نحو علاقة شراكة مع جهاز المغتربين
بقلم مصطفى محكر
منصب الامين العام لجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج يبدو انه واحد من اسوأ المناصب او الوظائف في الدولة ، فمن يتولى هذا المنصب عليه ان يكون مهيأ تماما لاستقبال سهام النقد المتواصل من قبل المغتربين ، وهم حينما يوجهون سهامهم الى من يتولى هذا العمل ،فانهم "ببساطة يخرجون الهواء الساخن من صدورهم ، نتيجة ضغوط الغربة ، واللهث المتواصل من اجل تحقيق الاهداف التي من اجلها غادروا وطنهم ، ولعل سيل الانتقادات يعود لكون سقف المغتربين واحلامهم واشواقهم اكبر بكثير مما تقدمه اجهزة الدولة ، وبخاصة جهاز المغتربين الذي يتعرض لنيران متواصلة دون دفوعات واضحة، رغم الجهود المبذولة من الامين العام الحالي د. كرار التهامي .
وقد ظلت الانتقادات "المبررة وغير المبررة" تكال في حق جهاز المغتربين من ازمان طويلة ،دون تقديم رؤية واضحة تبدد هذه الانتقادات المتواصلة ، فالمغترب يريد جهاز يسعى في خدمته ، ويشعره بذلك في كل حين ، نعم يريد من "يقنع" الدولة بان للمغترب حق في ممارسة حياته الطبيعية ان هو عاد الى الاستقرار في الوطن بان يتم توظيفه بحسب مؤهلاته وخبراته ، وان يمنح اعفاء مقابل سيارة العودة النهائية ، وان تقدم له امتيازات الاستثمار في المشاريع التي يرغب الاستثمار فيها ، وكذلك يعطى التسهيلات اللازمة لدراسة ابنائه في المدارس والجامعات ، فهو أي المغترب ظل وفيا لوطنه ، وهو يبذل العطاء حتى اصبح احد اكبر دافعي الضرائب على امتداد تراب الوطن ، ورغم الاعفاء من الضرائب لقطاع كبير من المغتربين فان هناك فئات لاتزال تقدم العطاء عبر الضريبة المباشرة وغيرها .
نعود لحكاية النيران المفتوحة ضد جهاز المغتربين ، لنقترح ان تعقد لقاءات موسعة في مختلف المهاجر مع المغتربين بمختلف تخصصاتهم ، بمعنى ان تتم لقاءات مع الاطباء، المهندسين ، المعلمين ، الاقتصادين، التقنيين ، الاعلاميين ، الرعاة ، الطباخين والنجارين والسائقين .. الخ الفئات والشرائح السودانيين التي تكتظ بها المهاجر .. " قد يقول قائل ان هناك مؤتمرات متخصصة تعقد لمناقشة واقع المغتربين وبحث قضاياهم وادوارهم تجاه الوطن" ، ولكن هي في النهاية " منصة وكراسي" وجدول اعمال " رتيب وممل" وتوصيات يتناسها الناس قبل ان " تضل طريقها" الى "ادراج مغلقة" .. نعم مثل هذه اللقاءات من شأنها ان تخرج كل الهواء الساخن من الصدور ،بان يستمع قادة جهاز المغتربين بعناية كل "طبيب ولكل راعي غنم" والاخير ايضا يحمل هم اسرته وله طموحات واهداف هاجر من اجلها ، ومن بين اولئك تجد "المتعلم والمثقف التي حملت الاقدار ان يكون هناك في الاودية والصحاري . مصطفى محكر .
وبمثل هذه اللقاءات لن يكون هناك مبررا لإطلاق النيران على جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج ، رغم ان اصحاب "الغرض" لن يغادروا منصات اطلاق النيران ، لانهم "ببساطة اصحاب غرض" !.. وستفضي مثل هذه اللقاءات الى الاستماع "الجميل" لكل الافكار والآراء والمقترحات .. وبذات القياس يستمع هؤلاء على طرح جهاز المغتربين في كل ما يتعلق بامور وقضايا المغتربين .
كل هذا ليس لوقف نيران موجه ضد جهاز المغتربين ، وانما من اجل ترسيخ علاقة الشراكة بين المغتربين و"نقابتهم" الكبيرة المتمثلة في الجهاز .
مصطفى محكر.mmuhakar1@yahoo.com
منصب الامين العام لجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج يبدو انه واحد من اسوأ المناصب او الوظائف في الدولة ، فمن يتولى هذا المنصب عليه ان يكون مهيأ تماما لاستقبال سهام النقد المتواصل من قبل المغتربين ، وهم حينما يوجهون سهامهم الى من يتولى هذا العمل ،فانهم "ببساطة يخرجون الهواء الساخن من صدورهم ، نتيجة ضغوط الغربة ، واللهث المتواصل من اجل تحقيق الاهداف التي من اجلها غادروا وطنهم ، ولعل سيل الانتقادات يعود لكون سقف المغتربين واحلامهم واشواقهم اكبر بكثير مما تقدمه اجهزة الدولة ، وبخاصة جهاز المغتربين الذي يتعرض لنيران متواصلة دون دفوعات واضحة، رغم الجهود المبذولة من الامين العام الحالي د. كرار التهامي .
وقد ظلت الانتقادات "المبررة وغير المبررة" تكال في حق جهاز المغتربين من ازمان طويلة ،دون تقديم رؤية واضحة تبدد هذه الانتقادات المتواصلة ، فالمغترب يريد جهاز يسعى في خدمته ، ويشعره بذلك في كل حين ، نعم يريد من "يقنع" الدولة بان للمغترب حق في ممارسة حياته الطبيعية ان هو عاد الى الاستقرار في الوطن بان يتم توظيفه بحسب مؤهلاته وخبراته ، وان يمنح اعفاء مقابل سيارة العودة النهائية ، وان تقدم له امتيازات الاستثمار في المشاريع التي يرغب الاستثمار فيها ، وكذلك يعطى التسهيلات اللازمة لدراسة ابنائه في المدارس والجامعات ، فهو أي المغترب ظل وفيا لوطنه ، وهو يبذل العطاء حتى اصبح احد اكبر دافعي الضرائب على امتداد تراب الوطن ، ورغم الاعفاء من الضرائب لقطاع كبير من المغتربين فان هناك فئات لاتزال تقدم العطاء عبر الضريبة المباشرة وغيرها .
نعود لحكاية النيران المفتوحة ضد جهاز المغتربين ، لنقترح ان تعقد لقاءات موسعة في مختلف المهاجر مع المغتربين بمختلف تخصصاتهم ، بمعنى ان تتم لقاءات مع الاطباء، المهندسين ، المعلمين ، الاقتصادين، التقنيين ، الاعلاميين ، الرعاة ، الطباخين والنجارين والسائقين .. الخ الفئات والشرائح السودانيين التي تكتظ بها المهاجر .. " قد يقول قائل ان هناك مؤتمرات متخصصة تعقد لمناقشة واقع المغتربين وبحث قضاياهم وادوارهم تجاه الوطن" ، ولكن هي في النهاية " منصة وكراسي" وجدول اعمال " رتيب وممل" وتوصيات يتناسها الناس قبل ان " تضل طريقها" الى "ادراج مغلقة" .. نعم مثل هذه اللقاءات من شأنها ان تخرج كل الهواء الساخن من الصدور ،بان يستمع قادة جهاز المغتربين بعناية كل "طبيب ولكل راعي غنم" والاخير ايضا يحمل هم اسرته وله طموحات واهداف هاجر من اجلها ، ومن بين اولئك تجد "المتعلم والمثقف التي حملت الاقدار ان يكون هناك في الاودية والصحاري . مصطفى محكر .
وبمثل هذه اللقاءات لن يكون هناك مبررا لإطلاق النيران على جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج ، رغم ان اصحاب "الغرض" لن يغادروا منصات اطلاق النيران ، لانهم "ببساطة اصحاب غرض" !.. وستفضي مثل هذه اللقاءات الى الاستماع "الجميل" لكل الافكار والآراء والمقترحات .. وبذات القياس يستمع هؤلاء على طرح جهاز المغتربين في كل ما يتعلق بامور وقضايا المغتربين .
كل هذا ليس لوقف نيران موجه ضد جهاز المغتربين ، وانما من اجل ترسيخ علاقة الشراكة بين المغتربين و"نقابتهم" الكبيرة المتمثلة في الجهاز .
مصطفى محكر.mmuhakar1@yahoo.com