• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-17-2024

إستمرار مازدا قرارا لا يملكه أحد غير النتائج

متعة الأداء السوداني في (الكان) كانت ذات نكهة خاصة لا تشبه كل مدارس إفريقيا ..مازدا جاء بتنظيم جديد حوي فكر وتفكير اللاعب السوداني وإستوعب قدراته ..هذا الجيل نسخ الجميع بعد 1970 والدور القطري ركيزة لا يمكن إغفالها!!!

متعة الأداء السوداني في (الكان) كانت ذات نكهة خاصة لا تشبه كل مدارس إفريقيا ..مازدا جاء بتنظيم جديد حوي فكر وتفكير اللاعب السوداني وإستوعب قدراته ..هذا الجيل نسخ الجميع بعد 1970 والدور القطري ركيزة لا يمكن إغفالها!!!
كفر و وتر/بدر الدين بخيت 

لا يمكن وصف ما حققه منتخب السودان الأول لكرة القدم ببطولة كأس أمم إفريقيا (الكان) بالإنجاز وذلك لأن عملية المشاركة في نسخة هذه البطولة لم تكتمل بالوصول للمباراة النهائية , ولكن يمكن وصف ما حققه بالنجاح الباهر وذلك من واقع الآتي:

أولا إحراز أول هدف بعد 36 سنة

ثانيا الصعود إلى المرحلة الثانية من البطولة بعد 42 سنة.

ثالثا إنتهت مشاركة السودان في هذه النسخة عند ربع النهائي وهذا الوضع محصلته أنه اصبح بين افضل ثمانية منتخبات إفريقية وهذا هو النجاح الحقيقي.

والحقيقة التي لا تقبل الجدل أو الإنكار أن محصلة المنتخب الإفريقية هذه المرة لم تحدث صدفة أو خبط عشواء لأن متعة الاداء التي قدمها المنتخب بـ(الكان) وهي إختصار للكلمة الإنجليزية (Cup of Africa Nations) كانت ذات نكهة خاصة بمعنى أن شكل ونوعية الاسلوب الذي يؤدي به اللاعب السوداني كرة القدم وطريقة ملامسته للكرة لا مثيل لها في إفريقيا فالمتأمل في نهج كرة القدم السودانية يجدها لا تشبه مدرسة افريقيا , ولا مدرسة غرب افريقيا , ولا حتى مدارس الجنوب والوسط والشرق الإفريقي بمعنى كرة القدم السودانية حالة لا يعرفها إلا أهلها السودانيين فهي لها إيقاع مميز خرج من الفكر السوداني وبيئة هذا البلد التي ولّدت اشياء كثيرة تميّز هذا الشعب في جميع أنحاء العالم وليس هناك ما هو أدل على عبقرية هذا الشعب غير مشروب (الحلو مر أو الآبريه) الذي حينما يتأمل المرء في طريقة عمله منذ العملية الاولية إلى طريقة طحنه ثم تخميره مرورا بوضع عجينه على الصاج يصاب بالحيرة والدهشة من العقل الذي جعل عملية إنتاجه الاخيرة تمر بذلك التعقيد لتنتهي بمشروب لا نكهة ومذاق وطعم يماثله في الأرض , ولكن تتبدد الحيرة والدهشة حينما تعرف انه العقل السوداني , ولهذا خرجت كرة القدم السودانية من هذا العقل ومن هنا تبرز الدعوة إلى (لعبة كرة قدم بمنظور سوداني) فبمثلما يميز الناس كرة القدم الألمانية بخصائصها , والانجليزية بخصائصها , البرازيلية بخصائصها, يجب العمل على ابراز كرة قدم سودانية بخصائصها في حدود إفريقيا على الأقل فهي متميزة في سيكافا وهو ما ذهب إليه عضو اللجنة الفنية بإتحاد سيكافا محمد خيري (كيني) حين قال العام الماضي :

"إن اكثر ما تخشاه الكرة الكينية هو مواجهة الكرة السودانية لأن اللاعب السوداني أمهر لاعب بإقليم سيكافا ,وهذا هو شعور الكثيرين غيري من مدربي الإقليم حول قدرات اللاعب السوداني"

ويسند هذا الإتجاه اسطورة كرة القدم السودانية عز الدين الدحيش الذي قال في إحتفال شركة زين للإتصالات بمرور 15 سنة على عملها بالسودان في صالة هاشم ضيف الله بالخرطوم 2 يوم الإثنين الماضي :

" ان اللاعب السوداني منذ ان كنا نلعب كرة القدم كان يتميز بالقدرات العالية جدا بين رصفاءه الأفارقة ...كنا نحرز الأهداف من كل إتجاه وبكل المهارات من القدم إلى الرأس ..بل كنا نحدد ماذا نريد من هذه المباراة من حيث النتيجة والأهداف وذلك مبعثه الثقة اللامحدودة في قدراته..كنا نتخذ قرار احراز الهدف او التمرير او التصويب قبل ان تصلنا الكرة الينا ..وحينما تصلنا يكون القرار قد أتخذ في أحد تلك الجوانب".

ويؤكد شوقي عبد العزيز لاعب المنتخب والهلال السابق :

"اللاعب السوداني لا يجد متعة في كرة القدم ما لم يمتع نفسه"

كل ما ذكر عن اللاعب السوداني يدلل على أن الذي قدمه المنتخب السوداني بمدينتي مالابو وباتا كان كرة قدم سودانية خالصة بمنهج وفكر سوداني جاء به المدرب الوطني السوداني مازدا الذي حير متابعيه وهو يقدّم تنظيما فنيا جديدا على كرة القدم السودانية هو (1-3-2-4) او ذات الشكل عند التعديل (1-2-3-4) وهذا التنظيم الذي بدأ مازدا تطبيقه بعد بطولة امم افريقيا للاعبين المحليين التي نظمها السودان في فبراير من العام الماضي , فصله مازدا بشكل جيد بحيث أنه حوى فكر اللاعب السوداني وتفكيره أثناء المباراة وإستوعب قدرات هذا اللاعب وذلك من حيث ان هذا اللاعب وفقا لقدراته المتاحة بالفطرة لا يستطيع ان يجاري خصومه حينما يكون اللعب بأربعة في الخط الوسط , تفصيلا لهذه النقطة حرى القول أن اللاعب السوداني قصير الانفاس من حيث الضغط على خصومه مطاردتهم عبر الأطراف وإذا ما لعبت الكرة السودانية أندية ومنتخبات أمام اندية غرب وجنوب ووسط شمال إفريقيا بأربعة لاعبين في الوسط تظهر الفراغات الكبيرة اليت يمكن استغلالها بسهولة بحكم (قصر الأنفاس تلك) ولهذا فإن مازدا يعتبر مازدا مجدد في الفكر التدريبي السوداني للاعب السوداني بنجاحه تفصيل طريقة لعب تنناسب وقدرات اللاعب السوداني وجاءت هذه الطريقة بشئين في مالابو وباتا:

اولا- متعة الأداء التي أشاد بها عدد من أساطير الكرة الإفريقية مثل إيمانويل امونيكي النيجيري المحلل بقناة الجزيرة الرياضية , الغاني الفرنسي ديساييه, الزامبي كالوشا بواليا وحتى رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم (كأف) عيسى حياتو .السودان احد المنتخبات التي قدمت متعة كرة القدم في هذه النسخة من البطولة الإفريقية.

ثانيا تقديم كرة قدم ذات نكهة وطابع خاص من خلال شكل فني اختفت فيه الفراغات الكبيرة بين الوسط والدفاع.

وتلك هي الكرة السودانية التي لعبها أساطير أمثال برعي وجكسا وامين زكي وعمر التوم وجقدول وكمال عبد الوهاب ومصطفى النقر وعماد خوجلي والفاضل سانتو وابراهومة الكبير (مدني) وجيمس التحرير ...

وما قدمه مازدا يستحق أن يستمر مدربا للمنتخب وقرار إستمراره من عدمه تملكه النتائج وحدها . مازدا قدم منتخبا شابا يستطيع السودان يلعب به متجانسا لسنوات , واما الحديث عن جلب مدرب أجنبي لتدريب المنتخب فذلك يجب ان يكون بعد نهائيات أمم افريقيا 2013 وفي هذه الفترة يجب على المسؤوليين عن المنتخب إختيار أسماء لمدربين أجانب ,ثلاثة الاقل وجعلهم يراقبون أداء المنتخب طوال الفترة القادمة لأختيار واحدا من بينهم ليبدأ عمله بالمنتخب دون مشكلات ومن حيث يتوقف مازدا.

وكما هو معلوم أن السودان ودّع البطولة في ربع النهائي بالخسارة الكبيرة من زامبيا ووردت العديد من الأراء حول اسباب تلك الخسارة بينها :

اولا- الحمل التدريبي الزائد, بدليل بطء حركة اللاعبين وإصابة إثنان منهم قبل إنقضاء الشوط الأول.

ثانيا- عدم تهيئة اللاعب السوداني (نفسيا) لهذا المرحلة من البطولة بسبب ان الهالة الأعلامية التي أحاطت بالمنتخب كانت كبيرة أفقدت اللاعبين التركيز.

ثالثا- خوف اللاعبين من المنافس الذي سوف يلاقيهم في نصف النهائي قبل التفكير إجتياز زامبيا.

لكن الخبير الرياضي بدولة قطر ورئيس الجالية السودانية هناك لأكثر من عقدين محمد محجوب عبد الرحيم (كَبِش) بفتح الكاف وكسر الباء , إستبعد الحمل الزائد بدليل , والقول له ," أن هؤلاء اللاعبين لعبوا ست مباريات قبل مباراة زامبيا في أقل من شهر وهذا كثير على تحمل اللاعب السوداني فهؤلاء اللاعبون لعبوا ست مباريات صعبة جدا أمام كل من تونس بالامارات والسنغال والجابون ثم مباريات الدور الأول الثلاث بالبطولة ضد كل من ساحل العاج وانجولا وبوركينا فاسو وهذه المباريات الست لعبت في توقيت متقارب لم يعتاد عليه اللاعب السوداني ناهيك ان هناك لاعبون بالمنتخب لم يتوقفوا عن اللعب التنافسي منذ ديسمبر عام 2011 حتى اخر مباراة في هذه البطولة"

ويأتي في النهاية الحديث عن هؤلاء اللاعبين فهم بإختصار بذلك الاداء وتلك النتائج ووصولهم إلى ربع النهائي نسخوا كل الأجيال بعد 1970 (في تلك السنة حقق اول وآخر جيل اللقب القاري للمنتخبات) فهم الآن أفضل جيل خلال 42 سنة في تاريخ المنتخبات متفوقين على جيل عملاق مثل هلال 87 ومريخ مانديلا الذين كانوا لاعبين كبار على مستوى الأندية وكانوا اساطير مثل حامد بريمة وطارق احمد ادم ولكن افريقيا لا تعرفهم (لأنهم لم يلعبوا أي نهائي افريقي ببطولة كأس الأمم) بل تعرف اليوم الحارس اكرم الهادي سليم وصانع الالعاب مهند الطاهر ولاعب الوسط المدافع نزار حامد وراس الحربة كاريكا ومحرز اول هدف سوداني بعد 36 سنة بشة ومن قبل عرفت لاعبين أمثال هيثم مصطفى وريتشارد جاستن في نهائيات عام 2008 بذات البطولة في غانا...الان هذا الجيل في مرتبة رفيعة ويجب ان يصفّق له ويهتف باسمه لاعبا لاعبا ....فهم أول جيل بالمنتخب إرتقى بالمنتخب الى ربع النهائي بعد جيل 1970 وهذا شرف لم تناله كل الاجيال التالية.

ويبقى في النهاية أنه من المهم للسودان يتواجد في نهائيات كأس الأمم الإفريقية رقم 29 القادمة عام 2013 بجنوب إفريقيا بحكم أن كل الشعب السوداني تذوق حلاوة التواجد في محفل إفريقي عالمي ضخم كهذا.

وإخيرا لا يمكن إغفال الدور الأساسي الذي كان ركيزة في اداء المنتخب الجميل بغينيا الاستوائية-الجابون وهو الدور القطري فمبادرة سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تسببت في إنقاذ المنتخب من متاهة فترة الإعداد الأساسية التي لم تكن معلومة ولا محددة الإتجاه عند إتحاد كرة القدم السوداني فكان ان قضى المنتخب في معسكر فني غذائي بالعاصمة القطرية الدوحة لأكثر من اسبوعين تم خلالها إجراء كشف طبي إلزامي مطلوب من الإتحاد الإفريقي للمشاركة في البطولة وقد بلغت تكلفة هذا الكشف الطبي 150 الف ريال قطري بمستشفى إيسباتاير التخصصي العالمي الاول والارفع في مجال الطب الرياضي وتلك التكلفة يعجز إتحاد كرة القدم السوداني المثقل بالديون أن يدفعها فهي بالجنية السوداني تبلغ 150 مليون جنيه هذا غير تكاليف المعسكر من حيث الاقامة بأحد أفضل فنادق الدوحة ...سهم قطر بحكم علاقتها المميزة والجميلة بشعب السودان لعب دورا في نجاح المنتخب يجب الا يغفل ولا ينكر .
امسح للحصول على الرابط
 2  0  3409
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ابومريم 02-13-2012 08:0
    انت يا اخ بدر الدين جميل جدا ولك الشكر فكل كتاباتك موضوعية وتطرق صلب الحقيقة , ولكني اخاف علي المنتخب من القادم , بعد وصولنا لهذه المرحلة اتمني الا نتراجع عن هذا المستوي والا يكون وصولنا للنهائيات ضربة حظ , لهذا يجب ان يبدا الاتحاد في الاعداد وضم لاعبي جدد , واهم ما في الموضوع هو الصرف علي المنتخب واقامة معسكرات جادة ومباريات قوية مع منتخبات قوية , والمهم هو جلب مدرب اجنبي لقيادة التدريب لان المرحلة القادمة ليس مرحلة مازدا , وانا انصح مازدا ان يترك تدريب المنتخب ,
  • #2
    فارس 02-13-2012 08:0
    ههههههههههههه مضحك جداً ما يكتب دائماً ما نعيش على الكذب والخداع والتضليل ما هو الذي قدمه مازدا وما هو الذي قدمه المنتخب ألم يصعد لدور الثمانية بالحظ عندما نقرأ ما يكتب نعتقد بأن السودان قد فاز في جميع مبارياته وتصدر مجموعته في إنجاز الحقيقة بانت وإنكشف حالنا امام زامبيا عندما هزمتنا بثلاثية فأين تلك الخطط وأين التكتيك ألم تشاهدوا تونس عندما كانت تلعب بعشرة أما اقوى الفرق لا تكذبوا على انفسكم ولا تطبلوا لقطر لأنها لن تمدكم بالمال
أكثر

جديد الأخبار

تعرف على تصنيف نتائج الدورة الثانية للمدربين والاندية للممتاز تصدر المدرب ايمن دامبا مدرب هلال الساحل في الدورة الثانية للممتاز تصنيف وجاءت..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019