• ×
الإثنين 20 مايو 2024 | 05-19-2024

آن الأوان لحكومة السودان أن تدرك أن الرياضة قيمة كبيرة وليست لهوا ... ماذا تنتظرون من بعثة بلا ملاعب ولا معدات رياضية ولا معينات فنية

النعمان حسن عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية السودانية ... أنا سعيد بنتائج السودان الهزيلة في الدوحة لأنها بداية التصحيح

النعمان حسن عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية السودانية ... أنا سعيد بنتائج السودان الهزيلة في الدوحة لأنها بداية التصحيح
نقلا عن صحيفة العرب القطرية  على الجلادين أن يحاسبوا أنفسهم قبل محاسبة اللجنة الأولمبية
الاولمبية السودانية ليست مسؤولة عن اخفاقات بعثتنا في الدوحة

مقدمة
النعمان حسن أحمد خوجلي .. اسم كبير في عالم الإعلام الرياضي العربي وأستاذ لأجيال صحفية مازالت تقود العمل الإعلامي في السودان .. وفي عالم الرياضة السودانية .. رائد من رواد العمل الرياضي وديمقراطية وأهلية الرياضة في السودان .. سبعة عقود من الزمان لم تمنعه من الإبداع والعطاء في مجاله الرياضي الذي أحبه وأخلص له دعته الدوحة للتكريم ضمن رواد الإعلام الرياضي العربي من قبل الاتحادين الدولي والعربي للصحافة الرياضية على هامش دورة الألعاب العربية .. وبما أن النعمان عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية السودانية ورئيس اتحاد التجديف كان لابد لنا أن نقف مع آراءه في مشاركة السودان في دوحة العرب خاصة وأن ما يميز الأستاذ الكبير النعمان أنه يرى من زاوية لا يراها الآخرون.. فكانت صراحة النعمان ووضوحه هو الطاغي على طبيعة الحوار معه .. فماذا قال الاستاذ النعمان عن المشاركة السودانية في دوحة العرب.
ماهو تقييمكم لمشاركة السودان في دورة الألعاب العربية بالدوحة ؟؟
أولا .. يجب أن نضع مشاركة السودان في دورة الألعاب العربية محل تقييم من جميع الجوانب ولكن ما يهم الآن هو أن النتائج الهزيلة التي خرجت بها بعثة السودان المشاركة في البطولة لا تعبر إلا عن معاناة حقيقة للاتحادات الرياضية السودانية في الحصول على الدعم والإمكانيات التي تعينها دائما على المشاركة .. فالنتائج التي خرجت بها البعثة السودانية المشاركة في البطولة ماهي إلا نتاج لعدم تلقي الرياضة في السودان لأي دعم وخاصة الرياضات بخلاف كرة القدم حيث تجد دعما غير عادي بينما لا تجد البقية الدعم البسيط الذي يعينها على تسيير نشاطها الرياضي بغض النظر عن المعسكرات والمشاركات الخارجية.
هل أرضتكم نتائج فرق السودان على المستوى الجماعي والفردي في الألعاب؟
بالطبع الهزائم لا ترضي أحدا ولكنني أعتبر أن هذه المشاركة تحمل عنوانا واحدا هو مصائب قوم عند قوم فوائد فالنقطة الجوهرية في هذا الجانب أن النتائج جاءت لتكشف للجميع معاناة الاتحادات الرياضية وحاجتها للدعم لأن الرياضة أصبحت قيمة كبيرة في كل دول العالم إلا السودان.
وأنا كعضو في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية سعيد جدا بما حدث لأن به فرصة كبيرة للإصلاح وإذا أرادت حكومة السودان إصلاح حال الرياضة في السودان على كافة الأصعدة فعليها الابتداء من نتائج الدوحة.. خاصة وأن الإهمال الكبير الذي تجده الرياضة في السودان لا يمكن بأي حال أن تنتج عنه مشاركات مميزة بقدر ما تنتج عنه نتائج غير مرضية فالنتائج دائما تتوازى مع الدعم والاهتمام.
الكثيرون يحملون اللجنة الأولمبية مسؤولية الظهور الضعيف لمنتخبات السودان المشاركة في الدوحة ماردكم ؟؟
اللجنة الأولمبية غير مسؤولة على الإطلاق عن ما حدث من نتائج في الدوحة لأنه يجب أن نضع في الاعتبار أولا أن هذه الدورة لا تخضع لإشراف اللجنة الأولمبية الدولية وإنما تخضع لإشراف عربي وأن اللجنة الاولمبية الدولية لا تعترف بالدورات العربية ونحن في اللجنة الأولمبية السودانية غير مسؤولين عن المشاركة في الدورة العربية .. وكل ما دفع بالأولمبية السودانية أن اللجنة الأولمبية القطرية التي تنظم الدورة الحالية أوكلت إلى الأولمبية السودانية مهمة التنسيق والمتابعة للمشاركة السودانية في الدورة واعتماد الاتحادات المشاركة في البطولة باعتبار أن اللجنة الأولمبية القطرية هي من يدير العمل الرياضي في قطر ووهم أي أخواننا القطريون منظمون جدا في هذا الجانب ورغم أن دورة الألعاب العربية ما هي إلا تجمعا شبابيا عربيا لا علاقة له بالنتائج التنافسية بقدر ما يهدف إلا تجمع الشباب العربي على أرض واحدة بهدف التلاقي والتعارف من أجل الوحدة العربية وهذا هو الهدف الذي أنشئت من أجله دورة الألعاب العربية عن طريق صاحب الفكرة الأولى عبدالرحمن عزام .. فأين المسؤولية الأولمبية هنا.
ولكن هذه النسخة من دورة الألعاب العربية بها نتائج تؤهل إلى أولمبياد لندن ..فكيف اعتمدتها الأولمبية الدولية إذا كانت لا تعترف بها أصلا؟؟
اعتماد نتائج بعض ألعاب الدورة لتؤهل إلى أولمبياد لندن 2012 هو جهد كبير يحسب للأشقاء القطريين الذين استطاعوا أن يستقطبوا دعم الاتحادين الدولي لألعاب القوى والدولي للسباحة ليضيفوا جديداً إلى الدورة فيما يتعلق بالأرقام المؤهلة للأولمبياد في رياضتي السباحة وألعاب القوى وهو أمر جيد يضيف كثيرا للعرب ولكنه أثر سلبيا على نتائج العديد من الدول العربية فليست كل الألعاب الرياضية تعتمد نتائجها المؤهلة إلى الأولمبياد فهناك تصفيات قارية في كثير من الألعاب على سبيل المثال منها كرة القدم التي لا تؤهل إلى الأولمبياد .. فدورة الدوحة أخذت شكلاً مختلفا عن الدورات السابقة.
ودعني أؤكد لكم أن هذا الدافع منح البطولة قوة وإثارة وحولها إلى تنافسية أكثر من كونها تلاق عربي يخدم الوحدة العربية ومن هنا تفاوتت النتائج حسب الدوافع لدى كل دولة على الأخرى في الكثير من الألعاب الرياضية فالأغلب من الدول استعد بشكل أمثل للمشاركة في البطولة الحالية واستطاعت أن يقدم مستوى جيداً من خلال اعتماده على خبراء وفنيين على مستوى عالمي فبالنظير إلى المدربين فقط نجد أن هناك أسماء كبيرة في عالم التدريب مثل البرازيلي زيكو مدرب العراق لكرة القدم والانجليزي تايلور مدرب البحرين وباكيتا مدرب ليبيا وغيرهم من المدربين العالميين على مستوى ألعاب أخرى بينما لا تجد أي اهتمام رسمي فني بالبعثات الرياضية السودانية لأنها لاتجد أدنى حدا من الاهتمام من الدولة.
وهل عدم دعم الدولة للرياضة وحده من جعل مشاركة السودان ضعيفة في النتائج بهذه الصورة؟؟
نتائج السودان في الدورة لا ترضي أحداً كما ذكرت لك ولكن البعثة السودانية ضحية لجلادين يحتاجون لمحاسبة أنفسهم قبل محاسبة الآخرين.. فالإعلام الذي يتحدث عن النتائج ويطالب بالانجازات لا يعلم شيئا عن ظروف الاتحادات الرياضية التي شاركت في الدورة فلا أحد يعرف من أين يتدرب اللاعبون وكيف وفي أي الملاعب ولا أحد يعرف من أين يأتي الدعم لتسيير العمل في الاتحادات الرياضية وحتى الاهتمام بهذه الاتحادات من الناحية الإعلامية لايجد الحد الأدنى فكل الصحف تركز على كرة القدم فقط وفي كرة القدم ناديي الهلال والمريخ فقط وبالتالي فإن الجميع يتصور ان هذه الاتحادات تجد اهتماما ومطالبة بتحقيق انجازات وهي أبعد من ذلك بحسابات التحضير والدعم المطلوب لأبسط النتائج الإيجابية .
فالعديد من الاتحادات تعاني أمر المعاناة في تسيير المعاناة والحصول على ملاعب التدريب فكرة اليد السودانية التي ظهرت ضعيفة للغاية وخسرت بأرقام كبيرة ليس لديهم صالة يتدربون عليها في السودان ويتدربون على ملاعب ترابية كما لا يملكون معدات رياضية للتدريب وحتى الكرات لا تتوفر لهم فتفاجأوا بنوعيتها في الدوحة مثلما تفاجأوا بالصالات المجهزة في قطر فكان طبيعيا أن يظهر فارق الإمكانيات في المستوى ونفس الأمر ينطبق على اتحاد الكرة الطائرة الذي لم تتوفر له إمكانيات .. أما منتخبات الملاكمة وكرة السد وبعض المنتخبات الأخرى فتأثرت مباشرة بانفصال الجنوب عن السودان لأن أغلب عناصرها المميزة التي اكتسبت الخبرات والمهارات تنتمي للجنوب وغادرت مع انفصاله عن الشمال وكان طبيعيا أن يحدث فراغ يصعب تعويضه في المستوى.
هل تأثر السودان بانفصال الجنوب؟
أغلب الاتحادات التي تضررت من انفصال الجنوب قدمت مذكرة تحتوي رغبة اللاعبين من أبناء الجنوب المتواجدين بالشمال بالاستمرار كسودانيين ولكن الحكومة رفضت فغادروا وخلفوا فراغا كبيرا في منتخبات السلة والملاكمة.
أما السباحة فلن تستطيع أن نتحدث عن معاناتهم لأن منتخب السباحة لايملك مسبحا يتدرب عليه ويستأجر المسابح للتدريب عليها كما أن اتحاد السباحة نفسه يعاني هذا الأمر منذ زمن بعيد ولم يجد الاهتمام من الدولة وحتى عندما يتوفر له ذلك فإن المسح ليس بالمواصفات الأولمبية او الفنية التي تمنح اللاعب فرصة الاستعداد والقياس الجيد لمستواه الفني والبدني.. أنا رئيس اتحاد التجديف وقد واجهت العديد من المعاناة في السنوات الأخيرة كان أكثرها ألما عندما رفضت سلطان الجمارك إدخال عدد 25 زورقا مهداة لنا من الاتحاد الدولي للتجديف وطالبت بضرورة أن ندفع قيمة الجمارك ونحن كاتحاد لا نملك أموالا لتسيير النشاط اليومي بغض النظر عن دفع جمارك وعندما هدد الاتحاد الدولي بسحب الزوارق من ميناء مدينة بورتسودان قام السيد هاشم هارون رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وقتها بدفع كلفة الجمارك من ميزانيته على أمل أن تقوم وزارة الشباب والرياضة برد المبلغ للمجلس إلا أنها لم تفعل.
لماذا لا تتحرك اللجنة الأولمبية لوضع الأمور في نصابها وتحويل إدارة دفة الرياضة إلى اللجنة الأولمبية لتكون مسؤولة عن تسيير العمل الرياضي؟؟
اللجنة الأولمبية قدمت أكثر من مذكرة في هذا الخصوص إلى رئاسة الجمهورية وسبق للسيد رئيس الجمهورية أن وجه وزارة الشباب والرياضة بضرورة تقديم الدعم الكافي للاتحادات الرياضية لتتمكن من تسيير نشاطها ولكن وزارة الشباب والرياضة لم تقم بأي عمل من هذا القبيل ووزارة الشباب والرياضة تتغول على صلاحيات اللجنة الأولمبية في إدارة العمل الرياضي وعندما تطالب بالدعم وتسيير النشاط تؤجل الأمور ولا تقم بدورها .
وعلى سبيل المثال فإن الوزارة كانت تتلكأ حتى في سفر البعثة السودانية فماطلت أكثر من منتخب في عملية تأشيرة الخروج الأمر الذي دفع ببعض اللاعبين إلى الذهاب بأنفسهم إلى وزارة الداخلية والحصول على تأشيرة الخروج على نقتهم الخاصة وهو عمل وزارة الشباب .
وعلى سبيل المثال وزير الشباب والرياضة قرت سحب 8 أفراد من البعثة الرسمية للسودان وتحويل تكاليف سفر هؤلاء الثمانية لتكون عبارة عن نثريات لصالح بقية أفراد البعثة بواقع 100دولار لكل لاعب إلا أنه مع التعديل الوزاري وتعيين وزيرا جديدا بديلا لحاج ماجد سوار الوزير السابق لم ينفذ القرار واشتملت البعثة بالدوحة على أسماء اللاعبين الثمانية الذين وصلوا وسط مفاجأة الجميع.
أين هي المدينة الرياضية التي يتحدثون عنها ؟؟
منذ اكثر من عشرين عاما والمدينة الرياضية أعمدة واقفة دون اكتمال فلا احد يسمع ولا احد يهتم والجميع حول جزء منها إلى أراض سكنية لأصحاب النفوذ نسبة لإستراتيجية موقعها في الخرطوم .. وحتى المضمار الخاص الذي يتدرب عليه لاعبو ألعاب القوى عرضة للتلف بسبب الإهمال الشديد حيث تمر عليه العجلات ويستهلك بصورة قد تفقد ألعاب القوى المكان الذي يمكن التدرب عليه..
أنا اعتقد أن نتائج السودان في الدورة العربية الحالية فرصة كبيرة لنبدأ التصحيح والتقدم إلى الأمام .. فالرياضة أصبحت قيمة كبيرة لكل الشعوب وعلى حكومتنا في السودان أن تهتم أكثر وقد آن الأوان لدور رسمي في دعم الرياضة وأنا سعيد بهذه النتائج لأنها تأتي كفرصة للتصحيح..فعلى الدولة أن تضع ميزانية للرياضة وعليها أن تضعها ضمن أولوياتها خاصة وان ما يحزننا أن يتحدث مسؤول رسمي ويقول إن الرياضة ليست من أولويات الحكومة السودانية .. وعلى الدولة أيضا أن ترفع يدها من التدخل في صلاحيات اللجنة الأولمبية وتمنح الوزارة واللجنة الاولمبية حقها في إدارة الرياضة وتسيير العمل بما يخدم مصلحة الوطن.
بعيدا عن المشاركة السودانية في دوحة العرب كيف وجدت الدوحة وأنت الذي حللت بها قبل ما يزيد عن عقدين من الزمان ؟؟
حضرت للدوحة قبل عقدين من الزمان وأنا الآن أتواجد بها بدعوة للتكريم ضمن عيد الإعلاميين العرب .. وبصراحة فأنا لم أصدق ما رأيته فعندما كانت الطائرة تحلق بنا فوق سماء الدوحة شككت أن الطائرة ستهبط في مكان آخر غير قطر خاصة منظر الأبراج التي تناطح السماء.. فقط تطورت قطر كثيرا وبحساب المدة الزمنية فإن ما يحدث في قطر إعجاز وقف على رأسه أناس يحملون الحب لهذه الأرض هم قيادتها الرشيدة التي تقودها إلى حيث فضاء التميز في كل التفاصيل العمرانية والحياتية.
أما بخصوص التنظيم القطري لدورة الألعاب .. فيكفي القول إن قطر قدمت نموذج في التنظيم من جميع النواحي الفنية والإدارية فقدمت العرب إلى العالم بصورة مميزة ومن يعقب قطر في التنظيم للنسخة القادمة سيعاني كثيرا لأن سقف النجاح وصلت إليه قطر .. فمبروك لقطر نجاح الدورة وإلى أمام من نجاحا إلى نجاح
امسح للحصول على الرابط
 2  0  2645

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019