• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  1  2710
اماسا
زووم
مهند الطاهر.. رزق المساكين على المجانين..!!
أكثر الأشياء التي كانت تثير في نفسي الأسى والحسرة في مباريات الهلال أن أنصار الفريق كانوا يتحاملون على مهند الطاهر وبعضهم لايصفق له حتى عندما يفعل أفضل مافي كرة القدم ويحرز ما يشبه المستحيل من الأهداف، بعضهم يصفه بالكسول، والبعض الآخر لا يخفي إمتعاضه للأسلوب الذي يؤدي به ويتهمه بالإستعراض، وفي نفس الوقت كانت كلمة (ولدنا) التي يرددها أنصار المعسكر الآخر وعلى رأسهم الأخ والزميل مزمل أبوالقاسم هي المقبلات التي تفتح شهية الزرق للتعاطي مع أسلوب هذا اللاعب، وليس في الأمر عجب لأن الألم الذي سيشعر به أنصار الهلال في حال رفضه التجديد لهم وإختيار المريخ لختام مسيرته الرياضية سيكون أكبر بكثير من أي ألم آخر.. لذا كانت مغازلة المريخ لهذا اللاعب بتلك الطريقة العبثية نوعاً من الخطط ذات الأهداف المزدوجة، فالتفاوض مع مهند لضمه في هذا التوقيت وبقيمة صفقة قد تتجاوز المليار يعد صفقة فاشلة وخاسرة فنياً، غير أنها في ميزان المكاسب الإدارية نصر لا يقدر بثمن، يشبع رغبة بعضهم في إدعاء البطولات الزائفة، وإظهار العداء للهلال من أجل كسب تعاطف المتعصبين من أنصار الفريق وهي معادلات يجب إسقاطها في هذا التوقيت تحديداً لنكون أكثر واقعية ونقود الكرة السودانية إلى نهاية نفق طويل مرت به.
من ناحيتنا نحن كنقاد نرى أن مهند قد تجاوز المرحلة التي كان فيها مؤهلاً لقلب الطاولات وارتداء زي طرزان التسجيلات القادم من الفضاء الخارجي، وأصبح الآن فوق الثالثة والثلاثين من عمره، ما يعني أن المبلغ الذي حصل عليه من ناديه لم يكن ليتناسب مع قيمته الفنية وإن كان مميزاً في الوقت الراهن، وإن جاز لنا المقارنة بشبيه أسطوري له في الملاعب الأوربية فإننا نضعه في مقام لاعب مانشيستر يونايتد الويلزي (ريان قيقز).. فهل يمكن للنادي الإنجليزي ان يقيم قيقز بنفس الأرقام التي يقيم بها نجومه الصغار؟.. لا أظن أنهم سيكون بالخطل الذي يجعلهم يتعاملون مع نجم ثلاثيني بهذا الجنون ويدفعون له من الاموال ما يمكن أن يساعد النادي في بناء فريق يضم جيلاً من (نجوم الغد).. !
نحن لا نريد اللجوء إلى المثل السوداني القائل: رزق المساكين على المجانين، ولكن قيمة مهند الطاهر المادية والرقم الذي دفعه نادي الهلال له لقاء إعادة قيده ساهم فيه المريخ بقدر كبير، أو لنقل أسهم فيه خوف الأمين البرير من ذهاب اللاعب إلى غريمهم المريخ، ففي حال سمح بحدوث ذلك فإن هزيمة نكراء ستلحق برئيس النادي في معركته مع غرماءه الذين لا حصر لهم ولا عدد داخل النادي وخارجه، وبعدها لن يكون امامه خيار آخر سوى مغادرة كرسي الرئاسة والتنازل عن المقعد الوثير لصلاح إدريس، وعندما نذكر اسم هذا الرجل، فإن عيون البرير تصل إلى أقصى اتساع لها، ويهرب الدم من عروقه، وتتيبس شرايينه زتتقلب كل الأشياء أمامه لتكون رأساً على عقب، وبالتالي يكون مستعداً لدفع أية مبالغ جنونية من أجل أن يتحاشى لحظة الإنكسار أمام انصار إدريس، أو أعداءه داخل النادي خاصة بعد أزمة هيثم مصطفى التي أفقدته الكثير ولا تزال تهدد موقعه كرئيس.. لذلك أصبح ثمن اللاعب ملياراً، ولكن في الظروف العادية، وبعيداً عن هذه الحسابات يظل تقييم مهند مادياً لا يتجاوز الثلاثمائة مليون جنيه بالقديم.
كثيراً ما تقدم أندية القمة على اتخاذ قرارات تدرك تماماً عدم الجدوى منها فنياً، ولكنها تكون مرغمة على ذلك بسبب الحساسيات المفرطة بينهما ورغبة أي منهما للنيل من الآخر، بل والتشفي فيه، وفي سبيل ذلك لا يدخرون جهداً ومالاً ويكونون على استعداد للتنازل عن خططهم التي تؤمن مستقبل الناديين من أجل تحقيق النصر الإداري الذي لا تتجاوز متعته أياماً قليلة، ومع ذلك نجد أن الهلالاب الذين كانوا متحفظين على أداء مهند الطاهر ويقاتلون من أجل عودة البرنس هيثم مصطفى قد احتفلوا بإعادة توقيع مهند على أساس أنه نصر إداري ساحق على المريخ، وإذا كان المريخ قد فاز باللاعب فذلك لم يكن ليعني انه سيكون نجماً جماهيرياً مثل علاء الدين يوسف مثلاً لأنه قد تجاوز السن المعقولة، كما ان الأسلوب الذي يلعب به لن يرتقي لأن يكون جواز سفر لقلوب أنصار المريخ الذي لا يتقبلون إلا ما يقارب الكمال في الأداء..!
الإنتصارات الإدارية في كرة القدم بدعة سودانية خالصة لا تعني بأي حال من الأحوال بطولة في كرة القدم، ولا تمنح النادي المنتصر قيمة أكبر قيمته التي صنعتها الخطط والبطولات والنتائج.. والدليل دائماً أن ثنائي الكرة السودانية يتعاركان منذ ما يقارب القرن من الزمان وحصيلتهما من البطولات القارية فقط بطولة واحدة.. ومع ذلك لا أحد منهم يشعر بالخجل..!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  1
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019