بلجيكا بالبدلاء تخطف الفوز من تحت أقدام محاربي الصحراء

قراءة محمد عبدالكريم وهيفاء رحمة   حقق المنتخب البلجيكي فوزا صعبا و (متأخراً ) امام المنتخب الجزائري بنتيجة هدفين لهدف احرزهما البديلان مروان فيلايني وميرتينز ؛ ليخطفوا ثلاث نقاط ثمينة كانت و - حتي الدقيقة ال 70 - تحت اقدام محاربي الصحراء . ظهر المنتخب البلجيكي علي عكس المتوقع تائها ومفكك الاوصال امام قوة وإندفاع نظيره الجزائري ، في حين اظهر محاربو الصحراء اداءً تكتيكيا عاليا طوال زمن المباراة سوي بعض الهفوات التي ولدها كثرة الضغط البلجيكي علي دفاعات المنتخب الجزائري ، والذي مال لاعبوه للدفاع بصورة مفرطة ظهر المنتخب البلجيكي بالتشكيل - المعتاد - 4231 ، حيث لعب الحارس كورتوا أمامه خط دفاع مكون من الدر فيليدر وفان بويتن وكومباني وفيرتونغن ، يتقدمهم ثنائي الارتكاز موسي ديمبيلي واكسل فيتسل وظهيري جنب هازارد وناصر الشادلي بينما لعب كيفن دي بروين في مركز صانع الالعاب خلف المهاجم روميل لوكاكو . في المقابل ظهر المنتخب الجزائري بتشكيل 451 ، وتكتل دفاعي في حاله فقدان الكرة والانطلاق السريع في حالة الهجمة المرتدة مستفيدا من سرعه المهاجم الوحيد هلال سوداني والجناحين سفيان فيغولي ورياض محرز ليتراجع الأخيرين في كثير من اوقات المباراة لمساندة خط الدفاع المكون من -الرائع - فوزي غلام و من رفيق حليش والماجيك بوقرة ومهدي مصطفي في الرواق الايمن في وجود خط وسط اكثر من رائع لعب فيه بن طالب وسفير تايدر وكارل مجاني وخلفهم الحارس الرائع سيف مبولحي بدأ المنتخب الجزائري المباراة بالسيطرة الواضحة والهجمات السريعه علي الاطراف مستفيداً من خبرة فيغولي علي اليمين وقوة غلام علي اليسار ، وتقدم لاعبي خط الوسط المهاريين سفير تايدر وبن طالب ـ مع سرعه هلال سوداني في المقدمة ؛ ساعدهم علي ذلك تباعد خطوط المنتخب البلجيكي وارتباكهم الواضح لتأثرهم بحمي البدايات و بالبداية القوية للمنتخب الجزائري ، ليسفر ذلك عن عده مخالفات للمنتخب البلجيكي لم يستفد منها الجزائري كثيرا ؛ لتمر ربع الساعه الأولي دون خطورة حقيقية علي المرميين وذلك لتباعد خطوط المنتخب البلجيكي، وعدم خبرة لاعبي الجزائر أول محاولات اللقاء جاءت لصالح الجزائري، حيث استفاد رياض محرز من خطأ فان بويتن بتقدير كرة في الدقيقة 18 ليتخلص منه ويسدد كرته والتي مرت بجانب مرمى الحارس ثيابوت كورتوا، ليأتي بعدها الرد البلجيكي -بصاروخ- أطلقه أكسيل فيتسل تعامل معه مبولحي بشكل رائع. في الدقيقة 24 فاجأ اللاعب فوزي غلام المنتخب البلجيكي بعرضية في ظهر الدفاع، حصل منها اللاعب فيجولي - مستفيداً من سوء رقابة وإحتكاك فيرتونخين - على ركلة جزاء، قام بترجمتها الي هدفٍ جزائري ؛ الأول لهم في هذه البطولة ، ليتراجع بعده المنتخب الجزائري بعد أن كان متقدما في بداية اللقاء ، ويمنح نظيره البلجيكي السيطرة و الاستحواذ الكامل على الكرة، لكن و رغم ذلك لم ينجح المنتخب الأوروبي في إيجاد مساحات للعبورا الي المرمى الجزائري، مما إضطرهم للتسديد من بعيد ، فكانت أخطر تلك التسديدات ؛ كرة اللاعب فيتسل والتي حولها مبولحي الي ركلة ركنية. لم يسفر الشوط الاول عن خطورة حقيقية علي منطقة جزاء المنتخب الجزائري الا من كرة وحيدة في الدقيقة 44 بعد جملة هجومية سريعة مرت بسلام علي محاربي الصحراء ليعلن بعدها حكم اللقاء نهاية الشوط الأول جزائرياً بهدف نظيف . بدأ الشوط الثاني كما انتهى عليه الشوط الأول ضغط بلجيكي ؛ واستماته دفاغية مع انضباط تكتيكي جزائريين ، ليقود بعد ذلك المدرب فيلمونتس اولي ثوراته التصحيحية بعد ملاحظته لغياب لاعبين عن المباراة هما ناصر الشادلي وروميل لوكاكو ، إذ لعب ناصر في بداية المباراة علي الجهمة اليمني في مركز لم يعتاده مع فريقه توتنهام الانجليزي ليميل الي اللعب علي الجهة اليسري تاركا مركزه خاليا معظم فترات المباراة فكان تبديله بميرتنز اول خطوات التصحيح .لتجئ الخطوة التصحيحية التالية باخراج لاعب الإرتكاز -المعزول تماما- لوكاكو ليدخل فيلايني كمهاجم ثانٍ ليشكل الأخير صداعا دائما للدفاعات الجزائرية و التي تاثرت بمجمل الضغوط وكما عودتنا المستديرة دوما ؛ فإن كثرة الضغط تولد الاخطاء ، فهاهو بديل لوكاكو يستفيد من اولي اخطاء الدفاع الجزائري لينفرد بالحارس ويسددها في قدمه كلقطة تحذيرية اولي ، ليثمر بعدها الضغط البلجيكي عن هدف في الدقيقة 70 من عمر اللقاء ؛ إذ نجح البديل فيلايني - مستفيدا من طوله الفارع و عكسية دي بروين المتقنة - وفي غياب التغطية من جانب رفيق حليش - في أرسال راسية محكمة باءت معها كل محاولات مبولحي بلفشل لتثمر عن هدف التعادل للمنتخب البلجيكي لتنهار الدفاعات الجزائرية سريعا ، ولم تفلح تبديلات خليلوزيتش المتأخرة في المحافظة علي التقدم ، كما فشل تبديله الثاني في الحفاظ علي التعادل إذ شهدت الدقيقة الثمانين خسارة المنتخب الجزائري للكرة في مناطق البلجيكيين ليقود إدين هازارد هجمة مرتدة سريعة ، ويمرر كرة على طبق من ذهب للبديل درايز ميرتنز و الذي ارسلها قوية نحو الشباك ليحرز الهدف الثاني ، ليقلب المنتخب البلجيكي الطاولة علي الجزائريين ب نتيجة 2-1 ، لتشهد خاتمة اللقاء تراجعا بدنيا في مستوي لياقة محاربي الصحراء الشئ الذي منعهم من القيام باي ردة فعل حتي نهاية زمن المبارة ليحصد البلجيكيون نقاطهم الثلاث الأولى وينتظر الجزائريون مبارياتهم المقبلة أمام روسيا وكوريا الجنوبية