اهل السودان ومنهج الآفراط والتفريط

 (( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )) صدق الله العظيم .. اراد الله لآمة الآسلام ان تكون امة العدل والآعتدال ومنهجها الوسطية فى الآعتقاد والتعبد والسلوك والمعاملة بعيدا عن الغلو والتقصير .. تشريع الخالق فى العبادة ايضا صفته الآعتدال والوسطية (( و لاتجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا )) (( و لا تجعل يدك مغلولة الى عنقك و لا تبسطها كل البسط قتقعد ملوما محسورا )) صدق الله العظيم .. افاء الله علينا نحن اهل السودان بنعم كثيرة وخيرات وفيرة ..فبدلا من استثمارها و تسخيرها لمنفعة الناس صرنا نفرط فى الترويج لها فى اعلامنا وفى كتب الآقتصاد والجغرافيا و نتحدث عن امكانياتنا الطبيعية والزراعية الهائلة وصارت مقولة السودان سلة غذاء العالم شعارا نتداوله بافراط كلما ظهرت ازمات غذائية ومجاعات او مؤتمرات تروج للآستثمار .. التفريط فى هذه النعم وجعلها مجرد شعارات للآستهلاك السياسى فقط قادنا الى ان نكون مستوردين للقمح والآرز والالبان و حتى الآعلاف والنبق رغما عن الآمكانيات الطبيعية الهائلة فى مجالى الزراعة والآنتاج الحيوانى .. انعم الله علينا بتنوع بشرى اثنى وثقافى فريد .. فبدلا من استثماره لاحداث التلاقح الفكرى الثقافى و الوصول بأنسانه الى التطور البديهى المنشود حولناه الى شعار و افرطنا فى التغنى به حتى وصلنا به الى مرحلة التفريط و التحول الى نقمة واداة للصراع والآنقسام بين هواة التعنصر والآنتباهيين والآقصائيين .. انعم الله على اهل السودان بحب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. لا اظن ان هناك شعبا هام عشقا وحبا وترجمه مدحا مثل اهل السودان .. انعم الله علينا بحياتى ود حاج حمد و ود سعد وود تميم والشيخ البرعى وابوكساوى وود مصطفى وصالح ود الآمين وحاج الماحى وغيرهم كثروا تركوا لنا ارثا و منبعا لا ينضب من المديح المقفى والموزون .. وكعادتنا افرطنا هذه المرة فى التفريط فى كل هذ1 الآرث وسلمناه الى شيخ مصطنع خصص له ثمانية قنوات فضائية لتدميره .. من عجائب قنوات ساهور انها جعلت من جيلانى الواثق بعد ان كان ينافس شرحبيل فى ملك الجاز صار ينافس نجلاء وفيحاء واش اش وفهيمة ونجود وود البلة وبلال موسى فى ملك المديح .. ساهور التى يصرف عليها من اموال الجمعيات الخيرية التى تجمع من اموال اهل السودان حولت المديح الى رديح .. ارث كامل الدسم مهدد بالآندثار اذا ترك امره فى يد هذا المادح الشيخ المصنوووع ... التفريط كبدنا خسائر كبيرة فى هجليج و فرحنا بافراط ايضا كبدنا خسائر اكبر عندما استعدناها .. تهكمت صحيفة كويتية قبل اكثر من عام عندما اشارت الى استقدام احد الجامعات الكويتية زوول سودانى بمرتب قدره 13 الف دينار كويتى ( 175 الف ريال سعودى ) ليعلم اهل الكويت الوسطية والاعتدال .. والزوول المقصوود هو العالم و الآستاذ الكبير الدكتور عصام احمد البشير حفظه الله من كل شر .. الدكتور عصام هو خير من يتحدث عن الوسطية والآعتدال ومنهج الآفراط والتفريييط !!!!

د الشريف