• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-24-2024

العزيزة .. محمد المرتضى حامد

العزيزة .. محمد المرتضى حامد
كفرووتر/الخرطوم/ العزيزة
- محمد المرتضى حامد –

كان الرفاق من أصحاب الوعي المبكر يلقبونها (كاس العالم)، وحتى لا تختلط الألقاب والأنساب والأصل بالصورة، لابد من التنويه إلى أنه، وفقا لتقارير مراسلينا في جامعات الداخل والخارج أيام الطلب وعهد الرشيد، توجد عدة نسخ لذلك (الكأس) وربما لاتخلو مدينة منه، لكن (جول ريميه) واحد لا شريك له حازته البرازيل إلى الأبد بعد فوزها به ثلاثة مرات متتاليات.
المواعيد لسه حزنانه بتنادي..
سعد الدين إبراهيم شاعر مثقف شامل وكيف لا وهو أحد أضلاع مثلث برمودا شعري فيه التجاني سعيد العجيب صاحب القصائد البرمائية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحنان القائل في ديباجته (صحيتي في نفسي الوجود ورجعتي لعيوني النهار)، رجل وسيم الخاطر والمعاني والملامح كوضاح اليمن، يتزيا على نسق تخال معه أنه عائد لتوه من عكاظ بصحبة المهلهل بن ربيعة، وثالثهم محجوب شريف العفيف النضيف وكفى، كفى لأنو محجوب دا زي شعار المرسيدس، ما عايز كلام. حالة ثورية سكنت الثورة وسكنته، كانوا أصحابا تبتلع مياههم الإقليمية كل من سولت له نفسه الأمّارة بالعشق السَكسَكه والتسكع قريبا من وادي قوافيهم حيث تمرح ظباء مُتخيلة لكنها واقع تَبدى في كثير من حِسان الوطن الأخضر والزمن الوردي اللواتي (برزن عفافا واحتجبن تسترا).
نموذج (العزيزة) الذي كتب عنه سعدالدين القاعد في عليين، تَمثَّل لنا بشرا سويا لابِس توب بقوام سمهري، تراها تسير كأحداث جمال مُعلَن، حسب رواية ماركيز المدهش وزاوية رؤيته، فسعد عندما يقول (العزيزة) يستحضر كل ما تكنه ذاكرتنا الجمعية الحميمة لفتاة عاملة، أيا كان موقعها، بسماحة نفسٍ واعتداد بالذات لا يخل أبدا بمخزون عشقها اليبهرج الدنيا حولها فتغدو مركزا قوميا لتوزيع الصبابة ووله تضج معه وسامة الحبيب ألقا. كانت العزيزة حين تشرق تشمل بمظلة بسمتها وتأمينها الاجتماعي وسماحتها طويلة التيلة كل الرفاق فيأخذوا من جمال يوسف شِطرا ويبقوا سمحين ويغنوا مع صاحبهم كورال الغرام عمل احتلال.
قال لي صديق، كلما أستمع لأغنية (العزيزة) ال 4D ترتسم في ذاكرتي صورة تلك الشابة بثوبها الأبيض تسير في اعتدال وخطوات واثقة كعقارب الرولكس مضبوطة ومنضبطة، بالضبط كما أحسَّها سعد في (عِزة العامله ومشيها). فُصِّلت الألقاب المدنية والعسكرية على هيئتها وعلى أدائها السهل الفادح الإبهار، قلدوها رتبة الفيلدمارشال (المشير) عندما كانت قائدا لأسراب الفاتنات من تشكيلة الميج ٣٥ فتوارت الجاغوار والرافال في الإحتفال.
بحق كانت مشيرا قبل انتحار الرُتَبة على كتف المخلوع جوار قميص ميسي الزيوف.
اللهم أجرنا في مصيبتنا.
سألت صديقي (الممسوخ): أتُراها من عناها الزول اللطيف صديق احمد وهو يغني (كان تاجوج بِقَت بالرتبه مشهوره، إنتي فوق تاجوج زادوكي دبوره)؟ بالطبع قبل أن تُبتذل الرتب وتصبح على قفا من يشيل وتوزَّع في مزاد المحاصصات كما يوزع أفراد سلالة الكوفيد الهندية الجنيهات المهزومة على رؤوس (القونات)! ضحك صديقي حتى بانت والأربعين.
ضنينة في تلفتها ولكأنها من عناها سعد بالمابتحاول يوم تشوفنا، يقال إن الناس يفسحون الطريق لمن يعرف هدفه جيدا، وكانت كذلك، عند مرورها يخفت إرسال أية مجموعة من مظاليم الهوى والسابلة والمؤلفة قلوبهم المصطفّين على جانبي الطريق كقرقول بانتظار صدقاتها وزكواتها، وحين يدخل نطاقها الطاقي الطاغي مجالهم الحيوي تتعطل شبكاتهم جميعها ولا تعود للخدمة إلا بعد مرورها تماما كما ال UFOs.
كانت تمد كهارب الشوارع بالضوء وتزوِّد الحضور والشبكة القومية بالتيار والمرضى بالعافية، لِم لا وهي (الوحيدة الطال عشان جيتك وقوفنا). يسائلني صديقي، إنت يا محمد عارف أفلاطون كان قاصد منو بالمدينة الفاضلة؟
كانوا يهمسون عندما تطل من بعيد: الكهربا جات. حتى في غيابها عن الميعاد سجلت كاميرات الشوارع حالات مرور أجسام كالفانتوم، والناس المتابعين ال paranormal activities عارفين الكلام دا كويس، كانت اللمبات تبق بِق ثم تنطفئ خجلا منها ورهبة.
ما كانت تضيف لصنع الإله شيئا كما تفعل الكثيرات من بنات الصالات ومكياج غوانزو، فهدوء القسمات وتناسق المحيا كانا يكفيانها عن كل كناتين التجميل القبيح، كانت تكتفي بإبتسامة يفوق مفعولها منتجات فيرساتشي المسكين ومن لف لفه، تنظر باتجاه الشمال فيغار الجنوب، لا يستثني جبروتها ضِلعا في صدر، كان في عينيها حزن موقر من العصر الروماني لكأنها غادرت لتوها عزاء أنطونيو وكليوباترا.
سعد حين يقول (العزيزة) ، حتما يستصحب منظومة صفات عدة جلها يتصل بالروح وسماحة النفس والترفع عن الصغائر والتوافه، فهو يعني نوعا من البشر يفرض حضوره حتى بغيابه ويملأ المجالس حديثا رزينا حلوا في صمته. قال: كانت لها التفاتة مثقفة هادئة تغير اتجاهات الرياح وأشرعة السفن فتحار الجواري الكُنّس في أفلاكها، تمتعت بخاصية لا تجدها إلا في ميثولوجيا الإغريق وحكاية (ميدوزا) صاحبة اللمسة المعروفة، لكن سعد الدين أشار إلى لمسة أخرى تفردت بها أنامل (العزيزة) ناسجة شملة الريد، ودا كلام حيَّر خبراء التيكستايل ونساجي عرش الطاووس في ضواحي شيراز وأطراف أصفهان، وإن كانت تُحَف السجاد يقتنيها كل مستجد نعمة إلا أن (شملة الريد) عصية على النسج والنول والإستحواذ ، فخيوطها غزلت من عصب ريدة وود حريري لم يسمع به كُثير عزة وبثينة وجميلها ولبنى وقيسُها.
شوف بالله (شملة الريد) دي كيف!! شوف ملمسها في الخاطر كيف،
شوف المنمنمات تزركش خيالك كيف!!
(والله ما طلانا من بعدك فرح)!!
ياخ سلميلنا على ضفايرك موجه موجه سلام جمهوري أمام المنصة، والله أحضانك بلد انسينا فيها وما أسعد أن تُنسى في أحضان سوناتا مستدامة..
يضيف صديقي، لا أجد تفسيرا لتهاون الحكومات وتراخيها في إصدار تشريعات تحرِّم احتكار الجمال فتُصدر قوانين تأميم تستهدف الصالح العام بمثلما تفعل مع الشركات الكبرى عقب الثورات الإشتراكية العظيمة !! الثروات القومية يحظر احتكارها وتصديرها، فالعزيزة اختفت فجأة شرقا باتجاه النفط رغم همهمة القوى الإشتراكية وتحذيراتها المتكررة وإنذاراتها المبكرة المرسلة للسلطات بعنوان السمحه قالوا مَرحًّله، ولا حياة.
بُحَّت حلوق الندامى تطالب بتشريع يوقف نزف الثروات الوطنية وما من مجيب، فاحتكار أي عزيزة أو تصديرها يتسبب في تدهور تصنيف الدولة إئتمانيا حتى تصبح على شفير الإفلاس وحينها لن تنفع صيدلية ماكرون ولا مشفى باريس، وبمناسبة باريس، تمنيت على حمدوك يجيب معاهو كراسي وزارات ومجلس سيادي (تيفال) لأنو شايف في ناس بيفكروا في الإلتصاق.
يقول صديقي، العزيزات يجب أن يبقين مركزا لتوزيع السيريتونين والسرور، فأمثال (العزيزه) توأم للعافية الوطنية، مجرد رؤيتهن أو الإستماع لأصواتهن يُعد مَجلَبة للسعادة، بخَّاخة دوبامين، أصواتهن يقال لها (أصوات الصحة) وقيل أنها تقع ضمن ترددات (ألفا) التي تجعلك سعيدا فور التقاط موجاتها، سمع وشوف، ألم يقل العبادي: ببكي وبنوح وبصيِّح للشوفتن بتريِّح؟ لذا يتوجب على كل وطني غيور إبلاغ السلطات عن أي شروع في احتكارعزيزة ف(ظباء مكة صيدهُن حرام).
قال: عندما انطلق نجم الكرة (بيليه) في سماء المستديرة أغراه يوفنتوس بمبلغ يسيل له لعاب الأثرياء، قاموا أولاد الحلال أبلغوا رئيس البرازيل وقتها جانيو كوادروس بالخطر فأصدر مرسوما أعلن بموجبه أن (بيليه) ثروة قومية غير قابلة للتصدير.
نداء أخير:
سلميلنا على يدينك وشملة الريد انسجيها.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة :
 0  0  6558
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

تناغمٌ وانسجامٌ بين المدير الإداري ومساعده.. وأكرم قيادة رشيدة ارتفعت درجة الحرارة ھذه الأيام في مدينة الطائف بصورة غير طبيعية عما كانت عليه في..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019