• ×
السبت 4 مايو 2024 | 05-03-2024

مقترحات حول النهوض بالرياضة السودانية

مقترحات حول النهوض بالرياضة السودانية
كتب/محمود يابس /  

ساستعرض عزيزي القارئ عبر هذه الدراسة المتانية عدد من المحاور التي تشكل بعض العوائق في مسيرة الكرة السودانية بالدرجة التي ساهمت في ابتعاد كرتنا السودانية عن ريادتها وقيادتها للركب الافريقي وهو من الدول المؤسسة للاتحاد الافريقي وكان يمثل قاسم مشترك في كل التظاهرات الافريقية بجانب تواجده القوي في بقية الانشطة الرياضية في مختلف ضروب الرياضة وهذه ابرز المحاور التي تشكل الدراسة التي سنتحدث عنها عبر هذه المساحة سعيا الى وضع النقاط حول الحروف المبهمة.

((محاور القضيه))

عوامل النهوض .. التنظيمية .. الإدارية .. الفنية.. المالية الإعلامية ..استراتيجية النهوض .. كرة القدم .. كرة السلة .. الكرة الطائرة ..السباحة .. كرة اليد .. العاب القوى .. وسنتحدث عن اسباب التخلف وطرق العلاج في محاولات جادة لكشف النقاب عنها ووضع العلاج المناسب لها .


* غني عن القول أن الرياضة لم تعد ترفا او لهوا او مضيعة للوقت بل وسيلة حضارية وظاهرة اجتماعية وإنسانية وترفيهية وثقافية تعكس مدى تطور الشعوب وتعزز الشعور بالإنتماء للوطن وتمثل عنصرا اساسيا في بناء الفرد والمجتمع فالعقل السليم في الجسم السليم , كما ان مفهوم الرياضة قد تغير عن ذي قبل إذ لم تعد تقوم على الإجتهادات الفردية وإنما اضحت صناعة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.

لهذه الأسباب مجتمعة ولغيرها تولي الدول اهتماما كبيرا بالرياضة فتفرد لها الميزانيات وتعد لها البنيات الأساسية وتوفر لها المدخلات بإعتبار ان الرياضة تشكل مظلة تنطوي تحتها كافة الانشطة البدنية والذهنية اللازمة لبناء إنسان سوي وفاعل في مجتمعه.

* والحديث عن السودان في هذا الخصوص يؤلم القلب. فما آل إليه حال الرياضة عندنا في مختلف جوانبها يقتضي منا الإعتراف بأننا تخلفنا عن الركب في كافة مناشط الرياضة بشكل عام وفي كرة القدم بشكل خاص وذلك لعدة عوامل اهمها واولها إفتقارنا للعلمية والمنهجية في إدارة وممارسة كافة أوجه النشاط الرياضي في بلدنا من الأساس وعدم وضع آلية صحيحة تتيح اختيار اشخاص تتوفر فيهم الكفاءة والقدرة والخبرة وحب الوطن لإدارة النشاط الرياضي بتجرد وبطريقة علمية وصحيحة.

* لذلك قصدت من هذه الدراسة او المقترحات المتواضعة المساهمة ولو بقدر قليل في وضع لبنة صغيرة في صرح رياضي اتمنى من كل قلبي ان يصبح شامخا. ويأتي ذلك ايمانا مني بالإنسان السوداني وقدراته الفذة والذي لو اتيحت له الإمكانات والتنظيم والإدارة السليمة والمنهجية العلمية لآذهل العالم برمته.

* ولنا نماذج عديدة لرياضيين سودانيين استطاعوا رغم التدهور الذي طال بلدنا في كافة المجالات ان يبرزوا ويظهروا شىء من قدرات ابناء هذا الوطن الغني بإنسانه وأرضه.

*وحقيقة ارى ان تراجع الرياضة السودانية على مر السنين من موقع الريادة إلى مهاوي التخلف والعشوائية امر معيب للغاية. صحيح أن الرياضة شهدت قفزة خلال فترة الستينات في عهد الفريق .. طلعت فريد (رحمه الله) كما إننا حققنا تحت قيادة العميد .. عبدالفتاح حمد (رحمه الله), كأس أفريقيا في كرة القدم لأول وآخر مرة حتى الآن. ولكن يبدو أن الرياضة عندنا أصبحت مرتبطة بالأفراد أكثر من كونها عمل مؤسسي منظم. بل ان الرياضة في بلدنا تعرضت لضربة قاصمة نتيجة لقرارات فردية هوجاء لم تتعاف منها حتى الآن.

* ولا مناص امامنا من انتهاج العلمية والبدء من حيث انتهى الاخرون وإلا فإننا سوف نظل ندور في حلقة مفرغة الى ابد الآبدين. فما يحدث الآن في بلدنا من نشاط رياضي اشبه ببناء عمارة ضخمة على قواعد من الطين وعند ظهور التشققات والتصدعات تبدأ عمليات الترميم بدون حل المشكلة من جذورها لتعود وتطل برأسها من جديد وهكذا دواليك. فالحل يكمن في بناء صرح جديد على اسس جديدة بأيدي تضع السودان وانسان السودان فوق كل اعتبار.

* قرار الرئيس الراحل جعفر نميري , القاضي بإلغاء الرياضة وتحويلها الى ما عرف وقتها "بالرياضة الجماهيرية" وخلافها من القرارات الفردية التي حرمت الكثير من ناشيئنا من الاحتراف خارجيا وفتح الباب امام المواهب السودانية لطرف ابوب الاحتراف مثل قرار منع فريق ناشين 1990م من تلقي تدريب لمدة 3 سنوات في المانيا ومنع العديد من اللاعبين من الاحتراف خارجيا ضد مصلحة الرياضة السودانية.

اللافت للنظر ان الكثير من دول الأفريقية والعربية وخلافها من دول العام الثالثة التي وجدت طريقها مؤخرا الى النهوض والبروز في مجال الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص قامت على هدي اسس فنية بمساهمة مباشرة من دول اجنبية متطورة في هذا المجال. فعلى سبيل المثال اعتمدت غانا على المدرسة الالمانية في تدريب واعداد ناشئيها. كما اعتمدت على نفس المدرسة كل من نيجيريا والكاميرون وساحل العاج. وفي آسيا توجهت دول مثل اليابان وبعض دول الخليج العربي الى المدرسة البرازيلية. الجانب السلبي في هذا الأمر هو ان الدول تتبنى النهج الفني واسلوب المدرسة المعين بكافة جوانبه الإيجابية والسلبية.

* اما السودان ولأنه قارة مصغرة فإنني اتقدم بإفتراح لا اعتقد ان دولة سبقتنا اليه وهو تنويع المدارس الكروية الأجنبية 2. فبدلا من الإعتماد على مدرسة واحدة يجب تنويع المدارس الكروية الاجنبية وتوزيعها في كافة ارجاء الوطن العزيز شريطة جلب افضل اطقم التدريب لكل مدرسة من تلك المدارس وبذلك نضرب اكثر من عصفور بحجر واحد , فمع النهضة التي ستحدث لكون التدريب سوف يتم بأيد اجنبية من مرحلة البراعم مرورا بالناشين فالشباب سننطلق الى آفاق أرحب , فبدلا من انتظار "كشافي المواهب" للوصول الى بلدنا , يمكننا القيام بذلك من خلال الإستفادة من تلك المدارس الكروية نفسها لتكون اعين للباحثين عن المواهب. كل ذلك من خلال اكاديميات تتبع لدول مختلصة سبقتنا في هذا المجال ومعروفة عالميا بحيث تعم الفائدة ويستفاد من كل مدرسة من تلك المدارس في تخريج اعداد كبيرة من اللاعبين واللاعبات ممن اكتسبوا مهارات واساليب لعب كل مدرسة من تلك المدراس الأمر الذي يجعل فرصة اختيار فرق قومية تمثل السودان في كافة المراحل ممتازة لتوفر اعداد كبيرة ومتنوعة من اللاعبين واللاعبات وعلى ان تعمل تلك المدارس المتنوعة , بترتيب وموافقة مسبقة معها , بإختيار بعض العناصر الموهوبة واتاحة الفرصة لها لتلقي مزيد من التدريب في البلد الذي تتبع له المدرسة وفتح باب الإحتراف امامهم الأمر الذي يجعل المدرسة بوابة او نافذة لأبنائنا وبناتنا من الموهوبين والموهوبات في مجال الرياضة للوصول للعالمية.

*كما اقترح ايضا انشاء معهد رياضي وجامعة رياضية بحيث يعني المعهد بالمواهب ويتعهدها بالدراسة والرعاية منذ الصغر في حين تصبح جامعة مظلة لكل من يبرز في مجال الرياضة في السودان تتيح لكل صاحب موهبة الفرصة لصقل موهبته على اسس علمية والحصول على مؤهل يعينه مستقبلا.

* ويجب ان يركز كل من المعهد والكلية على ضم الموهوبين والموهوبات في كافة المجالات سواء كانت كرة القدم او العاب القوى او السباحة او الكرة الطائرة او خلافه والاستفادة من الكوادر المؤهلة بكليات التربية الرياضية والكوادر الاجنبية التي يتم الاستعانة بها في رعاية المواهب وصقلها.

* ومع ان الدراسة تلقي الضوء اكثر على كرة القدم بإعتبارها اللعبة الاكثر شعبية فإنها لم تغفل المجالات الاخرى التي يمكن للسودان , بما فيه من تنوع , ان يبرز فيها بشكل هائل وهي العاب القوى وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد والسباحة ورياضات الدفاع عن النفس.

* ولا يمكن بأى حال من الأحوال نسيان او تجاهل دور الأعلام والذي سيتم تناوله لاحقا في هذه الدراسة والذي يمثل احد الركائز الهامة في نهضة الرياضة اذا ما لعب الدور المنوط به بالطريقة المثلى وتسامى عن الإعلام السالب الذي يملآ الساحة الآن.

* لقد آن الآوان لوضح حدد للعشوائية والتخبط ورفع كرت احمر في وجه كل من يسعى وراء الرياضة لتحقيق مأربه الشخصية على حساب وطن وشعب عظيم. كما ان الوقت قد ازف لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

راجع القسم (8) الخاص بالمدارس الكروية الأجنبية المختلفة وتوزيعها على مدن وربوع السودان.

* ان الشعب السوادني عاشق للرياضة بشكل عام ورائد في كرة القدم بشكل خاص ولا ينسى ابطاله ويحب منصات التتويج. من منا لا يتذكر ابطال كرة السلة الذين شرفوا السودان في الدورة العربية التي نظمتها الكويت عام 1970م مثل المرحوم ويليام اندريه وخميس جلدقون واسطنبوليه والاعيسر ورحمي. من منا ينسى ابطال السودان الذين فازوا بكأس أفريقيا الكباتن: سبت دودو ، عبدالعزيز عبدالله، ، نجم الدين حسن، امين زكي، ابراهيم يحيي الكوارتى، عوض كوكا، سمير صالح ، جيمس ، ، جكسا ، حسبو الصغير , حسبو الكبير ,عزالدين الدحيش ,السر كاوندا والاسيد ديم الصغير و بابكر سانتو.

لقد الآن الأوان لنقل السودان من مقاعد المتفرجين إلى منصات التتويج ,

لقد آن الآوان لوضع حد للمساخر الإدارية من شاكلة اختيار اللعب وسط النهار او الإعتماد على الطقس للإنتصار على الخصوم وليس الإعتماد على قدرات وامكانات لاعبينا ,

لقد آن الآوان لوضع لحد للأخطاء الإدارية التي جعلتنا مسخرة امام الآخرين , فليس هنالك امر من ان ننتصر في الميدان لنخسر خارجه نتتجة لخطأ في تسجيل اسم لاعب او خطأ أداري ,

لقد آن الآوان لوضع حد للإهمال والتهاون وتساقط اللوحات على رؤوس الجمهور في المدرجات , لقد آن الآوان لكل من كان جزء من مشكلة الرياضة السودانية ان ينتحي ويذهب غير مأسوف عليه ويفسح المجال لغيره ,

* ان هذا الوطن العملاق سوف ينهض حتما وباسرع مما يتصور الكثيرون. نريد له ان يفق على اسس علمية سليمة وان يرتقي الى المكان السامي الذي يليق به.

أسباب التخلف وطرق العلاج

اسباب التخلف

* لا يمكن للرياضة السودانية ان تنفض عنها غبار التخلف وتلحق بركب الدول التي سبقتنا إلا إذا عرفنا اولا الأسباب التي ادت الى تخلفنا واعترفنا بها وانتقدنا انفسنا بشفافية تامة ثم انتقلنا بعدها الى المرحلة التي تلي ذلك وهي مرحلة المعالجة والبناء ثم الصعود.

ويمكن تخليص الأسباب الرئيسية للتخلف فيما يلي:

انعدام المؤسسية

انعدام المنهجية والعملية في ممارسة العمل الفني والإداري

غياب الدور الفاعل للدولة

الفشل الإداري

دور الإعلام

انعدام المؤسسية:

منذ استقلال السودان ومع تبدل الانظمة وحتى الآن لم يكن لدينا مؤسسة ثابتة معنية بالرياضة ذات معالم ومهام وواجبات ومسئولية محددة تتسم بالإستقرار ويحمل فيها اصحاب الكفاءات الراية جيل بعد جيل.

* وفي تقديري المتواضع ان تأسيس وزارة للرياضة يعد امرا ضروريا ولازما للدور المنوط بها ان تلعبه كوسيط بين القيادة العليا للدولة والمؤسسات الرياضية الاخرى. كما ان الضروري واللازم تاسيس "مجلس أعلى للرياضة" 2 يكون همزة وصل ما بين وزارة الرياضة والمؤسسات الاخرى الممثلة في الاتحادات الرياضية المختلفة مثل: اتحاد كرة القدم واتحاد السلة واتحاد الطائرة.. واتحاد اليد .. واتحاد السباحه .. واتحاد التنس الارضي .واتحاد اليد واتحاد الشطرنج وغيرها من الاتحادات التي لم يتم ذكرعا "


* اقترح , على سبيل المثال , ان يتكون المجلس من كل من د. حسن المصري , ود. علي قاقارين , ود. يونس , ود. كمال شداد , ويضم في عضويته عضو من قدامى اللاعبين كممثل لكل اتحاد من الإتحادات المذكورة , لتولي دوه الهام المتمثل في تخطيط وتنفيذ كافة الجوانب المتعلقة بالعمل الرياضي ووضع الاسس الفنية والقانونية التي يتم على هديها تنفيذ البرنامج الوارد بهذه الدراسة.

اما بقية الإتحادات فيجب التركيز في اختيار عضويتها على اصحاب الكفاءة والتاريخ الناصع والتأهيل العالي وان تضم في عضويتها اللاعبين القدامي 3.

انعدام المنهجية والعملية في ممارسة العمل الفني والإداري:

من الملاحظ على الرياضة السودانية انها تتسم بالعشوائية سواء كانت على المستوى الإداري والفني. ولوضع حد لهذه الفوضى اقترح ما يلي:

* الإستفادة من الكوادر العالية التأهيل والمتخرجة من كليات التربية الرياضية للنهوض بالعمل الإداري والفني في حال تم وضع هذه الدراسة موضع التطبيق.

* تحديد مؤهلات معينة يتم السماح بموجبها بممارسة العمل الفني والإداري مثل الحصول على شهادة تخرج من كلية التربية الرياضية بجامعة معروفة او ان يكون الشخص من اللاعبين القدامي.

غياب الدور الفاعل للدولة

* من بداهة القول ان الرياضة اضحت صناعة وحرفة. ولتلبية متطلبات هذه الصناعة لابد من دور فاعل تلعبه الدولة في توفير البنية الأساسية من ملاعب ومجمعات رياضية وخلافه وتحمل كافة التكاليف اللازمة لإنشاء وصيانة تلك المرافق وتمويل الانشطة الرياضية.

* والملاحظ في السودان الغياب شبه الكامل للدولة في دعم الأنشطة إلا لماما وضعف البنية الأساسية والمنشأت الرياضية. ويكفي الإشارة فقط الى ان غالبية الملاعب الموجودة حاليا انشئت قبل اكثر من ثلاثة عقود وهي لا تحمل في الأساس اى من صفات الملاعب الحديثة.

* ويتطلب تطبيق هذه الدراسة توفير اعداد كبيرة من المجمعات الرياضية بكافة مدى وارياف السودان وفق احدث التصاميم تتوفر فيها كل المستلزمات من ملاعب واسعة ومتعددة ومرافق طبية وخدمية مختلفة.
امسح للحصول على الرابط
 0  0  5479
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

من السبت إلى السبت.. كمال حامد يكتب.. ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين (٢) ** كتبت قبل أسبوعين تحت هذا العنوان عن صعوبة بل استحالة الحصول..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019