صحافيون محبطون.. أم هو وطن «قبيح»؟!
بقلم مصطفى محكر
يحرص معشر المغتربين على متابعة الصحف التي تصدر في الخرطوم، من خلال الشبكة العنكبوتية والفضائيات السودانية التي تحرص على استعراض ما تحويه الصحف صباحاً ومساء، وهم يعيشون تفاصيل الأخبار حتى أضحت متابعة الصحف تجلب للنفس «احباطاً» بالغاً، وهي تتناول حجم الخلافات الكبيرة بين السياسيين، وتسلط الضوء على قضايا الفساد، وتتوقف طويلاً أمام نقص الخدمات، ومهاجمة أسراب الجراد للشمالية، وتعدد الجرائم الاخلاقية.. الخ الموضوعات التي تجعل المتابع يصاب باكتئاب نفسي!!
وفي المقابل لا تحفل الصحف كثيراً بالإنجازات التي يمكن أن تكون قد تحققت على الأرض، صحيح أن الاقتصاد السوداني يعاني، وأن كثيراً من المشكلات الاجتماعية قد وقعت، ولكن المتابع يريد قليلاً من التفاؤل، بأن تتحدث الصحافة عما يتحقق من إنجازات في مجالات التنمية، وجهود تجفيف بؤر الفساد، ومحاصرة انتشار المخدرات، وحجم العمل الذي تم في القضاء على أسراب الجراد، وملامح توصيات لجنة تطوير مشروع الجزيرة، وحجم الاكتشافات الجديدة في مجالات النفط، والنتائج المتوقعة لمنتدى المانحين بالدوحة.. والمنتدى الاقتصادي السعودي السوداني في الرياض الشهر المقبل.. وحجم عائدات الذهب التي دخلت خزينة الدولة.. وعدد الذين تم كف أيديهم عن العمل لشبهات الفساد.. والتوسع في مشروعات الإسكان للموظفين والعمال بالدولة.. وحجم التمويل الذي تمنحه البنوك بغرض الاستثمار والتمويل العقاري، وتمدد الجسور والطرق، والتبشير بخيرات المشروعات الجديدة كسكر النيل الابيض وتعلية خزان الرصيرص وافتتاح السدود.. فالشعب السوداني في الداخل والخارج يريد أن يشعر بشيء من التفاؤل بأن الغد افضل من الحاضر.
أحياناً يشعر المتابع «للصحافة المحلية» بأن الصحافيين انفسهم يعيشون إحباطاً كبيراً لجهة الواقع الذي تعيشه صحفهم، فمن الصحافيين من لم يصرف راتبه الشهري لازمان طويلة، وحتى الذي تسلم راتبه فهو لا يسمن ولا يغني من جوع، بينما يقوم على أسرة صغيرة او ممتدة تنتظر جزيل العطاء.. وبالتالي يقبع هذا الصحافي في دائرة تشكلها جميع الوان الاحباط، وهو واقع يصعب أن يبدي فيه هذا الصحافي تفاؤلاً، بأن الغد افضل من الحاضر.. فيصبح «خلط» الهم الخاص بالشأن العام سمة لكثير من الصحافيين الذين يعيشون واقعاً كئيباً.. ولكي يخرج هؤلاء الصحافيون من الدائرة التي يعيشون فيها يتوجب على الدولة أن تقدم كل التسهيلات للصحف المحلية، الخاصة بمدخلات الانتاج «الورق، الأحبار، والمطابع»، حتى تبشر بمشروعاتها صحافة غير محبطة!!
نحن نقول بهذا الحديث، حتى لا يدمن الشعب السوداني «الإحباط» بأن حاضره «فقر» ومستقبله «بؤس».. وهذا لا يعني ألا تقوم الصحافة بواجباتها، ولكن القيام بالواجبات وملامسة هموم الناس ليس «الانغماس» في بحر من اليأس.. والآن على صحافتنا التي «نامت» عن نقل مراسم توقيع مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون بين الخرطوم وجوبا فجر الثلاثاء.. أن تبشر أهل السودان بما يمكن أن يتحقق لو قدر لهذا الاتفاق أن يمضي نحو غاياته المنشودة.. وليكن للصحافة دور في إخراج الناس من دائرة الإحباط الى سعة الأمل والتفاؤل.
مصطفى محكر .
يحرص معشر المغتربين على متابعة الصحف التي تصدر في الخرطوم، من خلال الشبكة العنكبوتية والفضائيات السودانية التي تحرص على استعراض ما تحويه الصحف صباحاً ومساء، وهم يعيشون تفاصيل الأخبار حتى أضحت متابعة الصحف تجلب للنفس «احباطاً» بالغاً، وهي تتناول حجم الخلافات الكبيرة بين السياسيين، وتسلط الضوء على قضايا الفساد، وتتوقف طويلاً أمام نقص الخدمات، ومهاجمة أسراب الجراد للشمالية، وتعدد الجرائم الاخلاقية.. الخ الموضوعات التي تجعل المتابع يصاب باكتئاب نفسي!!
وفي المقابل لا تحفل الصحف كثيراً بالإنجازات التي يمكن أن تكون قد تحققت على الأرض، صحيح أن الاقتصاد السوداني يعاني، وأن كثيراً من المشكلات الاجتماعية قد وقعت، ولكن المتابع يريد قليلاً من التفاؤل، بأن تتحدث الصحافة عما يتحقق من إنجازات في مجالات التنمية، وجهود تجفيف بؤر الفساد، ومحاصرة انتشار المخدرات، وحجم العمل الذي تم في القضاء على أسراب الجراد، وملامح توصيات لجنة تطوير مشروع الجزيرة، وحجم الاكتشافات الجديدة في مجالات النفط، والنتائج المتوقعة لمنتدى المانحين بالدوحة.. والمنتدى الاقتصادي السعودي السوداني في الرياض الشهر المقبل.. وحجم عائدات الذهب التي دخلت خزينة الدولة.. وعدد الذين تم كف أيديهم عن العمل لشبهات الفساد.. والتوسع في مشروعات الإسكان للموظفين والعمال بالدولة.. وحجم التمويل الذي تمنحه البنوك بغرض الاستثمار والتمويل العقاري، وتمدد الجسور والطرق، والتبشير بخيرات المشروعات الجديدة كسكر النيل الابيض وتعلية خزان الرصيرص وافتتاح السدود.. فالشعب السوداني في الداخل والخارج يريد أن يشعر بشيء من التفاؤل بأن الغد افضل من الحاضر.
أحياناً يشعر المتابع «للصحافة المحلية» بأن الصحافيين انفسهم يعيشون إحباطاً كبيراً لجهة الواقع الذي تعيشه صحفهم، فمن الصحافيين من لم يصرف راتبه الشهري لازمان طويلة، وحتى الذي تسلم راتبه فهو لا يسمن ولا يغني من جوع، بينما يقوم على أسرة صغيرة او ممتدة تنتظر جزيل العطاء.. وبالتالي يقبع هذا الصحافي في دائرة تشكلها جميع الوان الاحباط، وهو واقع يصعب أن يبدي فيه هذا الصحافي تفاؤلاً، بأن الغد افضل من الحاضر.. فيصبح «خلط» الهم الخاص بالشأن العام سمة لكثير من الصحافيين الذين يعيشون واقعاً كئيباً.. ولكي يخرج هؤلاء الصحافيون من الدائرة التي يعيشون فيها يتوجب على الدولة أن تقدم كل التسهيلات للصحف المحلية، الخاصة بمدخلات الانتاج «الورق، الأحبار، والمطابع»، حتى تبشر بمشروعاتها صحافة غير محبطة!!
نحن نقول بهذا الحديث، حتى لا يدمن الشعب السوداني «الإحباط» بأن حاضره «فقر» ومستقبله «بؤس».. وهذا لا يعني ألا تقوم الصحافة بواجباتها، ولكن القيام بالواجبات وملامسة هموم الناس ليس «الانغماس» في بحر من اليأس.. والآن على صحافتنا التي «نامت» عن نقل مراسم توقيع مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون بين الخرطوم وجوبا فجر الثلاثاء.. أن تبشر أهل السودان بما يمكن أن يتحقق لو قدر لهذا الاتفاق أن يمضي نحو غاياته المنشودة.. وليكن للصحافة دور في إخراج الناس من دائرة الإحباط الى سعة الأمل والتفاؤل.
مصطفى محكر .