الى اين تفرون
المجمر حميدة كل إنسان له بدايه وله نهاية فالإنسان يعرف بدايته أين ولد؟ وأين نشأ؟ وأين عاش؟ وكل إنسان يعرف ما يفعله من خير أو شر ولكن الإنسان لا يعرف نهايته فلا يعرف متى يموت؟ وأين يموت؟ وذلك من رحمة ربنا بخلقه فلو عرف الإنسان موعد موته لما استطاع أن يعيش ويكمل حياته ولكننا نستغل هذه الرحمة في غير مكانها فالإنسان الذي يطغى ويستبد ويكذب وينافق ويرتشي ويقتل ويتكبر على الناس يستبعد فكرة الموت عن نفسه ويشعر بأنه بعيد عنه كل البعد بل والأعجب أنه يشعر بأن الموت لن يتمكن منه وأن حاشيته وحرسه وجيشه سيحول بينه وبين الموت ويتناسى قوله تعالى (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) النساء78. وهذا ماحدث مع فرعون عندما ظلم وطغى وقال أنا ربكم الأعلى ولم يعرف أن هذه النهاية ستكون نهايته وهذه كانت نهاية شارون عندما قتل المسلمين وطغي وفعل ما فعل لم يعرف أن هذه النهاية ستكون نهايته وهذا كان حال القذافي الذي قتل وسفك دماء شعبه لم يعرف أن نهايته ستكون هكذا والكثير من الظالمين الذين يتسببون في قتل شعوبهم الآن لا يعرفون كيف ستكون نهايتهم ولو عرفوا ما فعلوا مايفعلون بشعوبهم كما أن الإنسان لو علم مكان موته لن يذهب إلى مكان يغضب الله عز وجل ولوعرف الإنسان موعد موته مافعل مايغضب الله من استبداد وقتل فحسبي الله ونعم الوكيل في كل من يظلم شعبه ويستولى على أموالهم بالباطل، و قد أخفى الله موعد الموت ومكان الموت لحكمة يعلمها، فلماذا يقبل الظالمون على سوء الخاتمة ؟ ولماذا لا يتعلم الجاهلون من أخطاء الآخرين؟