• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 05-01-2024

الهروب الثاني ‬مع أبي ‬الطيب وأب أحمد

الهلال هو الشأن والشجن الخاص اذا ما اختلفت بالناس الشئون والاحداث ..لون مدادي ‬هو الأزرق في ‬حال رقراقه الصافي ‬أو عند إعتكاره وزبده الطافي!!!

الهلال هو الشأن والشجن الخاص اذا ما اختلفت بالناس الشئون والاحداث ..لون مدادي‮ ‬هو الأزرق في‮ ‬حال رقراقه الصافي‮ ‬أو عند إعتكاره وزبده الطافي!!!
بقلم: ‬عبد المنعم محمد سيد أحمد 


غيبتني ‬عن الكتابة لأيام مضت أعراض علة أو علل هلالية مخيفة حبست برهبتها مداد القلم وحسرت برهقها افاق التفكير والرؤى فغبت بين ليلين ليل العلة الهلالية التي ‬اعايشها إحساساً ‬وأنفاساً ‬وبين ليل البعد والغربة التي ‬اغالبها وتغالبني ‬في ‬صراع ‬غير متكافيء وفي ‬حلبة ‬يثورة في ‬أجوائها وبين ارجائها ‬غبار السؤال الصعب الذي ‬يتردد صداه داوياً: ‬الهلال الى ‬أين؟.‬
نعم الهلال الى ‬أين؟. ‬وحينما حاولت الاجابة وتكشفت امام ناظري ‬بعض ملامحها توقفت وتأملت ثم فكرت وقدرت ثم ماذا؟ اقر واعتف بأني ‬هربت نعم هربت ولا اجد حرجاً ‬في ‬هذا الاعتراف ولا في ‬هذا الهروب الذي ‬شجعني ‬عليه قائدي ‬ورائدي ‬في ‬خدمة البلاط الهلالي ‬استاذي ‬في ‬مهنة القلم وشيخ طريقي ‬في ‬مراقي ‬الهوى ‬والحب الهلالي ‬الاستاذ صلاح ادريس الارباب وان لن ‬يكن تشجيعاً ‬مباشراً ‬وانما من خلال استفزاز لطيف تعجب فيه من اصراري ‬على ‬الانحسار والتقوقع في ‬الشأن الرياضي ‬فقط وانا ‬يا شيخي ‬الجليل لا احتمل وصف استاذ الا على مضض فكيف تناديني ‬بأني ‬استاذك؟ ولولا معرفتي ‬بلطف خطابك وسمو قاموس الفاظك لقلت انها من ترف البيان او من طرف اللسان.‬
لست ‬يا شيخي ‬استاذاً ‬وان صارت هذه الكلمة صفة تطلق او قل مزاجاً ‬على ‬كل من سعى في ‬بلاط صاحبة الجلالة بقدم أو بقلم.‬
ولست صحفياً ‬احترف الكتابة وابحث عن الحقيقة وحدها ولست كما ‬يتهمني ‬البعض بأني ‬قيثارة لا تحسن الشدو الا في ‬الشان الهلالي ‬وان جاء في ‬اتهامهم شيء من الحقيقة.‬
ولا كما ‬يصفني ‬البعض بأني ‬وتر في ‬ربابة الفرح الهلالي ‬وجلمود صخر وحجر في ‬غيره وان جاء في ‬وصفهم شيء من واقع أيضاً.‬
ولكني ‬في ‬حقيقة امري ‬لا من هؤلاء ولا من اولئك وانما انا مشجع هلالي ‬بسيط تطربه انتصارات الهلال فيغزل الافراح على ‬منوالها وتحزنه الهزائم فيصمت أو ‬يهرب ـ ‬يا ارباب ـ فهل عرفت لماذا انحسر واتقوقع في ‬الشأن الرياضي ‬فقط بل في ‬محراب الهلال (‬فقطين) ‬ولا احسن سوى ذلك شيئاً ‬لا في ‬السياسة ولا في ‬الفن والادب واما السياسة فيكفي ‬شهادة أهلها تقول انها (‬لعبة قذرة) ‬واما الفن والادب فذاك بحر بلا ساحل وانا ما عندي ‬تجربة في ‬ذاك البحر ولا عندي ‬زورق.‬
ثم اني ‬ورب الراقصات بالحجيج الى منى في ‬هذه الايام ليس في ‬قلمي ‬سوى شيء من مدادين مداداً ‬ستلذ برشفه من رحيق عرق الابطال ساعة الانتصار ومداد آخر اتجرعه علقماً ‬من دموع الحزن وغصص الحرقة عند الهزائم ولون المدادين واحد لا ‬يتغير هو الازرق في ‬حال رقراقه الصافي ‬وعند إعتكاره وزبده الطافي ‬ولا ‬يروقني ‬لون الدم المسفوح ولا لون صديد الجروح.‬
والهلال ‬يا شيخي ‬وأخي ‬وأستاذي ‬يمثل شأني ‬العام وشجني ‬الخاص اذا ما اختلفت بالناس شجون الاحاديث وشئون الاحداث.‬
تحمل أصحابي ‬ولم ‬يجدوا وجدي
وللناس أشجان ولي ‬شجن وحدي
ثم عفواً ‬وعذراً ‬أيها القاريء فقد كانت تلك السطور وقفة ‬غلبت عليها ـ الأنا ـ وحديث الذات الفانية استغفر الله عنها واعتذر اليك منها وما جرني ‬اليه سوى قوارص ‬يستصغرها الناس واستعظمها.‬
ولتعذرني ‬قاريء الكريم في ‬وقفة أخرى أو هروب آخر مع أبي ‬الطيب المتنبي ‬وأب أحمد الأرباب فقد ‬وقف الارباب حاسر الرأس عند جمال الفلسفة وجلال الحكمة عند أبي ‬الطيب وخلص من ذلك إلى ‬أن الحياة سؤال فكانت عنوان عموده بالسوداني ‬وذلك بعد أن تفكر في ‬الدنيا ملياً ‬كما تفكر فيها ابوالطيب حينما قال:‬
ومن تفكر في ‬الدنيا ومهجته ++ ‬أقامه الفكر بين العجز والتعب
لكن الارباب قال ان الشعر وحب السلطة واللهث ورائها أضاع علينا كثيراً ‬من حكمة أبي ‬الطيب وفلسفته وفي ‬هذا اختلف مع الارباب واقول لولا هذا النسق من سحر المعاني ‬وهذا العبق من شجو البيان ورنين الالحان لما توقفنا ولا نظرنا الى شيء من هذه الحكمة أو الفلسفة وفي ‬شعر حكيم المعرة ونثره ما ‬يدعم حديثي ‬هذا فقد تجلت حكمة أبي ‬العلاء وفلسفته بوضوح واشراق في ‬نظمه في ‬كل قصيدة بل في ‬كل بيت ولكنها تقاصرت عن ذلك كثيراً ‬في ‬نظمه في ‬رسالة الغفران.‬
وكم جاءت حيرته وتساؤلاته الفلسفية عظيمة وهي ‬تختلج بين أنفاس الغريض فتفيض الحكمة من بين ثنايا القوافي ‬وتنهمر فلسفته في ‬الحياة والموت مع أمواج بحور الخليل في ‬شعره الجميل فجاءت أعظم أثراً ‬وأجل خطراً ‬من ظهورها في ‬فترة نثره في ‬رسالة الغفران كما أسلفت وما كان حكيم المعرة أسير ‬غم وذهول كما ظن وادعى شاعرنا الكبير محمد المهدي ‬المجذوب حينما قال:ـ
الشعر ‬يهزج في ‬المساء ربابه
متوسماً ‬طيف الهلال الناحل
لا تعزلوني ‬إن سئمت فانني
جربت أمس شجاعتي ‬وتفاؤلي
لو كان لي ‬سيف كشفت حقيقتي
وشفيت ‬غم أبي ‬العلاء الذاهل
لم ‬يكن بأبي ‬العلاء ‬غم وذهول وانما كان بين محبسيه ‬يبحث عن الحقيقة التي ‬أراد شاعرنا الكبير أن ‬يكشفها بسيفه وإن كان لا ‬يخفي ‬الفرق بين الحقيقتين.‬
وأنا أيضاً ‬يا استاذي ‬الارباب الجليل لا أود الخوض في ‬لجج البحث عن حكمة أبي ‬الطيب أو فلسفة أبي ‬العلاء وأيهما تعمق وتألق ولربما عدت الى ‬هذا في ‬لحظة هروب أخرى من الواقع الهلالي.‬
وبهذا اكتفي...‬
امسح للحصول على الرابط
 2  0  3299
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #2
    murtada 10-24-2011 03:0
    الاخ الكريم كاتب المقال لك الحق فيما تكتب وتقول ولكن سؤالي منذ متي صار الاخ صلاح ادريس كاتبا صحفيا ومتي اجتاز الامتحان التاهيلي للصحافة وكيف .صلاح ادريس صحفيا واستاذا لك وشيخ طريقتك الهلالية والله لاعندك شيخ ولا عندك طريقة .
       الرد على زائر
    • 2 - 1
      الجنرال 10-24-2011 06:0
      صلاح ادريس صحفي و يملك القيد الصحفي و جلس الي الامتحان في العام 2008
    • 2 - 2
      هاشم 10-24-2011 07:0
      الأخ مرتضى صباحك كلو خيروكل أيامك، صلاح إدريس صحفي مجاز بعد النجاح في امتحان القيد الصحفي (معلومة للفائدة العامة)
أكثر

جديد الأخبار

حقق الهلال فوزا غاليا علي الاتحاد بهدفين لهدف بعشرة لاعبين لينرشح لنهايي كاس الملك

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019