لماذا أنت في لبنان ؟!!
مصطفى محكر/ يعجب المرء ويحار امام ظاهرة سفر السودانيين الى "لبنان" ، فقد عرفنا منذ سنوات بعيدة ان الذي يسعى لتحسين وضعه الاقتصادي فهو يقصد السعودية او ليبيا او العراق فضلا عن بقية دول الخليج .. فلبنان الدولة الصغيرة التي تعتمد بقدر كبير على "المعونات" ، تعاني حالة التشظي الداخلي ، في ظل تعدد الطوائف ،والتناحر السياسي الحاد الذي يغذى احيانا من قبل دولة الكيان الإسرائيلي .
المهم يبقى العجب والاستغراب لظاهرة سفر سودانيين الى لبنان ،التي يضرب أهلها في كل أنحاء المعمورة بحثا عن وضع افصل .. وقد كان نصيب كثير من السودانيين في لبنان السجون ، اما الذي ناله حظ من الدنيا فقد أصبح يعيش "بالمساكنة" مع لبنانيات دون أبرام عقد زواج رسمي ، وهو أيضا يعاني "الفاقة" .
وفي ظل تواتر الأنباء عن الوضع الصعب الذي يعيشه كثير من الباحثين عن وضع أفضل بلبنان كُلف وفد سوداني رسمي قبل عدة أشهر لكي يقف على طبيعة الأوضاع ، فكاد الوفد ان يضيع بين الودية والجبال في رحلات شاقة للوصول الى السجون التي يقبع بها عدد من هولاء " البسطاء" ، والمدهش ان بعضهم رفض العودة الى الوطن بحجة انه ينتظر " لجوء سياسي" يفضي به الى دول الغرب.
وأهل لبنان الذي يعيشون في صراعات عاصفة منذ سنوات طويلة ،رغم التزامهم بحالة التوافق من خلال عدة مؤتمرات ، منها مؤتمر الطائف في التسعينيات عندما جمع الملك فهد رحمه الله الفر قاء ،الذين "أكرمت"السعودية وفادتهم ، لم يهدا حال لبنان ، الممزق بطوائفه ، وهو بالتالي ليس الوجهة الصحيحة لأي سوداني مهما بلغت به درجة المعاناة في وطنه .
و لبنان الذي سجل التاريخ ان قادته رفضوا ذات يوم انضمام السودان الى جامعة الدول العربية ، خوفا من فتح الباب أمام دول أخرى غير عربية تطالب بالانضمام للجامعة العربية أسوة بالسودان "الأسود" !!..يبقى يغرد بعيدا بجراحاته العميقة ، التي لاتداويها مهاجمة عناصره الأمنية لتجمع سوداني في منطقة "الاوزاعي"، بقصد تنظيم حفل خيري لمعالجة طفل مصاب بالسرطان.
" فمهما تكن مخالفة السودانيين للأنظمة المعمول بها في البلد المضيف"ولا أرى مخالفة" لايصمد أي منطق أمام عملية "الضرب والسب" فطالما تحرص الشرطة على النظام ، حري بها ان تنظم نفسها أولا، وتتحلى بروح القانون ، بأن لاتسوق الناس الذين كرمهم الله الى مخافرها كما تساق "الأغنام" ..نعم تلك لبنان التي ينعم رعاياه بكرم فياض في السودان! .
ما اثار الاستغراب ليس ضرب شرطة لبنان لسودانيين ظنوا ان وجودهم في ضواحي بيروت سيجلب لهم السعادة ، ولكن الذي آثار الاستغراب تصريحات سفير السودان في لبنان عندما قال : انه لم يعرف بالواقعة الا من خلال الإعلام ، ولن يتحرك الا بشكوى من الضحايا ، اذاً من يحمي رعاياك ايها "الدبلوماسي المبجل " !! ،الأمر الثاني ان الخرطوم تنتظر مجرد "اعتذار" من بيروت ، ولكن بيروت لن تتعجل حتى في الاعتذار ، وعندما تبرأ الجراح التي خلفتها هراوات شرطة لبنان ، يكون لامعنى للاعتذار.
mmuhakar1@yahoo.com
المهم يبقى العجب والاستغراب لظاهرة سفر سودانيين الى لبنان ،التي يضرب أهلها في كل أنحاء المعمورة بحثا عن وضع افصل .. وقد كان نصيب كثير من السودانيين في لبنان السجون ، اما الذي ناله حظ من الدنيا فقد أصبح يعيش "بالمساكنة" مع لبنانيات دون أبرام عقد زواج رسمي ، وهو أيضا يعاني "الفاقة" .
وفي ظل تواتر الأنباء عن الوضع الصعب الذي يعيشه كثير من الباحثين عن وضع أفضل بلبنان كُلف وفد سوداني رسمي قبل عدة أشهر لكي يقف على طبيعة الأوضاع ، فكاد الوفد ان يضيع بين الودية والجبال في رحلات شاقة للوصول الى السجون التي يقبع بها عدد من هولاء " البسطاء" ، والمدهش ان بعضهم رفض العودة الى الوطن بحجة انه ينتظر " لجوء سياسي" يفضي به الى دول الغرب.
وأهل لبنان الذي يعيشون في صراعات عاصفة منذ سنوات طويلة ،رغم التزامهم بحالة التوافق من خلال عدة مؤتمرات ، منها مؤتمر الطائف في التسعينيات عندما جمع الملك فهد رحمه الله الفر قاء ،الذين "أكرمت"السعودية وفادتهم ، لم يهدا حال لبنان ، الممزق بطوائفه ، وهو بالتالي ليس الوجهة الصحيحة لأي سوداني مهما بلغت به درجة المعاناة في وطنه .
و لبنان الذي سجل التاريخ ان قادته رفضوا ذات يوم انضمام السودان الى جامعة الدول العربية ، خوفا من فتح الباب أمام دول أخرى غير عربية تطالب بالانضمام للجامعة العربية أسوة بالسودان "الأسود" !!..يبقى يغرد بعيدا بجراحاته العميقة ، التي لاتداويها مهاجمة عناصره الأمنية لتجمع سوداني في منطقة "الاوزاعي"، بقصد تنظيم حفل خيري لمعالجة طفل مصاب بالسرطان.
" فمهما تكن مخالفة السودانيين للأنظمة المعمول بها في البلد المضيف"ولا أرى مخالفة" لايصمد أي منطق أمام عملية "الضرب والسب" فطالما تحرص الشرطة على النظام ، حري بها ان تنظم نفسها أولا، وتتحلى بروح القانون ، بأن لاتسوق الناس الذين كرمهم الله الى مخافرها كما تساق "الأغنام" ..نعم تلك لبنان التي ينعم رعاياه بكرم فياض في السودان! .
ما اثار الاستغراب ليس ضرب شرطة لبنان لسودانيين ظنوا ان وجودهم في ضواحي بيروت سيجلب لهم السعادة ، ولكن الذي آثار الاستغراب تصريحات سفير السودان في لبنان عندما قال : انه لم يعرف بالواقعة الا من خلال الإعلام ، ولن يتحرك الا بشكوى من الضحايا ، اذاً من يحمي رعاياك ايها "الدبلوماسي المبجل " !! ،الأمر الثاني ان الخرطوم تنتظر مجرد "اعتذار" من بيروت ، ولكن بيروت لن تتعجل حتى في الاعتذار ، وعندما تبرأ الجراح التي خلفتها هراوات شرطة لبنان ، يكون لامعنى للاعتذار.
mmuhakar1@yahoo.com