• ×
الثلاثاء 7 مايو 2024 | 05-05-2024

البابا كما عرفته ... كريم ومفضال فاعلا للخير ومفتون بهلال الملاين

الى الطيب عبدالله في ذكراه !!!

الى الطيب عبدالله في ذكراه !!!
بقلم يعقوب حاج ادم * تمر علينا الذكرى السنوية لرحيل زعيم امة الهلال الراحل المقيم الطيب عبد الله رئيس رؤساء الهلال وامة الهلال لاتزال تنعي ذلك الرجل الشهم الشجاع الكريم المفضال ابن الاكرمين وتبكيه بالدمع السخين وترفع الاكف الى العلي الاعلى ليكلؤه برحمته ولطفه وعنايته وان يتجاوز عن كل خطاياه ويجعل قبره روضة من رياض الجنة فهذا هو ماسيفيد راحلنا المقيم الزعيم الانسان الطيب عبد الله بعد ان انقطع عمله الا من ثلاث .والطيب عبد الله الزعيم الوفي الذي كانت داره مفتوحة لكل صاحب حاجه مغلول الايدي يستحق منا نحن شعب الهلال ان نبادله الوفاء باحسن منه ووفائنا لهذا الرجل القامة السامقة يتمثل فقط في ان نذكره بالخير وندعو له في كل صلواتنا بل في كل اوقاتنا لانه له دين في رقاب كل الهلاليين على اختلاف مشاربهم . وذكرى الزعيم الطيب عبد الله الراحل المقيم تثير في نفوسنا الكثير من المواقف الجميلة التي كانت وستظل تحكي عن عظمة هذا الرجل الانسان الذي ذهب للقاء ربه راضيا مرضيا فهو يقدم بيمينه مالاتعلم شماله ويقدم اياديه البيضاء لكل الناس بلا من ولا اذى وحقيقة فانني ساظل مدينا لهذا الرجل بجمائل شتى ستظل تطوق عنقي الى ان يرث الله الارض بمن عليها فهذا الرجل كتب شهادة ميلادي في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة حيث ارتبط استمراري كمحرر محترف في صحيفة القوات المسلحة التي كان يتراس قسمها الرياضي في تلك الحقبة الزميل الاستاذ الرمز محمد محمود هساي وهو صحافي ضليع وله باع طويل في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة واذكر انه وانا اتتلمذ على يديه في جريدة القوات المسلحة على ايام الاستاذ الكبير العميد عبد الرحمن حسن عبد الحفيظ الذي كان يتراس مجلس ادارتها اتذكر في ذلك الوقت ان الاستاذ هساي قد قال لي بالحرف الواحد يااخ يعقوب لو عايز تترسم بصورة رسمية في القسم الرياضي وتصبح صحفي محترف له كينونته في الجريدة فانت مطالب باجراء حوار مع زعيم امة الهلال الاستاذ الطيب عبد الله رئيس نادي الهلال في ذلك الوقت وكان ذلك في العام الميلادي 1978 فقلت لاستاذي هساي وماذا يمنع من اجراء الحوار مع هذا الرجل الرمز هل لانني صحفي غير معروف وليس لي اسم أم ماذا وراء الاكمة فكان ان قال لي الاستاذ محمد محمود هساي بان الزعيم ضارب عزلة على نفسه ورافض الحديث لرجال الاعلام منذ فترة ليست بالقصيرة ومتى ماافلحت في اخراجه عن صمته ونجحت في اجراء حوار مطول معه فسيكون ذلك عربون صداقة ازلية لك مع مهنة النكد والمتاعب . وكان ان قبلت التحدي وبدأت في البحث عن الطريقة التي التقي بها الزعيم الطيب عبد الله علما بان جريدة القوات المسلحة كانت ترى النور مرة واحدة في الاسبوع يوم السبت ولكنها كانت تحمل بين طياتها مادة دسمة تشبع نهم القارئ لاسبوع كامل لاسيما وان استاذنا هساي كان صحفي مهني يعرف من أين تؤكل الكتف حيث كانت الاثارة المقننة هي المادة الدسمة عبر صفحات الرياضة بالقوات المسلحة والتي جعلت منها ند قوي ومخيف لصحف الايام والصحافة والراى العام والسودان الجديد . ولم يطول بحثي كثيرا عن الزعيم فلما فشلت في لقائه في نادي الهلال بسبب الاجتماعات المتواصلة او بسبب انشغاله في توزيع جهوده بين رائدات الهلال والمناشط المختلفة بالنادي والتي كانت تجد نفس الاهتمام الذي يجده فريق الكرة الاول فما كان مني الا ان قصدت داره العامرة في المنشية بدون سابق موعد لانني ومن خلال معرفتي الضئيلة به كنت على قناعة من انه لايرد اى ضيف قادم الى داره حتى لو كان يطلب لبن الطير وبالفعل ذهبت الى هناك في وقت القيلولة لانني كنت على قناعة من انه سيكون متواجدا داخل اسوار منزله في مثل هذا الوقت وكانت دهشتي كبيرة وانا اطرق الباب ليستقبلني حارسه بابتسامة عريضة ويدلف بي الى مجلس الزوار ويطلب مني البقاء قليلا ريثما يخطر الزعيم بمقدمي بعد ان عرفته بنفسي واني صحفي من جريدة القوات المسلحة ولم يطول انتظاري كثيرا حيث جاءاني الزعيم بقامته المديدة واستقبلني هاشا باشا رغم انه لايعرفني ويلتقيني للوهلة الاولى وبعد السلام وواجبات الضيافة سالني عن سبب مجيئه الى داري فقلت له بانني صحفي مبتدي في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة ولازلت اتتلمذ واتعلم ابجديات الحرف وقد طلبوا مني في الجريدة ان اجري لقاء مع سيادتكم ان كنت اطمع حقا في ان استمر في مهنة المتاعب وقلت للزعيم بادب جم ان مستقبلي يتوقف على هذا الحوار ورفضك يعني ان اذهب الى الشارع وهنا ضحك الزعيم بملء شدقيه وقال لي وبالحرف الواحد مايردك الا جاحد ولك ماتيت من اجله فقط ارجو ان تترك لي الاسئلة للاجابة عليها ان كانت جاهزة نسبة لانني في اجتماع مع وكلاء وزراء الداخلية في الدول الافريقية وهم مجتمعون معي الان في منزلي ولن استطيع ان اقتطع من وقتي الان اى لحظة فوافقت على الفور بعد ان كدت اطير من الفرح بعد ان لقيت الاستجابة من هذا الرجل القامة ووضعت كومة الاسئلة التي كنت احملها بين يديه وهممت بالانصراف على ان يكون لقاءنا يوم غدا في دكان الهلالي الرمز الراحل محمد احمد ملاح وقبل ان ينصرف عني سالني هل سيارتك خارج المنزل فقلت له ياريس انا جاي راجلا فطلب مني الجلوس لبضع دقائق لمرافقة شقيقته السيدة الفضلى (( الدر عبد الله )) التي كانت بالمصادفة في طريقها الى الخرطوم وبالفعل رافقت السيدة الدر في سيارتها الانيقة الى الخرطوم وطلبت منها ان تتكرم بالمرور بالقرب من مستشفى الخرطوم حيث كان الوالد (( حاج ادم يعقوب )) نزيل المستشفى في ذلك الوقت يشكو من ارتفاع حاد في ضغط الدم وكم كانت السيدة الدر كريمة كرم اهلها الطيبين وهي تصر على الدخول معي للمستشفى لزيارة الوالد والتخفيف عنه وقد كان لزيارتها وقعا بليغا في نفسية الوالد الذي قال لي بعدذهابها أن هذه المرأة بنت بلد اصيلة . بقى بقى ان اقول بان الزعيم الطيب عبد الله قد جاء قبلي الى دكان الراحل محمد احمد ملاح وجئت انا من بعده فقال لي مداعبا مواعيدك مش مظبوطة ياابني وتسلمت منه الرد على الاسئلة وانطلقت صوب فرع التوجيه المعنوي وكان ذلك عن الساعة الواحدة ظهرا وشرعت على الفور في تفريغ الحوار وتسليمه للاستاذ محمد محمود هساي الذي عرف بانه ملك المانشتات الرياضية بعد المرحوم النقيب عمر عبد التام فكان ان وضع عناوين مثيرة للقاء ساهمت بصورة مباشرة في اضافة الاثارة المطلوبة للحوار التاريخي الذي لازلت احتفظ بنسخة منه رغم مرور اكثر من 33 سنة عليه وقد اعطاني ذلك الحوار زخم حقيقي في مسيرتي مع الصحافة الرياضية بالدرجة التي جعلت الاستاذ ميرغني ابوشنب يختارني لكي اعمل معه في الملحق الاسبوعي لصحيفة الايام وهو من الملاحق المتميزة التي كانت تغزو الساحة الرياضية في ذلك الوقت . ومواقف الزعيم معي لم تتوقف عند ذلك الحد فاذكر انه وابان رحلة الهلال الى السعودية واقامة معسكر اعدادي في مقر نادي القادسية وهو المعسكر الذي تكفلت به رابطة اهل الهلال التي كان يقودها السوداني الاصيل سيد احمد سلامة وكان ذلك على ايام رئيس القادسية الراحل عبد العزيز الحوطي اذكر ان الزعيم الطيب عبد الله وهو جالس بجوار الرئيس الحوطي وقدمت للسلام عليهما قد قال للحوطي خلي بالك من الراجل ده فهو ابننا ويعز علينا ولاتبخل عليه باي اخبار ومن يومها والاستاذ عبد العزيز الحوطي رئيس القادسية يميزني بالاخبار الخاصة التي لاتخرج الا من تحت الطاولة لاتميز بها عن كل اقراني بالدرجة التي اعطتني تميز خاص لدى رئيس القسم الرياضي في جريدة اليوم . الا رحم الله والدنا وقائدنا ومربينا وزعيمنا الراحل المقيم الطيب عبد الله بقدر ماقدم لوطن الجدود وهلال الملاين من جهد وفكر ودعم ورأى سديد اللهم انا نسالك ان تنزل عليه رحمتك ومغفرتك وان تجعل قبره روضة من رياض الجنة وان تجعله من الذين قلت فيهم انهم لاخوف عليهم ولاهم يحزنون أنك يانعم المولى ويانعم النصير .
امسح للحصول على الرابط
 0  0  5492
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

الكاف يسمح بمشاركة القمة السودانية في الابطال وافق الكاف علي الطلب المقدم من الاتحاد السوداني لكرة القدم بالسماح للقمة السودانية بالمشاركة..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019