أبطال النحاس في يوم الدواس
سباق التفاخر المحموم بين أبناء باب سويقة وفتيان بوابة عبد القيوم ..من غيرنا يعيد التاريخ.. ويوقظ عُكاظاً من رقدتها ومضارب العرب من وهدتها.؟!
بقلم: عبد المنعم محمد سيد أحمد اليوم.. وحينما ترسل الشمس أشعتها مصبوغة بالشفق الأحمر مودعة سماء مدينة التاريخ أم درمان ـ أم الهلال والمريخ لن تجد جحافل الظلام طريقاً إلى شوارع المدينة العتيقة.. بل ستنهزم مخلفة ظلالها الرمادية تحت رحمة هلالين نيرين هما هلال السماء ـ هلال ذي القعدة المبارك الذي سيعتلي صفحة الأفق الغربي كاشفاً عن وجه قديم غاب عن الدنيا كثيراً حيث يُسفر اليوم في هالة من الضياء كان يبتدر بها أيام وليالي سوق عكاظ التي كانت تقام في غُرّة هذا الشهر وتستمر حتى العشرين منه وما يسفر هلال ذي القعدة عن هذا الوجه وهذه الهالة عبطاً وإنما لأنه رأى ملمحاً من ملامح تلك الأيام وأشتم رائحة ملحمة للتنافر والتفاخر مثل تلك التي كانت تكتنف أيام سوق عكاظ في مثل هذه الأيام من هذا الشهر.
اما الهلال الثاني الذي يضيء ساحات المدينة التاريخ فهو إبنها هلال هذه الأرض حامي العرين والعِرض وهو الطرف الأول ـ بل الداعي والساعي لإقامة عكاظ المفاخرة والمناظرة بينه وبين الترجي التونسي.
فاليوم يبعث الهلال عكاظاً من رقدتها ويُحرِّك خيام الجزيرة العربية وقبابها من وهدتها ويرسل الدعوة لمضارب العرب ينزل المنازل ويُحدِّث القبائل بأن عكاظ العرب تقام اليوم في موعدها في بقعة الأنصار الطاهرة تحت شعار يقول: يوم المفاخرة بين أبناء باب سويقة وأبناء بوابة عبد القيوم.. بينما تجعل الأقدار إبن الجزائر الشقيقة جمال حمودي في دور وليد بن أبي ربيعة.. حكما بين أبناء الهلال والترجي.
ولاشك أن سوقاً تجمع الهلال بالترجي لهي سوق عامرة زاخرة سيرتادها خلق كثير وذلك لما للبطلين من سمعة ومكانة عالية بين أبطال القارة الأم سيعتمد عليها بيان وبنيان البطلين المتنافسين فاذا ما فاخر ابن تونس بجذور ضاربة ترتوي رحيقاً من سيرة أبي زيد الهلالي فان أبناء البقعة يقولون إنهم الهلال الاصل منهم زيد الفوارس وزناد الوغى وملاعب الأسنّة ومعاود الحكماء وحاتم العرب. واذا ما تحدث أبناء تونس عن باب مدينتهم التي انطلقت منها شرارة التحرر والنضال فسنذكرهم بأننا أبناء الخريجين الأوائل حملة لواء الحرية والاستقلال وهنا ناديهم الذي أشعل فتيل الثورة ضد الاستعمار.
واذا ما استعرضوا تاريخ باب سويقة العتيق سنبرز تاريخ بوابة الخليفة التعايشي أو بوابة عبد القيوم.
واذا ما استعانوا بابي القاسم الشابي وانشدوا الخرائد من أغاني الحياة، سندفع باسم التجاني يوسف بشير ونهديهم أفوافاً من عبير إشراقة ومن أزهار القرنفل باقة.
وهكذا تظل المفاخرة بينا وبينهم حتى اذا ما أعجزناهم والزمناهم الحجة لم نكتفي بذلك.. بل سنغمزهم بسم نافد نؤكد به ان سيدي محرز صاحب الزاوية المعروفة (حفاوي من عندنا) وما حي الحلفاويين ببعيد عن زاويته العتيقة. وعند هذا الحد يعود إلى أبناء باب سويقة رشدهم و ينظرون بعطف الى حال كتيبتهم التي تعاورتها رماحنا وطاردتها خيلنا على النجيل الاخضر حتى اذهبت وهج شعارهم الاصفر واحالت احمرار لونه الى أغبر وتعالت صيحات الابطال الله اكبر الله اكبر.
نعم هي كتيبة الابطال التي يحمل راياتها عالية (هيثمونا) نسر الفلوات وعقيد خيل الغزوات ويحرس عرينها فتى الفتيان مُلاعب الآسنة المعز ويحمي قواعدها (بعشوم الجبال) مساوي وسيف النزال بويا وحفيد (تورشين) خليفة أحمد وابن تمبكتو القديمة ديمبا ويشد وسط الكتيبة حزام ناري يقوده الاسد الضاري المعلم عمر بخيت وفهد الادغال أتير (وزنقة زنقة يا بشة روقت المنقة يا بشة) والحسام الصقيل الحيّة الرقطاء ذات الاجراس والصليل ودالطاهر.
اما مقدمة الكتيبة فهناك أبطال (الدواس) أهل المراس يقودهم الساجد العابد كاريكا إبن نحاس الجموعية الهادر وقناصها الماهر وبجانبه درة الملاعب (عقرب العطرون) بكري الدرة والسهم الناري سا سا سادومبا (الشيطان أبولمبة). وحينها يعلم أبناء باب سويقة أن ريحهم الباردة قد لاقت إعصاراً حارقاً أو كما تقول العرب في أمثالها: إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً.
ويومها سيعرف أبناء تونس الخضراء أن فتية الهلال أناس لا توسط بينهم لهم الصدر دون العالمين أو القبر وأنهم:
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلى
واكرم من فوق التراب ولا فخر
ويومها ستدرك قبائل الدنيا من عرب ومن عجم الذين اكتظت بهم الفضائيات وضاق باحاديثهم الأثير أن الهلال قد خاض النزال سعياً وبحثاً عن مجد مؤثل هو أجدر الناس به وأن لسان حال فرسانه كان يردد:
ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة
كفاني ولم أطلب قليل من المال
ولكنما أسعى لمجد مؤثل
وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
اما الهلال الثاني الذي يضيء ساحات المدينة التاريخ فهو إبنها هلال هذه الأرض حامي العرين والعِرض وهو الطرف الأول ـ بل الداعي والساعي لإقامة عكاظ المفاخرة والمناظرة بينه وبين الترجي التونسي.
فاليوم يبعث الهلال عكاظاً من رقدتها ويُحرِّك خيام الجزيرة العربية وقبابها من وهدتها ويرسل الدعوة لمضارب العرب ينزل المنازل ويُحدِّث القبائل بأن عكاظ العرب تقام اليوم في موعدها في بقعة الأنصار الطاهرة تحت شعار يقول: يوم المفاخرة بين أبناء باب سويقة وأبناء بوابة عبد القيوم.. بينما تجعل الأقدار إبن الجزائر الشقيقة جمال حمودي في دور وليد بن أبي ربيعة.. حكما بين أبناء الهلال والترجي.
ولاشك أن سوقاً تجمع الهلال بالترجي لهي سوق عامرة زاخرة سيرتادها خلق كثير وذلك لما للبطلين من سمعة ومكانة عالية بين أبطال القارة الأم سيعتمد عليها بيان وبنيان البطلين المتنافسين فاذا ما فاخر ابن تونس بجذور ضاربة ترتوي رحيقاً من سيرة أبي زيد الهلالي فان أبناء البقعة يقولون إنهم الهلال الاصل منهم زيد الفوارس وزناد الوغى وملاعب الأسنّة ومعاود الحكماء وحاتم العرب. واذا ما تحدث أبناء تونس عن باب مدينتهم التي انطلقت منها شرارة التحرر والنضال فسنذكرهم بأننا أبناء الخريجين الأوائل حملة لواء الحرية والاستقلال وهنا ناديهم الذي أشعل فتيل الثورة ضد الاستعمار.
واذا ما استعرضوا تاريخ باب سويقة العتيق سنبرز تاريخ بوابة الخليفة التعايشي أو بوابة عبد القيوم.
واذا ما استعانوا بابي القاسم الشابي وانشدوا الخرائد من أغاني الحياة، سندفع باسم التجاني يوسف بشير ونهديهم أفوافاً من عبير إشراقة ومن أزهار القرنفل باقة.
وهكذا تظل المفاخرة بينا وبينهم حتى اذا ما أعجزناهم والزمناهم الحجة لم نكتفي بذلك.. بل سنغمزهم بسم نافد نؤكد به ان سيدي محرز صاحب الزاوية المعروفة (حفاوي من عندنا) وما حي الحلفاويين ببعيد عن زاويته العتيقة. وعند هذا الحد يعود إلى أبناء باب سويقة رشدهم و ينظرون بعطف الى حال كتيبتهم التي تعاورتها رماحنا وطاردتها خيلنا على النجيل الاخضر حتى اذهبت وهج شعارهم الاصفر واحالت احمرار لونه الى أغبر وتعالت صيحات الابطال الله اكبر الله اكبر.
نعم هي كتيبة الابطال التي يحمل راياتها عالية (هيثمونا) نسر الفلوات وعقيد خيل الغزوات ويحرس عرينها فتى الفتيان مُلاعب الآسنة المعز ويحمي قواعدها (بعشوم الجبال) مساوي وسيف النزال بويا وحفيد (تورشين) خليفة أحمد وابن تمبكتو القديمة ديمبا ويشد وسط الكتيبة حزام ناري يقوده الاسد الضاري المعلم عمر بخيت وفهد الادغال أتير (وزنقة زنقة يا بشة روقت المنقة يا بشة) والحسام الصقيل الحيّة الرقطاء ذات الاجراس والصليل ودالطاهر.
اما مقدمة الكتيبة فهناك أبطال (الدواس) أهل المراس يقودهم الساجد العابد كاريكا إبن نحاس الجموعية الهادر وقناصها الماهر وبجانبه درة الملاعب (عقرب العطرون) بكري الدرة والسهم الناري سا سا سادومبا (الشيطان أبولمبة). وحينها يعلم أبناء باب سويقة أن ريحهم الباردة قد لاقت إعصاراً حارقاً أو كما تقول العرب في أمثالها: إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً.
ويومها سيعرف أبناء تونس الخضراء أن فتية الهلال أناس لا توسط بينهم لهم الصدر دون العالمين أو القبر وأنهم:
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلى
واكرم من فوق التراب ولا فخر
ويومها ستدرك قبائل الدنيا من عرب ومن عجم الذين اكتظت بهم الفضائيات وضاق باحاديثهم الأثير أن الهلال قد خاض النزال سعياً وبحثاً عن مجد مؤثل هو أجدر الناس به وأن لسان حال فرسانه كان يردد:
ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة
كفاني ولم أطلب قليل من المال
ولكنما أسعى لمجد مؤثل
وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
