• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024

تتويج معلن..وهزيمة نكراء

تتويج معلن..وهزيمة نكراء
بقلم عثمان الحاج  
المريخ يعانق فضاء قمة الدوري السوداني هذا العام,والهلال يغرد خارج السرب في انتظار القمم المقبلة, هذا المشهد المكرور هو السمة الغالبة في البطولات التي ينظمها الإتحاد السوداني لكرة القدم,وكم تبادلا الظفر بمنافستي الدوري وكأس السودان بروتين ثابت ومشهد لا يتغير.

كلاهما (الهلال والمريخ) يذهبان في إتجاه الحكمة الباهرة التي تقول (أن الصخور تسد الطريق أمام الضعفاء,بينما يرتكز عليها الأقوياء ليصلوا إلي القمة),وبالقطع يصلا إلي هذه القمة ولا عزاء للضعفاء الذين يتصارعون بإستماتة لترتكز عليهم القمة.

(المريخ والهلال) في رحلتهما نحو اللقب يلاعبون أو يتلاعبون بفرق أكثر من نصفها يصارع من أجل البقاء ضمن منظومة الدوري الممتاز,وهذا الطموح المتواضع لبقية أندية الدوري السوداني يكفي جمهور الناديين لتبادل النبؤءة بهزيمة الاَخر في الموسم الجديد.لتصدق النبوءة في كل المواسم دون أن نضرب الرمل أو نستنطق النجوم.

ذات الواقع الذي نستمرئه داخل ملاعبنا السودانية,تشدهنا شدة الاصطدام به حينما نحسن تمثيل الركائز ليصل عبرنا الأقوياء لقمة الدوريات القارية التي نشارك فيها وذاك شأن بحاجة لمتسع.

كلا الفريقين يعد العدة لتجنب قاصمة الخسارة في نهائي البطولة,وإن كانت فهناك مسرح مختلف للعراك وهو الظفربتوقيع اللاعب الذي امتدت إليه يد الاَخر للتسجيل ضمن صفوفه,ليستمر المد والجزر حتي حين ميقات التوقيع ليطفو إلي السطح القدح في إمكانيات اللاعب من قبِل أنصار الفريق الأخر,ولعلها السخرية الوحيدة الصادقة طالما لن تحمل الكرة السودانية جديد لمستقبلها القريب.

لقاء الفريقين في بطولة الدوري الأخيرة هو إمتداد لحشد التشنج والتوتر داخل المستطيل الأخر والملعب وأمام شاشات التلفاز,وواجهات الإعلام,فكل كلمة قِيلت عقِب ذاك اللقاء تم إعدادها مسبقا لانها قيلت في العام السابق أو الذي يسبقه,وهي ذات المبررات الواهية التي ستقال في المواسم القادمة.

كنا سنلتمس العذر للفريقين إذا قدَما قمة ترضي طموح الجماهير,ولكن لأن الفريقين لا يتقبلان الهزيمة,فنحن نتعارك بلا معترك,ولم تعلمنا الرياضة قاعدتها الشهيرة تقبل الخسارة.وإلاّ فماذا أعدت إدارة الكرة السودانية لذلك الختام الأخير الباهت بدلا عن الإعداد المبكر ليوم تاريخي من أيام كرة القدم في السودان,يهنئ فيه الخاسر الفائز,وينتصر فيه للرياضة كمنشط ليس فيه للبغضاء مكان.

ربما ستجني الرياضة السودانية ثمار غرس جديد إذا تخلت إدارة الكرة عن توزيع كؤوس البطولات بالتساوي بين (الهلال والمريخ) في كل موسم,أو حين تبنيها لسياسة الكيل بمكيال واحد أمام كل الفرق التي تتولي أمرها,وتقلص فارق البون الشاسع بينهما وبقية الفرق في ترتيب الدوري,أو ربما حينما يتم تنظيم مهرجان الختام بصورة تليق بحجم المنافسة,أو ربما حين تتبني فرق الدوري الأخري مؤسسات وشركات تملك المال والقرار,عندها قد نتجاوز عصبيات (المريخ والهلال) وقبلها نتجاوز أثار الهزيمة التي نتكبدها بلا معارك.
امسح للحصول على الرابط
 0  0  2476
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

وفقا لاخر تحديث لموقع العالمي والمختص بالاحصائيات ووضع ترتيبات الفرق الكروية عامليا، احتل نادي الهلال السوداني لكرة القدم املركز الحادي عشر..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019