يبدو أن جماهير الهلال كتب عليها أن تعيش الكدر هذا الموسم
لم تفق الجماهير الزرقاء من صدمة استقالة نائب رئيس النادي وأمينه العام واحد أعضاء مجلس إدارته وإلا وصحت على استقالة جديدة مدوية من هرم المجلس وهو رئيس النادي .
هناك من وجد العذر للسيد الرئيس في استقالته بفهم انه أراد أن يؤصل لأدب جديد في العمل الإداري الذي يعتبر الهلال وعلى مر التاريخ احد مكوناته الرئيسة ، وهناك من لم يجد له العذر على الإطلاق على اعتبار أن الوقت ليس وقتا للاستقالة بل هو وقت للم الشمل والوحدة عطفا على التحديات الماثلة .
بوادر الفرح هلت اليوم ( الخميس ) مساء وإخوان البرنس يعيدون للهلال لونه الأزرق من خلال ما قدموه في مباراتهم الدورية الثانية أمام الأهلي الخرطومي بعرض ولا أحلى ونتيجة ولا أروع مكنتهم من ( التحكر ) على صدارة بطولتهم المحببة .
إلا أن الفرحة لم تدم طويلا هذه المرة على غير عادة ( الأهلة ) حيث جاء في الأنباء أن بوادر خلاف هلالي جديد على وشك الاندلاع .
سعد العمدة الرئيس المكلف وأمين عبد الوهاب مدير دائرة الكرة صعدا خلافاتهما التي بدأت منذ معسكر الأمارات ولم يجدا انسب من هذه الأيام ليصلا بها إلى ذروتها .
والفريق يخوض احد أهم مبارياته الدورية وبعد عرض باهت في الافتتاح جعل اغلب عشاق الموج الأزرق يضعون أيديهم على قلوبهم يأتي أمين عبد الوهاب للرئيس الجديد ويخبره بان المحترفان سادومبا وامبيلي لهما مستحقات على النادي واشترطا استلامها حتى يلعبان مباراة اليوم أمام الأهلي .
اول ما فكر فيه الرئيس الجديد هو أن مدير الكرة يريد أن يمتحنه في منصبه التكليفي الجديد فواجه الموقف بصد بائن .
مدير الكرة سعى كل جهده لتدبير المبلغ ونجح في نهاية المطاف ( حسب الرواية المتوفرة حتى الآن ) وجاء بصحبة اللاعبين متأخرا.
ثار الرئيس الجديد وصنف تصرف مديرة الكرة بأنه ( تحريضي ) وسارع بالتشاور مع أعضاء إدارته ( 6 ) بإقالته من منصبه.
هنا تدخل الأرباب ( الذي رفض المجلس استقالته ) إلا أن تدخله على غير العادة جاء هذه المرة بطريقة مبطنة ولم يجد القبول من أعضاء المجلس بمثلما كان يحدث سابقا .
حيث قوبل تدخله برفض من الرئيس المكلف مع تأكيد بأنهم كمجلس لا يمكن أن يوافقوا على شخص غير مرغوب من اغلب الفئات الهلالية ويحبه الرئيس فقط.
شخصياً لا ادري المقاييس التي يتم بها قياس درجات الحب والكراهية بين أعضاء مجلس الهلال في هذا الجانب .
عموما هذا كل ما هو متوفر حتى هذه اللحظة وواضح جدا أن الأمور في الهلال تسير من ضبابية إلى ضبابية أكثر.
كثير من السيناريوهات تفرض نفسها على الواقع الهلالي المأزوم هذه الأيام أولها أن يعود الرئيس المستقيل ويطالب بإرجاع مدير الكرة إلى منصبه وهو ما سيقابل بالرفض من الرئيس المكلف الحالي وفي هذه اللحظة لن يخرج الحل إلا من خيارين إما تنفيذ قرار الرئيس المستقيل وبالتالي استقالة الرئيس المكلف أو أن تسير الأمور من أزمة إلى أزمة المتضرر الأول منها والأخير هو الهلال .
أما السيناريو الثاني وهو الأقرب حتى هذه اللحظة ما لم يتحد الأهلة على قلب رجل واحد وينبذوا خلافاتهم جانبا مع حرص تام على إعلاء مصلحة الهلال العليا ... وهو انهيار المجلس وتكوين لجنة تسيير تقود النادي إلى حين انتخاب مجلس إدارة جديدة.
قد يتساءل سائل عن كيف لي أن اطرح كل هذه السيناريوهات دون وضع أي مقترحات للحل ؟ ولهذا وذاك أقول أن الحل يكمن في أن يتحمل الأرباب كامل مسئولياته وان يعترف اليوم قبل الغد بمسئولياته عن كل ما يحدث في الهلال بدءً باستقالات الأمين العام ونائب الرئيس والعمل على مراجعتهما فوراً.
ثانيا احتواء كل ما من شأنه تعكير صفو الهلال بداية بتحييد فريق كرة القدم الذي يستعد لمباراة افريقية من العيار الثقيل أمام افريكا سبوت العاجي .
ثالثا أن يرتفع أعضاء مجلس الهلال الحاليين إلى موقع المسئولية وان يقدروا التكليف الذي وضعتهم فيه جماهير الهلال وان يعلموا أن الهلال اكبر منهم جميعا.
رابعا أن يبتعد الإخوة في الإعلام عن تأجيج النيران ومناصرة جهة ما على حساب أخرى وان يتبعوا النقد الهادف والبناء الذي من شانه أن يكشف العيوب ويوحد الأهلة.
لا اعلم السبب الذي جعل قناة الجزيرة تحجم عن بث مباراة الهلال والأهلي الخرطومي مساء اليوم في الأسبوع الثاني من الدوري الممتاز وبثها لاحقا بعد منتصف الليل كإعادة .
وأيا كان السبب فجمهور الرياضة السوداني كان على الأقل يستحق اعتذارا أو تبريرا واضحا على هذا القصور سواء من اتحاد الكرة منظم البطولة أو من قناة الجزيرة صاحبة الحقوق الحصرية .
نتمنى أن لا يتكرر ما حدث اليوم في المباريات المقبلة خاصة وان كثير من السودانيين اشتركوا في قناة الجزيرة الرياضية فقط لمشاهدة الدوري الممتاز كما نتمنى أن تكون الأنباء التي تتحدث عن عدم قناعة القائمين على أمر القناة بالدوري السوداني هو السبب في عدم النقل .
أمنياتنا بالتوفيق لمريخ السودان وهو يتوشح بعلم بلادي الحبيبة بعد غد السبت أمام سانت جورج الأثيوبي في تمهيدي بطولة الأندية الإفريقية والأمنيات تتكرر أيضا بالتوفيق لأمل السودان أمام اتراكو في عطبرة .
وهي دعوة لجماهير الرياضة في كافة بلادي لنبذ العصبية والوقوف صفا واحدا يوم السبت مع المريخ والاحد مع الامل .

ya_mo_1975@hotmail.com