الروح الرياضية.. ولو مرة واحدة...!
بقلم ابوعاقلة اماسا
منذ أن شهد ميدان سوق القش بأم درمان مباراة القمة الأولى في تأريخ لقاءات عملاقي المدينة والسودان، إستمر التنافس سجالاً بينهما، فاز المريخ عشرات المرات، وثأر الهلال بمثلها، ولا يكاد يخلو موسم من الأفراح والأحزان، ولكن في كل تلك الفترات كانت وتيرة التعصب تزداد وتنخفض بحسب المحفزات في الحقبة المحددة، وأحياناً تتصاعد وتيرة الكراهية على نحو مقلق، وأحياناً يتحلى الناس بالأخلاق الرياضية المطلوبة، غير أن هذه الحالة كانت مثل مطر الصحراء.. لا تحدث إلا نادراً.. وعندما يقترب موعد نزالهما، يجتهد الأقطاب واللاعبين والإداريين في مجلس الإدارة وغيرهم، كل في مجاله، فالبعض منهم يسافر ويقطع مئات الكيلومترات بحثاً عن (فكي) أو (أنطون) يضمن له الفوز في هذه المباراة، أعرف أن البعض لن يصدق هذا، ولكننا على يقين أن عدد غير يسير من أنصار الطرفين يفعل ذلك ويفرغ نفسه لهذه الأدوار لعشرات السنين، وأذكر جيداً ونحن صغار بمدينة (أبوعشر).. أن عدد السيارات الفارهة قبل كل مباراة قمة يرتفع بشكل ملحوظ، بل وصلنا مرحلة نعرف فيها أن هذه السيارة للقطب الرياضي فلان الفلاني ذائع الصيت، وأن تلك يملكها قطب النادي الفلاني، وأنهم في طريقهم إلى (فكي) فلان في قرية (السنيط) أو أي قرية من قرى الجزيرة المتناثرة.. وبعضهم يصل حتى أطراف سنار ومدينة مايرنو، مع أن هذه المدينة نفسها تملك فريقاً في الدرجة الثانية سنار كان قد عجز عن الصعود لدوري الأولى والبقاء بها.. ولكن أنصار القمة السودانية ولجهلهم كان يبحث عن الإنتصارات هناك، وينفقوا أموالاً طائلة في سبيل ذلك، وفي مرحلة متقدمة كنا نشاهد (أنطون) البعثات، وهو شخص يرافق البعثات وتكون مهمته (....).. ووصل البعض قناعة بأنه يستحق الإنفاق والتحفيز أكثر من اللاعب الذي يحرز الهدف.
المهم أننا كسودانيين لم نتعلم من كل هذه التجارب التي يسير عمرها إلى القرن، ولم ندرك بعد حقيقة أن الأيام دول، وأن كل دور إذا كا تم ينقلب، لذلك يتعامل البعض بمنطق أن الخسارة في مباراة القمة تعني نهاية العالم، لذلك ضجت الأسافير في الأيام القليلة الماضية بنشاط (أزرق) واسع كان هدفه التقليل من شأن المريخ وما حققه من إنجاز بعد الفوز بالدوري الممتاز، وبعضهم كان قد إنصرف إلى أمور أخرى لتعكير الأجواء الإحتفالية على شاكلة حادثة (فيتامين سي) بالحصاحيصا، وعدد كبير نصب كمينه على الحواسيب وأعمدة الزملاء للحديث عن دور الحكام في تحقيق البطولة للمريخ، وقد كتب الزميل محمد الطيب قبل أيام يبارك للإتحاد العام بطولة الممتاز بسخرية لا يجرؤ عليها إلا محمد الطيب، وأنا أوجه له الإتهام مباشرة بعدم الروح الرياضية، كما تناول البعض أدواراً للحكام بسيناريو وحوار وإخراج غريب كدنا أن نصدقه لولا أننا من رواد نادي الحكام ونعرف على الأٌل 70% من الحكام، وندرك أن من بينهم من يستحقون نوط الجدارة الرياضية، وأنهم أكبر من أي إتهام يوجه إليهم في هذا الإطار، مع التأمين على وجود شواذ عن هذه القاعدة الكتينة والثابتة.
لأن الأيام دول.. وأن كل دورٍ إذا ماتم ينقلب.. أتمنى أن ترتقي مجالس الإدارات إلى مستوى التطور والنقلة التي حدثت في التنافس الرياضي الحميم في كرة القدم، وكيف أننا أصبحنا نرى لاعبي آرسنال مثلاً يتوجهون لتهنئة نجوم تشيلسي في حال خسارتهم في واحدة من أقوى ديربيات العالم، وأن قائدي ريال مدريد وبرشلونه يهنئان بعضهما في حال فوز أي منهما على الآخر، رغم أن ذلك الديربي هو الأكبر في العالم، وهو الديربي الذي يسميه بعض المعلقين (كلاسيكو) الأرض.. ومن المؤكد أننا أقل من ذلك بكثير، مالم يكن بعشرات السنوات الضوئية، ولأننا في بلد تعتنق الثقافة المستمدة من الدين الإسلامي، من المفترض أن نكون الأولى والأميز والأكثر قدرة على ضبط النفس وتجاوز الصغائر وصولاً للغايات.. ومن المؤكد أيضاً أن هذه الغايات تتجاوز إساءة الإنسان للآخر، وترفض الشماتة كسلوك بشري مرفوض، وتدين العنف اللفظي والجسدي.. فنحن نريد أن نتحلى بالروح الرياضية ولو لمرة واحدة ونؤمن بأنها مباريات كرة قدم فيها النصر والهزيمة..!
منذ أن شهد ميدان سوق القش بأم درمان مباراة القمة الأولى في تأريخ لقاءات عملاقي المدينة والسودان، إستمر التنافس سجالاً بينهما، فاز المريخ عشرات المرات، وثأر الهلال بمثلها، ولا يكاد يخلو موسم من الأفراح والأحزان، ولكن في كل تلك الفترات كانت وتيرة التعصب تزداد وتنخفض بحسب المحفزات في الحقبة المحددة، وأحياناً تتصاعد وتيرة الكراهية على نحو مقلق، وأحياناً يتحلى الناس بالأخلاق الرياضية المطلوبة، غير أن هذه الحالة كانت مثل مطر الصحراء.. لا تحدث إلا نادراً.. وعندما يقترب موعد نزالهما، يجتهد الأقطاب واللاعبين والإداريين في مجلس الإدارة وغيرهم، كل في مجاله، فالبعض منهم يسافر ويقطع مئات الكيلومترات بحثاً عن (فكي) أو (أنطون) يضمن له الفوز في هذه المباراة، أعرف أن البعض لن يصدق هذا، ولكننا على يقين أن عدد غير يسير من أنصار الطرفين يفعل ذلك ويفرغ نفسه لهذه الأدوار لعشرات السنين، وأذكر جيداً ونحن صغار بمدينة (أبوعشر).. أن عدد السيارات الفارهة قبل كل مباراة قمة يرتفع بشكل ملحوظ، بل وصلنا مرحلة نعرف فيها أن هذه السيارة للقطب الرياضي فلان الفلاني ذائع الصيت، وأن تلك يملكها قطب النادي الفلاني، وأنهم في طريقهم إلى (فكي) فلان في قرية (السنيط) أو أي قرية من قرى الجزيرة المتناثرة.. وبعضهم يصل حتى أطراف سنار ومدينة مايرنو، مع أن هذه المدينة نفسها تملك فريقاً في الدرجة الثانية سنار كان قد عجز عن الصعود لدوري الأولى والبقاء بها.. ولكن أنصار القمة السودانية ولجهلهم كان يبحث عن الإنتصارات هناك، وينفقوا أموالاً طائلة في سبيل ذلك، وفي مرحلة متقدمة كنا نشاهد (أنطون) البعثات، وهو شخص يرافق البعثات وتكون مهمته (....).. ووصل البعض قناعة بأنه يستحق الإنفاق والتحفيز أكثر من اللاعب الذي يحرز الهدف.
المهم أننا كسودانيين لم نتعلم من كل هذه التجارب التي يسير عمرها إلى القرن، ولم ندرك بعد حقيقة أن الأيام دول، وأن كل دور إذا كا تم ينقلب، لذلك يتعامل البعض بمنطق أن الخسارة في مباراة القمة تعني نهاية العالم، لذلك ضجت الأسافير في الأيام القليلة الماضية بنشاط (أزرق) واسع كان هدفه التقليل من شأن المريخ وما حققه من إنجاز بعد الفوز بالدوري الممتاز، وبعضهم كان قد إنصرف إلى أمور أخرى لتعكير الأجواء الإحتفالية على شاكلة حادثة (فيتامين سي) بالحصاحيصا، وعدد كبير نصب كمينه على الحواسيب وأعمدة الزملاء للحديث عن دور الحكام في تحقيق البطولة للمريخ، وقد كتب الزميل محمد الطيب قبل أيام يبارك للإتحاد العام بطولة الممتاز بسخرية لا يجرؤ عليها إلا محمد الطيب، وأنا أوجه له الإتهام مباشرة بعدم الروح الرياضية، كما تناول البعض أدواراً للحكام بسيناريو وحوار وإخراج غريب كدنا أن نصدقه لولا أننا من رواد نادي الحكام ونعرف على الأٌل 70% من الحكام، وندرك أن من بينهم من يستحقون نوط الجدارة الرياضية، وأنهم أكبر من أي إتهام يوجه إليهم في هذا الإطار، مع التأمين على وجود شواذ عن هذه القاعدة الكتينة والثابتة.
لأن الأيام دول.. وأن كل دورٍ إذا ماتم ينقلب.. أتمنى أن ترتقي مجالس الإدارات إلى مستوى التطور والنقلة التي حدثت في التنافس الرياضي الحميم في كرة القدم، وكيف أننا أصبحنا نرى لاعبي آرسنال مثلاً يتوجهون لتهنئة نجوم تشيلسي في حال خسارتهم في واحدة من أقوى ديربيات العالم، وأن قائدي ريال مدريد وبرشلونه يهنئان بعضهما في حال فوز أي منهما على الآخر، رغم أن ذلك الديربي هو الأكبر في العالم، وهو الديربي الذي يسميه بعض المعلقين (كلاسيكو) الأرض.. ومن المؤكد أننا أقل من ذلك بكثير، مالم يكن بعشرات السنوات الضوئية، ولأننا في بلد تعتنق الثقافة المستمدة من الدين الإسلامي، من المفترض أن نكون الأولى والأميز والأكثر قدرة على ضبط النفس وتجاوز الصغائر وصولاً للغايات.. ومن المؤكد أيضاً أن هذه الغايات تتجاوز إساءة الإنسان للآخر، وترفض الشماتة كسلوك بشري مرفوض، وتدين العنف اللفظي والجسدي.. فنحن نريد أن نتحلى بالروح الرياضية ولو لمرة واحدة ونؤمن بأنها مباريات كرة قدم فيها النصر والهزيمة..!