• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024

مذيع البي بي سي عمر الطيب ... تلفزيون السودان فيه كثير من الارتجال

مذيع البي بي سي عمر الطيب ... تلفزيون السودان فيه كثير من الارتجال
 كفر و وتر / الخرطوم /
جاء الى صالة التحرير بصحيفة «الرأي العام» في زي سوداني ناصع البياض واناقة لا تخطئها العين، يعتمر عمامته بطريقة تشبه عمامة الختمية الى حد كبير.
مشيته وقدلته تنبيء عن شخص واثق الخطى، حسبته سياسياً نافذاً، كل الاعين تحولت اليه تبحث عن اجابة من هذا؟!
الاجابة جاءت من صديق الرجل مدير التحرير الاستاذ ضياء الدين بلال عندما قال: بطرفنا الاستاذ عمر الطيب المذيع بالـ«BBC» جلست بصحبة نفر كريم.. فالرجل اذاعي «حكاي» بدرجة ممتازة.. وصوته الحيوي يسري من حنجرته ليتسرب الى مسامعي.. وان ارهفت السمع تحس كأنه الطيب صالح قد بعث من جديد فلا مناص من ان تستمع له بجوارك جميعها.. لنسمع ونستمتع بالحكي والمعلومات.
مدينة ام ضبان أو «ام ضوابان» تأثيرها على الوجدان الشعبي لاهل السودان لا مراء فيه .. كيف اثرت على الطفل يومذاك عمر الطيب؟!!
مولدي كان بقرية المحيريبا الفكي عمر بالجزيرة في بيت جدتي امنة الخليفة حسب الرسول، كانت امرأة مميزة ولم اجد امرأة افضل منها، وهو بيت مفتوح وعبارة عن تكية به حوالي «40» شخصاً من امرأة وطفل. ويفد اليه الناس من كل السودان وكانت امية. في هذا الجو تربيت اكلت الكسرة الدبليبة وهي كسرة طلاب الخلاوي، واكلت الشيط ودرست فيها المدرسة الابتدائية وانتقلت لمدينة العيلفون لدراسة الثانوي العام.
*البيت واضح بين العيلفون وام ضوا بان من التربية في كنف الجدة الى دراسة نظامية؟
- نعم كانت تجربة صعبة، السكن في الداخلية وكانت صارمة جداً. ام ضوا بان بها اهلك وجدتك.. وفي الداخلية ضوابط ومن اكل يطبخ في المنزل الى اكل العدس والفول والقرع.. ونعود لاهلنا كل اسبوع أو اسبوعين وفي فصل الخريف نذهب راجلين «كداري» وكنا احياناً نصادف الفنان احمد المصطفى في طريقه لقريته الدبيبة يحملنا معه.. بصراحة كانت تجربة صعبة ومفيدة.. فتمددت ورجعنا.
*متى اكتشفت انك تصلح ان تعمل مذيعاً؟
- لم تكن لي تجربة مع الاعلام إلا في الاذاعة المدرسية بالابيض ولكن بدأت معي قصة المطالعة في زمن باكر فكنت اقرأ على جدتي وهي امرأة امية الكتب القديمة وكان لي مستمعين من بدري.. وكانت حكاية المذيع تسيطر على كان لدي مسجل اجرى به حوارات مع الناس، وكنت اقول لهم هذا الصوت ينفع في الـ«BBC»! وبعض اهلي يذكرونني بهذا الحديث.. وكنت متابعاً لاذاعة الـ«BBC» منذ صغري بحكم استماع الوالد لها.. وهي اذاعة جادة ما كانت اذاعة ناس صغار، وساعدني في الاستماع لها ابن عمتي حاج الامين.
*كنت تتابع اذاعة ام درمان؟
- كنت مستمعاً جيداً لامدرمان وانا شخصياً احب الاستاذ محمد طاهر.. له صوت جاذب ومازال اداؤه مميزاً واذكر عبدالكريم قباني، وصلاح احمد محمد صالح، وعبدالرحمن احمد محمد صالح.
*لم تعمل في الاعلام السوداني.. ما مرد ذلك هل لعدم وجود فرصة؟
- انا طلعت من السودان عمري «91» سنة بعد تخرجي من الثانوي مباشرة.. كانت امنيتي ان التحق بكلية القانون جامعة الخرطوم، ولم اوفق وكنت مؤهلاً ان التحق بكلية التربية «فحردتها» واقترح الوالد ان اذهب لمصر أو العراق فرفضت الوالد.. فغادرت لليونان وواجهت صعوبة اللغة اليونانية، فجئت الى ليبيا وعملت مترجماً.
*يبدو ان الرؤية لم تكن واضحة لتحديد خياراتك فماذا فعلت؟
- ذهبت الى انجلترا وبدأت دراسة الاقتصاد وتركته بعد عامين.. وحولت لدراسة اللسانيات ونلت فيها درجة الماجستير انهيت دراستي وعملت بالترجمة وكنت اترجم من اللغة العربية الى اللغة الانجليزية ترجمت كتاب الصادق المهدي تحديات التسعينات ومنفستو الحركة الشعبية.
*في انجلترا كانت الفرصة مواتية للالتحاق بالـ «BBC» هل فكرت وانت هناك ان تعمل بها؟
- أثناء دراستي كنا بنعمل دبلوم دراسات عليا.. كانت لنا زميلة اسمها ابتسام عبدالرحمن الشام سعودية اسست اكاديمية الملك فهد في لندن، كان زملائي يسمعون صوتي يقولون تنفع مذيع أو يسمعون صوتي في التلفون يقولون شخصيتك اذاعية، ابتسام كانت لها معرفة بليلى طنوس لبنانية، زميلة للطيب صالح في الـ «BBC» والتحقت كمذيعة سنة 2591م وهي ثاني امرأة تلتحق بالـ«BBC» واصرت ان اقدم للاذاعة وقدمتني لرئيس قسم المنوعات والموسيقى سنة 6891م ولم اوفق واذكر الرد جاء بعد «7» شهور تقريباً.
*هل عاودت المحاولة مرة اخرى؟
- تعرفت على د. فؤاد عبدالرازق مسؤول عن محطات الـ «FM» في الدول العربية وتحت اصراره تقدمت للمرة الثانية سنة 1993م واخذوني.
*هل من اشياء راسخة في ذهنك بعد التحاقك بالـ«BBC»؟
- اذكر اذاعياً مصرياً اسمه جورج وهو يدين بالديانة المسيحية.. كان يقدم برنامج العالم هذا الصباح ويومذاك كانت الاذاعة تستهل برامجها بالقرآن الكريم، جورج كان ينصح الاذاعيين بالاستماع للقرآن الكريم لان فيه النحو والصرف والبلاغة ولا غنى لمذيع أو صحافي عنه.. هذه تجربة راسخة في ذهني.
*من واقع تجربة ثرة في الـ «BBC» كيف تنظر الاعلام السوداني تحديداً الاعلام المرئي؟
- الاحظ ارتجالاً في برامج التلفزيون كثيرة جداً واحس عدم التحضير، ولكن نحتكم للقول المأثور «اعقلكم اعذركم للناس» ربما تكون الامور مرتبطة بالتدريب أو التمويل أو السلوك العام للشخصية السودانية القائمة على العفوية.
بصراحة اشاهد التلفزيون بكثرة واندهش عندما اسمع الناس في السودان بانهم لا يشاهدون التلفزيون واذا قلنا نحن نشاهده يقولون «بس كايسين ريحة البلد» بالعكس ارى فيه برامج جديدة جداً، اشاهد برنامج بيتنا وشوارد خاصة بعدما التحق به المذيع الجيلي.
*كيف تنظر لمواقع الاخبار في المحطات الفضائية السودانية؟
- ارى ان الاخبار تحسنت كثيراً ويفترض ان تكون مساحة الحرية للرأي والرأي الآخر اكثر هذا في التلفزيون السوداني ومنح العاملين بتخصصاتهم المختلفة حرية اكثر.لاحظت في الشروق مساحة الحرية اكبر واخبار الحركة الشعبية واضحة مع انها محسوبة على المؤتمر الوطني.. وبصراحة لفت نظري مذيع اخبار بتلفزيون السودان اسمه عثمان محبي الدين.
اشاهد برنامج دنيا وفكرته جيدة جداً وهو يقدم ناساً عاديين من غمار الناس لهم تجارب مميزة بصراحة هو برنامج جميل.


امسح للحصول على الرابط
 1  0  15004
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    خالد البلولة 07-12-2011 11:0
    هذا الحوار اجريته لصحيفة الراى العام قبل عام ونصف كفرووتر نسبت الحوار اليها دون ان تذكر الذى اجرى الحوار اوالصحيفة التى نشرت الحوار وهذا امر مؤسف جدا / د/خالد البلولة /الراى العام سابقا / تلفزيون السودان
أكثر

جديد الأخبار

وفقا لاخر تحديث لموقع العالمي والمختص بالاحصائيات ووضع ترتيبات الفرق الكروية عامليا، احتل نادي الهلال السوداني لكرة القدم املركز الحادي عشر..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019