تتعدد الاسباب والموت واحد
شغب الملاعب ... ظاهرة قديمة متجددة
لا تذهبوا بعيدا ... فاصل ونواصل
ظاهرة العنف والشغب في الملاعب الرياضية ظاهرة واسعة الانتشار ، وهي ليست بالجديدة في شتي مجالات الرياضة المختلفة ، ولكنها قديمة منذ أن بدأت الرياضة التنافسية ، ولكنها أخذت منحي آخر بتطور الإنسان والمكان ، ومن خلال ذلك تعددت مظاهر العنف والشغب وتغير طبيعته ، فأخذت تأخذ أشكالا غير حضارية مختلفة ومتنوعة في أساليبها بإلحاق الاذي والضرر بالاعتداء علي الآخرين أو اللجوء إلى التخريب ، كسلوك عدواني موجه لإيذاء الآخرين سوي أن كان لفظيا أو جسديا . وتعتبر ظاهرة العنف والشغب في الملاعب بشكل عام وفي السودان بشكل خاص اقل عنفا وحدة مما هي عليه في الملاعب الغربية باستثناء حادثة بورسعيد المصرية . والجمهور الرياضي في السودان نعلم جيدا انه جمهور واعي ، يأخذ بالمثل الذي يقول : لولا الفشل لما كان النجاح ، وبذلك فهو يأخذ بالخسارة كما يأخذ بالفوز وثمة عوامل كثيرة تدفع جمهور الملاعب الي عدم التحلي بالروح الرياضية ، وخلع ثوب الأخلاق الرياضية ولبس ثوب آخر مغاير تماما للهدف الرياضي السامي الذي يعبر دائما عن روح التآلف والمحبة وتقبل الهزيمة بنفس الروح التي تفرح للانتصار .
ولا بد أن نأخذ بعين الاعتبار الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي أدت وستؤدي إلى اشتعال المدرجات بالفتن ما ظهر منها وما بطن وعندها سنمهد الطريق إلى أن تأخذ التوعية مجراها الطبيعي ، فهل نتعشم في مخرج من تلك الظاهرة السلبية ؟ فهناك الحلول النظرية التي تحض علي التحلي بالمثل والأخلاق الرياضية وبآداب الملاعب ، والتي تصدر من الأندية كنشرات توعوية لجماهيرها وهي دائما ما تكون محدودة لأنها لمن حضر ولكن العبء الكبير يقع علي الإعلام المرئي والمسموع والمقروء علي حد سواء ، وان كانت الغلبة للإعلام المقروء لما يتمتع به من انتشار واسع غير محدود بالذات في عصر التكنولوجيا الحالي ، وهنا التركيز يقع علي الصحافة الرياضية بالتحديد فهي من أهم الأسباب المباشرة وغير المباشرة في فقد الرياضيين من جمهور المشجعين السيطرة والتحكم في تصرفاتهم ، مما يؤدي الى الانفعال الزائد والذي يؤدي بدوره الى الانفلات اللاإرادي . فبدلا من قيامها بتعليم القيم الاجتماعية للرياضة لتثقيف الجمهور الرياضي ، وتعويدهم علي كيفية التعامل مع الأحداث والتحكم والسيطرة علي انفعالاتهم والتحلي بالروح الرياضية وترسيخ مفهوم أن الرياضة ( غالب ومغلوب ) ، فهي تقوم بالعكس تماما بتأجيج الصراع وتصوير اللعبة كمعركة حربية ، لتصب بذلك الزيت علي النار ( وتصنع من الحبة قبة ) بالإضافة إلى وجود عدد من محدودي الفهم لأخلاق الرياضة في صفوف الجمهور والمتفلتين من المندسين وسط جمهور الملاعب ( والشفوت ) ، حيث نجد بعضا من الأفراد يستغلون التجمعات الجماهيرية لإطلاق العنان لعدوانيتهم تجاه الآخرين ولمجرد المحاولة عن التعبير لكوامن في أنفسهم ( حاجة في نفس يعقوب ) .
وإذا اشرنا للصحافة الرياضية بأصبع الاتهام كمتهم أول في القضية ، يجب علينا أن لا نغفل أسباب اخرى وهي من الأهمية بمكان ولها دور كبير في إثارة الفتنة وإشعال فتيل الأزمات ، وليس بالضرورة أن تكون هذه الأسباب صادرة من المدرجات فقد تأتي من عدم الثقة بالاتحاد في عدم تواجده في كل صغيرة وكبيرة تحدث في الملاعب وتردده في اخذ القرار المناسب وفي الوقت المناسب ، وقد تأتي من حكم ضعيف الشخصية يدير المباراة بقرارات جلها خاطئة ، أو حركة استفزازية تأتي من لاعب ضد جمهور الفريق المنافس ، أو ردة فعل سلبية من المدرب ......... الخ . وهنا تتعدد الأسباب والموت واحد .
أخوكم / محمد الفاتح ( كتااااااااااااااااااحة ) .