• ×
السبت 4 مايو 2024 | 05-03-2024

الشاعر المغترب عبد الله امام

ترباس قامة شامخه ولكنه يتنكر لمن ساندوه في بداياته الفنية

ترباس قامة شامخه ولكنه يتنكر لمن ساندوه في بداياته الفنية
حاوره في الدمام ـــ يعقوب آدم  شاعر قبلي جاي ورسلت ليك اجمل خطاب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البروف حمدنا الله تجنى على اغنية الحقيبة بقوله شكرا وكفى عند هذا الحد

آمنة خيري ملهمتي في معظم اشعاري التي ظهرت الى حيز الوجود

أغنية الحقيبة تتجدد مع مرور الزمان وهي كعود الصندل لايزيدها الاحراق إلا طيبا

ترباس قامة شامخه ولكنه يتنكر لمن ساندوه في بداياته الفنية

غنى لي قبلي جاي ورسلت ليك اجمل خطاب ورغم ذلك يقول بانه لايعرفني ولم يقابلني البتة ياللعجب !!؟؟


جلست قبالة الشاعر المرهف عبد الله امام في مكتبه الانيق باتحاد الخليج للتامين في مدينة الدمام حاضرة المنطقة الشرقية لاكثر من ساعة ونصف الساعة واخذت اتجاذب معه اطراف الحديث حول مسيرته الغنائية وعلاقته بالوسط الفني بعد رحلة الاغتراب الطويلة ورائه في الفنانين الشباب ورحلته مع الشعر التي تجاوزت مرحلة نصف قرن من عمر الزمان وعلاقته بالفنان كمال ترباس بحكم انه قد غنى له من قبل كما تطرقنا بالحديث معه الى تكريم الدولة للشعر والشعراء فكانت هذه الحصيلة الثرة لقراء كفر ووتر التي تربطه علاقة وطيدة بقرائها فالى مضابط الحوار مع شاعر قبلي جاي وقبلي جاي .

كانت البداية عن شعراء الحقيبة والارث الذي تركوه من ورائهم لجيل اليوم؟

حيث اعتدل في جلسته وتحدث بلغة الرجل الذي يحفظ الود والعرفان لاولئك النفر من الشعراء الفحول الذين اثروا الساحة الغنائية بروائع الالحان وجعلوا منها منارة شامخة تستدل بها كل الاجيال المتعاقبة جيلا اثر جيل ولكن والحديث لايزال للشاعر عبد الله امام حيث اردف يقول يحز في النفس كثيرا ان نقرأ بين الفينة والاخرى بعض الاراء الغريبة التي تسعى للنيل من تراث الحقيبة الخالد وقد احزنني حقا ان يخرج علينا رجل في قامة البروفيسور عبد الله حمدنا الله في احدى البرامج وهو يتحدث عن اغنية الحقيبة ويقول شكرا لهذا التراث فقد انتهى دوره تماما ويجب ان يتوقف عند الحد ولم يكتفي بذلك بل انه قال بأن بعض اشعار الحقيبة تصور المراة بثوب الكسل وعدم التفاعل مع مجتمعها بحيث تكون بعيدة عن العمل والانتاج (( وضرب مثلا باغنية تقل المرجج الخائض الوحل )) وعاد معترفا بان اغنية الحقيبة قد ساهمت بقدر يسير في ترسيخ جذور الاغنية السودانية ورغم اعترافه بهذه الجزئية الا انني ارى ان البروف قد تجنى على اغتية الحقيبة وسعى الى تجريدها من كل المضامين التراثية الجميلة التي رسختها في اذهان ومحبي هذا الفن الممسوق والذي يتجدد مع الزمن وهو كلما مرت عليه السنوات زادته اصالة ومنعة وشموخا وللبروف اقول تأمل في ابيات العبادي وهو يقول المكارم خلقي الجميلة .. والمحامد سالك سبيله ... ديما شارب من سلسبيلا ... من اخاير أخير قبيلة ... ومن اعالي العائلة النبيلة ... وهنالك الخليل فرح وهو يردد في القنيص الخيل هب راسن ... نحن مابنخاف من مراسن ... المكارم غلقنا ساسن ... والمجاهل مين غيرنا ساسن .. إن شربنا من نيل مر وآسن .. وإن عشقنا بنعشق محاسن ... وفي المحاسن كفى يومنا راح ... وياتي ود الرضي ليقول .. احرموني ولاتحرموني .. سنة الاسلام السلام .. وايضا ود الرضي عندما يردد قلت ليت ايامي يندن تبقى لانن وسحابة دندن ... بي لماكي النيران يخمدن ... هاكي شكري وجزيتي حمدا ... قالوا كيف استوجب لحمدا ... من تعاطى المكروه عمدا ... غير شك اتعاطى الحرام . هذه قاعدة شرعية ضمنها ود الرضي لكي يمشي الناس على هديها . افبعد ذلك كله هل يحق للبروف حمدنا الله ان يقول شكرا لمثل هذا الارث التليد الذي كنا ومازلنا نتعلم منه الكثير من التربية والتعاليم السمحة والكرامة والشهامة والرجولة والقيم والكثير من الاشياء الجميلة التي سعى البروف لتجاهلها وتجاوزها بلا مبرر مقنع ودس السم في الدسم ؟؟

* حدثنا عن تجربتك الشعرية والمراحل التي مرت بها؟

كنت اكتب الشعر كهواية ولدت معي منذ نعومة اظافري ولم اكن اتوقع ان تنال اغنياتي الحظوة في ان تصل الى اذن المتلقي وقد لعبت الصدفة دورها في ذلك حيث انني كنت اعمل مع الزميلة الشاعرة آمنة خيري وكنت اكتب الشعر واتغزل في هذه الزميلة الرائعة وقد كتبت فيها الكثير من الشعر كان ابرزه ((أغنية قبلي جاي وقبلي جاي )) وهي قد ولدت في رحلة العودة من العمل حيث كانت تجلس في مقدمة البص ووجهها الى الامام وانا اريد ان أراها فكانت تختلس النظر مرة بعد اخى فكتبت فيها قبلي جاي وقبلي جاي .. شوفي عيوني شايله شنو .. ومنتظراك تلبي ندائي . وحدث ان وصلت الاغنية للهرم كمال ترباس عن طريق الاخت حكمت محمد يسين واعجب بها الفنان كمال ترباس ايما اعجاب وطلب مقابلتي لاخذ الاذن بغناء هذه الاغنية وقال لي بالحرف الواحد انت من الذين يكتبون الشعر في العلب أم انك لاتمانع في غنائه فقلت له لامانع لديا لان الاغنية المغناة تصل الى اذن المتلقي اكثر من الاغنية المحبوسة في الادراج او الكتب وقد لاقت الاغنية نجاح باهر بعد ان توخى الفنان كمال ترباس بحسه الفني وذوقه الانيق ان لاتقدم الاغنية في ذلك الوقت نسبة لظهور اغنية ((حبايبي الحلوين)) اهلا جوني للمبدع عبد الوهاب الصادق والتي كانت سيدة الساحة الغنائية الشعبية في تلك الفترة حتى لاتموت اغنية قبلي جاي في مهدها ولاتجد حظها من الرواج والانتشار وقد كان .

ترباس ادهشني وهو يؤكد بانه لايعرفني ولم يلتقي بي ؟

كان غريبا حقا أن يقول الاستاذ كمال ترباس في احدى اللقاءات التلفزيونية بانه لم يلتقي بي ولايعرفني وهو امر لم اجد له تفسير حتى هذه اللحظة فقد التقينا مرات عديدة وحضرت اليه في منزله في احدى المرات وكان اللقاء الاول في شركة البيبشي كولا بحضور الزميلتين امنه خيري وحكمت محمد يسين وحدث ان تناولنا معا وجبة الافطار وقضينا وقتا ممتعا وجميلا وهو اللقاء الذي سمحت له من خلاله بان يغني اغنية قبلي جاي ثم التقينا في منزل المرحوم عوض جبريل ومن بعدها وقعت اغنية (( رسلت ليك اجمل خطاب )) في يد المطرب كمال ترباس وهي كتبتها هنا في بلاد المهجر بعد ان انقطعت رسائل الاخت امنة خيري عني رغم رسائلي التي تنهمر عليها فكان ان كتبت تلك القصيدة واعجب بها الاستاذ كمال ترباس هي الاخرى واخذ يرددها في حفلاته الغنائية وبيوت الافراح دون أن يستأذن من شاعر الاغنية الى ان باتت من الاغنيات الجميلة التي ساهمت في ترسيخ مسيرة الفنان كمال ترباس الفنية وبرضه يقول وعلى رؤوس الاشهاد بانه لم يقابلني ولم يلتقي بي وهو الامر الذي حز في نفسي كثيرا وجعلني في حالة من الاندهاش حتى يومنا هذا فاي شخص لو قابلته قبل عشرين عاما يمكن ان تتذكره لو التقيته بعد ذلك فكيف لك ان تتنكر لشاعر غنيت له عدد من الاغنيات التي اعطتك زخم كبير في مسيرتك الفنية وجمعتك بع اكثر من مناسبة انه لامر يدعو الى الدهشة حقا ؟؟!!

تكريم الدولة لرموز الشعر ماذا يعني لكم؟

هو نوع من العرفان والتقدير لهولاء المبدعين الذين ينثرون الابداع ويطوقوا اعناق الناس بجميل اعمالهم وحقيقة فان بين زملائنا الان الكثيرين الذين يستحقون التكريم والعرفان فتكريم التيجاني حاج موسى هو تكريم لكل شاعر مجيد يرسم الكلمات الرصينة ليشنف بها آذان الناس ولكنني كنت اتمنى واتعشم أن يشمل التكريم رواد الشعر الاوائل من شعراء الحقيبة الفحول امثال كرومة ود الرضي وعتيق وابو صلاح والمساح وغيرهم حتى نكون اوفياء لنجوم الزمن الجميل في الشعر الغنائي فالشاعر لاتنتهي مسيرته بمجرد رحيله عن دنيانا فارثه قائم واعماله تخلد ذكراه وهو يجب ان يكرم في شخص اسرته الصغيرة لكي نبرهن ولكل ذي عين بصيرة باننا اوفياء لكل مبدعينا من رحل منهم ومن هو على قيد الحياة .

* متى يتوقف الشاعر عن العطاء؟

الشاعر ليس مثله مثل لاعب الكرة الذي قد يترجل بمجرد ان يصل لما فوق آلــ 30 عاما . فالشاعر يمكن له ان ينثر الابداع حتى اخر لحظة من لحظات حياته حتى لو وصل لسن آلــ 80 إن كان في كامل حضوره الذهني والنفسي فالشعر لحظة مخاض تتولد بلا استئذان في البيت في الشارع في المسرح في المكتب في المطبخ لتتولد القصيدة الشعرية التي تبهج المستمع والمتلقي سوى ان كانت قصيدة مغناة او قصيدة للقراءة والاضطلاع وعليه فان الشاعر ليس له سن محددة للعطاء .

* من يعجبك من فناني الجيل الحديث ؟

يأثرني محمود عبد العزيز فهو قامة فنية متفردة ويمتلك صوت جهوري رائع وحنجرة ذهبية وهو مؤدي مدهش لعدد من اغنيات الحقيبة ومن جيل اليوم استمع وبانصات لعبد العزيز القلع فهو يمتلك حنجرة ذهبية وصاحب حضور فني رائع بكل المقاييس واتمنى ان يغني لي وها انا اقدم له هذه القصيدة لكي يترنم بها ويقوم بتسجيلها في الاجهزة الاعلامية وهي بعنوان (( أعفيني من كلمة يرئ)) وفي جعبتي الكثير لهذا الفتى الموهوب حتى النخاع : وتقول الكلمات .

أعفيني من كلمة برئ ... بتضيع الزول البري
من حقك انتي تقرري ... ومن حقك ايضا تفتري
ومن حقك أن تتواضعي ... وليكي ان تتكبري

ياستي سمحة المقدرة ... وياحلوة انتي بتقدري
في يمينك اتملكت تب ... عصفور وساي تتبختري
ياريت تجيك لحظة رضا ... أو بالحنان تتعطري
وتعودي لي يادنيتي ... ولي حالي ماتتنكري

انا لو رضيتي اقوم جري ... قبال تقومي تغيري

أنا أصلي مفتون بالجمال ... أهواه لو كان في المشترى

بي عمري رضيان اشتري ... وبالعندب لو كان انكري .

وللقصيدة حكاية مع فاتنة جميلة تقدمت لخطبتها وابدت امتاعضها وقالت برئ فكان هذا المخاض .

اجور الشعراء هل ترضي الطموحات؟

نحن ياصديقي لاننظر الى الشعر من هذه الزاوية لاننا نكتب الكلمة لنشبع غرورنا ونرسم الفرح في نفوس الغلابة والميسورين من بني وطني على حد السواء والنواحي المادية هي اخر اهتماماتنا ولو كنا ننظر لهذه الجزئية لما كنا قد تغربنا وتركنا الاهلون والعشيرة وذهبنا في بلاد المهجر نبحث عن لقمة العيش الشريف بل كنا قد جعلنا من الشعر المكتوب تجارة رابحة على نحو مايفعل مرتزقة الشعر الغنائي الحالي والذين يتاجرون بالكلمة المكتوبة ويضعون لها الاسعار الخرافية وهذا من وجهة نظري ليس شعرا بل هو سوق نخاسة يمارس على عينك ياتاجر باسم الشعر والشعراء ونحن منه براءة مثل براءة الذئب من دم ابن يعقوب :

أخيرا ماذا لديك ياعبد الله ؟

اشكركم في هذه المطبوعة المتوثبة والتي باتت تشكل رقم هام في حياة السودانيين في بلاد الغربة على هذه السانحة التي اتحتموها لشحصي الضعيف واتمنى ان اكون قد قدمت شيئا مفيدا لقارئكم الشغوف بكل جديد ومبتكر كما اسال الله ان تعود للاغنية السودانية عافيتها وان يتحرر شباب اليوم من الغناء الهابط والكلمات السوقية وليتهم يتمثلوا بالجيل الذهبي من الرعيل الاول الذين تركوا بصماتهم على خارطة الفن السوداني الاصيل امثال النقيب احمد المصطفى وعثمان حسين وحسن عطيه والكاشف والتاج مصطفى ومحمد حسنين وسيد خليفة وصلاح مصطفى وعبد العزيز داود وابو عركي البخيت وود الامين ومحمد وردي وغيرهم من المبدعين الافذاذ الذين لاتزال اعمالهم تنافس نفسها بنفسها دون ان يكون للاغنية الحديثة وجه للمقارنة معهم لسبب وجيه وبسيط ومقنع وهو ان اغنية الامس تختلف احتلاف جذري عن اغنية اليوم من حيث اللحن والاداء والكلمات الرصينة البعيدة عن الابتذال والسوقية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امسح للحصول على الرابط
 1  1  6982
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

جديد الأخبار

من السبت إلى السبت.. كمال حامد يكتب.. ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين (٢) ** كتبت قبل أسبوعين تحت هذا العنوان عن صعوبة بل استحالة الحصول..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019