• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
عبدالحي ابو زيد

وهج الشمس

عبدالحي ابو زيد

 0  0  12343
عبدالحي ابو زيد
قوالب رياضية
ولكم مني السلام (1-2)
عبدالحي ابوزيد - الرياض

* منذ مدة طويلة لم يطاوعني القلم لاتمدد عبر هذه المساحة ونفرز ما يعتمل في دواخلنا في الكثير من القضايا التي تنهك مضاجعنا .. ومازلنا نتثاءب في ركون نتأمل فيه حاجاتنا .. وفي البال خواطر عديدة تنوء بها احمالنا ..
* بعد غيبة طويلة عن الوطن الذي امتد قرابة العشر سنوات عدت اليه والشوق يقذفني الي حيث الجمال والناس الطيبين .. استقبلتني الخرطوم في ليلة فرح عارم بذلك الانتصار الذي تحقق في هجليج .. فكانت الشوارع تئج بعفوية مطلقة وهي تنداح لكرامة الوطن مما يؤكد اننا نشرإب للتعانق بروحانية المحب العاشق للتراب .. تلك كانت لحظة حلقت بي انتشاءا واسجد لله شاكرا حيث ملئني بالفخر والاعتزاز والانتماء لوطن العزة والشموخ
* السنوات الطوال احرجتني وهي تختزل من عمري سنوات احرقت في داخلي الكثير من التطلعات .. لكن مازال النيل يجري بشموخه ويصفعني عند اول نظرة عتاب .. ياولدي عود من ظلم الوجود كفاك عود ..
* يا الله ما اروعه من وطن وهو يمسح دمعات الشوق من مآقينا ويمنحنا لحظات الفرح بذلك العناق الاخوي النابض حيث خارت قواي بدفء اللقاء لكن ابي وأمي كان حاضران بروحهما في كل ركن من اركان بيتنا العتيق وهو يعبق برائحتهما ..
* مازالت اشجارنا وارفة ومازال العم حسن يعتني بالازيار ومازالت الطيور ترتاح عند صنبور المياه وهي تبلل جوفها من رحلة التحليق ومازال الحوض مملؤءا لغدوادي الانعام ..
* طافت بي الذكريات العميقة وانا اجول والخطى ينسج خيوط عمري في الحارة التي افتقدت فيها اعزاء كانوا يمثلون ركن الوئام الاجتماعي في اروع صوره وكان المشهد الاخير رحيل العم حسن عبدالحفيظ ذلك الشمالي الذي لم تتغير لهجته ولكنته رغم انه كان من كبار المصرفيين الذين وصلوا مراتب عليا فكان يعتز ويفتخر بتلك اللكنة الدنقلاوية .. رحمه الله .
* صور متعددة تراكمت في مخيلتي لكنها مازالت مترسخة تمدني بالطمأنينة وتزيدني عشقا لهذا الوطن العملاق الذي يتفرد انسانه بما لايوجد في الشعوب الاخرى .. حيث مازالت عاداتنا وتقاليدنا تجذبنا الي بؤرة الضوء المشع بالا مل والتفاؤل ..
* الخرطوم رسمت الوانا من الاعجاب حيث توثبت وأصبحت من العواصم الجاذبة بتألقها وهي تسابق الزمن لعكس حضارة الوطن .. تسامت باناقتها ورفعت من قدرها حيث نتفاخر بها .. ورغم التمدد الكبير التي تشهده هذه العاصمة الا ان الجهود مازالت قائمة في ارساء قواعد التنمية التي تشهد حراكا رغم كل المعوقات الظالمة والحصار الرهيب لكنها قبلت التحدي واظهرت وجهها الجميل ..
* عاصمتنا بهية تسر الناظرين تفتقت بعبقرية الانسان السوداني الذي يكابد ا لمستحيل لتنبض بالحياة .. كل شيء قد تغير حتى اسلوب الحياة فيه نمط جديد حيث اصبح هناك مفهوم جديد في كيفية التعايش بما هو مقدور .. ورغم كل المعاناة والضيق من تزايد الاسعار الا ان الصبر هو ديدن هذا الشعب الذي يتطلع بتفاؤل نحو المستقبل ..
* امدرمان عاصمتنا القومية تكاد بتوسعها الافقي ان تصيبك بالدهشة لكن رغم كل ذلك فهي صامدة تشعرك بحياة نابضة وحراك يبدد عندك المخاوف فهي قد رتبت نفسها لتكون مدينة الغلابة من اهلنا الطيبين وهي ايضا تجاهد في تنظيم شوارعها الفسيحة واسواقها المتنامية وتغطي سوءاتها في المجاري التي كانت تؤرقها .. كما انها تحاول ان تستوعب اكبر قدر من السكان وهي تفرد لهم مساحات آمنة باقل التكاليف وهي تنشيء المدن الشعبية مع التسهيلات في الدفع .
* بحري ايضا لبست ثوبا جديدا واعتقد ان معتمدها يبذل جهودا جبارة بجعلها مدينة حالمة بكل ما هو متميز فهي مدينة صناعية اعطت قدرا كبيرا من الاهتمام ..
* اكثر مالفت نظري هو سهولة انسياب الحركة في العاصمة المثلثة بعد ان عدلت الشوارع وفتحت الكثير من الكباري ولم يكن للزحام موضع يؤرق المضاجع ..
* الملاحظة السالبة التي لابد من معالجتها هي كثرة ستات الشاي وتجمع الشباب حولهن .. حيث لابد من ايجاد اماكن ترفيهية للشباب وعمل مقاهي باسلوب حضاري باستغلال شواطيء النيل الذي يمكن ان يجعل من العاصمة مدينة سياحية راقية .
* ايضا لابد من الاهتمام بالحدائق العامة خاصة حدائق المقرن المتنفس الوحيد لابناء العاصمة حيث لاتجد الاهتمام والعناية واصبح تفتقد للبساط الاخضر الذي كان يميزها في السابق .
* الكورنيش الجديد بشارع النيل الذي يتم تنفيذه حاليا سيعطي العاصمة بعدا جماليا حين الانتهاء منه وتفتح افاقا للسياحة ا لوطنية .
* في الخاطر الكثير والكثير وسلمت ياوطني .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالحي ابو زيد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019