• ×
الخميس 18 أبريل 2024 | 04-17-2024
هنادي الصديق

بلا حدود

هنادي الصديق

 0  0  2677
هنادي الصديق
بلا حدود
رياضيون باللسان فقط!!
* لم اجد تعبيرا ابلغ ولا انسب من هذه التسمية لنا كسودانيون ندعي اننا شعب رياضي وغارق في الرياضة حتي أذنيه ولكن الايام اثبتت اننا فعلا رياضيون ولكن فقط من خلال انتماءنا للأسرة الرياضية من خلال (التشجيع) واثبتت لنا الايام اننا يمكن ان نكون اضل شعب يجيد التشجيع داخل وخارج الملعب ولا اعفي نفسي بالطبع من هذه الصفة.
* ما أوصلني لهذه التسمية وأكدها لي الفرصة التي اتاحتها لي اللجنة الاولمبية السودانية مشكورة لنيل درجة الماجستير في مجال الادارة الرياضية ،وهو ما يعرف دوليا واختصارا (بالميموس).!
* فهذا الماجستير لاهميته تنظمه اللجنة الاولمبية الدولية سنويا كمنحة تختار خلاله 35 دارسا فقط من 205 دولة لدارسي اللغة الانجليزية و20 فقط للناطقين بالفرنسية و10 للاسبانية ، تتكفل بمعظم تكاليفه من تذاكر طيران للدارسين من والي الدول التي يقام فيها علي مدار العام بجانب كامل نفقات المحاضرين والمشرفين علي مشاريع الماجستير.
* الدراسة تتوزع خلال العام علي اربع كورسات في ثلاث دول مختلفة بشرط ان يكون الكورس الاول والاخير بمدينة لوزان السويسرية مقر اللجنة الاولمبية الدولية,وبحمده وبعد ان وفقني الله في ان اكون ضمن ال35 للعام الماضي شددت الرحال في الخمس الاواخر من رمضان الي العاصمة الاولمبية كما يسميها اهلها فكان الكورس الاول حول الاستراتيجية في العمل الرياضي وكيف يمكن ان نضع استراتيجية قوية لاي منظمة او اتحاد او نادي رياضي وكيف يمكن ان نصعد به الي الدولية من خلال خطوات بقدرما هي بسيطة وصغيرة بقدرما هي مؤثرة وقادرة علي تغيير تاريخ دولة بأكمله.
* ومن هذا راينا كيف تحول الحال في دولة زيمباوي الفقيرة التي صارت احدي اميز الدول الرياضية الاولي في افريقيا والعالم من حيث التخطيط المتقن حيث صارت انموزجا لكل المحاضرين الذين مثلوا اكثر من 7 جنسيات مختلفة ليس من بينها السودان بالطبع.!!
* فخلال هذه الدراسة التي يبدأ يومها في التاسعة صباحا وينتهي في السابعة مساء لم نشعر بأي ارهاق او اجهاد رغم الصيام فالمواضيع المطروحة شيقة للغاية وتجارب الدول التي مثلها الدارسون كانت كفيلة بأن تجعلنا نبقي مشدوهين من الاهتمام المتعاظم الذي يوليه العالم من حولنا للرياضة وفي ذات الوقت كانت كافية لتجعلنا نتحسر علي واقعنا الرياضي الغارق في البؤس رغم ان كل دولة جاءت بمشكلة لمعالجتها من خلال مشروع الماجستير.!!
* ويقيني ان كل ما تمت مناقشته من مشاكل ومعوقات لا يأتي ذرة من بحر الاهمال والعشوائية التي تعيشها رياضتنا التي ظلمناها بأنفسنا بعد ان ارتضينا جانب التناحر والتنافر والتحارب من أجل المناصب والاستفادة الشخصية منها دون ان يكون لدولتنا اي محور من اهتمامنا.!!
* فالحقيقة المرة هي اننا لا تسعي لتأهيل انفسنا بقدرما نسعي (لشفط) ما يقع في ايدينا من اموال رصدت للرياضة سواء اكانت من من الداخل او الخارج,وإلا فكيف نسمي تحويل الاموال التي تأتي لمشاريع لتطوير الانشطة النسائية والتي تقدر بعشرات الالاف من الدولارات الي استجلاب معدات وملابس رياضية تستفيد منها جهات معينة !اليس هذا انتقاصا لحقوق الرياضة وانتهاكا لحقوق المرأة!!.
* القصة يا سادتي الكرام هي اننا شعب ندعي الرياضة ولكننا نهوي (استحلاب) الاموال الآتية من ثديها فقط دون ان نسعي للتطور والنهضة بها لانه متي ما طورنا انفسنا وعرفنا اين نحن الان والي اين نريد الوصول وسلكنا الطريق الصحيح نجحنا بحق في ان نكون دولة رياضية لا تقل عن زيمباوي وتنزانيا وكينيا وبعض الجذر الامريكية الصغيرة التي سمعنا بها لأول مرة في لوزان ورغم ذلك تصرف علي الرياضة صرف من لا يخشي الفقر!!


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : هنادي الصديق
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019