العودة للورش الفنية .. تقويم لمسيرة الفنانين الشباب وتقليل للأعمال الضعيفة

دبي / هشام العبيد شنداوي / ظل النقاد ولفترة طويلة يشتكون من ضعف الانتاج الفنى الجديد فى السنوات الاخيرة خاصة انتاج الفنانين الشباب والاصوات الجديدة التى اكتظت بها الساحة الفنية فى الفترة السابقة ، ولعل الاسباب متعددة ومجتمعة والتى قادت الى انتاج اعمال ضعيفة المعنى والمضمون فى الفكرة واللحن ، واذا ما حاولنا بإيجاز ذكر بعض المقومات الاساسية و التى يفتقدها الجيل الحالى فنجد ان الورش الفنية اصبحت شبه معدومة وان هناك استعجال كبير فى انتاج الاعمال مما يفقدها التجويد والاحساس بالنص المكتوب واللحن من قبل الفنان المؤدى للعمل هذا بجانب المجاملات بين الفنانين مع الشعراء والملحنين والتغنى ببعض الاعمال التى لا تتناسب مع اصواتهم وامكانياتهم ، ولعل دخول الرأسمالية من الشعراء والمحلنين فى المجال الفنى قاد الى هذا التحول الكبير ويعتبرون احد الاسباب فى انتشار اعمال ضعيفة لا يتم بثها الا عبر صفحات الفيس بوك والمنتديات المختلفة ، وهذا الحديث قد يجد الاعتراض من الكثيرين ولكن المتابع للساحة الفنية ربما يقدر ما ارمى اليه بدون التقليل من شأن احد او التشكك فى موهبتة ولكن الاستعجال سبب رئيسى فى ضعف الاعمال المنتجة فى الفترة السابقة. صراحة قد تتعجب جدا وانت تسمع على لسان احد الفنانين الشباب بأن انتاجه فى عام واحد ذاد عن عدد الثلاثين اغنية كدفعة واحدة او خمسة عشر اغنية فى العام الواحد فهذه ارقام خيالية لن يتمكن الفنان نفسة من الفراغ من سماعها خلال العام ناهيك عن المستمعين الاخرين ، فالعمل ان لم يجد فترتة فى التجويد والانتشار والاستماع سيصبح عمل مؤقت ينساه المستمع بعد حين. احترم جدا فنان ينتج عملين او ثلاثة اعمال فى السنة وهذا ليس عيبا او تقصيرا طالما ان هذه الاعمال قد تم تجويدها واخذت زمن طويل مع الفنان قبل ان يقوم بإنتاجها وطرحها للجمهور وبالطبع سيتقبلها الجمهور متى ما قدمها الفنان وسيتشوقون للجديد القادم وسينتظرونة بفارغ الصبر.



العودة الى الورش الفنية ستغير بشكل كبيرفى مسيرة الفنانين الشباب خاصة اصحاب الاصوات الجميلة وستضعهم فى المسار الصحيح اسوا بمن سبقوهم من جيل الرواد فلا الظهور المتكرر ولا الانتاج الكثيف للاغنيات سيصنع فنان فالمستمع السودانى مستمع زواق يعرف كيف يفرق بين الجميل والسئ ، نعم هناك اقلام شعرية شابة موهوبين جدا ولكن ما يقدمونة غير ثابت بمعنى انه يكتب نص جميل جدا وكلمات رصينة ويقدم العمل وينجح وفجأة يظهر نفس الشاعر بعمل آخر بعيد كل البعد عن ما قدمه قبله بداعى مجاراة الموضة والجمهور (عايز كدا) وهذه ينطبق على الملحنين الشباب ايضا فتجد ان هناك تحول كبير وعدم ثبات فى الانتاج المقدم من هنا وهناك فقد اصبحت الالحان صاخبة وخفيفة ضغت على الغناء الطربي والذى له شعبيتة وجمهورة الذى يحب الاستماع الى هذا النمط من الغناء.



الشهرة المؤقتة فى رائي مثل (الغرور) الذى يقتل صاحبة ويدمره ، نعم هناك بعض الفنانين الشباب بدأؤ بدايات خاطئة ولكنهم تداركو انفسهم وسلكو الطريق الصحيح والان يتقدمون بخطوات ثابتة وسيكون لهم شأن كبير فى مسيرة الاغنية السودانية وعلى جيل الشباب من فنانين وشعراء وملحنين وموزعين الى التعاون من اجل انتاج فن راقى وجميل يحفظ للاجيال القادمة كما فعل معنا رواد الفن السوداني لاكثر من مائة عام ويزيد. مع تمنياتى بالتوفيق للجميع.