• ×
السبت 4 مايو 2024 | 05-03-2024

نواب البرلمان .. شكر الله سعيكم

بقلم مصطفى محكر 

نقلت" الصحافة " على لسان "العصفورة" من داخل مقر البرلمان الخبر التالي " بدأ نواب في جمع توقيعات تطالب بإقالة رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر من منصبه في رئاسة المجلس احتجاجا على وقوفه ضد زيادة مخصصات النواب .. و ان هناك تحركات "ماكوكيه" من قبل رؤساء الكتل البرلمانية الولائية لإقالة الرئيس!.
لأيمكن لاحد ان ينكر على النواب ان يطالبوا بتحسين اوضاعهم لجهة الراتب ، ولكن ان يبلغ الامر هذا المبلغ فهو يقع في خانة الامر "المعيب" ، فحينما يخرج خبر عن نواب البرلمان بأن هناك تحركات ماكوكية وجمع للتوقيعات لإقالة رئيس البرلمان فان المتابع يعتقد للوهلة الاولى ان الرئيس ، ظل يعرقل تمرير قانون او تشريع او أغفل مسائل مستعجلة بشأن تساؤلات ملحة سيطرحها النواب على وزير او مسئول كبير في الدولة بشأن "قصور في الاداء" ، او تقاعس رئيس البرلمان عن أمر يسعى النواب لتمريره من اجل الوطن والمواطن .. اما ان تكون هذه التحركات الماكوكية من اجل المرتبات والحوافز والمكاسب الشخصية للنواب فانه امر مزعج للغاية .. خاصة ان الشعب الذي انتخب هؤلاء النواب يعاني من شظف العيش في ظل ظروف باتت معروفة للحاكم والمحكوم ، كما ان الحكومة كانت قد اعلنت عن سياسة "تقشف" واسعة ، وهو امر كان اجدر بالنواب ان يصروا عليه بإلحاح ، وان يتابعوا أي جهة تقصر في تنفيذ سياسة التقشف حتى تعبر البلاد الى الضفة الاخرى ،ان كانت هناك ضفة ، باعتبار ان هؤلاء النواب تم تفويضهم من قبل الشعب ليرعوا مصالحه..اما وقد انصرفوا الى تحسين اوضاعهم فلا احسب انهم سيكونون في حالة اهتمام بأمر دوائرهم الانتخابية على الاقل قبل حلول موعد الانتخابات القادمة..
موقف النواب جعلني استدعي مشاهد الصبا ، لا أتذكر ان نائب دائرتنا في الجزيرة كان كل ما يقدمهلأهلنا المزارعين ان يقرضهم "العيش والقمح" الذي انتجوههم اصلا غير ان هذا النائب يسارع بشراء كميات المحصول قبل ان تنضج في الحقول بسعر بخس ، وامام حاجة كثير من اهلنا المزارعين يبيعون محصولهم قبل حصاده ، لتمتلئ به مخازن نائبهم المؤقر، ثم يعيد الامر لهم بصورة عكسية حينما يبيع لهم جوال القمح و الذرة بأضعاف الثمن الذي اشتراه به ، وحينما تحين لحظة" صرف عائدات القطن " وفقا لماعرف حينها "بالحساب الفردي" يكون النائب المؤقر قد حمل معظم اختام المزارعين ليصرف الاموال نيابة عنهم باعتبارها ديون له مقابل القمح والعيش الذي انتجوه، ولكنهم "اكلوه" .. تلك كانت قصة قديمة ، لا اعرف ان كانت لها بقايا حتى يومنا ام ان المشهد تبدل.
عموما ننتظر من نوابنا الاكارم ان يرتفعوا لمستوى المسئولية الملقاة على عواتقهم ، فبينماهم يبحثون المزايا التي في سبيلها يمكن ان يقتلعوا رئيسهم ، عليهم ان يتذكروا ولو للحظات ماذا قدموا لدوائرهم الانتخابية ، بل ماذا قدموا لهذا الوطن ، قبل موعد الاستحقاق الانتخابي القادم ، الذي نريد له ان يكون ربيعا سودانيا خالصا بان يقتلع الباحثين عن مصالحهم الشخصية ، وان يأتي بالقادرين على حمل الامانة ، والذين يبدعون بالتقاني في خدمة اهلهم ووطنهم .. واقول " هامسا" للنواب.. ان كان لابد من "تصليح وضعهم " فليكن الامر سرا حتى لا يتأذى ناخبيكم.
مصطفى محكر .

mmuhakar1@yahoo.com
امسح للحصول على الرابط
 0  0  2028
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

من السبت إلى السبت.. كمال حامد يكتب.. ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين (٢) ** كتبت قبل أسبوعين تحت هذا العنوان عن صعوبة بل استحالة الحصول..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019