• ×
الأحد 19 مايو 2024 | 05-17-2024

اغتربنا من أجل هذه اللحظة "التاريخية" !!!

اغتربنا من أجل هذه اللحظة "التاريخية" !!!
بقلم مصطفى محكر  " هرمنا من اجل هذه اللحظة التاريخية" عبارة مؤثرة أطلقها احد ثوار تونس بينما كانت طائرة زين العابدين بن علي تبحث وهي فوق طيات السحاب عن ارض تهبط عليها بعيدا عن تراب تونس ،الذي هرم فيه الرجال وهم يناضلون منذ عشرات السنوات لكي تأتيهم لحظة يتنفسوا فيها عبق الحرية .. أما نحن في دنيا الاغتراب فقد هرم اغلبنا وهو ينتظر تلك اللحظة التاريخية التي تنقله عزيزا مكرما سالما غانما الى الوطن ، ولكن تلك اللحظة تاريخية طال أمدها ولم تأت رغم هرم وشيخوخة كثير منا .. ولعل اغلب المغتربين يحلمون ببيت متواضع يؤويهم وأسرهم ، او مشروع صغير يوفر لهم ثمن الخبز والزيت والحليب والعلاج.. فهنا في ارض الاغتراب كبر الأبناء والبنات ، وأضحت لهم آمال وتطلعات ، غير أنها تظل حبيسة الصدور في انتظار لحظة تاريخية ، تنقلهم الى هناك مهما بلغت درجات شظف العيش .. والقضية الآن لاتتعلق بشظف العيش او انقطاع التيار الكهرباء في صيف مايو ، أو جفاف قنوات الجزيرة " الترع" في عز الصيف للحد الذي لايجد فيه سكان كثير من القرى ماء صالح او حتى غير صالح للشرب !.
ويبقى المغترب السوداني يقاتل بجسارة وحيدا وهو يجتهد في مد يد العون لأفراد الأسرة الممتدة ، وهو بطبيعة الحل لن يستطيع في اغلب الأحيان القيام بفعل ايجابي مؤثر ينهي غربته بالنجاح الذي من اجل غادر مراتع الصبا.. وعندما نقول أن المغترب يقاتل وحيدا نعني ان دور الدولة لم يرتق أبدا للطموحات والآمال ، فأجهزة الدولة المعنية وأبرزها جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج يجب ان تقدم اقتراحات الى مجلس الوزراء بشأن الأخذ بأيد المغترب الذي أنهكته سنوات الاغتراب الطويلة ، وان تكون من ضمن المقترحات اعفاء جمركي كامل للسيارات، وذلك للعائد بصفة نهائية ، وحتى يصبح الاقتراح منطقي ، يمكن ان يشترط لسنوات الاغتراب عشر سنوات ومافوق ، وبلاشك ان مغترب أمضى عشر سنوات او عشرين سنة ، جدير بالدولة ان تخدمه ، كما ان هناك فئة من المغتربين الذي ترهلت أسرهم وهم يحلمون ببيت صغير في ارض الوطن ، فلماذا لاتقدم مبادرة بتوفير مساكن في العاصمة والولايات المختلفة بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية ، على ان يتم سداد تكاليف المنزل الاقساط المريحة ، ولماذا لاينسق الجهاز لتخصيص وظائف خاصة للمغتربين في كل عام وفي كل التخصصات ليتم استيعاب الراغبين في العودة .
في مقدور جهاز المغتربين ان يقدم عملا كبيرا يجسده التاريخ وهو في نهاية المطاف يصب في مصلحة الوطن والمغترب.. ودعونا جميعا نحلم بمثل هذه اللحظة التاريخية، فقد تأتي .
أخر الكلام :
قال الحجاج بن يوسف : لولا فرحة الإياب لما عذبت أعدائي إلا بالسفر.
Mmuhakar1@YAHOO.COM مصطفى محكر
امسح للحصول على الرابط
 1  0  1653
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    soli sheriff 04-09-2011 09:0
    لاتحلموا بعالم سعيد .. ياخ نحن الشعب الوحيد الذي يحتاج لمراجعة جهاز السجمين ومقابلة الوجوه المكفهرة لأخذ تأشيرة بعد ذلة ودفع جبايات ما أنزل الله بها من سلطان... حكومتنا حكومة غريبة ونسأل الله أن يخلصنا من هذا الوهم الجاثم على رؤوس الشعب وأن يقتص لنا من هولاء الحرامية الذين أذلونا بالجبايات والرسوم وجعلوا الحياة غلاء في غلاء لملئ كروشهم وكروش الانتهازية وجيوش المستشارين والوزراء والمعتمدين من أنصارهم.. وشكراً لك على طرقك لجزء من هموم شعبنا وتذكير الحكومة المشغولة بالنهب الى واجباتها عسى ولعل ينصلح الحال.. نهب ولغف .. لا لن نحلم بعالم يشبه العالم مع هولاء الحرامية.. والسلام
أكثر

جديد الأخبار

وصل الطائف لاعب دون بوش الهولندي اللاعب السوداني شادي عز الدين للمشاركة في اعداد منتخبنا الوطني تأهبا لتصفيات افريقيا

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019