الهدف الظاهر ( جمع راسين بالحلال ) والباطن ينم عن خطورة عميقة ... قنوات الدردشة (الفضائية ) تغزو البيوت السودانية دون استئذان ... من المسئول ؟!!!

 

قناة سودانية تشترط في الدخول للشات ارسال 150 رسالة قيمة الواحدة دولار .
متى تتدخل الجهات المختصة لمقارعة الهجمة الفكرية الشرسة التي تتعرض لها مجتمعاتنا باستغلال مثل هذه القنوات!!!

كفر و وتر / عبدالسلام القراي

اسهم التطوَر الكبير الذي شهدته وسائل الإتصالات في الفترة الاخيرة في تقريب المسافات وفتح المجال واسعاً رحباً لفك القيود وتخطي الحواجز فيما يتعلق بمنظومة عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا والتي للاسف الشديد بدأت حببيبات عقدها تنفرط شيئاً فشيئاً رغم انها كانت افصل ما يميَزنا كسودانيين عن بقية شعوب العالم , حيث بدأت تطل علينا اخيرا بعض العادات الدخيلة التي افرزتها ثورة التكنولوجيا سالفة الذكر ومن هذه الظواهر ( ان جاز لنا تسميتها ) ما يحدث في الاشرطة المتحركة التي تظهر اسفل بعض القنوات الفضائية أو ما يسمى ( بالشات ) والذي اصبح يمثل حلقة الوصل والتعارف بين الجنسين وفق عضوية الشات التي تشترط في قبول الفرد عضواً بعد خلال إرساله 150 رسالة قيمة الرسالة الواحدة دولار تقريباً بعدها يحق للعضو أن يتواصل مع الأعضاء من الجنس الآخر بمباركة مسؤول الشات في القناة ، فاذا اقتنعنا ان ما تمارسه تلك القنوات والتي لا نريد في ( كفر و وتر ) تسميتها باسمها حتى لا نتهم بالتشهير هو جمع رأسين بالحلال فاننا نؤكد انها تتم بطريقة تفوح منها رائحة الخطورة , حيث درجت احدى تلك القنوات ولمزيد من التعارف والتواصل بين ( النسائم ) على إقامة الحفلات والصالونات والولائم تتخللها فواصل من المدائح المموسقة .! وهذه النقطة الهامة تقودنا للتنبيه عن إزدواجية التعاطي مديحاً وغناءً فهي تتعارض أي الإزدواجية مع مضمون شعار ( التعظيم ) الذي ترفعه تلك القناة التي يتشرف برئاستها الفخرية مسؤولاً كبيراً في الدولة ! ويبدو أن هذه القناة وعبر الشات تريد أن تنتهج اسلوباً ( حضارياً ) لإكمال نصف الدين في مجتمعنا السوداني , وكما يقول أهلنا الطيبين في السودان ( الشينة منكورة ) يحرص معظم أعضاء شات هذه القناة على التعامل بأسماء مستعارة وتتم عملية ( الخلط ) على الهواء عن طريق منسق العمليات مسؤول الشات في القناة .! ما يحدث من هذه القناة وغيرها من القنوات ناقوس خطر يجب الوقوف عنده كثيرا ومن واجبنا كإعلام أن نتناوله بهذه الطريقة التي يمكن ان توعي من كان قلبه غافلا خاصة مثل هذه الظواهر الغريبة والتي تؤثر سلباً على مجتمعنا السوداني وكل ما نأمله أن تعمل الجهات المختصة في هذه القناة على إعادة النظر في الكيفية التي يتم بها التعارف بين الشباب من الجنسين ! ومن المؤكد أن عظمة الهدف من التعارف ( الزواج ) لا يُبرر أو بالأصح لا يُجِيز الطريقة المُتبعة لتحقيق الهدف .! كما نأمل أن تتحرك الجهات المختصة في الدولة والتي تتولى الدور الرقابي على القنوات الفضائية الخاصة للمحافظة على الموروثات السودانية الأصيلة التي تساهم في تماسك المجتمع السوداني وصيانته من الهجمات الفكرية الشرسة ولا ينكر إلا مكابر أن الإنسان في مجتمعنا السوداني بدأ يمسح من ذاكرته القِيم والمُثل الفاضلة لتمتلئ ذاكرته بخصال دخيلة على مجتمعنا السوداني , فهل من وجيع .؟!