• ×
السبت 4 مايو 2024 | 05-03-2024

الملك غارزيتو

الملك غارزيتو
 إلى الأهلة على اختلاف مشاربهم ومنازعهم أسوق تحاياً عطرات، وأمانٍ نضرات، وآمالاً غير عاطلات ورمضان كريم لكل الرياضيين وأهلنا الغبش

الحديث عن الملك غارزيتو لن ينقطع بإذن الله فابن الصعيد الأوربي الإيطالي الأصل الفرنسي الجنسية "مجنون كورة" "ومقامر ومغامر" في آن واحد، أفلح في تحريك الساكن ونجح في أن يحير الناس فمعظمنا غير راضٍ عنه لكنه ماضٍ في طريقه متحصن بإنجازاته التي لم تعرف الاخفاق المباشرة حتى الآن والحمد لله، يتجه بخطًى ثابتة لتحقيق مجموعة أهداف حددها بعناية فائقة، لا يسمح لأحدٍ بالتدخل في الشأن التدريبي لا حذفاً ولا إضافة أو حتى تعديلاً حد "الحماقة"، لا يهتم بما نكتبه أو نقوله فراداً أو زرافات، لكنًا نجد متعة ما بعدها متعة في هذا التجاهل النبيل، ويزيد من متعتنا إيماننا العظيم بقدراته التدريبية وأنّ الهلال سيكون الأفضل بإذن الله في عهد الملك.

· يأمل الملك أن يخضع الهلال على المدى البعيد للعب بالتشكيل 4 : 3 : 3 وهو أمر يحتاج لبعض الوقت "موسمين على الأقل" كما سيحتاج إلى أربع عمليات إبدالٍ وإحلال نوعية "وظائفياً ومهارياً" وخفض متوسط أعمار اللاعبين إلى ما دون الـ 24 سنة.

· المرحلة الحالية مرحلة انتقالية تحتاج إلى الإلتفاف حول الأهداف المأمولة وذلك لعدة عوامل منها:

1. النقص الوظائفي والمهاري والبنيوي "الجسماني" مما يحتم اللعب بمشتقات التشكيل 4: 3 : 3 لا التشكيل نفسه، خاصة المشتقتين 3: 4 : 3 "و" 3: 4: 2: 1، واستدعاء التشكيل 3 : 5 : 2 متى كانت الحاجة إليه واجبة.

2. الانتقال من تشكيلات لعب محفوظة إلى تشكيلات لعب جديدة.

3. الإنتقال من خطط ذات تكتيكات دفاعية مهام دفاعية - إلى خطط ذات تكتيكات هجومية مهام هجومية، "الإنتقال من خطط الدفاع إلى خطط الهجوم".

4. تغيير أسلوب اللعب من أسلوب اللعب الدفاعي بواسطة سبعة مدافعين إلى أسلوب لعب هجومي يعتمد على ستة أو سبعة مهاجمين.

5. اللعب الجماعي، اللامركزية، الدفاع العالي أو الأمامي (المتقدم / الثلث الأمامي مطاردة المدافعين، ثم الضغط من منتصف الملعب، ليرتاح الدفاع نظراً لخلو ثلث الملعب الأخير)، إزدواجية المهام، تنوع التكتيكات، اللعب الاقتصادي "الوصول لمرمى المنافس بأقل عدد من التمريرات الأمامية لا اللعب الطويل".

الطريق إلى 4 : 3 : 3

هنالك مدرستان تدريبيتان من حيث تحديد الأهداف، فهنالك مدرسة تحدد أهدافها مسبقاً من حيث تشكيل اللعب التي يراد التعامل معه والخطط وأسلوب اللعب، وهذه المدرسة تغير كل شيء من أجل تحقيق أهدافها "بيب غوارديولا مدرب برشلونة مثالاً"، وهناك مدرسة أخرى تتعامل بما هو متاح لديها ثم تبدأ بعد ذلك عملية إصلاحه ثم تطويره "سير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد مثالاً"، ولا تتفوق مدرسة على أخرى لكنهما أسلوبان مختلفان لهدفٍ واحد وهو تحقيق البطولات. وينتمي الملك رغم سنه إلى المدرسة الأولى، لذلك فنحن نتوقع الكثير من التغيير والتبديل بين اللاعبين، وكل من يخفق في أداء ما هو مرسوم له أو لم يسعفه بناءه الجسماني أو قدراته الاستيعابية في فهم التشكيل 4 : 3 : 3 ومشتقاته خاصة 3: 4 : 3 سيجد نفسه خارج القائمة إذن فأول الطريق إلى هذا التشكيل هو اللاعب النوعي الذي تتناسب قدراته جميعاً معه.

ماذا يحتاج التشكيل 4 : 3 : 3 ومشتقاته؟

· بدءأً أية تشكيل يمكن أن يلعب بخطتين إما دفاعية (الأساس تكتيكات دفاعية دون مبالغات هجومية) أو هجومية (التكتيكات والأسلوب هجوميين).

· يرغب الملك في أن يلعب بالتشكيل 4: 3 : 3 أو أحد مشتقاته (3 : 4 : 3 3 : 4 : 2 : 1 3 : 4 : 1 : 2 3 : 3 :3 : 1) بخطة هجومية وأسلوب لاعبين هجومي، وعليه فأنه يريد أن يلعب في نصف ملعب المنافس (مباراة الهلال ومازيمبي في السودان مثالاً) وينتهج مبدأ الدفاع العالي (أو المتقدم) باختياره لثلاثة مهاجمين سريعين يمنعون مدافعي المنافس من التحرك إلى الأمام أو بمهاجمين سريعين ولاعب لا يمكن توقع سياطه.

· المهاجمون: يتمتع خط هجوم الهلال (الأساسي ومساعد الهجوم والاحتياطي) بقدرات مهارية متنوعة أهمها السرعة والقدرة على كسب المساحات وفتح اللعب والقدرة على التخلص من المنافس (لاعب ضد لاعب) والقوة (ما شاء الله)، وتتمثل نقاط ضعفه في ثلاثٍ: الحاجة إلى المساحة خلف مدافعي المنافس، ضعف استخدام الضربات الرأسية، وإضاعة الأهداف السهلة. ومع ذلك فخط الهجوم بأكمله يعتبر الخط الأقوى والأكثر نجاعة في السودان خاصة في المباريات المهمة والكبيرة، نسبة لتراكم خبرات جميع لاعبيه. ويتميز هذا الخط بالتفاهم التام بين لاعبيه، وقدرة أفراده على اللعب بأي التشكيلات (جناحين ورأس حربة، المثلث عريض القاعدة، المثلث المقلوب، الجناحين المقلوبين ورأس الحربة، الخ ...)، واختيار الملك لإبراهيما سانييه لم يأت من فراغ فهو لاعب لا يحتاج لمساحات خلف المدافعين، قوي الالتحام، يلعب داخل الصندوق ويجيد الضربات الرأسية بامتياز، فإن قدر له النجاح إن شاء الله فسيسد بعض النقص والعوز. كما أن تفعيل دور الطاهر حماد وعبده جابر سيساهم في سد ما يتبقى من نقص. ومما يميز هذا الخط أيضاً أن أهم لاعبين فيه حسب ما يريد الملك هما مدثر كاريكا وبكري المدينة يأتي بعدهما ساعد الهجوم مهند الطاهر (الجناح الأيمن المقلوب) ثم إدوارد سادومبا والأخير سيدخل في تنافس محموم مع سانييه والطاهر حماد قريباً.

· لاعبو الوسط: يتميز الهلال عن غيره من الفرق السودانية بامتلاكه عدداً وافراً من اللاعبين المهرة في هذا الخط، بل أن الفرقة الهلالية تستمد قوتها منهم ومن خبراتهم المتراكمة، غير أن هذا الخط سيكون أكثر الخطوط معاناة من عمليات التغيير والتبديل، ليس في اللاعبين فقط ولكن في الفكر والأداء الكرويين المهام والوظائف وذلك لعدة أسباب: أولها الإنتقال من الخطط الدفاعية إلى الخطط الهجومية، وبالتالي سنرى مهاماً مختلفة للاعب كعلاء الدين يوسف أو عمر بخيت، والحاجة إلى اللعب الهجومي الضاغط سيزيد من الحاجة إلى التمرير الأمامي بالضرورة مما سيمنع ظهور اللاعب الذي يعتمد التمرير العرضي أو الذي يعيد الكرة إلى الخلف أو اللاعب الذي ينقل الكرة ببطء، واللعب الهجومي الضاغط سيقرب لاعبي الوسط من مرمى المنافس ليحقق أمرين الزيادة الهجومية وفاعلية الدفاع الأمامي، لكنه بالضرورة سيقلل من المساحات خلف مدافعي المنافس ومن ثم ستقل فاعلية التمريرات البينية خلف المدافعين وهو أمر يعتمد عليه الهلال القديم لكن من الجانب الآخر ستزيد الحاجة للثنائيات (خد وهات) والحلول الفردية والتصويب من خارج الصندوق والتفاعل مع العكسيات. أمر آخر يتميز به هذا الخط وهو تنوع الخبرات وتباين مهارات اللاعبين فيه، مما سيجعل عمليات الإحلال والأبدال تنساب دون خللٍ ظاهر.

· يحتاج التشكيل 4 : 3 : 3 إلى تغيير الشكل النمطي للاعب الارتكاز، لذلك نلاحظ بعض التغيير في أداء علاء الدين يوسف وعمر بخيت ونزار حامد وقد أوكل إليهم مهاماً هجومية (صناعة اللعب، التصويب من خارج الصندوق، زيادة عدد المهاجمين عند الاستحواذ على الكرة، شد أطراف الملعب، وواحد منهم على الأقل يعمل كلاعب خفي أو يساهم في إخفاء أحد المهاجمين عن نظر أقرب مدافعي المنافس له) كما أن مهامهم الدفاعية قد تغيرت بعض الشيء فأصبحوا يقابلون المنافس في نصف ملعبه ولا يتنظرون قدومه إلى منتصف ملعب الهلال. وبمرور الوقت وهضم اللاعب لطريقة اللعب وسد النقص الوظائفي سيقل عدد لاعبي الارتكاز في التشكيلة الهلالية من ثلاثة لاعبين إلى لاعب واحد غالباً أو لاعبين على الأكثر، وستكون الأفضلية لمن يجيد الهجوم وصناعة اللعب إضافة إلى مهامه الدفاعية.

· يتمتع الهلال دون غيره بأفضل لاعبي وسط هجوميو النزعة بقيادة هيثم مصطفى ومهند الطاهر والمايسترو الجديد محمد أحمد فضلاً عن الرائع عبده جابر والمرعب أكانغا، وتبقى المسألة الأهم هي عملية التوليف أو "الخلطة الجديدة" التي تتناسب مع التشكيل 4 : 3 : 3 ومشتقاته خاصة 3 : 4 : 3، ونجاح الملك في اختيار التوليفة الصحيحة وبدائلها والتي ستعتمد على الآتي: القدرة على أداء المهام الدفاعية (الدفاع المتقدم)، القدرة على خلق الثنائيات، التمرير الأمامي السليم، النجاعة الهجومية، القدرة على اللعب اللا مركزي، الحلول الفردية. ربما يعول الملك على القدرات القيادية للكابتن هيثم مصطفى إضافة إلى قدراته الفنية خاصة وقد أدرك أهميته القيادية والفنية والجماهيرية غير أن الأمر ليس مطلقاً، كما أن طبيعة التشكيل الجديد لن يمكن القائد من اللعب 90 دقيقة في كل الأحوال، وعلى القائد أن يعي ذلك فـ 60 دقيقة كافية جداً لعمل اللازم، وعليه أن يحصر كل جهده خلالها وأن يقدم عصارة خبراته فيها. أما اللاعب مهند الطاهر فيحتاج إلى دافعين دافع ذاتي يسمح له باللعب بمستوى واحد كما كان في الدورة الأولى إذ أن الملاحظ اختفاء الدافع (إثبات الذات) بعد إعادة قيده، وإن استمر على هذا الحال سيجد نفسه خارج التشكيلة، أما الدافع الآخر فيجب على مجلس الإدارة والمدرب العام ودائرة الكرة التعامل مع اللاعب بخصوصية ومرة أخرى نقول خصوصية التعامل لا تعني الدلال ففي الهلال يوجد هيثم ومهند ومعز وعلاء الدين وبكري يحتاجون لمعاملة خاصة دون أن يعني هذا تمييزاً أو دلالاً. مايسترو الوسط الجديد محمد أحمد لاعب اختاره الملك بنفسه بعد أن رصده مع نادي الخرطوم الوطني، ومن خلال متابعتنا له نستطيع أن نقول أنه خيارٌ صادف أهله، فاللاعب (ما شاء الله) موهوب وقادر على تنفيذ كل مهام التشكيل 4 : 3 : 3 أو 3 : 4 : 3 فقط يحتاج إلى الصبر والاجتهاد فالهلال غير الخرطوم الوطني. عبده جابر لاعب موهوب لكنه تأخر حتى الآن لظروف مختلفة من بينها الإصابة، إمكانيات اللاعب تؤهله للعب دورٍ ما وعليه الاجتهاد أكثر فالمستقبل لمثله. أكانغا لاعب كبير سبقته سيرته، واختياره من قبل الملك فيه قصد ومعنى فسرعة اللاعب ومهاراته واستيعابه المسبق لاحتياجات الفكر الجديد ستحل مشكلة لاعب الوسط الأيمن نهائيا وفي حالة نجاحه بإذن الله سيصبح أهم اللاعبين الأربعة في التشكيل 3 : 4 : 3 أو التشكيل 3 : 4 : 1 : 2 أو التشكيل 3 : 4 : 2 : 1 أو التشكيل 3 : 3 : 3 : 1 بينما سيكون من أصحاب المهام المزدوجة في التشكيل 3 : 4 : 3 أو 3 : 3 : 3 : 1 وفي وجوده سيتم الغاء أو تجميد الطرف الأيسر كلية بحيث يصبح مدافعاً فقط.

· صناعة اللعب التي اعتدناها تتمحور في القائد هيثم مصطفى، غير أن الفكر الجديد يحتاج لأن يتحول لاعبو الهلال كلهم لهيثم مصطفى فلكل واحد فيهم مهمة معينة في هذه الصناعة بحيث تصبح الصناعة جماعية لأن القادم فاعلية وظائفية دون أن يخل ذلك بالمهارات والحلول الفردية.

· مفتاح التحول إلى التشكيل 4 : 3 : 3 وأخواته هو التوليفة الصحيحة لخط الوسط، خاصة مع الحاجة لخفض متوسط أعمار اللاعبين إلى ما دون الـ 24 سنة.

· خط الدفاع : كثر الحديث عن خط دفاع الهلال وأكثره كان سالباً، فكثيرٌ منا يضع يده على يسرى أضالعه حين يأتي الحديث عنه، بل أنّنا حين نشاهد مباريات الهلال نصاب "بالخلعة" حين تتجاوز الكرة خط وسطنا باتجاه مرمانا، غير أننا نرى أن لهذا سبباً ومعنى سنحاول معاً ملاحظتها وتفسيرها علها تخفف علينا هذه "الخلعة القاسية".

· أولاً: طبيعة التشكيلات الجديدة وخطة اللعب وأسلوبه الهجومي لا تتوافق مع الدفاع التقليدي الذي نعرفه بوجود 4 مدافعين تقليديين ينتظرون الكرة تأتيهم في الثلث الأخير من الملعب ليبعدوها.

· ثانيا: الدفاع المتقدم خطة تمنع المنافس من الوصول إلى مناطق الدفاع إلا لماماً ومن ثم فهي خطة تفترض مسبقاً التحكم في تحركات المنافس الهجومية وكذلك تحركاته بطول الملعب بدءاً من نصف ملعبه.

· ثالثاً: النقص الوظائفي في خط الدفاع والذي يتمثل في الآتي:

1. الحاجة إلى قلب دفاع يحسن التوقع (توقع موقع الكرة وحسن قراءة المنافس) واللاعب الأقرب إلى هذه الوظيفة من وجهة نظرنا هو صالح الأمين فيما هو موجود من لاعبين، لكن نجاح هذه الخانة يحتاج لاعباً في قامة كابتن خضر الكوري أو وزير الدفاع طارق أحمد آدم.

2. القدرة على بداية الهجمة الممرحلة من الدفاع إلى الوسط إلى الهجوم دون الحاجة إلى الأرسال الطويل الذي يلغي المناطق (النباء الهجومي).

3. الهدوء أمام المنافس وسد الثغرات.

· رابعاً: أن هذا الخط لم يصل بعد إلى توليفته النهائية، إذ أن هناك بعض الأقمار قد صعد نجمها بسبب التشكيلات الجديدة (مساوي بويا وصالح الأمين مثالاً)، بينما هناك البعض الذي لم يستطع أن يتعامل معها (فالانتين مثالاً) وذلك بسبب طبيعة التكوين وأسلوب اللعب فالأخير يجد نفسه في التشكيل 4 : 4 : 2 ولا زال يوسف محمد يبحث عن نفسه وإن نجح بعض الشيء في المباريات الأخيرة لأنه لاعب ذكي وتكتيكي، كما أن الإصابة اللعينة قد منعت خليفة أحمد من التواصل والأمل يحدونا في نجاح اللاعبين عبد الرحمن كايا ومعاوية فداسي.

· خامساً: التشكيلات الجديدة تعتمد على المساكين والليبرو لا الأطراف يظهر ذلك جلياً من التغيير الذي طرأ على أداء يوسف محمد، فالأطراف هي مهمة لاعبي الوسط لا الدفاع (لاعبو الارتكاز لسد طرفي الملعب حال فقدان الكرة، وساعدي الهجوم في حال الاستحواذ عليها).

· سادساً: ما نراه حالياً من قصور مرده إلى عاملين هما ضعف الثقة والتجديد، وهذا سيتم التغلب عليه بالتعود على خطط اللعب ومهامها وتغطية النقص الوظائفي شيئاً فشيئاً.
امسح للحصول على الرابط
 0  0  1686
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

علق الهلال صفقة تيري ليونيو المقبل بناء علي طاب فلوران وكان الكنجولي طلب تيري بالتحديد من مجلس الهلال

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019