• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024

هكذا الدنيا .... (ناس وناس)

رسالة في بريد "كفر و وتر" : السياحة العلاجية خارج السودان ... نقصان كفاءة ام زيادة عقيدة في كل ما هو اجنبي !!!

رسالة في بريد "كفر و وتر" :  السياحة العلاجية خارج السودان ... نقصان كفاءة ام زيادة عقيدة في كل ما هو اجنبي !!!
 ذهبت في اجازتي شهر يوليو الماضي للقاهرة حيث قضيت هناك خمسة وسبعين يومالم تكن في منتهي الروعة كما قد يتخاطر للقارئ انما تلونت بكل الوان طيف هذا الزمن ان جاز التعبير.قضيت النصف الاول بين زخم السياحةفي ذلك البلد الذي يستوجب دروس في ادب الزحمة قبل الوصول اليه برغم ما يحوي من امكنة تستحق بحق الذهاب اليهاوالاستفادة من معرفتها.
كل ما مضي لم يكن الا مقدمة لموضوعناالذي تبدا قصته من النصف الثاني لاجازتي حين اتي بعض من اهلي بالسودان برفقة ابنهم المريض وكنت واسرتي دوما بينهم حيث كنا نقضي نهارنا بالمستشفي اما الامسيات فبرغم الجو المشحون بالتوجس خيفة من حالة مريضنا المتدهورة الا اننا كنا نقضيه في سمر متكلف وانصرافي بالقدر الذي يخفف علينا ذلك الواقع المرير ويذهب الكدر الي حين .بعد خمسة عشر يوما توفي مريضناوذهبنا لمكتب الخطوط الجوية السودانيةبالقاهرة لنقل الجثمان حيث علمناان هناك عدد ثلاثة جثمان اخري سوف تنقل علي نفس الطائرة وقابلنا هناك الاخ الفنان عادل مسلم الذي يرافق جثمان شقيقه من ضمن الثلاثة المذكورين وبعد ذلك قابلنا المرافقين الاخرين وعلمنا من موظفي الخطوط الجوية السودانية ان هذا الامر لم يكن محض صدفة انما هم دوما علي هذا الحال . وهنا تجدر الاشارة الي متي سيظل اعتقاد اهلنا في السودان في قاهرة المعز كملاز للاستشفاء اولم يكن تطور الطب في السودان يملك ضمن منظومته الاجهزة المتطورة والاطباء الاكفاء الذين لديهم القدرة علي معالجة كل الحالات ام انه بحق لازالت هناك جوانب قصور واضحة في هذا المضمار تجعل الناس يلجؤون للقاهرة ام ان زيادة مصاريف العلاج في السودان هي السبب في ذلك .ومهما تكن الاسباب فالامر مؤسف خصوصا واني سمعت ومن مصادر عدة عن عدد الاطباء السودانيين بمستشفيات بريطانياالذي يفوق عدد الاطباء البريطانيين هناك وهذا ان دل علي شئ انما يدل علي وجود الكفاءات العالية خصوصا في ظل العودة الطوعية التي اصبحت واضحة لاطبائنا في الاونة الاخيرة فيبدو ان هناك حلقة مفقودة ادت لنقص في الامكانيات الصحية مما جعل اهلنا بالسودان يضطرون للذهاب للخارج . بالطبع ان عملية الموت وزيادة عدد الوفيات بستشفيات القاهرة ونقل الموتي للسودان لم تكن علي الاطلاق مؤشر لعدم كفاءة اخواننا الاطباء المصريين انماهي نتيجة حتمية لان ايام هؤلاء الموتي قد انتهت علي ظهر هذه البسيطةبل ويذكرني الامر بالاية (ولا تدري نفس باي ارض تموت ). والشاهد في الامر انه يجب علي ذوي المرضي توخي الدقةوالتاكد من عدم امكانية وجود فرصة للعلاج بالداخل قبل الشروع في عملية السفر بمرضاهم لاي بلد كان.كما ان علي الدولة تسخير اقصي ما تملك من امكانات صحية وتوعوية من اجل تفادي مسالة سفر المرضي فلعلهم بذلك يتجنبون محازير كثيرة من ضمنهاان تكون اصعب لحظات الحزن بين الاهل فالناس وهم مجتمعون يخففون من وقع المصيبة علي بعضهم البعض وتكون لديهم الفرصة للتنفس والبكاء في ظل الجو المناسب .اما ذهابهم عبر المحطات والمطارات بموتاهم يعرضهم للكثير من المواقف الصعبة التي قد تضطر البعض احيانا للاجهاش بالبكاء في الاماكن العامة مما يعرضه لاستهجان وسخرية البعض . او قد يتعرض لمناظر تتناقض مع الجو الذي يعيشه. وهنا اذكر موقفا غريبا حدث لنا ونحن بمطار القاهرة في ذلك اليوم حيث جاء موكب من ستة اشخاص يتقدمه عروسان الزوجة في توب الزفاف والزوج يرتدي جلباب ابيض وخلفهم ثلاث نساء وثلاثة رجال يسير جميعهم وكانهم في موكب رسمي وهناك امراة تطلق زغرودة كل ثلاث ثواني مر امامنا هذا الموكب ونحن تختلج نفوسنا بذلك الحزن العميق وبمرورهم بعدد من السياح الاجانب قام السياح الاجانب بالتصفيق والصراخ والهتاف لؤلئك الناس الامر الذي جعلنا ننظر لذلك الموقف بكثير من الاستياء وهو لم يكن الا فرحا عاديا لاناس داخل وطنهم وهو حق مشروع فالي متي سوف يظل المعنيين بالامر يغضون الطرف عن مثل هذه المسائل التي تمس المواطن في وتر حساس ولماذا لا تثار مثل هذه القضية علي اعلي المستويات حتي تجد حظها من الاهتمام وتمد لنا كمواطنين يد العون بالقدر الذي نستطيع به التقليل من السفر بمرضانا حتي لا نعرض انفسنا لمقاساة السفر في مثل هذه الحالات .

يحي عبدالرحمن الشامي
امسح للحصول على الرابط
 0  0  2536
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

..................... .................... في اطار سعيها الجاد في تدعيم اللجان الادارية استطاعت مجموعة التجديد لجماهير نادي الهلال للتربية التي..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019