• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-24-2024

"الهيبة جبل" يستكمل .. بالهيبة التحدي "ياسر ترجمله"

"الهيبة جبل" يستكمل .. بالهيبة التحدي "ياسر ترجمله"
تقرير .. حنان فهد .. الرباط مثّل مسلسل الهيبة جبل في جزئه الخامس المفاجأة الكبرى لِكمَّ التغير ولحجم التجديد في إبداعه الفني، حيث جرى تقديم العمل بلغة فنيّة مدهشة، وإبهار بصري منقطع النظير، كونه كثير الحركة والأكشن، ومتعدد الرؤى مع تحريك الممثلين بذكاء إخراجي وفني نادر، وقد تصدر اسم العمل منذ عرض أولى حلقاته أعلى تريند بحث ومتابعة، ليواصل الجمهور تفاعله مع أحداث المسلسل، ويتداولوا ألفاض وعبارات ممثليه، وتشد الأنفاس بآخر حلقاته وهو يعانق النجاح وينتزع الإنجاز والتفوق على جميع المستويات إخراجا وتمثيلا وكتابة وإنتاجا.
إذا كانت شخصية جبل بطل العمل من بداية أول جزء قد خلقت حالة درامية فريدة من نوعها، وأثمر تأثيرها عن أولوية استثمار نجاحها فلفت حولها الجمهور لمتابعة سيرتها، فإن التمديد كان يفرض الاستمرارية على الأقل على نفس المستوى الذي بدأ به العمل، وهو الشيء الذي لم يخدل تأملات المشاهد، فالعمل على توالي مواسمه لم يفارق القدرة الدائمة على مفاجأة المتلقي وإدهاشه، لمتابعة ملحمة شعبية محورها جبل، هذه الشخصية الرئيسية التي حلقت فوق زحام الشخصيات الأخرى، دون أن تغطي عليها، بل تركت لها مجالا للظهور والبروز بفضل ذكاء مخرج عودنا على الحفر بعيدا في هذه الشخصيات، وإظهار جوانب الحرفية والعفوية بها، لتخرج للعلن بفضل براعة مخرج، وبراءة ممثل لا بفضل خبرته.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا بعد الهيبة؟
ياسر ترجمله!!
مسلسل استطاع أن يرفع بسقف التحدي عاليا، وأبهر فنانوه الجمهور بمستوى عال من الإبداع، لن ينتظر هذا الجمهور منهم أقل مما إعتادوا عليه، وأول المطالبين هو بطل هذا العمل.
بعد "الهيبة جبل" ماذا في جعبتك يا تيم حسن؟
النجم الذي استطاع بفضل حضوره الطاغي، وقدرته الهائلة على الأداء بطريقة متوافقة مع المتغيرات الدرامية التي تعاقبت عبر أجزاء العمل، التربع على عرش الدراما بلا منازغ، وبعد أن كان ينافس النجوم صار اليوم ينافس فقط نفسه، عليه بعد هذه المحطة الإبداعية أن يعي أن تحقيق النجاحات الكبرى في مسيرة أي فنان بمثابة دعوى لصاحبها ليتم شوطه مع الإبداع، ولا مجال للإفلاس أو التراخي.
ما بعد الهيبة جمهور عريض بانتظار صورة مغايرة لأسطورته التي جسدها، بمستوى لا يقل عما قدمه، وليس مقبول أي احتمال لتكرار نفسه أو لتقديم صورة نمطية عن أدائه كممثل.
علَّ ما يدعونا للتفائل كونه عودنا على التجدد والفوران حتى بنفس العمل، لنكتشف في "الهيبة جبل" جانبا كوميديا مخبأ في شخصية من الحجم الثقيل "جبل" ونتقبل أسلوبها ونجده خفيفا على القلب، والأهم أننا في هذه الكوميديا لم نرى إثارة مصطنعة أو سخيفة، فمشهد المحكمة وما حققه الفنان من تفاعل ودرجة دفء وتواصل مع جمهوره، لم يكن فقط بمثابة تجديد لشهرته، بل اكتشاف صغير لمساحة جديدة من قدراته التمثيلية، التي ربما تجلي ظلال الشك حول موهبته التي هي بالأساس مصدر ما حققه في مسيرته السابقة.
image

image


على مدى مواسم المسلسل، تخللته مواقف و مشاهد رائعة، وأبان جل الممثلين من خلالها عن قدراتهم الفنية، وفتحت جماهرية العمل الفرصة لمواهب جديدة لتبين عن قدرات فنية تتجاوز قيمة الأدوار التي جسدوها، وبدى واضحا ارتياحهم، وجاءت حركاتهم متوافقة ومتناسقة مع تعبيراتهم. وأول من تشعر أن المسلسل قد كتب لشخصيته بالتحديد لا لغيره، كان الفنان وسيم قزق الذي أذهلنا بروعة أدائه لشخصية الداعشي أبو الوليد، وكما يقال بالعامية "لبس الدور لبس" فأدهشنا بتعابير وجهه وانفعالاته، واستطاعت جملته الشهيرة "ياسر ترجمله" أن تأخد نصيبا وافرا من التداول مع عبارات جبل، واستحق أن يعتبره الجمهور بطلا آخر مضادا للبطل.
أما عن شخصية المذهلة منى واصف فثمتيلها الرهيب يزداد ثقلا بكل موسم، كما أن شخصية علي للممثل سعيد سرحان أخدت نصيبها الوافرا بهذا الموسم، وبرعت في تأدية دورها باحترافية، وكذلك شخصية الشايب للممثل محمد عقيل، وعبد الرحمان القادري كسب الرهان في قدرته على تجديد شخصيته من موسم لآخر، وكما أقنعنا بتحوله من برهوم إلى زكور، أقنعنا بتحوله من عَدوِِ لحامي، والممثل سمير ناصر الذي أدى شخصية سائق السوتير ضجت مواقع التواصل بمناداته باسم "مهربجي"، كما أضافت شخصية سُريا للفنانة عبير شرارة نوعا من الإثارة، ومن شباب كلفاية برزت شخصية مالك، وشخصية أيمن التي أثقن أدائها الممثل شادي قاسم وطبع بها بصمته، كما برزت شخصية حارس السد التي أدّاها الممثل جوزيف أسمر، وشخصية ياسر للممثل سعيد جودة وشخصية جابر لإيدي عساف، وشخصية أبو معاذ الشيشاني، وشخصية سليمان وغيرهم، لا مجال هنا للعد، فالهيبة أدابت كل الأسماء المشاركة في عالم مفعم بالإبداع، وكل تميز في دوره واجتهد فيه طبعا في حدود السيناريو المرسوم له، فكان حضورهم رائعا وجذابا. وكانت الصورة الطاغية والمميزة لهم جميعا هي التألق، لكن ماذا بعد هذا؟
فكلما زاد التألق زاد معه القلق، فالممثل عبدو شاهين كمثال عرفتنا الهيبة على قدراته التمثيلية العالية، بل وربطتنا وجدانيا بالشخصية، لآخر مشاهده التي قاربت الدراما البصرية بطبيعة الشخصية في تصويرها بالطير شاهين، لتترك دهشة الإبداع بنفسية المشاهد أثرا من الارتباط والتعلق والحنين، ما بعد الهيبة، هي هيبة التحدي. فأي شخصية سيقدمها تستطيع أن تجذب المشاهدين؟!
image

image



الهيبة جبل الورقة الأخيرة للمواسم الخمس، وهذا الإمتداد كان مغامرة تحمّل خوض غمارها صناع العمل، فكان إما أن ينجح بقوة، وإما أن يفشل ويسقط معه كل العاملين فيه، لأنه سيواجه نقمة الجمهور والنقاد، لكن بعد أن فاجأنا بأخد الدراما إلى مناطق جديدة لم نعهدها سابقا بجرأتها في الطرح، وبراعتها في حياكة الشخصيات وإبرازها، وبعد أن أصبح كل من شارك في الهيبة بطل سجل اسمه في سجل الشاشة العربية، وحفظت صورته ومستوى أدائه في ذاكرة الجمهور، على جميع الأسماء أن تقلق الآن وتحذر، وعليها أن تجد وتجتهد وتتجدد وتبدع بمشروعها الجديد.
امسح للحصول على الرابط
 0  0  6264
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

تناغمٌ وانسجامٌ بين المدير الإداري ومساعده.. وأكرم قيادة رشيدة ارتفعت درجة الحرارة ھذه الأيام في مدينة الطائف بصورة غير طبيعية عما كانت عليه في..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019