• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-24-2024

خيانة الثورة والمدنية خيانة للشعب

خيانة الثورة والمدنية خيانة للشعب
بقلم طه التوم / لندن/ الخيانة حالة من الحالات الشاذة المعوقة والمدمرة للتواصل الإنساني، تنشأ من خيانة العلاقة بين شريكين في الحياة لتشمل العلاقات الجماعية، عُرفت منذ آمد، وكانت من أهم أسباب الحروب والصراعات القبلية وتهديم الدول. والخونة أفراد يخرجون على ملتهم ويتعاونون سِرًّا مع الأعداء ويصبحون عملاء لهم لقاء مال أو جاه أو منصب، لكن دائما ما تكون نهايتهم مفجعة. الخونة يبررون خيانتهم وقد يتحولون إلى جبهتهم الأخرى. الخائن حين يتعايش مع عالمه الجديد يبرر تصرفاته ويعتقد بأنه وصل إلى مرحلة من الشجاعة بعد أن حطم القيم الأصلية واستهان بها.
عالم الخيانة يتجدد، تجسدت الخيانة الكبرى في السودان بتسهيل مهمة المحتلين الي الامن والاقتصاد السوداني (العسكر والفلول والكيزان والانتهازيين) والدفاع عن العسكر، دون أي اعتبار، الخونة والغادرون من بين السودان ابتهجوا بالعسكر إلى درجة أنهم أرادوا جعل يوم سقوط الاعتصام علي أيدي ((الجنجويد وكتائب الظل)) يوم عيد وطني في القصر الجمهوري حاليًا. الخائن اليوم ليس بالضرورة من يتهم بأنه يسرب معلومات سرية تتعلق بالوطن، لأن الذين أسسوا النظام الحالي هم الذين وضعوا قواعد تلك الأسرار ولا زالت مفاتيحها بين أيديهم. خائن اليوم هو من يفرّط في الأرض ويقبل باستباحتها من الطامع ولا يجد من يردعه أو يعاقبه أمام الشعب، وعلى سبيل المثال حجم الأموال المنهوبة من خزائن البلد. الخـائن في السودان هو المنشغل بتضخيم أمواله ومظاهر حركته بين زملائه.
الخيانة الكبرى تجسدت خونة الأمانة الذين يغطون مشاريع خيانة الشعب بفسيفساء الديمقراطية وبازار العسكر الذي وفر لهم الحماية المطلوبة لمواصلة مشاريع النهب والسرقة، حيث تم بناء معمار سياسي طائفي رث له عناوين لا صلة لها بهموم الناس وحاجاتهم، وتقام له المهرجانات المتجددة في إعتصام القصر الجمهوري الفشنك.
داخل بيت الخيانة وعلى موائده المتعددة تعقد حوارات ترتيب الإخراج بشرط عدم المساس بأصل الصفقة التي تحافظ على الرؤوس الكبيرة المديرة لجميع العمليات الرئيسية، للحفاظ على السلطة وإدارتها التي يتوجب عدم خروجها من المركز المدير لها، ولا مانع من تجديد بعض الوجوه الثانوية التي لا تدخل بيت أسرار الخيانة الكبرى الذي له أبوابه المدججة بأنواع الأسلحة والحراس المأجورين ومن بينها سلاح الإعلام، فيظهر على الشاشات الصغار المتقنون لفنون التمويه والخداع باسـم المكوّن أو النظار المرتشين، وإن تطلب الأمر نبذ الطائفية وتقريعها واستبدالها بعناوين براقة مثل عبور النظار والعمد.
أما من يكونون خارج بيت الخيانة فهم مهمشون ومشاريعهم مهملة، وقد يتطلب الأمر إذا ما أصبحوا قريبين من الخط الخطر على مصالح “الصفقة” مهاجمة تلك المشاريع النظيفة وأصحابها بأنواع متعددة من الأسلحة وهي كثيرة، ليتم تنظيف الساحة منهم. ولا يسمح للمعارضين بأن يكون لهم مكان في جميع وسائل الإعلام الممولة من أصحاب الكيزان والعسكر والفلول ((أموال الشعب)). مسموح الاستغراق في تفصيلات اللعبة السياسية سواء في ترتيبات الكيانات السياسية وعناوينها وأحجامها. فهذه تفصيلات لا تصل إلى محيط ذلك البيت الكبير، ولكن غير مسموح المطالبة بفضح الرؤوس الكبيرة السارقة لأموال الشعب، لأن ذلك سيؤثر على سلسلة المراجع العسكرية و الكيزانية والفلولية وقد يطيح بأحدها وتنفرط السلسلة أمام الشعب المظلوم.
لا يفاجئ بعض المتنفذين بصفتهم الجديدة، خونة الأمانة، فهي صفة تتناسب جماعة إتفاقية جوبا الكارثة، لم تتم تحت إدارة مفوضية محترفة، بل قام بها الجنجويدي حميتي… وهم مفتونون بتلك الأفعال ويتوهمون أنها صحيحة. الخيـانة أصبحت حالة تخدم اللعبة السياسية في السودان وهي لعبة رخيصة لن تـزاح من المشهد إلا بتغيير قـواعد النظام السياسي، والحمدالله تبين يوم 21 اكتوبر الخيط الأبيض من الأسود بين المخلصين لأنفسهم وعوائلهم ووطنهم، وبين الخونة الغادرين لهذا البلد الأمين السودان.

ونقول الفلول والعسكر و كارثة جوبا و

الكيزان أساس البلاء.
امسح للحصول على الرابط
 0  0  4752
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

تناغمٌ وانسجامٌ بين المدير الإداري ومساعده.. وأكرم قيادة رشيدة ارتفعت درجة الحرارة ھذه الأيام في مدينة الطائف بصورة غير طبيعية عما كانت عليه في..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019