• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024

حكايات مؤلمة ... سودانيون يعرضون انفسهم لعذاب الطبيعة في الخليج والمقابل صفر !!! ماذا لو بذلوا نفس الجهد في بلدهم ؟!!!

حكايات مؤلمة ... سودانيون يعرضون انفسهم لعذاب الطبيعة في الخليج  والمقابل  صفر !!! ماذا لو بذلوا نفس الجهد في بلدهم  ؟!!!
 كفر و وتر / الخرطوم /

رعاة يرهقهم الصيف ويعذبهم الشتاء وتؤذيهم الأمطار يعيشون في أودية موحشة ، من خلال هذه الحلقة نطوف بالبراري والوديان نتلمس حياة شريحة تعيش معاناة كبيرة ، فيما لاتجني عائدا ماديا غير حفنة دراهم لاتسمن ولاتغني من جوع !!، هؤلاء هم الذين يمارسون مهنة الرعي في أودية وبراري وجبال السعودية .. ويقطنون في بيوت شُيدت من الأخشاب التي لاتحجب الشمس ولأتصد المطر ، ولا تصمد أمام البرد .. ولكل منهم قصة مؤلمة وحكاية مؤجعة .. عبر التالي نقرأ بعض من حكاياتهم :
الطبيب.. الراعي!!
بداية نتوقف أمام قضية جديرة بالاهتمام بسردها «الطبيب الراعي» فيصل الذي قال: تخرجت قبل ثلاثة أعوام ، ولم أمكث غير وقت قليل بالسودان ، حيث توجهت إلى السعودية بتأشيرة عمرة ، وبقيت فيها لنحو عام أقوم بتدريس الطلاب على نحو ضيق باعتبار أنني ليس من المقيمين نظاميا ، وبعد مرور هذا الزمن، وجدت عن طريق أقرباي بالسعودية «فيزة راعي» ، وقد رفضتها بلا تردد، ولكن تم إقناعي بأن «فيزة راعي» ماهي إلا وسيلة لغاية أكبر ، حيث بإمكاني أن أعود إلى السودان، لكي أوثق الفيزا، وبعودتي إلى السعودية يمكن نقل كفالتي بكل سهولة إلى أي مستشفى أو مستوصف طبي.
وأضاف: بالفعل عدت إلى السودان وأكملت جميع الإجراءات اللازمة ، وبعد مضي ثلاثة أشهر عدت مرة أخرى، وخلال أسبوعي الأولى ذهبت برفقة «قريبي» إلى «كفيلي» وهو يقطن منطقة بدوية وسط الجبال ، وقد حسبت أن الأمر سيكون سهلا ، ولكن المفاجأة كانت تنتظرني عندما تعامل معي «الكفيل « واسمه» جربوع الضهبان» على أنني «الراعي الجديد»، وقد فشلت كل مفاوضاتنا معه،لإصدار «دفتر الإقامة» ورجعت إلى مقر السكن في مكة المكرمة، ومكثت في حالة سيئة مدة أسبوعين ، بعدها هداني تفكيري على ضرورة النزول لرغبة «كفيلي» وبالفعل ذهبنا إليه ، وقد وافق على إصدار»دفتر الإقامة» بشرط أن أمضي معه ثلاثة أشهر أرعى خلالها الأغنام ، ويتم دفع تعويض ماله له، ويجد راعي اخر ، وفي لحظة «يأس» وافقت على كل شروطه، وطلبت من أقرباي أن يعودا إلى مكة المكرمة ، وقد جلست مدة شهرين وعشرة أيام وأنا أرعى الأغنام في الجبال ، بعدها وافق «الكفيل» على تسليمي دفتر الإقامة ، وترك لي فرصة البحث عن عمل ، على أن يتم نقل «الكفالة» نظير مبلغ مالي يدفع للكفيل .
وأشار «الطبيب الراعي» فيصل للأسف لم يحظ بأي وظيفة حيث واجهته مشكلة منذ قدومه إلى السعودية غير مهنة «راعي» ، وأشار إلى أنه الان في طريقه إلى السودان ، وهو يحمل معه «إحباط عريض» ماكان ليحدث لو أنه ارتضى البقاء في السودان بدلا عن مغادرته على نحو غير مرتب.
أفضل رعي أغنام قريتي!
وأكد «جبريل محمد «أنه ظل يمارس مهنة الرعي لمدة خمس سنوات ، وهو يتقاضى 800 ريال فقط ، يقوم بإرسالها إلى أسرته بالسودان، دون أن يدخر منها شيئا نظرا إلى حاجة أسرته الفقيرة ، ويرى أنه بعد مرور هذه الفترة الطويلة لاطائل من البقاء وسط هذه المناطق القاحلة، فالراتب لايفي بأدنى الاحتياجات ، كما أن المنطقة تبدو مخيفة ليلا وخاصة في الشتاء الذي تزاد فيه المعاناة، لعدم وجود أي وسيلة للتدفئة ، وهطول الأمطار بغزارة.
وقال: أخبرني عمي عندما قدم إلى الحج وتعرف على وضعي بأنني لو عدت إلى السودان ورعيت أغنام القرية لحصلت على مبلغ أفضل من الذي أتقاضاه في الغربة.
وبين أنه مديون بمبلغ أربعة الاف ريال ، وعندما يتمكن من سدادها سيعود إلى قريته في السودان.
ضيق ذات اليد
وحسب صحيفة ( الصحافة ) أكد عبد القادر أبو شيبة وهو حاصل على الشهادة السودانية أنه يتقاضى راتبا قدره 100 ألف ريال ، ولن يعود إلى السودان قبل أن يتخرج ابنه الذي تبقى له عام واحد وهو يدرس هندسة الكترونيات بإحدى الجامعات ، مؤكدا رغم أن المبلغ قليل إلا أنه لايستطيع أن يوفره في السودان ، خاصة أن له تجربة سابقة في التجارة البسيطة لم يكتب لها النجاح .
وقال : أحرص على إرسال المبلغ إلى السودان ليتوزع بين مصروفات الأسرة ومصاريف ابنه في الجامعة ، وهو لايبقي لنفسه شيئا ، ويكتفي بالقليل جدا ، من أجل مستقبل أفضل لأبنائه.
وبين أنه في سبيل ذلك يتحمل حياة شاقة حيث يسهر الليل مع لسعات البعوض ، ويعاني نهارا من جيوش الذباب ، فضلا عن كثرة العقارب والثعابين .
وذكر أن الأمطار تمثل أحد أوجه المعاناة فعندما تمطر السماء لاتصمد المساكن التي نسكن فيها والتي تتألف من صناديق الخشب.
أهلنا لايعرفون معاناتنا
وقال خليل حمودة: أعمل في مجال الرعي منذ عدة سنوات ، وقد تعودت على حياة البراري والأودية رغم قسوتها ، ولكن الظروف المادية صعبة جدا ، فالراتب ضعيف ، وهو يتوزع بين احتياجات الأسرة ، التي لاتعرف طبيعة الحياة الشاقة التي نعيشـــها هنا في السعودية .
وأضاف : إن الأوضاع الحالية تجبر الإنسان للتفكير جديا في العودة إلى السودان، فالعمل هناك في أي مهتمة مهما تكون» هامشية» أفضل بكثير من الحياة التي نعيشها الآن ، وبدون عائد يستحق التضحية، فحتى الغذاء الذي نتناوله فقير جدا مقارنة بما نتناوله في بلادنا، ويجوع أي منا إذا تأخر كفيله في إحضار الدقيق أو الأرز، وهذا الأمر يحدث في أوقات كثيرة .
ويتفق معه صديقه عبد الرحمن بقوله: ذات ليلة داهمته الام مبرحة ، ولا يوجد مستشفى إلا على بعد خمسين كيلو ، فظللنا نرابط في ساعات متأخرة من الليل على طريق عام حتى وجدنا سيارة أقلتنا إلى المستشفى ، لتجرى عملية زائدة بشكل عاجل ، وقد أخبرنا الطبيب انه لو قدر أن تأخر قليلا لانفجرت الزائدة وأنهت حياته.
وأشار إلى أن لهم صديق اخر أصيب ذات يوم بحمى شديدة ، ولم يجد العلاج الفوري وقد أثرت في سمعه الذي أصبح «ضعيفا «
عطالة.. و ثعابين
وشكا الأمين أبو البنات من العاطلة التي أصبح يعيشها الرعاة في السعودية ، مبينا أنه ظل بلا عمل منذ أربعة أشهر، عقب قيام «كفيله» ببيع جميع أغنامه بحجة أنه خسر أموالا كثيرة في المضاربة بالأسهم .
ونبه إلى أنه يعاني من كثرة العقارب والثعابين التي تتحرك خلال ساعات الليل ، وبين أنه في مرات كثيرة أصيب بلدغات العقارب، ولكن الخطورة الحقيقية حدثت له قبل عام عندما لدغة ثعبان وكان أن يودي بحياته لولا أن نقله المارة لمستوصف طبي.
وأضاف: أود الذهاب إلى السودان ، ولكن لن أستطيع العودة دون أن أحمل لأبنائي وجيراني هدايا ، سوف أصبر حتى أجد أي عمل اخر سواء أكان في الرعي أو الزراعية المهم أحصل بموجبه على مايعينني على شراء ثمن تذكرة الباخرة وبعض الهدايا.
امسح للحصول على الرابط
 5  0  3374
التعليقات ( 5 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ود الدخري 12-24-2009 05:0
    وفوق كل ده الحكومة السودانية عايزة حقها * ما ان الاوان ان نوسس حركة مسحلة تحمينا من جهاز المنفلتين الذين يا خذون عرقنا دون وجه حق*فوق هذاكله موظفين في غاية السوء ومعاملة احسن منها معلملة المستعر
    م هنا ادعو كل المغتربين لتكون جبهة مسحلة تنطلق من بورسودان او سواكن حتي تتحق مطالبنا وهي بسيطه شديد قبل ان تصعد الي المطالبة بكشف حساب من والي والمطالبة بالقسمة والسلطة اللهم اشهد فقد بلغت
  • #2
    ابوملاذ 12-24-2009 04:0
    والله الظروف التى تعيشونها فى برارى السعودية افضل واكرم لكم من معاناة الانسان فى وطنه السودان ففى وطننا العقارب والثعابين البشرية المنتمية للنظام اشرس واخطر من تلك التى فى السعودية بلد الخير والرخاء والنماء فعندنا فى السودان ان لم تكن منتميا للحزب الحاكم فلا مجال لك لفعل اى شىء بل تعيش كالمتسول يحاربونك حتى فى لقمة العيش بالاضافة الى التدهور الذى تعيشه البلاد من كل النواحى تعليم متردى وانعدام للصحة فلك ان تتجول فى القرى لترى معاناة الناس وكيف يموت اطفالنا من الملاريا ومن سوء التغذية والله هناك من لايملك حق البندول لتسكين حمى الملاريا وهذا الذى اذكره والله العظيم واقعا عشته فى قريتى فالعيش الكريم فقط للطغمة الحاكمة ولاهلهم واقاربهم والذين يطبلون لهم ويحرقون البخور ويسبحون باسماءهم والعياذ بالله...... فدعونا من هذه الاسطوانة بان السودان يمكن ان تعيش وضعا افضل فاكرم لك يااخى ان تهان فى الغربة ولاتهان فى وطنك ولكن دوام الحال من المحال وان الساعة اتية لاريب فيها فالصبر الصبر لكل من اكتوى ومازال يكتوى بنيران هذا النظام.
  • #3
    ملاذ 12-24-2009 03:0
    لو السودان كان يهتم بالفقر والفقراء لما صار ذلك ولكن للاسف مشاكل السودانين كلها في السياسة والسياسة والسياسة ..،،،،؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    اومازالنا الي ا لأن في السياسةومشاكلها ونسمع عن مقترحات وحلول وهمية مثل العلاج المجاني ودحر الفقر والتعليم المجاني وتشغيل الخريجين والبطاااااااااااااااااالة ووووووووووووووو لذلك يهاجر المواطن ويدفع حياتة الثمن مقابل لقمة العيش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  • #4
    ناديكم 12-24-2009 03:0
    والله بجد معاناة حقيقية في البراري
    بس كمان عشان نكون حقانيين السعوديه فيها خير كتير وبتسع الجميع وياما ناس ما عندها حتى شهادة ابتدائى بس اتوفقو جدا في السعوديه وربنا اكرمم
    وربنا يوفق الجميع انشاء الله
  • #5
    Ahmed Ali 12-24-2009 03:0
    السودان بقى بيئة طاردة لي اهلو عشان كدا الناس فرت و سابتو لي جماعة( بارك الله فيك) ربنا يبارك فينا جميعا, لقمت العيش حارة و أرض الله واسعة
أكثر

جديد الأخبار

أكــد الســنغالي لامیــن ندیــاي مــدرب مازیمبــي الكونغولــي، أن فریقــھ یجــب أن یكــون فــي أفضــل حالاتــھ، عندمــا یسـتضیف الأھلـي..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019