احباط مخططات نساء المغتربين !
بقلم مصطفى محكر
قبل عامين كتبت «مقالا» بعنوان « حكومة نساء المغتربين من يسقطها» ؟!.. حينها ثارت دنيا النساء ولم تقعد ، وكذلك بعض المغتربين كلهم اجتهدوا في انكار حكاية سيطرة أغلب نساء المغتربين على رجالهن ، حتى أفلحن في عزلهم عن محيطهم بل منهم من أسلم القيادة الى زوجته ، وأصبح غير معني حتى بوالديه ، وياليته لو أسلم الروح لباريها بدلا عن تسليمه لزوجة متسلطة كل جهدها يوظف لإطالة أمد الغربة دونما جدوى.
أدرك جيدا كم هذا الحديث «موجع» ولكنه يجسد واقعا ربما أنكره حتى ولو كان يناجي نفسه .. ومن منكم يرضى ان تصوب نحوه النظرات التي يُقرأ منها بوضوح أن المدام هي القوامة على الاسرة وتصريف شئونها كبرت ام صغرت .. وياليتها لو كانت قوامة وقيادة تعي وعورة الطرق ، وخطورة المطبات « المفاجئة» ، كالتي نعيشها حاليا في السعودية، نعم من بين نساء المغتربين من جعلت زوجها ينسى محيطه الاسري الكبير ، وينسحب تماما من اسرته الممتدة ، لتصبح كل احلامه لا تتجاوز شقة يدفع ايجارها بشق الانفس!! .
منذ سنوات طويلة في الغربة أفلحت نساء «بعض المغتربين» في أن يرسمن صورة شائهة عن السودان ، وتراجعن عن زيارته في الاجازات السنوية ، بحجة «البعوض والذباب» بل وحتى ارتفاع درجات الحرارة وكأني بهن ولدن في المتجمد الشمالي! .. ومضت السنوات حتى أصبح «بعض» هؤلاء الرجال تحت أمرة النساء المتسلطات ، منهم من قضى نحبه في الغربة ، ورغم ذلك ظلت المدام ترابط في ذات الشقة التي رحل عنها شريك السنوات الطويلة ، وكان البدائل «الزواج» بآخر.. او نقل الكفالة على «الاخ الشقيق» ..ونتيجة ذلك لم يستطع كثير من الابناء اكمال دراستهم الجامعية ، وكذلك البنات اللائي دخلن عالم « العنوسة» !.
نحن حينما نقول هذا الحديث لا نتكئ على معلومات قابلة للتأكيد او النفي ، وانما نتحدث عن وقائع نقف شاهدين عليه امام الله سبحانه وتعالى وامام المجتمع ..المهم في الحكاية ان هذا الواقع - المؤلم والمؤسف» كان يمكن له أن يستمر ، لولا أن السلطات السعودية أصدرت حزمة ترتيبات جديدة تقضي بالزام الوافدين بالعمل مع «الكفيل» وأن تكون «المهنة» مطابقة للعمل الذي تقوم به ، وأن تكون رخصة «الاقامة» سارية المفعول.. حينها تبين بأن هؤلاء الذين عنهم نحكي ، انتهت صلاحية اقاماتهم منذ سنوات ، وان بقاءهم طوال السنوات الماضية كان «بالبركة» ! حيث يعملون بمهن هامشية ربما لا ترقى لمؤهلات بعضهم .. ومن بينهم من ارتضى كفيله ان يبقى بالحسنى رغم أنه لا يعمل معه، وبطبيعة الحال بعد هذه الإجراءات الجديدة لن يقبل أي كفيل مهما كانت درجة سماحته أن يعمل مكفوله بعيدا عنه حتى لا يصبح عرضة لغرامة تبلغ « مائة ألف ريال» , وتكمن القضية في أن هذا الكفيل «على باب الله» لا يملك مؤسسة أو شركة حتى يستفيد من خدمات مكفوله ، وهنا أيضا تبرز حقيقة «تجارة التأشيرات» دون وجود عمل حقيقي.. وحتى نقل الكفالة أضحى في نطاق ضيق خوفا من وقوع أي مؤسسة أو شركة ضمن النطاق الاحمر .. بل زاد الطين بلة حينما كشف مصدر داخل وزارة العمل السعودية بأنهم بصدد دراسة يتم بموجبها احتساب الوافد الذي يتقاضى راتبا «كبيرا» بوافدين وهو أمر يجعل صاحب الجهة المشغلة يخشى منح رواتب عالية ،لانها خصما عليه .. ويقصد من هذه الخطوة تسريع وتيرة سعودة الوظائف، كل هذه الظروف تسرع من احباط مخططات نساء المغتربين بالبقاء في غربة «مفتوحة» .
أخير ..لابد لأجهزة الدولة المختصة من الشروع عاجلا في كيفية ادارة الأزمة المتوقعة ، وكيفية التعاطي مع العائدين الى الوطن وهم لا يملكون من حطام الدنيا شيئا ..انها قضية لاتقل أهمية وخطورة تداعياته عن أحداث أم روابه وأبوكرشولا وأم بريمبيطة" .
الصحافة" مصطفى محكر.
Mmuhakar1@yahoo.com
قبل عامين كتبت «مقالا» بعنوان « حكومة نساء المغتربين من يسقطها» ؟!.. حينها ثارت دنيا النساء ولم تقعد ، وكذلك بعض المغتربين كلهم اجتهدوا في انكار حكاية سيطرة أغلب نساء المغتربين على رجالهن ، حتى أفلحن في عزلهم عن محيطهم بل منهم من أسلم القيادة الى زوجته ، وأصبح غير معني حتى بوالديه ، وياليته لو أسلم الروح لباريها بدلا عن تسليمه لزوجة متسلطة كل جهدها يوظف لإطالة أمد الغربة دونما جدوى.
أدرك جيدا كم هذا الحديث «موجع» ولكنه يجسد واقعا ربما أنكره حتى ولو كان يناجي نفسه .. ومن منكم يرضى ان تصوب نحوه النظرات التي يُقرأ منها بوضوح أن المدام هي القوامة على الاسرة وتصريف شئونها كبرت ام صغرت .. وياليتها لو كانت قوامة وقيادة تعي وعورة الطرق ، وخطورة المطبات « المفاجئة» ، كالتي نعيشها حاليا في السعودية، نعم من بين نساء المغتربين من جعلت زوجها ينسى محيطه الاسري الكبير ، وينسحب تماما من اسرته الممتدة ، لتصبح كل احلامه لا تتجاوز شقة يدفع ايجارها بشق الانفس!! .
منذ سنوات طويلة في الغربة أفلحت نساء «بعض المغتربين» في أن يرسمن صورة شائهة عن السودان ، وتراجعن عن زيارته في الاجازات السنوية ، بحجة «البعوض والذباب» بل وحتى ارتفاع درجات الحرارة وكأني بهن ولدن في المتجمد الشمالي! .. ومضت السنوات حتى أصبح «بعض» هؤلاء الرجال تحت أمرة النساء المتسلطات ، منهم من قضى نحبه في الغربة ، ورغم ذلك ظلت المدام ترابط في ذات الشقة التي رحل عنها شريك السنوات الطويلة ، وكان البدائل «الزواج» بآخر.. او نقل الكفالة على «الاخ الشقيق» ..ونتيجة ذلك لم يستطع كثير من الابناء اكمال دراستهم الجامعية ، وكذلك البنات اللائي دخلن عالم « العنوسة» !.
نحن حينما نقول هذا الحديث لا نتكئ على معلومات قابلة للتأكيد او النفي ، وانما نتحدث عن وقائع نقف شاهدين عليه امام الله سبحانه وتعالى وامام المجتمع ..المهم في الحكاية ان هذا الواقع - المؤلم والمؤسف» كان يمكن له أن يستمر ، لولا أن السلطات السعودية أصدرت حزمة ترتيبات جديدة تقضي بالزام الوافدين بالعمل مع «الكفيل» وأن تكون «المهنة» مطابقة للعمل الذي تقوم به ، وأن تكون رخصة «الاقامة» سارية المفعول.. حينها تبين بأن هؤلاء الذين عنهم نحكي ، انتهت صلاحية اقاماتهم منذ سنوات ، وان بقاءهم طوال السنوات الماضية كان «بالبركة» ! حيث يعملون بمهن هامشية ربما لا ترقى لمؤهلات بعضهم .. ومن بينهم من ارتضى كفيله ان يبقى بالحسنى رغم أنه لا يعمل معه، وبطبيعة الحال بعد هذه الإجراءات الجديدة لن يقبل أي كفيل مهما كانت درجة سماحته أن يعمل مكفوله بعيدا عنه حتى لا يصبح عرضة لغرامة تبلغ « مائة ألف ريال» , وتكمن القضية في أن هذا الكفيل «على باب الله» لا يملك مؤسسة أو شركة حتى يستفيد من خدمات مكفوله ، وهنا أيضا تبرز حقيقة «تجارة التأشيرات» دون وجود عمل حقيقي.. وحتى نقل الكفالة أضحى في نطاق ضيق خوفا من وقوع أي مؤسسة أو شركة ضمن النطاق الاحمر .. بل زاد الطين بلة حينما كشف مصدر داخل وزارة العمل السعودية بأنهم بصدد دراسة يتم بموجبها احتساب الوافد الذي يتقاضى راتبا «كبيرا» بوافدين وهو أمر يجعل صاحب الجهة المشغلة يخشى منح رواتب عالية ،لانها خصما عليه .. ويقصد من هذه الخطوة تسريع وتيرة سعودة الوظائف، كل هذه الظروف تسرع من احباط مخططات نساء المغتربين بالبقاء في غربة «مفتوحة» .
أخير ..لابد لأجهزة الدولة المختصة من الشروع عاجلا في كيفية ادارة الأزمة المتوقعة ، وكيفية التعاطي مع العائدين الى الوطن وهم لا يملكون من حطام الدنيا شيئا ..انها قضية لاتقل أهمية وخطورة تداعياته عن أحداث أم روابه وأبوكرشولا وأم بريمبيطة" .
الصحافة" مصطفى محكر.
Mmuhakar1@yahoo.com