحال و تسحب السفير فالمساس بأى سودانى مساس بالسودان قاطبة، كيف نحترم من الاخرين و نحن لا نحترم من حكوماتنا
أكثر

جديد الأخبار

وفقا لاخر تحديث لموقع العالمي والمختص بالاحصائيات ووضع ترتيبات الفرق الكروية عامليا، احتل نادي الهلال السوداني لكرة القدم املركز الحادي عشر..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019