• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-24-2024

رسالة في بريد "كفر و وتر"

لماذا لا نستمتمع بكرة القدم كبقية الشعوب؟

لماذا لا نستمتمع بكرة القدم كبقية الشعوب؟
 وجدت أن الظروف لم تتغير ومازال السؤال حائرا دون حتى رغبة من الجميع للتجاوب أو للاندهاش: فعلاً لماذا لا نستمتع بكرة القدم فى السودان كباقي الجماهير في جميع دول العالم ؟ وما الذي يمنع أو يعوق هذا الاستمتاع لتكون كرة القدم هى فقط مجال للاستمتاع وليس للتشاحن والمعايرة والتى فرقت الاسرة والأصدقاء والازواج والمدن والقرى وحتى مست العلاقة بين الحكومة والمحكومين!!.
واسمحوا لى أولا !. لماذا لا نستمتع ؟
تتصل الكثير من مجالات عملنا أو اهتمامنا.. بما يمكن وصفه بـ "الفن".. فالفن هو أحد مظاهر الإبداع البشرى في كل المجالات.. والرياضة هي أحد هذه المجالات التى لا يستطيع أى منا إنكار أنها مجال واسع للإبداع في كل ما ومن يتصل بها.. سواء لاعبى الكرة او الإدارة الفنية أو العمل الإداري والطبي وباقي الفروع!!.
بالطبع كرة القدم أحد الرياضات الشعبية الهامة.. وصحيح أيضاً أننا قد نقاسي منها ولا نرى فيها أي إبداع.. ولكننا بالتأكيد لا نستطيع إنكار أنها أحد أهم مجالات الإبداع في الرياضة.. وربما يتأثر تقدير كلٌ منا قياس حجم هذا الإبداع.. طبقا للون نظارته.. أو لون عينيه.. أو حتى لون قلبه!!.
وبرغم اتفاقنا على تأكيد وجود الإبداع وملازمته لكرة القدم.. وبرغم توفر المبدعين بها.. إلا إننا كشعب.. آلينا على أنفسنا ألا نستمتع بهذا الإبداع.. وبذل الكثير منا الجهد والمال والوقت.. لنحرم أنفسنا وأهلينا.. هذا النوع من الإبداع.. عكس كل البشر الذين يتنفسون على مساحة هذه الأرض!!.
فلم يكفينا ما نلاقيه كل لحظة ممن يحيطون بنا وهم مفروضون علينا.. وبما ينتج عنهم من ادخارهم لنا لمصائب نعلمها تمام العلم.. والتي ربما ستستغرق كل الوقت المتاح من مستقبلنا ومستقبل أبناءنا كأحياء لدفع فواتير هذه المصائب.. ثم نستكمل نحن تضييق الحلقة على رقابنا.. بتحويل أي شيء جميل.. إلى صراع وخسائر.. بدلاً من الاستمتاع به.. بدلاً من إشاعة قدر من الهدوء النفسى والعقلي والروحي على حياتنا.. وكأننا نختار مثل هذا القدر.. ليكون الميراث الوحيد الذي سنتركه.. إلى أبناءنا.. أو أحفادنا!!.
ومن الواضح أن هذا الشعب حريص كل الحرص على أن يؤدى ما كتبه الله عليه ليظل في رباط إلى يوم الدين.. ولكن لماذا لا ينتهز الفرصة ليحصل على استراحة ولو قليلة بين الهجمة والهجمة؟، لماذا لا يتعامل باحترافية وينتهز أى فرصة الوقت المستغرق في التخطيط لما يرى الآخرون ما هو لازم لحقن عقله وقلبه وصدره به.. ليسرق هذا الوقت ليقضيه ولو في راحة سلبية سريعة ولماذا لا يخطط للاستمتاع بما ويستبيح العزر لنفسه ؟، لماذا يصر على تحويلها بإرادته وباختياره الى متعة مستحيلة ؟، وإذا كان يملك كل هذه الطاقة والقدرة على الفعل.. لماذا لا يحولها للجانب المفيد والجيد؟، لماذا يهدم المعبد على رأسه حتى قبل أن يقرر أعداءه ذلك؟.الكل يشارك فى التدهور الرياضى الحاصل ..!!



وكأنه لم يكفينا كل ما نعانيه من كل جانب وكل جهة.. فحتى مجال كرة القدم.. قررنا ألا نتركه بدون "الاستمتاع" بمعاناتنا فيه.. بالرغم من أنه ربما المتنفس الوحيد الذي ربما- أيضا - نملك فيه دون غيره "حريتنا في التعبير" عن انتماءاتنا.. لأن باقي انتماءاتنا وتوجهاتنا ملاحقة ومحظورة!!.

وكرة القدم أيضاً هي المجال الوحيد الذي اعتقدنا أنها قطاع أهلي 100 %.. نحن من نموله.. ونحن من نعد أدواته.. ونحن من نسري في شرايينه وأوردته.. ونحن كجمهور من يحكم عليه في النهاية.. بالبقاء أو الفناء.. إلا أننا كنا واهمين في اعتقادنا بأننا نملك حتى حرية الاستمتاع به.. فيجب أن ندفع.. دون انتظار إذا ما كان حلمنا الذي دفعنا من أجله كلما تبقى لنا.. سنراه أو لا!!.

وهكذا أصبحت إدارة الكرة.. هي جلاد من يدفع لها ليتمتع.. فكان هذا جزاء سنمار.. فلقد دهست مفهوم أنها أتت للعمل للصالح العام أو لجمهور الكرة.. بل استقر في ذهنها ونفسها أنما حصلت على موقعها كتكريم لها بغض النظر عن السبب.. وذلك لحصد الغالي والنفيس.. حتى لو كان دم الجمهور!!.

هكذا اكتشفنا ومنذ زمن.. أننا ندفع ونحن مسلوبي الإرادة.. لنحصل على تذكرة لفيلم ظننا انه رومانسي.. لنكتشف أنه فيلم رعب.. أو لنتفرج في هدوء على مباراة بها من المتعة ما يساوى ثمن التذكرة.. فيتم تلويثنا من التذكرة نفسها.. فنرى أنفسنا مدفوعين للصراخ على بعضنا البعض.. فلا تابعنا كرة.. ولا نشعر إلا وما ما بأقدامنا في وجه الآخرين!!.

وحتى على مستوى اللاعبين.. فإما يؤدون كما يظنون (على قد فلوسنا ومرتباتهم).. أو يخرجون عن النص.. مع لاعبي النادي المنافس.. أو زملائهم ..أو أجهزتهم الفنية والإدارية.. أو الحكم.. أو حتى الجماهير التي تدفع لهم ليمارسوا عليهم السب والبلطجة!!. هل هذا ما نستحق فعلا ؟

وأصبحت الجماهير في مهب الريح.. وكأنها فقدت إرادة الرفض.. فضلاً عن التغيير.. وأصبحت الجماهير هي عصا الضرب .. وصوت الفوضى .. وصمت الطبلة .. وأصبحنا اسلحة حتى ضد من ننتمي لهم.. وبالطبع أصبحنا نرى النقاش جدلاً.. والتشجيع سباً.. والتأييد كراهية للآخر.. ولم ينج منا حتى من نشجعهم.. فمن نحن إذن ؟؟ وكيف أصبحنا وكيف نمسي!!.

وتحولت المتعة إلى عذاب.. وحتى لهؤلاء الذين لا يرون في كرة القدم مجالهم أو اهتمامهم.. أصابته حجارة أو قذائف الجمهور في أذنه أو أذنها.. في نفسه أو نفسها.. وتخيلوا كل رب أسرة.. إلى أين يهرب بأبنائه وبناته من نماذج السلوك المعروضة.. وهم إخوتكم واهلكم . سواء في الشارع أو على الاستاد !!.

فلا نحن " شجعنا".. ولا نحن " استمتعنا".. فماذا كنا نفعل!!.

هل ندفع لشراء جهاز كمبيوتر.. وندفع للنت بأي صورة من صور الاشتراك.. لنحصل على دقائق من الخلاف ونتعلم بعض الالفاظ الغير مقبولة؟، هل نستريح مع إغاظة إخواننا وأصدقاءنا أو حرق دمائهم؟، متى سنستمتع إذن؟، متى نتبارى في تهوين مصائب بعضنا البعض؟، متى نسعى لنطور أنفسنا ام نحن سعداء بالوقوف في مكاننا والسخرية ممن يتخطانا؟، متى سنتعاون على البر والتقوى!!.

أصبحنا نبذل الكثير من الوقت والجهد والمال.. ليس لكي نستمتع.. ولكن لكي نتعذب بإرادتنا.. ونعذب معنا الآخرين.. ولم يكفينا ما يقوم به الكثيرون في مواقع متفرقة حولنا وفي كل مكان في هذا السياق.. بل أصبحنا نسابقه.. في التلذذ بتعذيب.. أنفسنا والآخرين!!.

أصبحنا مساقين فيما كنا فيه أصحاب الريادة والمبادأة!!. أصبحنا نرضى بالسُكر والتوهان في الوقت الذي يحتاج منا كل التركيز والفوقان!!. سلبتنا الكثير من الجهات ثرواتنا وإيجابيتنا.. فلا يجب أن " نتوه" حتى يسرقوا منا عقولنا وإرادتنا.. فهما آخر ما نملك.. والأخطر.. أن نخسرهم بإرادتنا وبمساعدتنا لهم!!.

ولقد ذكرني ما نفعله بأنفسنا.. بنكتة الببغاء الذي تركه صاحبه لوقت قصير مع الشراب الذي يتشاركان سوياً فيه.. وذهب ليحضر القليل من المشهيات.. وحذره من عدم الاقتراب من الشراب حتى يأتى وإلا " نتف" ريشه.. ولكنه عندما عاد.. لم يجد لا الشراب.. ولا الببغاء.. وظل يبحث عنه بكل أرجاء الشقة.. وعندما وجده بالحمام.. كان الببغاء ينتف بنفسه ريشه.. وهو سكران.. ليقول "حايعمل فيه شنو أكتر من كدة"!!.

كيف في ظل إدارة رياضية لا تعرف إلا مصالحها ولا تنكر ذلك ولا تخجل من الإعلان عن ذلك سواء بتصريحات مباشرة أو بسلوكهم المكشوف ؟ وكيف وجماعة إتحاد الكرة قد قطعت علاقتها بأبجديات النظام والتخطيط للعبة.. أن نتصور أن تنال كرة القدم الجهد الذي يحولها إلى متعة؟.

وفي ظل وجود مفاهيم خاطئة عن التحكيم وأن الحكم هو سيد الملعب ..وأن الحكم بشر .وأن قرار الحكم في لحظة ..وكل ما يؤمن للحكم أن يخطئ ولا يعاقب . وكأن الحكم السودانى في ظل تأهيله وإمكانياته الحالية يمكن ان يستحق أن يكون إمبراطور الملعب!!، وكأن اللاعب يلعب الكرة أو يصطدم أو يقرر التمرير أو التصويب في ساعات ويتحرك في الملعب بسرعة الحصان وليس في لحظة هو الآخر.. لكي يحاسبه الحكم هو وإدارات الكرة المختلفة على اخطاء اللعب بالكروت والخصم والإيقاف بينما الحكم هو الوحيد الذي يتحرك بسرعة فى الميدان ولا يمكن أن نحاسبه!!.

كيف نتصور متعة في ظل إعلام لا يعرف اى شفافية ولا يرى الحق أبدا ولا يسعى إليه؟، كيف نتصور في ظل مناخ مليء بالصراخ وتبادل الشتائم والاتهامات بين الأندية بعضها البعض وبين عناصر او وسائل الإعلام او القائمين عليه أن تتم أي رياضة في إطار أخلاقي؟، كيف نتصور إعلام يقود الرياضة يوجهها ويصحح مسارها وهو بلا علم ولا أخلاق؟.

كيف نتصور جمهور كرة يتعامل مع كل شيء بمقياس واحد ويتعامل مع بداية الموسم كنهاية الموسم وخسارة مباراة كأنها خسارة بطولة والفوز بمباراة كأنه فوز ببطولة ؟ كيف نتصور جمهور يتعامل مع اعلام لا يربى ولا يوجه ولا يصحح وكل ما يقوم به هو توجيه الجمهور لكل ما هو اخلاقى ويدافع عن الخطأ ويرسخ أفكار لإفساد الصغار ويهاجم القدوة الصالحة ويهتف للمتجاوزين؟، هل نطمع أن نجد أهم عنصر في عناصر اللعبة وهو الجمهور أن يوفر بيئة للاستمتاع؟.

في النهاية بإذن الله تعالى اجد الاجابة عندكم ..


المجمر حميدة ـ مصر
امسح للحصول على الرابط
 1  0  2341
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    محمد عيسى 06-28-2010 08:0
    إهداء خاص الى متصاحفي بلادي !!!!!!!!!!!! فأنتم من يشعل النار بين الأشقاء والأخوة والأصحاب ، فستحصدون زرعكم علقما ،،،
أكثر

جديد الأخبار

تناغمٌ وانسجامٌ بين المدير الإداري ومساعده.. وأكرم قيادة رشيدة ارتفعت درجة الحرارة ھذه الأيام في مدينة الطائف بصورة غير طبيعية عما كانت عليه في..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019