• ×
السبت 4 مايو 2024 | 05-03-2024

نقول لليهود و النصارى: أمسكوا عنا منكم الصعاليك !! تًكفوا شرّ المتطرفين منا

عذرا .. سيد البشر: فهذه الإساءة لنا .. و ما ينبغي لها أن تبلغ منكم الحذاء!!

عذرا .. سيد البشر: فهذه الإساءة لنا .. و ما ينبغي لها أن تبلغ منكم الحذاء!!
بقلم: أحمد كمال الدين وصلني عبر البريد الالكتروني مقاطع من العمل الردئ كما تبين الذي روج له محام قبطي مصري الأصل، مشاركا بذلك في الترويج له، جنبا لجنب مع من قاموا بإنتاجه و تقديمه و تمويله .. و الذي قيل أن المقصود به الإساءة إلى سيد البشر و إمام المرسلين .. و لا يهم في هذا المقام شخصية القلة القليلة من المدبرين و المنفذين و المروجين، ممن أساءوا بذلك للكنسية القبطية و للنصارى قاطبة، بقدر ما يهم البعد العام لمثل هذه الظواهر النابية .. المعبرة عن الإناء الذي منها تنضح ..
و كما استفز هذا العمل في الكثير من المؤمنين، مسلمين و كتابيين ممن التزموا الفطرة السليمة، استفز منهم العاطفة و سبل البطش و رد الفعل .. فقد استفز فينا التفكير و التدبر في مثل هذه الظواهر و التعليق عليها .. منعا لتكرارها، و تبيانا لما لابد من كشفه و استعراضه ..

شساعة البون بين هذه القذارة و قمة الطهر

إن أول ما يخطر لأقل العارفين بسيد البشر هو أن هذا العمل قد فشل في أي وجه من أوجه التقريب أو التشبيه أو حتى الادعاء الكاذب بأنه موجه ضد سيد البشر .. ذلك لأن المبلغ الذي بلغه من الانحطاط و الرداءة يذهب بالمشاهد السامع لأبعد ما يكون من حومة السمو النبوي و القمة الطهرية التي استلهم منه عقلاء الناس عبر التاريخ .. و بعبارة أخرى فإن مستوى هذا العمل قد أخذه بعيدا جدا مما أراد إصابته بهذه القذارة .. مما يشير من بعيد إلى جهلهم بالعمل الروائي خاصة و الفني عموما، و عدم معرفتهم بهذه الرحمة المهداة، أو بأي قدر طفيف مما يشير إليه من المعاني العظام، إذا لاقتربوا و لو قليلا من تحقيق رغبتهم بتوجيه الإساءة إن لم يفهموا .. و لانضموا للمؤمنين بسيد البشر إن همو فهموا.

الإساءة أصلا لا تصل سيد البشر .. إنما هي إساءة للمسلمين الحاضرين

و لعل من أظهر البدائل أن هذا العمل إنما هو موجه إلى مشاعر المسلمين .. العاقل منهم و غير العاقل .. لأنه موجه في الأساس إلى قلوبهم التي تحب سيد البشر .. و لن يصل بطبيعة الحال إلى مرامي منتجي القذارة إذا كانوا قد راموا تلك القمة السامية .. و مع بداهة هذا إلا أن المروجين الأصيلين لهذا العمل كما هو ظاهر هم من أراد وصفه بأنه (موجه) للاساءة إلى سيد البشر .. و تناقل المسلمون ممن شاهدوا هذا العمل ذات الترويج .. واصفين "الفيلم" بأنه عمل "مسئ إلى النبي الكريم" .. و هو مجرد تخيل لا علاقة له بالواقع .. فالواقع يقول أن ثمة فئة من القذرين المنحطين في مدارك الخزي البشري الدنيا، أرادوا الإمعان في الإساءة إلى مشاعر المسلمين حسدا من عند أنفسهم لكونهم يتبعون سيد البشر .. تركوا كل ما يتصف به المسلمون من عيوب و مناقص تكاد لا تحصى، و تسمّرت أبصارهم في هذا الإكليل السامي الذي يزين رؤوسهم من جراء هذا الاتباع للمصطفى سيد البشر .. و هي ميزة قد لا يتنبه لها حتى المسلم نفسه إذا غفل أو جهل .. لكن الفاقد لهذه النعمة يحسدها أيما حسد .. فيوجه إلى صاحبها ما استطاع من ضربات، بمقدار انحطاط هذا الفاقد و دناءة منبعه و سوء أدبه .. و هي بعض من مؤهلات الإساءة و البذاءة .. التي فيما يبدو لهم منها حظ عظيم ..

لقد طالعت هذا المعنى، في سياق مختلف، لأول مرة و أنا أقرأ افتتاحية لصحيفة "تايمز" اللندنية في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي .. كانت الافتتاحية عن الذكاة، أو ذبح البهائم، عند المسلمين و اليهود .. و قد كانت افتتاحية صعبة لكاتبها و هو يتناول أمرا يتشارك فيه النقائض .. المسلمون الذين يريد أن ينتقدهم فيما يفعلون، و اليهود الذين لا يجرأ أن يمسهم بسوء .. و قد حاول الاستعانة بقدراته على الكتابة لتجاوز هذا المأزق .. فكتب أن الذبح يعذب الحيوان .. إلى آخر ما يعبر عن الاتجاه السائد لدى تيارات الدفاع عن الحيوان في الغرب .. ثم ختم مقالته (اعتذارا منه للموضوعية) بأن اليهود أيضا يذبحون، لكنهم يفعلون ذلك بقدر كبير من الاهتمام و الدقة و الرفق بالحيوان .. و أنهم يفعلون ذلك من أجل النقاء و الطهر .. فتأمل !!
و قد صدق الرجل في خاتمة مقاله، لكنه لم يشأ أن ينسب الفضل لأهل الكتاب جميعا، و أراد أن يخص به اليهود دون المسلمين ..

و في واقعة أخرى أيضا في بلاد النصارى .. حيث دخل أحدهم إلى مكان الأحواض من فندق راق كانت تعقد فيه أعمال مؤتمر جامع، فوجدني أتوضأ .. و هذا الأمر العادي لا يبدو كذلك عند الكثيرين منهم في تلك البلاد .. و ربما لم يكن قد شاهد أحدهم يتوضأ أصلا .. فسألني: ماذا تفعل؟ قلت له على قدر عقله كما أمرنا سيد البشر: أتطهر للصلاة .. فرد بإيماءات الإعجاب و التهيب (إذ لم يكن حاسدا كما بدا واضحا) و تمنى لي التوفيق و عاد أدراجه يجس الأرض حتى لا يزعج هذا العابد ..
إن الكثير مما عند المسلمين مما قد لا يأبهون له كما ينبغي هو عند هؤلاء - ممن لم يتعايشوا مع المسلمين خاصة - من النعم الكبيرة المميزة لأهل الاسلام ..

قلنا إن هذا "الفيلم" قد أخطأ طريقه إلى الإساءة إلى سيد البشر، لكنه أصاب قلوب المسلمين بالإساءة و الانتهاك لحبهم و تبجيلهم للمصطفى .. و المسلمون كما قلت لصديق بالأمس هم كسائر المجموعات و الشعوب .. فيهم العاقل و فيهم العالم و فيهم أيضا العاطفي و فيهم الصعلوك و المتطرف .. تماما كما في أولئك من غير المسلمين: فهذا الفيلم قد عبر عن بعض ما في أولئك من "صعلكة" و سوء أدب .. و قد نجح في استفزاز أكثر المسلمين عاطفة فهبوا للدفاع عن حرمة سيد البشر بحسب ما يرون أنه الطريق الصواب .. و ردوا على "الصعلكة" بأعنف ما يكون، ضربا و قتلا و ثورة عارمة .. لا ندري حتى الآن متى تتوقف .. ويراها العقلاء من المسلمين عملا هائجا لا يقره الدين نفسه .. لكن هؤلاء العقلاء قد فاتهم أمر مهم: و هو أن مجتمع المسلمين مثله مثل سائر المجتمعات يتركب من جميع العناصر و التوجهات و الأهواء و العواطف و الرؤى و أقدار العلم بالدين و الدنيا .. و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتوقع للحاملين لجميع هذه الصفات أن تكون ردود أفعالهم مطابقة لرد فعل العالم المتفقه، العاقل لعاطفته، المتفكر في الأمور متدبرا لها .. و لهذا كما قلت لصديقي بالأمس على إخواننا من النصارى أن يمسكوا عنا صعاليكهم .. فنحن أيضا لدينا "صعاليك" .. و هؤلاء أخطر بكثير من صعاليك النصارى .. فبينما أولئك يصدرون عن فكر فاسد يسيئون التعبير عنه، فهؤلاء يصدرون عن فكر جيد مكين .. يبالغون و يتطرفون في التعبير عنه .. مبالغة تصل حد الرغبة في الموت ..
و قد علمنا أن السفير الأمريكي كريستوفر أو (كريس) كان من أقرب الدبلوماسيين إلى الثورة الليبية .. أثناءها و من بعدها، و أن أسرته و من يعرفونه كانوا من أشد الناس اندهاشا لموته على أيدي ليبيين .. هكذا يرون الصورة من وجهة نظرهم، و لهم الحق في ذلك بطبيعة الحال، فهم، كما علمنا، لم يروا حتى هذا العمل المسئ للمسلمين، و ليس لهم من العلم و العمق في مسائل الدين الاسلامي ما يسعفهم بتحليل شامل واف للموقف .. و هكذا راحوا و راح قريبهم السفير ضحية من ضحايا "صعاليك" النصارى ..

امسكوا عنا المجانين منكم و الصعاليك !!

و حيث يستحيل علينا أن نحول أمة المسلمين جميعا إلى علماء فقهاء بالدين والدنيا، فإن السبيل الأوحد و الأكثر نجاعة لايقاف مثل هذه الدماء التي لا داعي لاستفزاز اهراقها هو إيقاف "صعاليك" أهل الكتاب عند حدهم .. و كانت ثقافتنا المحلية في الماضي تقتضي "ربط" من أصابه من الجنون مس، حتى لا يسيئ للأخرين ممن هم حول البيت أو من زائريه .. و صار قولا سائدا لمن لا يفعل ذلك: يا ناس فلان .. اربطوا مجانينكم !!

أما دعوى "حرية التعبير" هذه فنفهمها تماما، و قد عشنا في كنفها ندعو للاسلام في بلاد الكفر، و كفى بذلك احتفاء بما فيها من خير للإنسان و احترام لقدره، و لهذا نقدر تماما إيجابياتها، و نفقه في ذات الوقت ما يشوبها من سلبيات .. لكننا أيضا نعلم الحدود القانونية لهذا التعبير .. فالحرية فيه تتوقف عند حدود حرية الآخرين و حقوقهم .. فالغرب بما فيه من مناقص أخلاقية إذا قسناه بمقاييسنا نحن، فيه أيضا قدر كبير من المبادئ الأخلاقية بطبيعة الحال، وفقا للقيم والثقافات المحلية عندهم، و لا يسمح القانون بالإساءة للآخرين، سواء مباشرة أو من خلال الاساءة لما يعتقدون من الملل .. لكن مثل هذه القوانين كنا نسميها بالقوانين "المستحية" .. فهي تستحيي أمام المد الطاغي من الفكر الليبرالي الغربي، وليد الثورات الخارجة من صلب الكبت الكنسي، الذي لا يحافظ على حرية الفرد فحسب، بل "يمجّد" هذه الحرية الفردية .. فيصبح ذلك من قبيل الثقافة المجتمعية العامة، و السياسة القانونية (Legal Policy)، التي تحكم العمل القانوني الحرفي المباشر، و تعين على تفسير النصوص و تكييف الوقائع على هذه النصوص قبل إصدار الأحكام .. و لهذا تجد كثيرا من الأحكام غريبة على القانوني غير المنتمي لتلك الثقافة الليبرالية الممجدة لحرية الفرد عبر الخطاب العام و من خلال السياسية القانونية في آن واحد ..

لكل هذا نقول و ببساطة لهؤلاء، عدلا و صدقا، و و وفق المعنى المبين في هذا المقال: امسكوا مجانينكم عنا و الصعاليك .. حتى لا يرتد الامر عليكم من تلقاء المتطرفين منا
امسح للحصول على الرابط
 4  0  2790
التعليقات ( 4 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    كتاااااااااااااااحة 09-15-2012 09:0
    اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد كلماذكرك الذاكرون الاخيار وكلمااختلف الليل والنهار وصلي عليه كلما ذكرك الذاكرون وكلما غفل عن ذكرك الغافلون وصلي عليه في الاولين وفي الآخرين وفي الملأ الاعلي الي يوم الدين وصلي عليه ملء السموات وملء الارض وملء ما شئت من شيء يارب العالمين و..الويل للكفرة الفجرة والنصاري
  • #2
    لاعب قديم بالاهلي 09-15-2012 09:0
    اللهم صلى وسلم على رسول الامة وخاتم النبيين وامام المرسلين, يريدون ان يطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره المشركون.ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.هذه الهجمة على الاسلام من خلال اشرف خلق الله الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام اظهرت حب المسلمين الذي لاتحده حدود لرسول الله صلى الله عليه وسلم.ويحسب للمسلمين هذا الموقف العظيم ولكن حب الرسول لابد ان يتبعه العمل بما جاء به والنهي عما نهى عنه لتصبح الامة الاسلامية قوية يحسب لها الف حساب ولكي تتوقف هذه الهجمات على رموز الاسلام تماما.
  • #4
    زول جديد 09-14-2012 07:0
    ان فعلوا هذا لاستفزازنا ؟ خاب ظنهم فقد عاد الامر علينا بالنفع و النفع الكبير . و اصبح من باب الاعجاز العلمى للقران الكريم (لا ترضى عنك لا اليهود و لا النصارى) فهذه سنه ثابته و لا تجد لسنة الله تبديل فلا بد ان تظهر بين الحين و الاخر مثل هذه المواقف . اما بخصوص رسالة كاتب المقال (امسكوا مجانينكم عنا و الصعاليك .. حتى لا يرتد الامر عليكم من تلقاء المتطرفين منا) فاحب ان اقول لك لا ينبغى عليك ان تقول هذا فبقولك هذا و كأنك تدعو لتطرف البعض منا و ان ام تدعهم فانك تغر بفعلهم و هذا ما لا ينبغى ان يحدث و نحن امة محمد صاحب الخلق العظيم فان فعل صعاليغهم ما فعلوا فليس لهم رادع لان ليس بعد الكفر ذنب و ما يفعله صعاليغنا من افعال مشينه لابد ان نقف لها وقفه صلده لانها تعود علينا وبالا كل اناء بما فيه ينضح و من قتلوا السفير الاسلام و تقاليده مرئ منهم و لهم من الله جزائهم فان لم يكن لمن اسؤا لنبينا دين يردعم فلنا نحن دين يهدينا للصراة المستغيم . فالدفاع عنه و الغيره عليه لا يكن بمثل هذا انما يكن بتعريفهم لنبينا بحسن خلقنا ففاقد الشئ لا يعطيه .
أكثر

جديد الأخبار

من السبت إلى السبت.. كمال حامد يكتب.. ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين (٢) ** كتبت قبل أسبوعين تحت هذا العنوان عن صعوبة بل استحالة الحصول..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019