القمسيون الطبي.. يزيد متاعب المغتربين!!
:
القمسيون الطبي.. يزيد متاعب المغتربين!!
قبل أكثر من ثلاثة أعوام نشر البرنامج القومي لمكافحة الايدز أرقاماً فلكية عن انتشار مرض الايدز في اوساط السودانيين، دون ان يتحسب لما يمكن ان يحدثه بث مثل هذه الارقام من آثار كارثية، والتي كان يمكن ان يتم التعاطي معها داخل «الغرف المغلقة» ويتم الاكتفاء بإعلان مؤشرات عامة، كما تفعل كثير من الدول.
ونجم عن هذا الفعل أن شددت المملكة العربية السعودية في اطار حرصها على حماية مواطنيها، على فحص الايدز لجميع السودانيين حين دخولهم المملكة او حتى عند تجديد اقامتهم، ولم تعف من ذلك حتى النساء.. علماً بأن نسب الايدز كانت مرتفعة في الجنوب الذي اضحى دولة ذات سيادة، غير ان ذلك لم يغير الحال في منطقة الخليج العربي، خاصة السعودية التي تنظر للسوداني على انه مصاب بالايدز حتى يثبت خلاف ذلك، وهي معذورة طالما تمسكت بالاعلان الرسمي عن تفشي الايدز!!
وقبل أن نخرج من هذا النفق العجيب، سارعت إدارة القمسيون الطبي بوزارة الصحة بولاية الخرطوم إلى «ركلنا» مرة اخرى نحن معشر المغتربين بـ «مصيبة» حينما أعلنت دون «شفافية» أن هناك جهات تقوم بتزوير كروت التطعيم الدولي للمسافرين للخارج، وأكدت عزم السلطات على تنفيذ حملات لضبط الكروت المزورة، وذلك بفتح مكتب بالمطار لفحص كروت المسافرين للتأكد من سلامتها.. نعم هكذا فعلت إدارة القمسيون الطبي دون أن تتحسب لما يمكن أن يترتب عليه هذا الأمر.. وهي «بجدارة» جعلت كل سوداني يطأ قدمه ميناءً او مطاراً خارجياً في خانة الاتهام بأنه يحمل «مرضاً» يحميه كرت صحي مزور، «بشهادة» جهات الاختصاص في وطنه، وبالتالي إخضاعه لفحص طبي شامل، وإن كان صحيحاً يجب إعادة الفحص، لأن شبح التزوير «يحوم حوله».
ترى ألم يكن من «المنطقي» أن تتعامل إدارة القمسيون الطبي مع هذا الأمر «بسرية» حفاظاً على سلامة السودانيين من اوجه المعاناة التي حتما سيلاقونها نتيجة اتهامهم بأنهم «مرضى».. نعم كان يمكن أن يتم فتح مكتب في المطار للتدقيق في الكروت الصحية، وكذلك أن تنشط الدوائر الامنية في كشف الجهات التي تقف وراء «التزوير»، وهي إن فعلت ذلك ستحقق النجاح المنشود بأن تضبط أي كرت مزور، وان تطارد هذه العصابة حتى تلقي القبض عليها، خاصة أنها تتحرك آمنة من شر المطارات.. أما الآن فإن ادارة القمسيون الطبي قد منحت هذه العصابة او الجهات كما قالت بذلك مظلة آمنة تمكنها من وضع تدابير جديدة تحول دون القاء القبض عليها، وهي تعلم أنها اصبحت مطاردة، فضلاً عن بذل جهود اضافية لتأمين سرية الكروت الصحية المزورة، وبالتالي يصح القول إن ادارة القمسيون الطبي عقدت الأوضاع وجلبت للمغتربين متاعب هم في غنى عنها، فضلاً عن أنها لن تحقق أهدافها «المعلنة».. وأتمنى ألا «نلدغ» من جحر ثالث!!
>
مصطفى محكر
القمسيون الطبي.. يزيد متاعب المغتربين!!
قبل أكثر من ثلاثة أعوام نشر البرنامج القومي لمكافحة الايدز أرقاماً فلكية عن انتشار مرض الايدز في اوساط السودانيين، دون ان يتحسب لما يمكن ان يحدثه بث مثل هذه الارقام من آثار كارثية، والتي كان يمكن ان يتم التعاطي معها داخل «الغرف المغلقة» ويتم الاكتفاء بإعلان مؤشرات عامة، كما تفعل كثير من الدول.
ونجم عن هذا الفعل أن شددت المملكة العربية السعودية في اطار حرصها على حماية مواطنيها، على فحص الايدز لجميع السودانيين حين دخولهم المملكة او حتى عند تجديد اقامتهم، ولم تعف من ذلك حتى النساء.. علماً بأن نسب الايدز كانت مرتفعة في الجنوب الذي اضحى دولة ذات سيادة، غير ان ذلك لم يغير الحال في منطقة الخليج العربي، خاصة السعودية التي تنظر للسوداني على انه مصاب بالايدز حتى يثبت خلاف ذلك، وهي معذورة طالما تمسكت بالاعلان الرسمي عن تفشي الايدز!!
وقبل أن نخرج من هذا النفق العجيب، سارعت إدارة القمسيون الطبي بوزارة الصحة بولاية الخرطوم إلى «ركلنا» مرة اخرى نحن معشر المغتربين بـ «مصيبة» حينما أعلنت دون «شفافية» أن هناك جهات تقوم بتزوير كروت التطعيم الدولي للمسافرين للخارج، وأكدت عزم السلطات على تنفيذ حملات لضبط الكروت المزورة، وذلك بفتح مكتب بالمطار لفحص كروت المسافرين للتأكد من سلامتها.. نعم هكذا فعلت إدارة القمسيون الطبي دون أن تتحسب لما يمكن أن يترتب عليه هذا الأمر.. وهي «بجدارة» جعلت كل سوداني يطأ قدمه ميناءً او مطاراً خارجياً في خانة الاتهام بأنه يحمل «مرضاً» يحميه كرت صحي مزور، «بشهادة» جهات الاختصاص في وطنه، وبالتالي إخضاعه لفحص طبي شامل، وإن كان صحيحاً يجب إعادة الفحص، لأن شبح التزوير «يحوم حوله».
ترى ألم يكن من «المنطقي» أن تتعامل إدارة القمسيون الطبي مع هذا الأمر «بسرية» حفاظاً على سلامة السودانيين من اوجه المعاناة التي حتما سيلاقونها نتيجة اتهامهم بأنهم «مرضى».. نعم كان يمكن أن يتم فتح مكتب في المطار للتدقيق في الكروت الصحية، وكذلك أن تنشط الدوائر الامنية في كشف الجهات التي تقف وراء «التزوير»، وهي إن فعلت ذلك ستحقق النجاح المنشود بأن تضبط أي كرت مزور، وان تطارد هذه العصابة حتى تلقي القبض عليها، خاصة أنها تتحرك آمنة من شر المطارات.. أما الآن فإن ادارة القمسيون الطبي قد منحت هذه العصابة او الجهات كما قالت بذلك مظلة آمنة تمكنها من وضع تدابير جديدة تحول دون القاء القبض عليها، وهي تعلم أنها اصبحت مطاردة، فضلاً عن بذل جهود اضافية لتأمين سرية الكروت الصحية المزورة، وبالتالي يصح القول إن ادارة القمسيون الطبي عقدت الأوضاع وجلبت للمغتربين متاعب هم في غنى عنها، فضلاً عن أنها لن تحقق أهدافها «المعلنة».. وأتمنى ألا «نلدغ» من جحر ثالث!!
>
مصطفى محكر