• ×
الجمعة 3 مايو 2024 | 05-02-2024

علماء إيطاليون يسعون لفحص رفات دافنشي لحل لغز لوحة الموناليزا.‏

علماء إيطاليون يسعون لفحص رفات دافنشي لحل لغز لوحة الموناليزا.‏
 كفر و وتر / وكالات /
منذ أمد بعيد، يغلف الغموض الكثير من جوانب حياة الأسطورة ليوناردو دافنشي: كيف مات؟ وهل الرفات الموجودة في إحدى القلاع الفرنسية تخص بالفعل هذا الفنان الرائد المنتمي لـ«عصر النهضة»؟ هل كانت «موناليزا» صورة شخصية له حاول التمويه على حقيقتها؟

وفي تقرير لها ذكرت وكالة الأنباء الأسترالية أن مجموعة من العلماء الإيطاليين، يعتقدون أن لديهم مفتاح الإجابة عن هذه الألغاز جميعها، وأنه يكمن في الرفات، وأشاروا إلى أنهم يسعون إلى الحصول على تصريح من السلطات الفرنسية لاستخراج جثمان لإجراء تحليلات كربونية وللحصول على عينة من الحمض النووي.

وإذا كانت الجمجمة في حالة سليمة، فإن العلماء بمقدورهم حينئذ خوض لب التساؤل الذي ألهب خيال العلماء والعامة لقرون طويلة حول ما هي هوية «موناليزا» الحقيقية. وأوضح خبراء يشاركون في المشروع في تصريحات لوكالة الأنباء الأسترالية أنه من خلال إعادة تركيب وجه ليوناردو دافنشي، سيصبح بمقدورهم المقارنة بينه وبين الوجه المبتسم الذي تصوره اللوحة.

من بين الخبراء، جيورجيو غروبيوني، عالم أنثروبولوجي يشارك في المشروع، علق بقوله: «لا ندري ما الذي سنجده في المقبرة حال فتحها. ربما لن نعثر سوى على حفنة من الحبيبات والتراب. لكن إذا كانت الرفات محفوظة بصورة جيدة، فإنها تشكل أرشيفا بيولوجيا يسجل أحداث حياة المرء، وأحيانا ظروف وفاته».

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الأسترالية، قال سيلفانو فينشتي، قائد الفريق البحثي، إنه ينوي الإلحاح على السلطات الفرنسية المسؤولة عن موقع الدفن المزعوم لدافنشي في قلعة أمبواز، وسيتقدم إليه بطلبه مطلع الأسبوع القادم.

إلا أن مشاعر الحماس الإيطالي ربما تكون سابقة لأوانها. ففي فرنسا، يتطلب الحصول على تصريح لاستخراج جثة ما إجراءات قانونية طويلة، وتوحي السوابق على هذا الصعيد بأن الأمر ربما يستغرق وقتا أطول عندما يتعلق الطلب بشخصية شهيرة مثل ليوناردو دافنشي.

من ناحيته، قال جان لوي سورو، مدير شؤون القلعة التي يرجع بناؤها إلى العصور الوسطى وتقع في «وادي لوار» الفرنسي، إنه بمجرد التقدم بطلب رسمي، سيجري تشكيل لجنة من الخبراء. وبعد ذلك، تجري مناقشة مثل هذه الطلبات مع وزارة الثقافة الفرنسية.

جدير بالذكر أن ليوناردو دافنشي كان قد انتقل إلى فرنسا بناء على دعوة من الملك فرانسيس الأول، حيث منح لقب «الرسام الأول للملك». وقضى آخر ثلاثة أعوام من حياته هناك، وتوفي في كلو، بالقرب من المنتجع الصيفي للملك في أمبواز عام 1519 عن 67 عاما.

تعرض المكان الأصلي لدفن دافنشي، الكنيسة الملحقة بقصر سانت فلورنتين، للتدمير أثناء الثورة الفرنسية، وأعيد دفن رفات يعتقد بأنها تخصه في كنيسة سانت أوبرت، بالقرب من القلعة.

يحمل شاهد القبر اسم ليوناردو دافنشي فحسب، مع ملحوظة تنبه الزوار إلى أن هذا هو المكان الذي يعتقد بأن رفات الفنان الشهير توجد به.

في هذا السياق، أعرب أليساندرو فيزوسي، مدير متحف مخصص لليوناردو دافنشي في بلدته الأصلية، فنشي، عن اعتقاده بأن «مقبرة أمبواز تعد مقبرة رمزية، ولا تزال تشكل علامة استفهام كبيرة».

وأضاف فيزوسي، الذي لا يشارك في المشروع، أن إجراء تحقيقات بشأن المقبرة ربما يساعد في التعرف على رفات الفنان على نحو قاطع وحسم تساؤلات أخرى، مثل سبب الوفاة. وقال إنه طلب فتح المقبرة عام 2004 لدراسة الرفات، لكن مسؤولي قلعة أمبواز رفضوا الطلب.

وفيما يخص الطلب الإيطالي الأخير، قال فينشتي إنه جرت محادثات تمهيدية منذ عدة سنوات ماضية، وإنه ينوي تقديم طلب آخر الأسبوع القادم لعقد اجتماع لشرح فكرة المشروع بالتفصيل. ومن شأن ذلك تمهيد الطريق أمام التقدم بطلب رسمي، حسبما أوضح فينشتي.

يذكر أن مجموعة الخبراء المشاركين في المشروع والبالغ عددهم 100 خبير يطلق عليها «اللجنة الوطنية للتراث التاريخي والفني». وقد أنشئت عام 2003 بهدف «حل ألغاز الماضي الكبرى»، حسب قول فينشتي، الذي وضع كتبا حول الفن والأدب.

من المعتقد أن «موناليزا» تعد أشهر لوحة فنية على مستوى العالم، وتوجد حاليا في متحف اللوفر في باريس، حيث وفد لمشاهدتها قرابة 8.5 مليون زائر العام الماضي. وقد اكتنف الغموض هوية الشخصية التي رسمها الفنان لقرون كثيرة، مع تنوع التكهنات ما بين أنها زوجة تاجر من فلورنسا إلى أنها والدة ليوناردو دافنشي.

وكانت فرضية أن «موناليزا» تشكل صورة شخصية عمد الرسام إلى التمويه على حقيقتها من المسائل التي حيرت العلماء وأثارت انقسامات في صفوفهم. وظهرت كثير من النظريات على هذا الصعيد، حيث يعتقد البعض أن شغف ليوناردو دافنشي بالأحجية والألغاز ربما دفعه لإخفاء هويته الحقيقية خلف تلك الابتسامة المحيرة، بينما تكهن آخرون بأنه بالنظر إلى مزاعم كون ليوناردو دافنشي من المثليين، فإن الصورة ربما تخفي وراءها حبيبا مخنثا للرسام.

وعمد البعض إلى استخدام التحليل الرقمي لفرض صورة ليوناردو دافنشي التي يبدو فيها بلحية على «موناليزا» لإظهار تطابق ملامح الوجه.

حال حصولهم على تصريح للدخول إلى المقبرة، ينوي الخبراء الإيطاليون استخدام كاميرا بالغة الصغر ورادار يخترق طبقات الأرض - يقدم صورا للمساحات الكامنة تحت الأرض باستخدام موجات - للتأكد من وجود عظام. بعد ذلك، سيعمل العلماء على استخراج البقايا ومحاولة تحديد الفترة الزمنية التي تعود إليها العظام باستخدام الكربون المشع. وتدور الدراسة المقترحة حول السعي إلى التأكد من أن البقايا المدفونة في هذا الموقع تنتمي بالفعل إلى ليوناردو دافنشي، وذلك باستخدام تحليل الحمض النووي. إلا أن فيزوسي من جانبه شكك في إمكانية عقد مقارنة باستخدام الحمض النووي، موضحا أنه لا يعرف أي نسل مباشر لليوناردو دافنشي أو أي مقابر أخرى تضم أقارب له من الدرجة الأولى.

من جهته، قال غروبيوني إن الحمض النووي المستخرج من العظام يمكن في نهاية الأمر مقارنته بحمض نووي مستخلص من مكان آخر. على سبيل المثال، من المعتقد أن ليوناردو دافنشي قام بتلطيخ الألوان على قماش القنب بإصبعه، وربما باستخدام بعض من لعابه، مما يعني إمكانية العثور على حمض نووي على رسوماته، رغم اعتراف غروبيوني بأن هذا الاحتمال بعيد.

حتى حال عدم إجراء اختبارات للحمض النووي، من الممكن أن توفر اختبارات أخرى معلومات مفيدة، بينها التعرف على ما إذا كانت العظام تخص رجل أو سيدة، وما إذا كان الشخص مات شابا أو عجوزا.

وقال غروبيوني: «يمكن أن تتوافر أمامنا مستويات متنوعة من الاحتمالات بالنسبة للعظام. لكن من أجل التوصل إلى احتمالية مرتفعة للغاية منها، يجب إجراء اختبار الحامض النووي».

من جهته، قال فينشتي إن الخبراء سيسعون أيضا إلى البحث عن أي دلائل حول أسباب الوفاة. على سبيل المثال، تترك أمراض مثل السل والزهري آثارا على العظام.

في أفضل السيناريوهات المتوقعة - وهو وجود جمجمة كاملة - ستقوم مجموعة الخبراء بإجراء مسح لها وإعادة تركيب الوجه، حسبما أوضح فرانسيسكو ماليغني، بروفسور أنثروبولوجي متخصص في مجال إعادة التركيب والبناء، وسبق أن قام بإعادة تركيب وجه شخصيات إيطالية شهيرة، بينها دانتي. الملاحظ أنه حتى داخل اللجنة ذاتها، هناك انقسام بين الخبراء حول هوية «موناليزا». يعتقد فينشتي أن التقليد القائم على النظر إلى الصورة الشخصية باعتبارها ليست مجرد تقليد أمين للملامح، وإنما تصوير للهوية الروحية للمرء ربما ترك أصداء لدى ليوناردو دافنشي.

أما فيزوسي، مدير المتحف، فرفض فكرة إمكانية أن تكون «موناليزا» تصويرا شخصيا لليوناردو دافنشي باعتبارها «لا أسس لها ولا منطق وراءها».

وقال، خلال مقابلة أجريت معه عبر الهاتف، إن اللوحة «أشبه بمرآة.. كل امرئ يبدأ في النظر إليها انطلاقا من فرضيته أو الفكرة التي تسيطر على ذهنه، ثم يحاول العثور عليها هنا». وأشار إلى أن غالبية الباحثين يعتقدون بأن المرأة الموجودة في اللوحة إما أنها عشيقة راعي الفنان، غيليانو دي ميديتشي، أحد نبلاء فلورنسا، أو ليزا غيرارديني، زوجة تاجر حرير ثري يدعى فرانسيسكو ديل جيوكوندو. وتتمثل وجهة النظر التقليدية في أن اسم «موناليزا» مشتق من اسم زوجة تاجر الحرير، واسمها الإيطالي «لا جيوكوندا».
امسح للحصول على الرابط
 0  0  5030
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

علق الهلال صفقة تيري ليونيو المقبل بناء علي طاب فلوران وكان الكنجولي طلب تيري بالتحديد من مجلس الهلال

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019