• ×
الأحد 19 مايو 2024 | 05-18-2024

بكامل قواي العقلية .. أدعوكم للاغتراب !

بقلم مصطفى محكر  تلقيت عدة رسائل على البريد الالكتروني من قراء ،يتطلعون الى الاغتراب بحثا عن وضع أفضل ، وهم يحَملون علينا تبنينا خطاً داعما للعودة الى السودان ، وفي سبيل ذلك نرسم صورة قاتمة عن واقع الاغتراب ، أو كما يقولون ! .
بداية نسعد بأن نُذكر أنفسنا ومعشر المغتربين بأن الغربة ومهما طال أمدها لابد أن تنتهي بالعودة إلى الوطن ، وألا أصبحت هجرة مفتوحة ولتلك أسباب تختلف عن أسباب الاغتراب المدفوع بالاحتياجات الاقتصادية ، كما أن مناشداتنا هي تستهدف في المقام الأول الذين امضوا عقودا طويلة في الاغتراب ، حتى تفرقت أسرهم بين الداخل والخارج ، ومنهم من أصبح هرما لايقوى على العمل كما كان قبل ثلاثين أو عشرين عاما ، وبطبيعة الحال أكرم له أن يستقر في وطنه .
أما الشباب والذين تخرجوا حديثا في الجامعات ولم يجد وا غير الأبواب الموصدة في وجوههم ، واضحي بعضهم يشعر بالإحباط نتيجة عدم توظيفه في أي من القطاعين العام أو الخاص ، فحري به أن يطرق أبواب الاغتراب ، ونحن ندعوه بكامل" قوانا العقلية ان يغترب " .. فكيفما تحدثنا عن سوء واقع الغربة ، يبقى هناك متسعا من آمل في الغربة ، ان ضاق الوطن بأبنائه ، ولن أتراجع عن خط الدعوة الى الاستقرار في السودان أن قلت ان راع الضان في الخلاء في الخليج يتقاضى راتبا يفوق المليون جنيه بالقديم ، رغم مايلاقيه من مشقة وعناء ، بل أزيد و أقول:
الفقر في أوطاننا غربة.. والمالُ في الغربة أوطان
والأرض شي كله واحد.. ويخلف الجيران جيرانُ
فالشاب الذي يشعر بأن وطنه لم يوفر له فرصة عمل ، والخريج الذي يتشكك في جدوى العلوم التي تلقاه على مدى سنوات طويلة ، يصبح أمر طبيعي ان يفكر في بدائل عمل خارج اسوار الوطن ، وإلا عاش مستقبلا مضطربا، ومن بين الذين يتطلعون الى الاغتراب من هم على رأس العمل بيد أنهم بمردود مادي أعلى ، ويرون ان الاغتراب كفيل بتحقيقه ، ويمكن لهم بالفعل أن يحققوا ذلك ويبقى الأمر توفيق من عند الله تعالى ، فمنطقة الخليج وعلى وجد التحديد المملكة العربية السعودية ، رغم توسنامي الأزمة المالية العالمية التي "خنقت" العالم حتى خارت قواه ، ومع موجة خفض الوظائف تبقى قوية باقتصادها المنتعش وهي تستقبل العمالة الأجنبية في كل صباح يوم جديد ، فالسعودية وحدها يعمل فيها أكثر من سبعة مليون نسمة من مشارق الأرض ومغاربها ، وما كان لها ان تصمد أمام هذه الهجمة الأجنبية لولا أن لها " مواعين" قادرة على استيعاب هذا العدد الهائل ..وطالما هذا هو الواقع يبقى الباب مفتوحا امام المتطلعين للاغتراب ، وسيجدون فرصا أفضل طالما ضاقت مشاريع التنمية بالبلاد بمواهبهم وقدراتهم !.
وبقي القول ان خط دعم العودة الى الوطن لن يغلق ، وسنظل ندعو الى ذلك خاصة للذين لم تصبح لهم من القدرة ، مايعينهم على حمل كرسي ليجلسوا عليه ذات " عصرية" أن هم عادوا الى الوطن .. وندعو أن ترشد "الغربة" للقدامى ،والجدد ، بان نتعلم أن نضع سقفا وأهدافا محددة لغربتنا ، لكي ننتفع بأيام شبابنا لتكون عونا لنا في شيخوختنا.

آخر الكلام :
واذا الدًيار تنكرت عن اهلها .. فدع الديار وأسرع التحويلا
ليس المقامُ عليك حتما وواجبا.. في بلدة تدعُ العزيز ذليلا .
مصطفى محكر mmuhakar1@yahoo.com
امسح للحصول على الرابط
 0  0  1661
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

وصل الطائف لاعب دون بوش الهولندي اللاعب السوداني شادي عز الدين للمشاركة في اعداد منتخبنا الوطني تأهبا لتصفيات افريقيا

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019