• ×
الثلاثاء 7 مايو 2024 | 05-06-2024

وداعاً ‬وحشة السنين العجاف.. ‬وحُرقة الحرمان والكفاف !!!

وداعاً‮ ‬وحشة السنين العجاف‮.. ‬وحُرقة الحرمان والكفاف !!!
بقلم عبدالمنعم سيد احمد ❊ ‬أحرزت صقور الجديان بالأمس نصراً ‬غالياً ‬وبديعاً ‬نزل على ‬أرواحنا العطشى كزخّات مطر خريفي ‬الظلال والملامح.. ‬زخّات مطر تحمل دعاشاً ‬مُعبقاً ‬بروائح النَالْ ‬والشِيِحْ ‬والخُزام، ‬وعبق أزهار الحِناء الخضراء عندما ‬يلاطفها الطلُ ‬ويغازلها إطلال الربيع.‬
❊ ‬وسقى نفوسنا المتلهفة الباحثة عن نصر للوطن في ‬أي ‬مجال وبأي ‬وسيلة.. ‬فقد ظللنا وعلى ‬مدى أربعة عقود من الزمان نساير النجوم الافريقية السمراء ونسامر البدور العربية الغراء من بطولة لأخرى ومن ملحمة إلى ملحمة نغني ‬لإنتصارات الفراعنة بدعوى رباط النيل العظيم ونصفق لوهران الجزائر لأجل حبنا للثائرة الصغيرة (‬جميلة بوحريد) ‬ونرقص على ‬عتبات الزيتونة العريقة فرحاً ‬بإنتصارات تونس ونُحلِّق بأجنحة النسور الخضراء حينما تغازل الكرة أقدام أوكاشا ويكيني ‬وأمونيكي.. ‬وهكذا ظللنا نمارس أفراح الآخرين، ‬وما أن نفيق لأنفسنا حنى نحس بعبرة تسد الحلق، ‬وغيرة تكلح الوجه ثم ‬يلحُ ‬علينا السؤال بطعم العلقم:‬ ‬أين نحن من هؤلاء؟.. ‬ومتى نرتاد هذه الساحات؟.. ‬ونرفع أعلامنا فوق هذه الساريات؟.. ‬وإلى ‬متى ‬يظل ليلنا دامس لا ‬يضيؤه قمر سامر؟.. ‬ولا نجم ساهر؟.. ‬حتى ‬قيّض الله لليلنا من ‬يزيل حلكته ويمسح عن وجوهنا ‬غبار السنين العجاف.. ‬إنه جيل النسور الجوارح رفاق الهيثم أسياف النصر التي ‬إستمدت البريق من لمع القواطع في ‬كرري ‬وتعلمت الصمود والرقص والعرضة تحت ‬غبار الوغى من خيل شيكان.. ‬رفاق الهيثم صقور الجديان التي ‬هبّت من تحت ركام الأزمنة القديمة كطائر العنقاء.‬
❊ ‬صقور الجديان التي ‬نفضّت عن رؤوسنا حيرة السنين العجاف وغسلت عن نفوسنا حرقة الحرمان والكفاف.‬
❊ ‬هؤلاء الأبطال الذين زفّوا البشريات الجميلة لعزة ونبتة ومهيرة وبنونة بنت المك ورابحة الكنانية وخالدة أزاهر ونفيسة المليك وفاطمة أحمد ابراهيم وكل الحرائر عبر الأجيال والعصور أمتهم.‬
❊‬ ‬هؤلاء الذين بشروا أمتهم بالأماني ‬وفجر الصباحات الواعدة بعد أن كادت أن تهصرها الأوجاع والأطماع وأعادوا البسمة لشفاه أعطشها المحل حتى ‬يبست وتشقّقت وعزّ ‬عليها الكلام وفارقها الإبتسام.‬
صقور الجديان التي ‬أضافت لحلاوة المولد طعماً ‬ونكهة.. ‬ولعرائس المولد لوناً ‬وضحكة.. ‬ولثرياته ألقاً ‬وبهجة ولراياته الخفّاقة طولاً ‬وعرضاً.. ‬فلك البُشرّى ‬يا وطني ‬وباقات التهاني ‬بهذا الجيل الذي ‬هزم الجوع والخنوع، ‬ودحر ضيق ذات الأيدي ‬وصفع بأكف التحدي ‬وجه الهزيمة الكالح الذي ‬عشعش في ‬النفوس والعقول حتى خبا تحت سطوته بريق الأمل والرجاء.‬
ولك البشرى ‬يا وطني ‬الغالي ‬بهؤلاء الفتية الذين حملوا رايات مجدك وعِزّتك فوق ‬غابات الإستوائية بغينيا الإستوائية.. ‬هذه الأسود التي ‬زأرت في ‬وسط الغابات فهزّت عروش الأفيال العاجية، ‬وكسرت عناد الغزلان الأنغولية، ‬ثم ‬غرست أنيابها وأنشبت مخالبها في ‬رقاب الخيول البوركينية.‬
❊ ‬ثم لك العُتبى ‬يا وطني ‬حتى ‬ترضى.. ‬فقد بلغ ‬بنا اليأس والقنوط مرحلة ظننا معها ـ وبعض ظننا إثم وظلم ـ ظننا أنه لم ‬يعد من بين سواعد فتيانك ساعد ‬يمكنه أن ‬يشد شراع سارية مراكبك التي ‬أبحرت في ‬لُجّة ضياع بعيد تغالب مجاديفها برد أمشير والموج والزِيفة وصار بينها وبين رصيف الساحل لُجّة من الدموع السخينة والأحزان الدفينة.‬
❊ ‬ثم لك العُتبى حتى ترضى.. ‬فكم من مرة حملنا عليك سكاكين العقوق لنذبح ـ عمداً ‬ـ وطنيتنا على ‬عتباتك المقدسة دون أن ‬يغمض لنا جفن.. ‬فقد كان بعضنا ـ وأنا منهم ـ ‬يباهي ‬في ‬غباء وجهل برايات الهلال والمريخ، ‬بينما رايتك العظيمة مُلقاة على ‬قارعة الطريق تبكي ‬عقوق بنيها وظلم ذوي ‬قرباها!.‬
❊ ‬ومن بعد العتبى والعذر ‬يأتي ‬الشكر ‬يا وطني ‬لهؤلاء الذين رفعوا رؤوسنا بين العرب والأفارقة.. ‬بل وكل جنسيات العالم لهؤلاء الذين جعلوا اسم السودان على ‬كل لسان وفي ‬صدر كل نشرة وبيان.. ‬والشكر من بعد لاتحادنا العام مع حفظ كل الاسماء والالقاب والمقامات السامية الرفيعة مع وافر الفخر والإعجاب.. ‬ولكني ‬لا زلت أسأل: ‬هل ظلمناكم بالجهل؟!.. ‬أم كنتم أنفسكم تظلمون بهذا الحلم والعفو والصبر؟!.‬
❊ ‬والشكر لأيوب الكرة السودانية بصدق وحق ـ مازدا ـ بل الهمر والكمبيوتر وجهازه المعاون مبارك وإسماعيل و صديقي ‬إبن الحي ‬والحلّة د. ‬عوض ‬يسن وبقية العقد النضيد.‬
❊ ‬اما فرسان الرهان فلهم معي ‬حكاية!!..‬
على ‬هامش السوق
❊ ‬بحثت في ‬متاجر السوق.. ‬وبين عرصاته وفتريناته عن تاج مرصّع بالدُرّر.. ‬ومشبّع بالحب ومُشِّع بالضياء والألق حتى أجعله على رؤوس الفتية الأبطال، ‬فلم أجده.. ‬ولمّا أعياني ‬البحث عُدتُ ‬إليه بهذه الوصية الغالية:‬
الثورة جسرٌ ‬يُعْبَر
في ‬شهر أو عام أو أكثر
لكن هبوطك في ‬أرض الأحلام
لا ‬يعني ‬أن ظلام الليل ستفضحه الأقمار
أو تنفجر في ‬الصخر النهار
لن تنضج أثمار أو ‬يكثر محصول
إلا بالجهد المبذول.. ‬وبما تحمله من إيمان
امسح للحصول على الرابط
 1  0  3292
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ابو عبدالله / جده 02-02-2012 12:0
    شكرا جميلا عبدالمنعم على هذا الكلام المريح والذي يشبه الى حد كبير الدرر التي ينثرها الرائع المتالق حسين خوجلي - وانا لا اقصد التقليل من شان كتابتك انما امدحها لانها اتت حلوة بحلاوة استاذ الفكر والكلمه والثقافه والابداع بلا حدود حسين خوجلي متعه ومتعك الله بطول العمر لكي نستمتع نحن بمثل هذا الكلام الشهد / ابو عبدالله / الكاهلي
أكثر

جديد الأخبار

الكاف يسمح بمشاركة القمة السودانية في الابطال وافق الكاف علي الطلب المقدم من الاتحاد السوداني لكرة القدم بالسماح للقمة السودانية بالمشاركة..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019