• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024

الفنان المخضرم عمر الشريف يعترف ... التمثيل مهنة ( وضيعة ) !!!

الفنان المخضرم عمر الشريف يعترف ... التمثيل مهنة ( وضيعة ) !!!
 كفر و وتر / وكالات /
صراحته الشديدة لم تمنعه من الاعتراف بان التمثيل مهنة \"وضيعة\" لجأ إليها لأنه فشل في القيام بأي شيء غيرها، وبرغم شهرته العالمية إلا أنه اتخذ من الفشل والخطأ سبيلا للنجاح، ولم يؤثر شيء في حبه للحياة، وتفاؤله بها، فقد تعلم أن يعيش أيامه بكل ما فيها؛ إيمانا بأن الموت قد يداهمه في أي لحظة، لذا فإنه لا يفكر في أخطاء الماضي، ولا مفاجآت المستقبل. إنه النجم المصري العالمي عمر الشريف الذي قضى حياته رحّالا بين باريس ولندن وكندا وأمريكا ومصر، في محاولة منه لكسر الملل والوحدة، ورغبة في التغيير جعلته يحط من بلد لبلد كالفراشة التي تتنقل بين الزهور لتستمتع برحيقها. وهو ما جعله أيضا جدا لثلاثة أحفاد أمهاتهم مسلمة ومسيحية ويهودية، بعد أن تزوج ابنه الوحيد من أربع سيدات مختلفات الجنسية والديانة. والواقع أن ملامح وجهه المبتهج لم تغير منها على الإطلاق قسوة الزمن، أو مرارة الغربة، أو يأس الفشل، فما زال عمر الشريف ذلك النجم العالمي الوسيم الذي إذا ذُكر اسمه ذُكرت مواصفات فتى أحلام العديد من الفتيات، وهو الرجل ذو السابعة والسبعين من العمر، ذلك أنه يفتح ذراعيه لكل ما هو جديد وجميل، ويعيش ببساطة وهدوء، مؤمنا بالتسامح، عاشقا الخيل، ومحترفا مغازلة النساء. اسمه الحقيقي ميشيل ديمتري جورج شلهوب، وُلد في 10 أبريل عام 1932 في أسرة كاثوليكية بالإسكندرية، تأثر بشدة بوالدته ذات الشخصية القوية التي عودته على الحرص على مظهره ووسامته التي طالما رأته أجمل طفل في العالم، وكانت السبب في التحاقه بمدرسة أبناء الصفوة \"فيكتوريا كوليدج\"، وفيها تعرف على يوسف شاهين الذي رشحه لظهوره السينمائي الأول. لم يكن اختياره للوقوف لأول مرة أمام الكاميرا بطلا أمام فاتن حمامة في فيلم (صراع في الميناء) أمرا مستحيلا؛ إذ أثار إعجابها بمشهد الاختبار الذي أداه من مسرحية هاملت بالإنجليزية لتوقع باسمها على شهادة ميلاده الفنية، وتمنحه الحياة في دور البطولة بجانبها في فيلم كان أداؤه المتميز فيه سببا في انطلاقه إلى العالمية، ثم تمنحه حياة أخرى بموافقتها على الزواج منه بعد إشهار إسلامه، وتنجب منه ابنه الوحيد \"طارق\" بعد قصة حب تُوجت بنجاحهما كأشهر ثنائي في السينما المصرية، على الرغم من أن أفلامهما معا لم تزد عن ستة أفلام من إجمالي أفلامه الـ26 بالسينما المصرية. تنبأت له عرافة يونانية بالعالمية، إلا أن الوصول إليها لم يكن بالأمر السهل؛ إذ عانى كثيرا من الصعوبات بمجرد خروجه من مصر في أوائل الستينيات حيث سطوة رأس المال الصهيوني على السينما الأمريكية، كما أنه لم يكن حرا في اختيار أدواره بسبب عقد احتكار لحساب شركة كولومبيا لمدة سبع سنوات، والذي كان بمثابة عقد للعبودية التي وصفها بالسنوات السبع العصيبة، وما أن انتهى ذلك العقد حتى انطلق النجم العالمي باحثا عن النجاح والشهرة؛ بالإضافة إلى اللهجة الأمريكية التي وقفت حائلا بينه وبين الأدوار الأمريكية في هوليوود مما أهله للأدوار الأجنبية في تلك الأفلام كقيامه بدور عربي أو فرنسي وغيرها من الجنسيات. قدم له المخرج العالمي دافيد لين جواز السفر الذي مر به إلى العالمية بجدارة في فيلم (لورنس العرب) عام 1962 الذي حقق من خلاله نجاحا لم يكن يتوقعه أحد؛ وجعلت الكاميرات الأمريكية تتساءل عن ذلك الشاب العربي الوسيم الذي احتل دور البطولة، وترشح من خلاله لجائزة أوسكار أحسن ممثل مساعد التي اعتبرها المغامرة الفنية والحياتية الأكبر في حياته التي راهن فيها على كل شيء. ثم شهدت فترة الستينيات انطلاقة حقيقية للدنجوان المصري؛ إذ جسد فيها العديد من أدوار البطولة أمام عمالقة السينما الأمريكية التي ترك فيها علامة مميزة ببصمة مصرية عالمية، فقدم (جنكيزخان)، ووقف أمام أنتوني كوين في فيلم (انظر الحصان الشاحب)، ثم جاءته الفرصة الذهبية عام 1965 ليلمع نجمه في سماء هوليوود بدور عمره في فيلم (دكتور زيفاجو) مع دافيد لين للمرة الثانية ليعلن تربعه على عرش العالمية بحصوله على جائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل، كما وتم ترشيحه للأوسكار عن الدور نفسه. بعدها قدم فيلم (تشي جيفارا)، لكن نجاحه المبهر في فيلمه السابق لم يمنع تعرض جيفارا للعديد من الانتقادات؛ إلا أنه عاد بعدها بقوة ليقف أمام صوفيا لورين في فيلم (سقوط الإمبراطورية الرومانية)، وحقق نجاحا آخر في فيلم (ليلة الجنرالات). في عام 1967 تعرض عمر الشريف لهجوم عنيف من قبل وسائل الإعلام العربية لقيامه بدور يهودي أمام ممثلة يهودية هي بربارا ستريسند في فيلم (فتاة مرحة) بعد هزيمة 1967، وصلت إلى اتهامه بالعمالة، وكثرت المطالبات وقتها بإسقاط جنسية من باع وطنه بقبلة ليهودية، وفي المقابل لم يسلم الشريف من هجوم الجماعات اليهودية القوية، واعتراض الصحافة الإسرائيلية على وجوده ضمن نسيج السينما الأمريكية!. وفي عام 1979 تعرض لمقاطعة عربية شديدة بسبب فيلم (شانتي) على الرغم من اعتذاره عن دور البطولة فيه بسبب تحديد إسرائيل مكانا للتصوير؛ لكنه اضطر إلى القيام بدور صغير إلا أنه لم يسلم من الهجوم العربي، وكذلك لم يسلم من حملة صهيونية شرسة بعد أن أصبح أحد أكبر خمسة ممثلين في السينما العالمية. وفي الثمانينيات أدارت السينما العالمية وجهها المشرق عن عمر الشريف لتجاوزه الخمسين من عمره لتصبح السينما بالنسبة له على حد قوله \"أكل عيش\"، فأصبح ظهوره في العديد من الأدوار يرتبط بضائقة مالية بسبب مراهنات الخيل أو خسارة كل نقوده على طاولة لعبة البريدج التي احترفها عالميا، والتي كان لها دور رئيس في انطفاء نجمه لفترة طويلة. وفي عام 1983 قرر العودة من جديد إلى أرض الوطن ليكون أمام أكثر من تحدٍّ كضرورة إثبات وجوده لكي يبعد عن الأذهان أن للإفلاس الفني والمادي سببا للعودة، أو أن السينما العالمية التي ترك عمر الشريف كل شيء للحاق بها لم يعد لديها ما تعطيه له. وهكذا عاد عمر الشريف إلى التمثيل في مصر بعد فيلمه الأخير (المماليك)، وانقطاع دام 18 عاما بفيلم (أيوب)، لكنه لم يكن له صدى كبير يتناسب مع عودة النجم العالمي إلى بلاده، أو لرواية الأديب العالمي نجيب محفوظ، وبعدها داعبت فكرة العالمية خيال عمر الشريف مرة أخرى بذلك العرض المغري الذي تلقاه للقيام ببطولة المسرحية الإنجليزية (الأمير النائم)، وقد تردد في قبول ذلك العرض إلا أنه أدرك سريعا أنها الفرصة الذهبية لتعيده إلى الشهرة والأضواء في العواصم الأوروبية، وليبرهن لنفسه وللسينما العالمية التي خذلته أن بإمكانه النهوض من كبوته، وبالفعل بارك الجميع تلك الموهبة التي كشفت عن نفسها من جديد، وأعادت الروح إلى فنان ضل الطريق. بعدها أصر الشريف على أن يتحسس خطواته، ويختار بدقة أدواره ليفتح أمام نفسه مجالا جديدا يثبت أنه ما زال النجم العالمي، فقدم دور آخر قياصرة روسيا في فيلم (نتاشيا)، ثم (بطرس الأكبر)؛ وبعدها عاد إلى مصر ليقدم فيلم (الأراجوز) عام 1989 الذي لاقى نجاحا جماهيريا، كما حصل عنه على عدد من الجوائز في المهرجانات الدولية كمهرجان فالنسيا الدولي بإسبانيا. تاليا، قدم عمر الشريف فيلم \"المواطن مصري\" عام 1991 الذي وضع فيه دهاء سنوات طويلة، وبعده اقتصرت أدواره في السينما العالمية على الأدوار الصغيرة، أو كضيف شرف يساعد ظهوره لدقائق في نجاح أي فيلم كفيلم \"المحارب الثالث عشر\". أما في الألفية الجديدة، فقد أخذ ينقل خطواته بثقل تاريخه، فقدم فيلم \"إبراهيم وأزهار القرآن\" في عام 2003 الذي أثار إعجاب النقاد، وكذلك ضجة جماهيرية كبيرة بسبب تجسيده دور مسلم يتبنى طفلا يهوديا في دعوة إلى التسامح بين الأديان، وحصل من خلاله على جائزة أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي، وجائزة أفضل ممثل سيزار في فرنسا. وفي 2005 قام ببطولة فيلم \"القديس بطرس\" الذي نال إعجاب رجال الفاتيكان؛ إلا أنه أثار حفيظة بعض الجماعات بقيامه بدور قديس مسيحي ووصل الأمر لتهديده بالقتل عبر موقع على الإنترنت. وبالتأكيد لم تكن مصادفة قيامه بدور الرجل المسلم المتدين الذي يبادل شخصيته مع قس مسيحي في فيلم (حسن ومرقص) الذي وضعه البعض ضمن قائمة الأفلام الأكثر جدلا بسبب موضوعه الجريء، والتقاطه تفاصيل دقيقة بين المسلمين والأقباط في مصر، فالتسامح هو الإيمان الأول لعمر الشريف أيا كانت العقيدة التي يعتنقها الإنسان. وفي الفترة الأخيرة تعاملت السينما المصرية مع عمر الشريف كطفل مدلل؛ إلا أنه لم يخش الفشل في خوض أولى تجاربه على الشاشة الصغيرة، فحبه للتجريب والمغامرة دفعه لتقديم مسلسل (حنين وحنان) بعد أكثر من نصف قرن من التاريخ السينمائي الحافل.
امسح للحصول على الرابط
 0  0  3482
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

تناغمٌ وانسجامٌ بين المدير الإداري ومساعده.. وأكرم قيادة رشيدة ارتفعت درجة الحرارة ھذه الأيام في مدينة الطائف بصورة غير طبيعية عما كانت عليه في..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019