جمال الوالي في حوار الاسرار مع الخبر الجزائرية
سأجدد الاتصالات بزياية وقد نجلبه الموسم القادم ..سوداني لا يمكنه اللعب في المريخ لأنّ اسمه هلال!!!
كفر و وتر/وكالات
يقولون عنّه في السودان أنّه لو دخل الانتخابات أمام الرئيس عمر البشير فإنّه سيتفوق عليه، عيّن رئيسا لنادي المريخ سنة 2003 بطلب من الرئيس نفسه، لم يحصل طوال 8 سنوات من رئاسته للنادي السوداني إلاّ مرة واحدة على لقب البطولة، ومع ذلك عندما قرر الاستقالة سار إلى بيته عشرات الآلاف من الأنصار، من أجل إقناعه بالتراجع عن قراره، إنّه الرجل الأكثر قوة في السودان، رئيس نادي المريخ جمال الوالي الذي استضافنا ببيته في الخرطوم، لنخرج بهذا الحوار.
أولا، هل يمكن أن تطمئننا على بعثة المريخ العائدة من ليبيا؟
اسمح لي في البداية أن أرحب بك وبجريدة "الخبر الرياضي" هنا في الخرطوم، وأشكرك على هذا اللقاء، كما أحيي من خلالك كل الشعب الجزائري وعلى رأسهم محمد روراوة، أما عن سؤالك فأقول أنّ بعثة نادي المريخ كانت في معسكر إعدادي بليبيا، ووجدت نفسها محاصرة بسبب الأحداث الموجودة هناك، وهذا ما اضطرنا إلى استئجار طائرة من أجل إعادة البعثة إلى أرض الوطن، والحمد لله أنّ كل أفرادها بصحة وعافية وبألف خير.
طائرة خاصة، لفريق كرة قدم، ألا ترى أنّ الأمر غير عاد؟
الظروف التي كانت تحيط بالبعثة اضطرتنا لذلك، وأي شخص كان يفعل نفس ما فعلته إدارة نادي المريخ من أجل الحفاظ على سلامة أفراد فريقها.
هذا التصرف، يعطي الانطباع بأنّ نادي المريخ يملك إمكانات مالية ضخمة؟
رحلة الذهاب كانت عادية، وحتى العودة كانت مبرمجة عبر رحلة عادية هي أيضا، ولكن الظرف الطارئ الذي وضعت فيه البعثة في ليبيا فرض علينا البحث عن أي حل، ومهما كلفنا من مال، ولهذا وجدنا الحل في استئجار طائرة خاصة، كما أنّ نادي المريخ مقبل على مقابلات إفريقية وكذا اقتراب انطلاق الدوري، ولهذا كان من الضروري العودة إلى التدريبات وعدم انتظار وقت أطول، هذه المعطيات هي التي فرضت علينا الحل الذي لجأنا إليه لأنّه لم تكن أمامنا حلول أخرى.
دعمتم الفريق في الفترة الأخيرة بمدرب وحارس مرمى مصريين، لماذا هذا الاختيار؟
البدري والحضري كانا في فريق كبير ويملكان سمعة جيدة، ووجدنا أنّه من مصلحة نادي المريخ الاستعانة بهما، ولكن أقول لك أننا قبل جلب البدري فكّرنا في استقدام المدرب رابح سعدان، وربطنا اتصالنا به عن طريق محمد روراوة ولكن في النهاية لم نوفق.
هل كانت طلبات سعدان مبالغ فيها؟
لا أبدا، لمن نصل إلى هذه المرحلة، حيث أنّه وبعدأيام فقط من انسحاب سعدان من العارضة الفنية للمنتخب الجزائري اتصلت بروراوة وطلبت منّه أن يكون وسيطا بيني وبين سعدان، ولكن يبدو أنّه لم يكن على استعداد لتدريب المريخ ولهذا لم يرد علينا.
هل يمكن تجديد الاتصال بسعدان في وقت لاحق؟
في الوقت الحالي يوجد مدرب على رأس الفريق، وهو يقوم بعمل كبير، ولهذا من غير اللائق التفكير في مدرب آخر في هذا الوقت.
وجود الحضري والبدري في المريخ، يوحي أنك ساندت المنتخب المصري خلال المقابلة الفاصلة أمام المنتخب الجزائري؟
في تلك المقابلة، لم أكن مع مصر ولا مع الجزائر، فقد كنّا مستضيفين للمنتخبين عربيين شقيقين، وحاولنا قدر الإمكان أن تكون المقابلة في أجواء أخوية، ولهذا منحنا جميع التسهيلات الممكنة للبعثتين، وما عليك إلاّ أن تسأل المسؤولين الجزائريين و كذا البعثة التي حضرت إلى السودان، وحتى السفير الجزائري، عن الترتيبات التي قمنا بها، و المساعدات الكبيرة التي قدّمناها للأنصار الجزائريين.
شهادة للتاريخ، ماذا حدث بالضبط في تلك المواجهة؟
الجزائر انتصرت داخل الملعب على مصر
وخارج الملعب؟
هذا متروك لتقديرات المتتبعين، ولكن حسب نظرتي أقول أنّ الجزائر اهتمت بالمقابلة شعبا ودولة ولم تعطها مصر نفس الأهمية، فالجزائر أرسلت عددا كبيرا من المشجعين ووزعت أعدادا ضخمة من الأعلام وقدمت كل التسهيلات والمساعدات اللازمة للأنصار الذين حضروا إلى الخرطوم، وهذا ما كان دافعا قويا للمنتخب، في حين أنّ المنتخب المصري جاء مبتهجا بفوز القاهرة، وفي اعتقاده أنّ الشعب السوداني سيكون خلفه إلى جانب الجالية المصرية الموجودة هناك، ولكن الواقع كان غير ذلك وفوجئ المصريون بالأعداد الهائلة للجزائريين الذين ساندوا منتخبهم بكل قوة وقادوه إلى تحقيق الفوز الذي جاء من أجله إلى السودان.
كمواطن سوداني، ما تعليقك على الاتهامات التي أطلقها المصريون بعد المقابلة؟
هي اتهامات لا أساس لها من الصحة، حيث لم يصب مصري واحد بأي أذى، وأعتقد أنّ قوات الأمن السودانية والشرطة ومن ورائهم الدولة اهتموا بالمقابلة بشكل كبير ولهذا لم تحدث أي اشتباكات ولو بالأيدي.
ماتعليقك على العقوبة التي سلطتها الفيفا على الاتحاد المصري؟
لا أفتي في هذه الأمور لأنّي لست خبيرا، وما أؤكده فقط أنّه في مقابلة أم درمان لم تحدث أي اشتباكات.
في قرارة نفسك، من كنت تتمنى أن يتأهل؟
الذي يلعب أحسن..
ولكن في تدخلاتك التلفزيونية المختلفة، كان واضحا ميلك لمصر؟
هذا إن كان فهو لا يعني أنّي بحت بما في داخلي، فأنا لم أقل إلاّ أنّ هذه المقابلة تتم بين دولتين عربيتين شقيقتين كما أخبرتك من قبل، وطلبت من الجميع تجاوز الخلافات من أجل مقابلة يكون فيها الأفضل هو المتأهل.
هل تعتقد أنّ المنتخب الجزائري استحق التأهل؟
بالفعل كان المنتخب الجزائري يستحق التأهل والذهاب إلى كأس العالم التي شجعناه فيها بكل قوة، وكنّا نتمنى أن يذهب الخضر بعيدا في تلك المنافسة لأنّهم يمثلون العرب، وقد أبلوا بالفعل بلاء حسنا ولكن لم يوفقوا في تجاوز الدور الأول.
الكثير من الجزائريين فضّلوا بعد المقابلة أخذ قطع من أرضية الملعب للذكرى، ما تعليقك على ذلك؟
أكيد أنّ المقابلة كانت تعني الكثير للجزائريين في ظل الخلافات الموجودة وتصاعد الهجمات الإعلامية المصرية على الجزائر، فقد قابلت عددا من الجزائريين في باريس بعد ذلك وعندما عرفوا أنّني رئيس نادي المريخ ازداد تقديرهم واحترامهم لي كثيرا، وفي المقابل فإنّ السودانيين فتحوا أبواب منازلهم للأنصار الجزائريين والدولة السودانية سهلت إجراءات الدخول وألغت التأشيرة، وهذا ما يؤكد عمق العلاقات الموجودة بين الشعبين السوداني والجزائري، ولهذا لم أتفاجأ بموقف أنصار الخضر وهم يقتطعون من أرضية الميدان ما يأخذوه معهم للذكرى، لأنّ المقابلة كانت تاريخية، وأي شخص يفضل الاحتفاظ بشيء منها للذكرى.
المنتخب الجزائري المحلي يضم لاعبا اسمه سوداني، يتمنى الكثير من السودانيين التحاقه بالدوري السوداني، هل هناك اهتمام به من طرفكم؟
هذا اللاعب أصبح معروفا لدى كل السودانيين، ولكن اسمه هلال، لهذا لن يكون بإمكانه اللعب في المريخ على عكس الأمر لو التحق بنادي الهلال، ولكن لو أراد اللعب عندنا فعليه تغيير اسمه.
هل تفكرون في جلب لاعب جزائري؟
لقد فكرنا في جلب لاعب اتحاد جدة زياية عندما كان في وفاق سطيف، وكنّا مستعدين أن نذهب معه بعيدا في المفاوضات، ولكن النادي السعودي كان أسبق منّا وتمكنّ من إقناعه باللعب في الدوري السعودي، كما كنّا نريد لموشية وأردنا تقديم عرض رسمي له مباشرة بعد المقابلة الفاصلة بين المنتخبين الجزائري والمصري، ولكن المناجرة الذين تحدثنا معهم أكدوا لنا رغبته في العودة إلى أوروبا، وهذا ما جعلنا نتراجع عن فكرة استقدامه.
زياية يعيش مشاكل كبيرة في اتحاد جدة، ألا يشجعكم هذا في ربط اتصال معه من جديد؟
هذا بالفعل ما نفكر فيه، وإن شاء الله سندخل معه في اتصالات رسمية حتى يكون معنا بداية من الموسم القادم، فهو لاعب كبير وبإمكانه منح الإضافة اللازمة لنادي المريخ، رغم أننا سنجد منافسة كبيرة في ضمه من الأهلي الذي سمعت أنّه يرغب بدوره في انتدابه.
هل من الممكن أن نشاهد لاعبا جزائريا آخر في نادي المريخ؟
لما لا، اللاعبون الجزائريون أقوياء، وأصحاب مواهب كبيرة، ولهذا من الممكن جدا أن نستعين بلاعبين جزائريين مستقبلا، خاصة بعد التطور الكبير الذي تشهده العلاقات بين الشعبين.
ولكن ألا ترى أنّ الظروف المناخية الصعبة التي تعرفها السودان، قد تكون عائقا أمام اللاعبين الجزائريين؟
في السعودية ودول الخليج هناك ظروف أصعب ولكن اللاعبون الجزائريون يحترفون هناك، فالمناخ في السودان يعتبر معتدلا مقارنة بما هو موجود في الخليج، كما أنّ مقابلات البطولة تلعب كلها ليلا، ولهذا لا يوجد أي سبب يمنع اللاعبين الجزائريين من الالتحاق بالبطولة السودانية.
كيف تقيّم أداء المنتخب الجزائري في البطولة الإفريقية للمحليين؟
لقد ظهر المنتخب الجزائري بوجه طيب في هذه الدورة، وكنت أرشحه للوصول إلى الدور النهائي ولكن حظه العاثر أوقعه في مواجهة المنتخب التونسي صاحب اللقب فيما بعد، والأكيد أنّ الطريقة التي أقصي بها المنتخب الجزائري تؤكد أنّه كان أبرز المرشحين للتتويج بهذه الدورة.
من الممكن أن يواجه المريخ مولودية الجزائر في رابطة أبطال إفريقيا، ألا تخشى من رد فعل الجماهير الجزائرية، بوجود الحضري والبدري؟
أعتقد أنّ العلاقة بين مصر والجزائر تحسنت كثيرا خاصة بعد المصالحة التي حدثت بين المسؤولين، ومع ذلك لا يجب أن تؤثر هذه الخلافات على لقائنا بمولودية الجزائر فنحن في المريخ نراهن على العلاقة الجديدة التي بنيت بين الشعبين الجزائري والسوداني، ولهذا فإنّ الجزائريين سيتقبلون الفرق السودانية بحفاوة كبيرة بغض النظر عن الأسماء الموجودة فيها ، وأنا متأكد أنّ للأندية السودانية مكانة كبيرة عند الجماهير الجزائرية.
ولكن لو كان هناك مقابلة فاصلة بين الهلال والمريخ في الجزائر، فإنّ الدعم سيكون للهلال، ألا توافقني في هذه النقطة؟
أعتقد أنّه لو حدث ذلك فسينقسم الأنصار بين مناصرين للمريخ ومناصرين للهلال، لأنّهم لن ينسوا بالتأكيد أنّ تأهل المنتخب الجزائري للمونديال كان ملعب المريخ الذي أصبح رمزا عند كل الجزائريين.
واجهتم بعض الفرق الجزائرية من قبل، ولكن التفوق الجزائري كان واضحا لماذا في رأيك؟
لقد واجهنا وفاق سطيف، شبيبة القبائل وأولمبي الشلف، وكنّا دوما نفوز في الخرطوم ونخسر في الجزائر، كما أننا تأهلنا أمام أولمبي الشلف، ولهذا الأمور تبدو متكافئة، وهنا اسمح لي أن أتوقف للحديث عن بعض الإشاعات التي واجهتنا عند مواجهة شبيبة القبائل..
تفضل؟
لقد كتبت إحدى الصحف وقتها بأنّ رئيس المريخ دفع 40 ألف دولار لإدارة شبيبة القبائل من أجل التنازل لنا عن نقاط المقابلة، وهذا لا أساس له من الصحة، فالجريدة تكون تبنت هذه المعلومة الخاطئة بناء على بعض الإشاعات التي روجها أنصار نادي الهلال، وأقول أنّ إدارة شبيبة القبائل لم تقم معنا حتى بواجب الاستقبال، فكيف تتنازل لنا عن المقابلة.
كيف ذلك؟
من التقاليد المتعارف عليها أنّ مسيري الفريق المضيف يستقبلون الضيوف عند وصولهم، ولكنّي شخصيا لم أشاهد ولا مسؤولا من الشبيبة سواء في الملعب أو حتى في فندق "الشيراتون" حيث أقمت، ومع ذلك تطلع إشاعات تتحدث عن ترتيب المقابلة.
لهذا إذن كنت مع مصر ضد الجزائر؟
(يضحك)، لا أبدا، فأنا لم أكن لا مع مصرولا مع الجزائر، صحيح أنّني درست في مصر، وهي أقرب لنا جغرافيا من الجزائر، ولكن حق العروبة والضيافة جعلني أبقى على الحياد.
ما تعليقك على فوز روراوة بمقعد في اللجنة التنفيذية للفيفا؟
روراوة شخصية عملاقة في كرة القدم الإفريقية، ولهذا نجاحه في الحصول على مقعد في اللجنة التنفيذية للفيفا لم يكن مفاجئا، وأكثر من ذلك أعتبر روراوة يستحق ما حصل عليه، نظرا للخدمات الكبيرة التي قدّمها لكرة القدم الإفريقية، والأكيد أنّه سيقدم أكثر من خلال منصبه الجديد.
كلمة للشعب الجزائري؟
الأكيد أنّ مقابلة أم درمان الفاصلة سمحت ببناء علاقة مميزة بين الشعبين الجزائري والسوداني، وأتمنى أن يتم تفعيل هذه العلاقة رياضيا، وذلك بإحداث شراكة في مختلف الرياضات، وهذا بالتأكيد سيعود بالفائدة على البلدين.
حاوره في الخرطوم: شعيب زواوي
يقولون عنّه في السودان أنّه لو دخل الانتخابات أمام الرئيس عمر البشير فإنّه سيتفوق عليه، عيّن رئيسا لنادي المريخ سنة 2003 بطلب من الرئيس نفسه، لم يحصل طوال 8 سنوات من رئاسته للنادي السوداني إلاّ مرة واحدة على لقب البطولة، ومع ذلك عندما قرر الاستقالة سار إلى بيته عشرات الآلاف من الأنصار، من أجل إقناعه بالتراجع عن قراره، إنّه الرجل الأكثر قوة في السودان، رئيس نادي المريخ جمال الوالي الذي استضافنا ببيته في الخرطوم، لنخرج بهذا الحوار.
أولا، هل يمكن أن تطمئننا على بعثة المريخ العائدة من ليبيا؟
اسمح لي في البداية أن أرحب بك وبجريدة "الخبر الرياضي" هنا في الخرطوم، وأشكرك على هذا اللقاء، كما أحيي من خلالك كل الشعب الجزائري وعلى رأسهم محمد روراوة، أما عن سؤالك فأقول أنّ بعثة نادي المريخ كانت في معسكر إعدادي بليبيا، ووجدت نفسها محاصرة بسبب الأحداث الموجودة هناك، وهذا ما اضطرنا إلى استئجار طائرة من أجل إعادة البعثة إلى أرض الوطن، والحمد لله أنّ كل أفرادها بصحة وعافية وبألف خير.
طائرة خاصة، لفريق كرة قدم، ألا ترى أنّ الأمر غير عاد؟
الظروف التي كانت تحيط بالبعثة اضطرتنا لذلك، وأي شخص كان يفعل نفس ما فعلته إدارة نادي المريخ من أجل الحفاظ على سلامة أفراد فريقها.
هذا التصرف، يعطي الانطباع بأنّ نادي المريخ يملك إمكانات مالية ضخمة؟
رحلة الذهاب كانت عادية، وحتى العودة كانت مبرمجة عبر رحلة عادية هي أيضا، ولكن الظرف الطارئ الذي وضعت فيه البعثة في ليبيا فرض علينا البحث عن أي حل، ومهما كلفنا من مال، ولهذا وجدنا الحل في استئجار طائرة خاصة، كما أنّ نادي المريخ مقبل على مقابلات إفريقية وكذا اقتراب انطلاق الدوري، ولهذا كان من الضروري العودة إلى التدريبات وعدم انتظار وقت أطول، هذه المعطيات هي التي فرضت علينا الحل الذي لجأنا إليه لأنّه لم تكن أمامنا حلول أخرى.
دعمتم الفريق في الفترة الأخيرة بمدرب وحارس مرمى مصريين، لماذا هذا الاختيار؟
البدري والحضري كانا في فريق كبير ويملكان سمعة جيدة، ووجدنا أنّه من مصلحة نادي المريخ الاستعانة بهما، ولكن أقول لك أننا قبل جلب البدري فكّرنا في استقدام المدرب رابح سعدان، وربطنا اتصالنا به عن طريق محمد روراوة ولكن في النهاية لم نوفق.
هل كانت طلبات سعدان مبالغ فيها؟
لا أبدا، لمن نصل إلى هذه المرحلة، حيث أنّه وبعدأيام فقط من انسحاب سعدان من العارضة الفنية للمنتخب الجزائري اتصلت بروراوة وطلبت منّه أن يكون وسيطا بيني وبين سعدان، ولكن يبدو أنّه لم يكن على استعداد لتدريب المريخ ولهذا لم يرد علينا.
هل يمكن تجديد الاتصال بسعدان في وقت لاحق؟
في الوقت الحالي يوجد مدرب على رأس الفريق، وهو يقوم بعمل كبير، ولهذا من غير اللائق التفكير في مدرب آخر في هذا الوقت.
وجود الحضري والبدري في المريخ، يوحي أنك ساندت المنتخب المصري خلال المقابلة الفاصلة أمام المنتخب الجزائري؟
في تلك المقابلة، لم أكن مع مصر ولا مع الجزائر، فقد كنّا مستضيفين للمنتخبين عربيين شقيقين، وحاولنا قدر الإمكان أن تكون المقابلة في أجواء أخوية، ولهذا منحنا جميع التسهيلات الممكنة للبعثتين، وما عليك إلاّ أن تسأل المسؤولين الجزائريين و كذا البعثة التي حضرت إلى السودان، وحتى السفير الجزائري، عن الترتيبات التي قمنا بها، و المساعدات الكبيرة التي قدّمناها للأنصار الجزائريين.
شهادة للتاريخ، ماذا حدث بالضبط في تلك المواجهة؟
الجزائر انتصرت داخل الملعب على مصر
وخارج الملعب؟
هذا متروك لتقديرات المتتبعين، ولكن حسب نظرتي أقول أنّ الجزائر اهتمت بالمقابلة شعبا ودولة ولم تعطها مصر نفس الأهمية، فالجزائر أرسلت عددا كبيرا من المشجعين ووزعت أعدادا ضخمة من الأعلام وقدمت كل التسهيلات والمساعدات اللازمة للأنصار الذين حضروا إلى الخرطوم، وهذا ما كان دافعا قويا للمنتخب، في حين أنّ المنتخب المصري جاء مبتهجا بفوز القاهرة، وفي اعتقاده أنّ الشعب السوداني سيكون خلفه إلى جانب الجالية المصرية الموجودة هناك، ولكن الواقع كان غير ذلك وفوجئ المصريون بالأعداد الهائلة للجزائريين الذين ساندوا منتخبهم بكل قوة وقادوه إلى تحقيق الفوز الذي جاء من أجله إلى السودان.
كمواطن سوداني، ما تعليقك على الاتهامات التي أطلقها المصريون بعد المقابلة؟
هي اتهامات لا أساس لها من الصحة، حيث لم يصب مصري واحد بأي أذى، وأعتقد أنّ قوات الأمن السودانية والشرطة ومن ورائهم الدولة اهتموا بالمقابلة بشكل كبير ولهذا لم تحدث أي اشتباكات ولو بالأيدي.
ماتعليقك على العقوبة التي سلطتها الفيفا على الاتحاد المصري؟
لا أفتي في هذه الأمور لأنّي لست خبيرا، وما أؤكده فقط أنّه في مقابلة أم درمان لم تحدث أي اشتباكات.
في قرارة نفسك، من كنت تتمنى أن يتأهل؟
الذي يلعب أحسن..
ولكن في تدخلاتك التلفزيونية المختلفة، كان واضحا ميلك لمصر؟
هذا إن كان فهو لا يعني أنّي بحت بما في داخلي، فأنا لم أقل إلاّ أنّ هذه المقابلة تتم بين دولتين عربيتين شقيقتين كما أخبرتك من قبل، وطلبت من الجميع تجاوز الخلافات من أجل مقابلة يكون فيها الأفضل هو المتأهل.
هل تعتقد أنّ المنتخب الجزائري استحق التأهل؟
بالفعل كان المنتخب الجزائري يستحق التأهل والذهاب إلى كأس العالم التي شجعناه فيها بكل قوة، وكنّا نتمنى أن يذهب الخضر بعيدا في تلك المنافسة لأنّهم يمثلون العرب، وقد أبلوا بالفعل بلاء حسنا ولكن لم يوفقوا في تجاوز الدور الأول.
الكثير من الجزائريين فضّلوا بعد المقابلة أخذ قطع من أرضية الملعب للذكرى، ما تعليقك على ذلك؟
أكيد أنّ المقابلة كانت تعني الكثير للجزائريين في ظل الخلافات الموجودة وتصاعد الهجمات الإعلامية المصرية على الجزائر، فقد قابلت عددا من الجزائريين في باريس بعد ذلك وعندما عرفوا أنّني رئيس نادي المريخ ازداد تقديرهم واحترامهم لي كثيرا، وفي المقابل فإنّ السودانيين فتحوا أبواب منازلهم للأنصار الجزائريين والدولة السودانية سهلت إجراءات الدخول وألغت التأشيرة، وهذا ما يؤكد عمق العلاقات الموجودة بين الشعبين السوداني والجزائري، ولهذا لم أتفاجأ بموقف أنصار الخضر وهم يقتطعون من أرضية الميدان ما يأخذوه معهم للذكرى، لأنّ المقابلة كانت تاريخية، وأي شخص يفضل الاحتفاظ بشيء منها للذكرى.
المنتخب الجزائري المحلي يضم لاعبا اسمه سوداني، يتمنى الكثير من السودانيين التحاقه بالدوري السوداني، هل هناك اهتمام به من طرفكم؟
هذا اللاعب أصبح معروفا لدى كل السودانيين، ولكن اسمه هلال، لهذا لن يكون بإمكانه اللعب في المريخ على عكس الأمر لو التحق بنادي الهلال، ولكن لو أراد اللعب عندنا فعليه تغيير اسمه.
هل تفكرون في جلب لاعب جزائري؟
لقد فكرنا في جلب لاعب اتحاد جدة زياية عندما كان في وفاق سطيف، وكنّا مستعدين أن نذهب معه بعيدا في المفاوضات، ولكن النادي السعودي كان أسبق منّا وتمكنّ من إقناعه باللعب في الدوري السعودي، كما كنّا نريد لموشية وأردنا تقديم عرض رسمي له مباشرة بعد المقابلة الفاصلة بين المنتخبين الجزائري والمصري، ولكن المناجرة الذين تحدثنا معهم أكدوا لنا رغبته في العودة إلى أوروبا، وهذا ما جعلنا نتراجع عن فكرة استقدامه.
زياية يعيش مشاكل كبيرة في اتحاد جدة، ألا يشجعكم هذا في ربط اتصال معه من جديد؟
هذا بالفعل ما نفكر فيه، وإن شاء الله سندخل معه في اتصالات رسمية حتى يكون معنا بداية من الموسم القادم، فهو لاعب كبير وبإمكانه منح الإضافة اللازمة لنادي المريخ، رغم أننا سنجد منافسة كبيرة في ضمه من الأهلي الذي سمعت أنّه يرغب بدوره في انتدابه.
هل من الممكن أن نشاهد لاعبا جزائريا آخر في نادي المريخ؟
لما لا، اللاعبون الجزائريون أقوياء، وأصحاب مواهب كبيرة، ولهذا من الممكن جدا أن نستعين بلاعبين جزائريين مستقبلا، خاصة بعد التطور الكبير الذي تشهده العلاقات بين الشعبين.
ولكن ألا ترى أنّ الظروف المناخية الصعبة التي تعرفها السودان، قد تكون عائقا أمام اللاعبين الجزائريين؟
في السعودية ودول الخليج هناك ظروف أصعب ولكن اللاعبون الجزائريون يحترفون هناك، فالمناخ في السودان يعتبر معتدلا مقارنة بما هو موجود في الخليج، كما أنّ مقابلات البطولة تلعب كلها ليلا، ولهذا لا يوجد أي سبب يمنع اللاعبين الجزائريين من الالتحاق بالبطولة السودانية.
كيف تقيّم أداء المنتخب الجزائري في البطولة الإفريقية للمحليين؟
لقد ظهر المنتخب الجزائري بوجه طيب في هذه الدورة، وكنت أرشحه للوصول إلى الدور النهائي ولكن حظه العاثر أوقعه في مواجهة المنتخب التونسي صاحب اللقب فيما بعد، والأكيد أنّ الطريقة التي أقصي بها المنتخب الجزائري تؤكد أنّه كان أبرز المرشحين للتتويج بهذه الدورة.
من الممكن أن يواجه المريخ مولودية الجزائر في رابطة أبطال إفريقيا، ألا تخشى من رد فعل الجماهير الجزائرية، بوجود الحضري والبدري؟
أعتقد أنّ العلاقة بين مصر والجزائر تحسنت كثيرا خاصة بعد المصالحة التي حدثت بين المسؤولين، ومع ذلك لا يجب أن تؤثر هذه الخلافات على لقائنا بمولودية الجزائر فنحن في المريخ نراهن على العلاقة الجديدة التي بنيت بين الشعبين الجزائري والسوداني، ولهذا فإنّ الجزائريين سيتقبلون الفرق السودانية بحفاوة كبيرة بغض النظر عن الأسماء الموجودة فيها ، وأنا متأكد أنّ للأندية السودانية مكانة كبيرة عند الجماهير الجزائرية.
ولكن لو كان هناك مقابلة فاصلة بين الهلال والمريخ في الجزائر، فإنّ الدعم سيكون للهلال، ألا توافقني في هذه النقطة؟
أعتقد أنّه لو حدث ذلك فسينقسم الأنصار بين مناصرين للمريخ ومناصرين للهلال، لأنّهم لن ينسوا بالتأكيد أنّ تأهل المنتخب الجزائري للمونديال كان ملعب المريخ الذي أصبح رمزا عند كل الجزائريين.
واجهتم بعض الفرق الجزائرية من قبل، ولكن التفوق الجزائري كان واضحا لماذا في رأيك؟
لقد واجهنا وفاق سطيف، شبيبة القبائل وأولمبي الشلف، وكنّا دوما نفوز في الخرطوم ونخسر في الجزائر، كما أننا تأهلنا أمام أولمبي الشلف، ولهذا الأمور تبدو متكافئة، وهنا اسمح لي أن أتوقف للحديث عن بعض الإشاعات التي واجهتنا عند مواجهة شبيبة القبائل..
تفضل؟
لقد كتبت إحدى الصحف وقتها بأنّ رئيس المريخ دفع 40 ألف دولار لإدارة شبيبة القبائل من أجل التنازل لنا عن نقاط المقابلة، وهذا لا أساس له من الصحة، فالجريدة تكون تبنت هذه المعلومة الخاطئة بناء على بعض الإشاعات التي روجها أنصار نادي الهلال، وأقول أنّ إدارة شبيبة القبائل لم تقم معنا حتى بواجب الاستقبال، فكيف تتنازل لنا عن المقابلة.
كيف ذلك؟
من التقاليد المتعارف عليها أنّ مسيري الفريق المضيف يستقبلون الضيوف عند وصولهم، ولكنّي شخصيا لم أشاهد ولا مسؤولا من الشبيبة سواء في الملعب أو حتى في فندق "الشيراتون" حيث أقمت، ومع ذلك تطلع إشاعات تتحدث عن ترتيب المقابلة.
لهذا إذن كنت مع مصر ضد الجزائر؟
(يضحك)، لا أبدا، فأنا لم أكن لا مع مصرولا مع الجزائر، صحيح أنّني درست في مصر، وهي أقرب لنا جغرافيا من الجزائر، ولكن حق العروبة والضيافة جعلني أبقى على الحياد.
ما تعليقك على فوز روراوة بمقعد في اللجنة التنفيذية للفيفا؟
روراوة شخصية عملاقة في كرة القدم الإفريقية، ولهذا نجاحه في الحصول على مقعد في اللجنة التنفيذية للفيفا لم يكن مفاجئا، وأكثر من ذلك أعتبر روراوة يستحق ما حصل عليه، نظرا للخدمات الكبيرة التي قدّمها لكرة القدم الإفريقية، والأكيد أنّه سيقدم أكثر من خلال منصبه الجديد.
كلمة للشعب الجزائري؟
الأكيد أنّ مقابلة أم درمان الفاصلة سمحت ببناء علاقة مميزة بين الشعبين الجزائري والسوداني، وأتمنى أن يتم تفعيل هذه العلاقة رياضيا، وذلك بإحداث شراكة في مختلف الرياضات، وهذا بالتأكيد سيعود بالفائدة على البلدين.
حاوره في الخرطوم: شعيب زواوي
