• ×
الخميس 18 أبريل 2024 | 04-17-2024
اماسا

زووم

اماسا

 7  0  2558
اماسا
زووم
هل سنستوعب درس الكاتلونيين؟
أنصار ورواد الكرة السودانية لا يقبلون مقارنة الأوضاع عندنا بما يحدث في الدول الأوربية أو أي من دول العالم الثالث المعروفة بمستوياتها الرفيعة في هذا المجال، إما استخفافاً بالكرة السودانية وما يجري في مسرحها من تفاصيل، أو خجلاً من المستوى المتواضع لكرتنا وهرباً من المقارنات المباشرة وبالتالي كشف النقاط التي توضح حجم المهزلة التي نمارسها هنا، ولكن تشاء الأقدار أن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن أصحاب الغرض ولتجعل المقارنات مسألة لا مفر منها، فأبناءنا من أجي التسعينات والثمانينات وما بعدهما غير مقتنعين تماماً بما نفعله بالكرة السودانية مهما قدمت من نجوم وأبطال، ومهما حاول الإعلام المحلي أن يضخم شخصياتهم ويجملها لأنهم لن يكونوا عند المقارنة مع نجوم الكرة العالمية إلا نمور من ورق.. هذه هي الحقيقة وإن كانت مؤلمة.. لذلك كان لزاماً علينا أن نتقبل المقارنة.. بل ونبادر بها، وإن لم نفعل فإن العالم من حولنا سيزج بنا في أتون المقارنة التي ستفضي إلى نتيجة حتمية مختصرها أننا متخلفون من حيث المفاهيم والممارسات.. والقائمون بأمر رياضتنا يهدفون دائماً للحصول على الصورة الجميلة للشخصيات دون أن تقدم ما هو مقنع، وإعلامنا يصنع بأيديه أصناماً ليعكف على عبادتها، وجمهورنا مخدوع ما بين البرق والبريق، والرهاب والمطر.. محتار بينما هو صحيح وما هو مغشوش.
من المؤكد أن كل من شاهد مباراة برشلونه الأخيرة أمام إسبانيول في ديربي كاتالونيا قد وجد نفسه دون ان يدري أمام مقارنة حية بينما حدث في تلك المباراة وما يحدث عندنا محلياً في الكرة السودانية، من سلوك جماهيري يتخطى في كثير من الأحيان مسألة الهوس والجنون بكرة القدم إلى الفوضى والهمجية، وما يحدث هناك من ممارسة تنوعت ما بين الرقي والتحضر، والذوق والإحترام والوقار، على أساس أن التنافس الرياضي الشريف قائم على إحترام الخصم والنفس واللعبة أيضاً، وهي الأشياء التي تخلق الأجواء الحميمية في أي ملعب تقام عليه مباراة لكرة القدم مهما كانت الحساسيات القائمة بين الطرفين، فقد رأينا جماهير برشلونة تقيم حفلاً مؤثراً للمدرب بيب غوارديولا بعد أن إختار مفارقة النوكامب وقد صنع من نفسه أسطورة في ذهن الانصار، ولا أظن أن الجماهير الكاتلونية قد احتاجت إلى لجنة للحشد والتعبئة على غرار ما سيفعله كرنديس وصفوت قاسم عندما اجتمعا مع رئيس نادي المريخ ودار نقاش حول كيفية حشد الجماهير أمام مازيمبي الكنغولي في المباراة المصيرية القادمة، مع أن المباراة نفسها تحمل صرخة مدوية تنتزع أي مريخي غيور من مكانه لتحمله حملاً للإستاد من أجل مساندة وتشجيع الفريق، وإن كانت جماهير المريخ قد وصلت مرحلة أن تحشد بميزانيات طائلة واجتماعات وغيرها من مظاهر هذه الأيام فاسمحوا لي بالقول أنها ليست جماهير المريخ الحقيقية فابحثوا عن الجمهور الأصيل واعرفوا إلى أين هرب وطريقة إرجاعه إلى المدرجات حتى تستقيم الأمور من جديد..!
لقد كان مشهداً مؤثراً وجماهير البارسا تحمل اللافتات وقد كتبت عليها (قراسياس بيب) أي شكراً بيب، وهي تقف إجلالاً وتوالي التصفيق لدقائق وهي واقفة، وعند الأوربيين تعني الوقفة مع التصفيق غاية الإحترام والتقدير، وقد فعلت جماهير البارسا ذلك لتودع مدربها المحبوب في أبلغ درس، ولكن الأهم في هذه المقارنة أنه لابد لجماهير المريخ وبقية الأندية السودانية أن تدعم لاعبيها بأساليب حضارية تترك الأثر الطيب في نفوسهم وتحفزهم على تقديم الأفضل، فما نشاهده في الفترة الأخيرة لا علاقة له بالتشجيع والمؤازرة، وإنما تمثل الكثير من الممارسات والمظاهر الجماهيرية خصماً على روح اللاعبين ومعنوياتهم، فبعضهم مازال يعتقد أن الصراخ في وجه اللاعبين يحثهم على اللعب بشكل أفضل، ولكنه يوترهم ويخرجهم من أجواء اللعب بعد أن يصبحوا متجمدين لا يستطيعون النظر إلى المدرجات، فيصبح الجمهور خصماً عليهم، خاصة وأن اللاعب يحتاج للدعم عندما يكون في برج نحسه أكثر من حاجته إلى التصفيق والهتاف له وهو نجم متألق.. وفي نهاية المطاف لن تضيف له الصرخات والشتائم مخزوناً لياقياً ولا مهارياً إذا كانت المباراة بحاجة إلى ما هو أكبر من قدراته، ولا يمكن أن يفعل التعصب وكل تلك الألفاظ النابية التي يشتم بها اللاعب ما يمكن ان يغطي القصور الإداري الذي نشأ في التعامل مع بعض التفاصيل التي تسهم في صناعة الصورة الزاهية للفريق والصعود به ليكون فريقاً بطلاً ينزل الهزيمة بأكبر فريق في القارة.. وفي نهاية المقال أوجه سؤالاً للجميع.. متى تكون لدينا جماهير مثل جماهير برشلونه.. تدعم اللاعب ولا ترعبه ولا تهزه نفسياً؟.. مجرد سؤال ستكون الإجابة المقنعة عليه كالآتي: سنقلدهم حتى نصبح قريبين منهم..!
مع أن قناعتي التامة في أنه كان ينبغي أن يقلدوننا في السلوك الطيب.. والنأي عن الألفاظ النابية.. فنحن أصحاب حضارة ودين عظيم يحث على مكارم الأخلاق.. بينما يعتمد أولئك على أعراف وتقاليد فقط..!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 7  0
التعليقات ( 7 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #2
    elfatih/braeem 7 05-08-2012 12:0
    EL BARCA SUPPORTERS ARE NOT THE BEST !!!!BECAUSE THEIR TEAM WITH PEP GRADIULA WON 13TH TROPHIES ,SO THEY GOT SOMETHING TO CHEER ABOUT AND THANKS THEIR LEAVING MANAGER ,BUT A TEAM LIKE LIVERPOOL WITH ALL THE HISTORY THEY HAVE THEY WON NOTHING SINCE 2006 (F A CUP)BUT THEY NEVER EVER LET THEIR BELOVED RED DAWN (YOU WILL NEVER WALK ALONE )WITH START OF THE MATCH AND AROUND 2 MINUTES BEFORE THE MATCH FINISH ,IT DOSN,T MATTER THE OUT-COME OR THE RESULT OF THE MATCH ,AND THIS SEASON THEY ARE IN THE 8TH POSITION BUT STILL MORE THAN 30 THOUSAND TRAVEL TO THE FINAL V CHELSEA IN THE FA CUP AND LOST ,BUT FOR SURE THEY WILL FILL THE ANFIELD TOMORROW V CHELSEA IN THE LEAGUE ,PLUS WE CAN,T FORGET THEN 3=0 DAWN V A C MILAN 2005 ISTANBOL CHAMPION LEAGUE FINAL AND HAW THE PLAYERS RE-ACT AFTER THEY HEARD THEIR SUPPORTERS SINGING (YOU NEVER WALK ALONE )EVEN THEY WERE THREE NIL DAWN JUST IN THE FIRST HALF !!!!JUST AMAZING SOMETHING YOU CAN,T BELIEVE IT ,THAT IS WHY THE TEAM CAME BACK TO SCORE 3 GOALS IN JUST 6 MINUTES AND GO ON TO LIFT THE CUP ON PENALTIES SHOOT-OUT ..BECAUSE OF THE SUPPORTERS !!!I WISH IF THE SUDANESE SPORT CHANNEL SHOW THAT GAME AGAIN AND PUT THE HIGLIGHT ON THE WAY THE KOP LIFT THEIR TEAM FROM THE DEAD AND GAVE THEM THE SPIRIT TO FIGHT .AND THAT IS WHAT WE NEED AGAINST MAZEMBY .
  • #3
    مازن 05-07-2012 12:0
    ياسلام يااماسا دائما تطرح مواضيع حيوية وانا من اشد المعجبين لكتاباتك مع انني هلالي قح بس انت والاخ عبدالمجيد عبدالرازق تجبرونا للقراءة لكم اما بقية الصحفيين فحدث ولا حرج نشكرك كثيرا
  • #4
    عجبكو 05-07-2012 09:0
    كلمات موثرة اماسا فقط ارجع الي نقطة ان في كل اندية افريقيا يحدث كما يحدث في المريخ لذا نتمني الصلاح لكل اندية قارتنا السمراء بعدين المقارنة بين اندية دول العالم الثالث و افضل نادي في العالم فيه كثير من الظلم فقط نتمني ان تكون جماهير السودان كجماهير المغرب العربي في تنظيمها و طرق التشجيع و غيرها ثم فلنفكر في جماهير البارشا لكن واقعين ليس اكثر تحياتي
  • #5
    سيف الدين خواجة 05-07-2012 08:0
    اخي اماسا كلام في التنك واستمر علي ذلك لفائدة الجميعواقول لك الدولة كل متكامل والمجتمع حلقات مترابطة هناك عندهم انتماء ديني وحضارة ولكن الاهم عندهم ذلك الدين وتلك الحضارة وقولهم يطابق سلوكهم وهذا ما نفتقده واقل مثال الوفاء بالوعد وقيمة الزمن وارجو ان تواعد اي سوداني الا من رحم ربي الا من امثال الدكتور بخاري الجعلي وهاشم ضيف الله وغيرهم قليل لا يكاد يبين لذلك كل تجمعاتنا تبدا متاخرة بفرق ساعة وناخذ الامر بمنتهي اللامبالاه وان شاء الله عندنا بفهم خاطئ تصبح حبل غسيل فهل دولتنا مثل دولتهم او مجتمعنا مثل مجتمعهم نعم لنا حضارة ودين ولكن عبارة عن ديكور ليس اي سلوك وما يظلمك الا رجل الدين وما يسرقك الا المتدين وباسم الدين ضاع كل شئ حتي صرنا نجابد ان يبقي الوطن واحدا وفي القرءان كل الحياة والانضباط ومن غفلتنا لا ندرك ان النعاش مرتبط بالمعاد ولكن يبقي المهم انتم شباب وعليكم تظل هذه المسئولية وبهذه الجدية وتسلح لها بالاسلحة الضرورية اما نحن فقد هرمنا ولم تاتي اللحظة التاريخية وعش لاخيك (هذه العبارة تداولت بين قبطان المريخ واديب الهلال عمر علي حسن في الزمان الزين اين نحن من تلك الايام يوم ان كانت كل الجماهيرتقرا لهما وتتمازح باريحية وحب)وعش لاخيك الف مرة ومرة
  • #6
    احمد قرض 05-07-2012 08:0
    اذا كانت الصحافة الرياضية تشتم كل يوم في اللاعبين-- والبعض يفقد ثقة اللاعب في نفسه خصوصا اذال كان من المعسكر الاخر لم يعتق مرق من مزمل الا شطبه من الهلال --انبراشة مرق-
  • #7
    عزعز 05-07-2012 08:0
    هم أيضا ياسيدي ينطلقون عن قناعات دينيه فالمسيح عليه السلام يقول(إذا صفعك أحدهم على خدك الايمن فأدر له خدك الأيسر)منتهى التسامح!!
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019