• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  2619
اماسا
زووم
رأيت الناس قد مالوا..!
صدق من قال: رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده المال، فقد تبدى لنا هذا المثل الحكمة في الأيام القليلة التي مضت على زيارة فريق مازيمبي الكنغولي التي كان يرأسها (الوجيه) كاتومبي، وقبلها كانت صحف الخرطوم قد ضجت بحديث إحتفائي بهذا الرجل الذي تتصل جذوره بأم يهوديه، ومع ذلك اهتمت الصحف به وأفردت مساحات ساشعة للحديث عن أمواله وقدراته وعبقريته الإدارية التي انتشلت فريقه من التأريخ المظلم للقارة ليضعه في واجهة العالم بعد أن لعب نهائي كأس العالم للأندية بالإمارات أمام إنتر ميلان وقدم مستويات لفتت الأنظار وأقنعت العالم بأن أفريقيا ستلعب دوراٍ أساسياً في البطولات القادمة في كرة القدم، ولكن الجانب غير المرئي كان في الإستعدادات التي تدور خلف الكواليس من أجل استقبال الملياردير الدولاري الأنيق بالخرطوم، وليس في الأمر علاقة بكرة القدم.. فلو كانت هموم كرة القدم تجذب إهتمامنا إلى هذه الدرجة لتعلمنا من العالم من حولنا ولو كان ذلك بالتقليد، ولكن الامر هنا لم تكن له علاقة بكرة القدم وإنما ببريق المال، ولو كان مغسولاً.. وعندما انتهت المهمة الأساسية للكنغوليين بالخرطوم، وانفرنقعت الجماهير المسكينة إلى بيوتها، ضجت سراديب الفنادق وصالاتها بزحام من الناس يطلبون فرصة النظر إلى رجل صنع جلده من أوراق البنكنوت كانت يقيم بفندق (كورينثيا) أو برج الفاتح، وطالت الصفوف في انتظار فرصة مقابلة رجل لا يميزه شيء في الدنيا سوى أنه يملك المال مجهول المصادر، وبعضهم حظي بفرصة العمر في الإلتقاء به، وقلة قليلة أبرمت معه العديد من الإتفاقات التجارية وربما الفنية التي ستجر وراءها العديد من الرحلات على شاكلة الهجرة إلى (شريف نيجيريا).. وكان صديقي الحبيب واللدود الشاذلي عبد المجيد من المحتفلين حتى الصباح لأنه كان قد حصل على شيء ثمين من ذلك الرجل، وبقي ينطط عيونه حتى أشرقت شمس اليوم التالي وهو ما بين فرحان ومندهش بعد أن أعطاه الرجل (الكارت الخاص) به، مع أنه.. أي الشاذلي.. كان قد حضر ليلة مباراة الفريقين بإستاد المريخ مرتدياً الزي البلدي على غير عادته، ونزل إلى الملعب بصفته نائب رئيس الإتحاد المحلي لكرة القدم بالخرطوم وبدأ في مصافحة اللاعبين مع ضيوف الشرف في ليلة كان قد تحطمت فيها أسوار البروتكولات والمراسم فلم يحضر الوزيرين وضيوف الشرف لحظة المصافحة وتحية الفريقين، ومن ضمن الأشياء التي لا حظتها كانت الطريقة التي حيا بها الشاذلي نجوم الفريق وهو يشحنهم بالمعنويات، يحتضن موسى الزومه ويتحدث معه ويتخطى كليتشي، ويحتضن بله جابر ويمازحه ويتخطى ساكواها وباسكال، وكل ذلك لأنه لا يجيد سوى نصف اللغة العربية والبقية تكتمل بالإشارات والصراخ.. المهم في كل ذلك أن الشاذلي قد احتفل بكارت كاتومبي، ولكن السؤال الذي ننتظر إجابته هو: بأي لغة سيتحدث مع السنيور الكنغولي وهو يتخطى نجوم المريخ الاجانب ولا يستطيع تحيتهم بالإنجليزية.
المهم أن قارون أفريقيا قد وجد الإحتفاء الكامل في السودان من الرأسمالية والأعيان، وأقيمت الحفلات الفخمة على شرفه، وقدمت له فصولاً من الرقص الشرقي لإغرائه، مع أن العشرات من البعثات الأفريقية تزور السودان سنوياً ولا أحد يعرف حتى أين تقيم، ناهيك عن الإحتفالات والعناق وكروت الزيارة، ولكن.. ذلك هو قدرنا، أن توضع الكرة السودانية في أيادي من يبحثون عن مصالحهم بجدية أكبر من عملهم في تطويرها وتنمية قدراتها، فكل الذين اهتموا بهذا القارون الأفريقي اليهودي يركزون على جيوبه المنتفخة ولا تعنيهم عبقريته التي توجت مازيمبي بطلاً لأفريقيا مرتين، ومن قادتنا من زار أرقى الدول الأوربية المتطورة في مجال كرة القدم ولكنهم لم يعودوا من هناك بشيء، ومنهم من يزور مصر على رأس كل شهر وفي كل المرات السابقة واللاحقة يعود بكراتين من الملفات واللوائح مدعياً انه قد جاء بها من ناديي الزمالك والأهلي، وتمضي السنوات ولا نرى أن المريخ أو الهلال أو الأندية الأخرى قد اكتسبت ولو جزءً يسيراً من ملامح تلك الأندية العملاقة.. فنحن نلهث خلف المميزين للتعبير عن إعجابنا بهم لا للتعلم منهم أو على الأقل محاكاتهم لنرتقي في هذه السلالم.. فهنيئاً لنا بكل ما خرجنا به من كاتومبي... ولكن علينا قراءة الفاتحة على روح الكرة السودانية.. فقد (كانت) رائدة في أفريقيا فاذكروا بذلك محاسن (موتاكم)..!
قبل ثلاث سنوات من الآن نظم المريخ بطولة سيكافا للأندية، ووصل فيها النهائي قبل أن يخسر في مباراة دراماتيكية أمام التاكسي الرواندي بهدف.. وكانت في تلك البطولة العشرات من العبر والعظات التي لو تمت دراستها والإستفادة منها لبلغ المريخ المراقي في المواسم الثلاثة التي تلت البطولة، ولكن ما حدث أن بعضهم كان مهتماً بالملف المالي الذي ذهب به أمين عبد القادر.. ولكن أحد أعضاء مجلس المريخ خرج بما هو أثمن من ذلك.. صورة تأريخية مع رئيسة نادي (مازاري) الكيني التي كانت نجمة البطولة بلا منازع واسمها باتريشيا.. ألبسوها القرمصيص السوداني وتباروا في أخذ اللقطات التأريخية معها.. معقولة...؟
حاشية
بعضهم علق على مقال الأمس بتكذيبه مؤكدين أن المريخ أكثر نادي مستقر من النواحي المالية في السودان، وأنا أكرر صحة المعلومات التي وردت في العمود، وأن الديون المتراكمة (اليوم) على المجلس الجديد قد تجاوزت في الستة أشهر الأخيرة مليار ونصف المليار.. وبالمناسبة قرار حظر الدخل شمل الهلال أيضاً.. وهو قرار من إدارة ضرائب القيمة المضافة.. وأزيدكم على الشعر بيتاً.. هنالك قضايا مديونيات مرفوعة ضد المريخ في المحاكم تزيد عن سبعة.. بعضها لأسماء معروفة.. ولو كانت هذه المعلومات خطأ فعلى مجلس الإدارة أن يصدر بياناً توضيحياً.. ليس لمهاجمتي طبعاً ولكن لتوضيح الحقائق لجماهير النادي.. فهي أهم من أماسا.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019