• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024

تقرير..المَوْرَدَة.. من ضلع بمثلث القمة السودانية إلى الدرجة الثانية

تقرير..المَوْرَدَة.. من ضلع بمثلث القمة السودانية إلى الدرجة الثانية
كفرووتر:الخرطوم لا يذكر تاريخ كرة القدم السودانية التي اقترب ميلادها من 100 سنة، إلا وتأتي سيرة نادي الموردة الذي لعب دورا أصيلا في ميلاد اللعبة، ورفع حدة التنافسية في بطولاتها المحلية، ودورا في زيادة شعبيتها وجاذبية الجماهير للملاعب.

لكن فريق الموردة صاحب التاريخ الكبير اندثر، ولم يعد له وجود بين الكبار في السودان.

بعد 5 سنوات سيكون الموردة أول الأندية في تاريخ السوداني يحتفل بمئويته فقد تأسس بحي الموردة العريق في مدينة أم درمان في العام 1925.

ويتفرد فريق الموردة كونه أحد الأندية التقليدية السبعة في تاريخ الكرة السودانية، فهو لديه شعاره الخاص المعروف باللونين الأزرق والأحمر، وعليه علامة "المرساة" الموضوعة في أعلى صدر القميص، ولديه جماهيره الخاصة، ومثل السودان قاريا وإقليميا عدة مرات.

تاريخ ميلاد الموردة يشير لأنه أقدم من المريخ والهلال، ولكنه منذ ميلاده ظل ندا للفريقين وبلغ ذروته في التنافسية مع فريقي القمة في عدة حقب منها الخمسينيات.

ونتيجة لمنافسته القوية على ألقاب الكرة السودانية، أضيف لفريقي لثنائي القمة الهلال والمريخ فأصبحت قمة الكرة السودانية تضم مثلثا، ولذلك أطلق عليه لقب"الضلع الثالث" لقمة الكرة السودانية.

قيمة الموردة التاريخية والفنية والتنافسية، نبعت كونه قدم للكرة السودانية أساطير ساهموا في صناعة التاريخ عبر المنتخبات المختلفة، انطلاقا من الأسطورة الحية عمر التوم في ستينيات القرن الماضي، ومرورا بعبد المنعم الصياد في السبعينيات.

الحقبة الناصعة

وسطر الموردة تاريخا كبيرا عن طريق جيل الثمانينيات مع قائده الفذ أحمد بريش ورفاقه في تلك الفترة مثل مجدي الزومة وحسن حامد وعصام عباس والزنجي الصغير والكبير ومغربي والرَّيَّح إسماعيل ورياض، ومرورا بحقبة منتصف التسعينيات التي قادها الصادق ويو وهيثم شوشة وكابو ونميري سكر وهيثم السعودي.

في تلك الحقبة قدم الموردة وجها قويا وشرسا أرهق الهلال والمريخ، وظل متحكما في مسار البطولات واقتسمها مع الفريقين.

ويعود تألق الموردة إلى أنه كان يعتمد على كشافين في تسجيل لاعبين مهرة ومهوبين من الدرجات الدنيا لينعش بها الفريق كل سنة.

شهدت تلك الحقبة الناصعة، فوز الموردة بدوري السودان لأول مرة في تاريخه في 1989 حين انتصر على المريخ في النهائي، وقد كانت البطولة الأكبر حسب تصنيف البطولات في ذلك الوقت، ثم حقق لقب كأس السودان في الأعوام 1995، 1997، 1998 و1999.

وفي ذات حقبة التسعينيات وصل فريق الموردة لنهائي كأس الكؤوس العربية بالدوحة في 1994 وخسر من القادسية السعودي، ونال قائده أحمد بريش كأس هداف البطولة.

ويعد فريق الموردة الأكثر تمثيلا للسودان قاريا وإقليميا بعد الهلال والمريخ، فقد ظهر قاريا 7 مرات منها 6 مرات ببطولة كأس الكؤوس الأفريقية وكان أكثرها في حقبة التسعينيات، وقد أطاح بالزمالك من الدور الأول من بطولة أندية أبطال أفريقيا "دوري أبطال أفريقيا حاليا" في 1989 وذلك في مباراة شهيرة.

الموردة

موقف رئيس الاتحاد السعودي

أكد الموردة قيمة تاريخه الكبير في الكرة السودانية، وذياع صيته، حين زار رئيس اتحاد الكرة السعودي السابق أحمد عيد الحربي السودان في 2016، وفي مؤتمره الصحفي أبدى تساؤله عن فريق الموردة وأحواله، وتحدث عنه بإعجاب، وتبرع له بمبلغ مالي، وذلك لمساعدته في العودة لمكانته بين الكبار في السودان.

النهاية والأسباب

توقف الموردة عن التنافس بقوة على الألقاب والتمثيل الخارجي حين بدأ يترنح فنيا في بداية الألفية الجديدة، فكان آخر ظهور للفريق قاريا ببطولة كأس الكؤوس الأفريقية 2002.

وهبط الموردة من الدوري الممتاز لأول مرة في تاريخه في موسم 2013، ثم عاد إليه في 2018 وهبط مرة أخرى في 2019، الأمر الذي يؤكد أن الفريق لم يعد قوة كروية في السودان.

أسباب غياب فريق الموردة عن الكرة السودانية، تعود بشكل قوي إلى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حيث بدأ فريقا الهلال والمريخ، وبعض أندية بورتسودان التي ظهرت كقوة كروية ومادية، مثل حي العرب وهلال الساحل، في إغراء لاعبي الفريق المميزين بالمال، فغادر أفضل النجوم تدريجيا.

وظهرت معاناة مجالس الإدارات المتعاقبة بالموردة، خلال آخر 3 عقود، في عدم قدرتها على إقناع لاعبي الفريق بالاستمرار، لأن اللاعبين بدأوا التفكير في تأمين مستقبلهم بالمال، في وقت كان النادي يتبع منهج ومفهوم الوفاء لشعار الفريق وهي حقبة انطوت في الكرة السودانية، ودخل مفهوم الاحتراف فكان فريق الموردة هو أول ضحاياه.

كووورة
امسح للحصول على الرابط
 0  0  3987
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

ترشح العين الي نهائي دوري أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه عقب خسارته من الهلال بهدفين لهدف ويستفيد من مجموع المباراتين 5/4 - سيواجه الفائز من..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019