• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024

عام على رحيل الصحافى الانسان (السمح ) و(الزين )

زين العابدين احمد محمد .. الصحافى السودانى الذى (باع الميه فى حارة السقايين )

زين العابدين احمد محمد .. الصحافى السودانى الذى (باع الميه فى حارة السقايين )
سطور وكاميرا / داؤود مصطفى / 
ماذا قال فى اخر ايامه بالمزاد بحرى .. وكيف جاءت مراسم تشييعه من القاهرة الى الخرطوم

يصادف اليوم الثلاثاء 23ابريل 2013 ، مرور عام على رحيل الاستاذ الصحافى والشاعر زين العابدين احمد محمد ، الذى توفى بالقاهرة بعد صراع طويل مع المرض ، ورغم وطأة المرض الذى لازمه لسنوات طوال واستعمر سائر بدنه ، الا انه ضرب مثالاهائلا فى الصلابة وتحمل الابتلاءات ، اذ اصيب بالسرطان وهو يعيش بعيدا عن اهله واسرته ، حيث سحرته قاهرة المعز التى استدام فيها لاكثر من عقدين من الزمان يمارس من خلالها مهنة الكتابة والصحافة التى عشقها فكان يسجل فيها نجاحات واسعة ومهولة والقاهرة كما نعلم هى عاصمة الثقافة والصحافة العربية ومن ينجح وسط اساطين اعلامها هناك لابد ان يكون من النوابغ ، اوكما قال عنه الاستاذ الدكتور جمال عنايت مدير مكتب الشرق الأوسط بالقاهرة إن (زين باع الميه في حارة السقايين) في إشارة بأنه نجح في عمله الصحافي خلال العشرين سنة الماضية فى مصر وسط عمالقة الصحافة العربية فهو النجاح غير المحسوب.

هكذا كان فقيدنا الراحل الاستاذ زين العابدين ،الذى هاجر الى القاهرة اوائل التسعينات ـ وكان قبلها قد اسس صحيفة (الجريدة ) اواخر الثمانينيات .هنا نرصد فى هذه الصفحة بعضا من تفاصيل رحلته الصحافية .. وما قيل عنه ،ونرصد كذلك مشاهد من يوم رحيله الحزين الذى تزامن لحظة وصولى وقتها الى القاهرة قادما من الخرطوم .

image
وقوفا شقيقه الفنان صلاج اجمد الشاعر محمد نجيب محمد على ــ جلوسا داؤود مصطفى ـ فتح الرحمن النحاس ــ الفقيد زين العابدين ــ عبدالوهاب هلاوى

الصحافى الشاعر والانسان :

كنت لا اجد فى زيارتى للقاهرة طعما وقيمة ان لم التق بزين العابدين وقد كانت داره فى العمارة 24 بحى العجوزـ المهندسين شارع جول جمال ـــ التى استدام فى الاقامة بها طيلة فترة مكوثه بالقاهرة (21سنة ) ـــ تمثل سفارة شعبية سودانية يستقبل فيها كل القادمين من السودان بترحاب كبير والابتسامة على شفتيه وهو يقضى حوائجهم دون ان ينال قرشا بل يغضب حين يسمع من زواره كلمة شكر أوعبارة ثناء لما قدم وهو الذى ينفق من جيبه لينال رضاء الناس ــ وهنا يقول المطرب الفنان عماد الطيب الذى غنى من كلمات الراحل وكان احد اكتشافاته الفنية حيث تجاورا فى السكن بمدينة بحرى ( لوكان الاستاذ زين العابدين ينال مقابلا من الذين يخدمهم فى بحرى لا ضحى من الاثرياء الكبار ) .. وقد كان نعم المعين للفنانين الشباب ومالا يعلمه الكثيرون ان الفنان الراحل محمود عبد العزيزمن اكتشافاته الفنية منذمنتصف الثمانينيات وكتب له اغنية ( ياعمر ) التى حملت عنوان احدى البومات محمود عبدالعزيز وكذلك تغنى الفنان عمر احساس بكلماته وله ديوان شعر حوى جملة من القصائد الجميلة .



صدمة الرحيل ..!

لقد مثل لى رحيل الفقيد صدمة كبيرة ما برحت تسيطرعلى حتى اللحظة ، فقد كانت أول برامجى حين سافرت الى القاهرة فى مثل هذا اليوم من العام الماضى اعوده بالمستشفى بعد ان احيل الى العناية المكثفة عقب وصوله للقاهرة قادما من الخرطوم بثلاثة ايام ..!

وحين وصلت القاهرة فى ساعة متاخرة من ليل الاثنين .. 23 ـ ابريل 2012 وفى سيارة التاكسى من المطار الى وسط البلد كنت احكى لزميلى محمد عثمان ( حبة ) عن تفاصيل حفل الوداع المصغر الذى اقيم للراحل الزين قبيل ثلاثة اسابيع بمنزل شقيقة الاستاذ الدرامى الفنان صلاح احمد ببحرى المزاد ، وكيف ان الاحتفالية المصغرة ضمت جملة من زملاء الزين ، الاستاذ مصطفى ابو العزايم رئيس تحرير (اخرلحظة ) والاستاذ فتح الرحمن النحاس رئيس تحرير ( اليوم التالى ) والشاعر عبد الوهاب هلاوى والمخرج التلفازى شكر خلف الله والاساتذة طه النعمان ـ محمد نجيب محمد على ــ عوض محمد احمد وهيثم محمد السيد وشخصى وقد انضم الينا بعدها الفنان عماد احمد الطيب ( انظر الصور المرفقة ) ..

image
سفير السودان بالقاهرة دكتور كمال حسن على يعزى شقيق الفقيد صلاح بمستشفى شبرا بالقاهرة

جلسة ما منظور مثيلا ...!

كنت احكى تفاصيل تلك الجلسة اللطيفة وكيف رفعت معنويات الاستاذ زين العابدين الذى كان يقاوم وحتى اخر لحظات حياته ويلات المرض متحملا الابتلاء فى اناءة وصبركبيرين وفى تلك الجلسة تناقشنا هموم المهنة ومتاعبها و اوجاع المبدعين فى بلادى وقد تخللتها القفشات وبعض المواقف الطريفة وكنت وقتها المح محيا الاستاذ الزين وقد تلونت بشلالات من الفرح والسعادة .. وقد كانت روحه المرحة حاضرة فحين فرغنا من تناول طعام الغدا ء بفناء المنزل قال حيث دلف الى الصالون : رؤوساء (التحرير) يدخلوا علينا بى جوه .. والباقين يشوفوا ميدان ( التحرير ) بى وين ..!

.. ولم اك ادرى وانا احكى عن جلسة الزين التى اقيمت لوداعه بمناسبة عودته للقاهرة .. لم اكن ادرى انها كانت لوداعه الاخير .. فبينما السيارة تعبر بنا احدى كبارى القاهرة المتعددة كان هاتف الزميل محمد عثمان يرن وعلى الطرف الاخر كان الخبر الحزين ينعى الزين اذا نقل الينا شقيقة صلاح الذى كان يلازمه بمستشفى معهد ناصر بشبرا ان الوفاة حدثت فى التاسعة بتوقيت القاهرة ولكن الاطباء لم يعلنوا الخبر الا بعد مرور ساعتين ..

وداع حزين ..!

لحظتها اسودت الدنيا امام ناظرى وتحولت القاهرة باضوائها وضجيجها والوانها الى مكان كئيب وقفر موحش .. وتوجهنا على الفور من المطار الى المستشفى .. حيث سبقتنا اعداد كبيرة من السودانيين لتقديم واجب العزاء لشقيق الراحل صلاح .. وكنا نعزى بعضنا البعض ، ورغم الوقت المتاخر لاعلان الوفاة كانت الجموع تترى وكانت حواء السودانية حاضرة ايضا .. فالفقيد الراحل كان ابا واخا واستاذا للجميع ..!

صباح اليوم التالى الثلاثاء كان مستشفى معهد ناصر يضج كذلك بجملة من اهل السودان بالقاهرة وقد جاءوا يتقدمهم طاقم السفارة السودانية برئاسة السفير الدكتور كمال حسن على الذى ام المصلين بالصلاة على روح الفقيد من داخل مسجد المستشفى .. لينقل بعدها الجثمان الى المطار فى الحادية عشر من صباح ذلك اليوم الحزين ليوارى الثرى بالخرطوم بحرى ..
امسح للحصول على الرابط
 1  0  7739
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019